الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المعاصر للخاجة نصير الدين الطوسي
توفي سنة 679 بالبحرين في قرية هلتا من الماحوز.
في الرياض: هو صاحب شروح نهج البلاغة المعروفة الكبير والصغير والوسيط وغيرها، وليس هو من أولاد ميثم التمار وإن ظن ذلك.
وفي أنوار البدرين: أثنى عليه المحقق الطوسي ثناء عظيما، وعبر عنه المحقق الشريف في شرح المفتاح في أوائل علم البيان ببعض مشايخنا، وأثنى عليه صدر المحققين مير صدر الدين الشيرازي في حواشي التجريد في مباحث الجواهر وأعجب بما أورده في المعراج السماوي.
رأيت في بعض الرسائل أنه تلمذ على المحقق الطوسي في الحكمة وتلمذ عليه المحقق في العلوم الشرعية ولم استثبته: روى عنه العلامة جمال الدين الحسن بن يوسف بن المطهر، وقبره متردد بين بقعتين ثنتاهما مشهورة بأنها مشهده إحداهما في جبانة الدوبخ وأخرى في هلتا من الماحوز، ورأيت في رسالة للكفعمي في وفيات العلماء أنه مات في دار السلام بغداد وأنه أعلم بحقيقة الحال (انتهى كلام الشيخ سلمان الماحوزي البحراني). وذكره الشيخ فخر الدين الطريحي في مجمع البحرين وأثنى عليه ثناء جميلا وذكر أنه ورد إلى الحلة السيفية وكانت له مع علمائها قصة عجيبة، واستجاز منه كثير من علمائها كالعلامة الحلي والسيد عبد الكريم بن طاووس، وألف الشيخ سليمان البحراني في أحواله رسالة سماها السلافة البهية في الترجمة الميثمية، وذكر القصة المذكورة صاحب مجالس المؤمنين، وقال عنه سليمان بن عبد الله البحراني في السلافة البهية في الترجمة الميثمية: هو الفيلسوف المحقق والحكيم المدقق قدوة المتكلمين وزبدة الفقهاء والمحدثين العالم الرباني غواص بحر المعارف ومقتنص شوارد الحقائق واللطائف ضم إلى الإحاطة بالعلوم الشرعية وإحراز قصبات السبق في العلوم الحكمية والفنون العقلية ذوقا جيدا في العلوم الحقيقية والأسرار العرفانية وأكثر النقل عنه في حاشية شرح التجريد السيد الفيلسوف مير صدر الدين الشيرازي.
له مصنفات كثيرة منها شروح نهج البلاغة الثلاثة أحسنها الشرح الكبير مطبوع، قواعد العقائد في علم الكلام شرح كلمات أستاذه علي بن سليمان البحراني، شرح المائة كلمة المرتضوية، كتاب المعراج السماوي، كتاب البحر الخضم، شرح رسالة العلم لأحمد بن سعادة البحراني، رسالة في شرح حديث المنزلة، رسالة في الوحي والإلهام، النجاة في القيامة في أمر الإمامة، استقصاء النظر في إمامة الأئمة الاثني عشر، رسالة آداب البحث، كتاب ذكره الشيخ علي سبط الشهيد الثاني ونقل عنه. وأما كتاب الاستغاثة فليس له وأن نسبه إليه كثير من الأصحاب كالمجلسي والشيخ سليمان الماحوزي وغيرهما وكل ميثم بكسر الميم إلا ميثم البحراني وجده ميثم بن المعلى، ومن شعره قوله:
طلبت فنون العلم أبغي بها العلا | فقصر بي عما سموت له القل |
تبين لي أن العلوم بأسرها | فروع وأن المال فيها هو الأصل |
قد قال قوم بغير علم | ما المرء إلا بأصغريه |
فقلت قول امرء حكيم | ما المرء إلا بدرهميه |
من لم يكن درهم لديه | لم تلتفت عرسه إليه |
ومات في بيته وحيدا | يبول سنوره عليه |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 197