أبو جعفر موسى المبرقع بن محمد بن علي ابن موسى بن جعفر (عليه السلام)
توفي في ربيع الآخر سنة 296.
في تاريخ قم ما تعريبه: قال أبو علي الحسين بن محمد بن نصر بن سالم أنه أول من ورد قما من السادات الرضوية وذلك سنة 256 جاء إليها من الكوفة ثم أخرجه العرب من قم لأمور صدرت منه فذهب إلى كاشان فأكرمه أحمد بن عبد العزيز بن أبي دلف العجلي وخلع عليه وقرر له في كل سنة ألف دينار فلما ورد الحسين بن علي بن آدم وشخص آخر من رؤساء العرب على الصادق عليه السلام وبخهم على إخراجه من قم فأرسلوا وراءه وأرجعوه إلى قم مكرما ثم قصد عبد العزيز بن أبي دلف فأكرمه وعين له وظيفة سنوية ثم طلب أخواته زينب وأم محمد وميمونة بنات محمد بن علي من الكوفة إلى قم فتوفين بها ودفن بقرب قبر فاطمة بنت موسى بن جعفر وأقام موسى بن محمد بقم حتى توفي بها وصلى عليه أمير قم عباس بن عمرو الغنوي.
وفي الكافي والبحار ومرآة العقول وأربعين المجلسي هكذا: محمد بن جعفر الكوفي عن محمد بن عيسى بن عبيد عن محمد بن حسين الواسطي سمع أحمد بن أبي خالد مولى أبي جعفر أن أبا جعفر محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب (عليهم السلام) أشهده أنه أوصى إلى علي ابنه بنفسه وأخواته وجعل أمر موسى إذا بلغ إليه وجعل عبد الله بن مساور قائما على تركته من الضياع والأموال والنفقات والرقيق وغير ذلك إلى أن يبلغ علي بن محمد صير عبد الله بن مساور ذلك اليوم إليه يقوم بأمر نفسه وأخواته فيصير أمر موسى إليه يقوم لنفسه بعدهما على شرط أبيهما في صدقاته التي تصدق بها وذلك اليوم الأحد لثلاث ليال خلون من ذي الحجة سنة 220 وكتب أحمد بن أبي خالد شهادته بخطه وشهد الحسن بن محمد بن عبد الله بن الحسن بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب عليه السلام وهو الجواني على مثل شهادة أحمد بن أبي خالد في صدر هذا الكتاب وكتب شهادته بيده وشهد نصر الخادم وكتب شهادته بيده ’’انتهى’’ ولما كان في هذا الحديث بعض الغموض أوضحه المجلسي في البحار وصاحب مرآة العقول وبعض شراح الكافي وفي هذا الخبر تصريح بأن موسى ولي من قبل أبيه على جملة موقوفاته بعد علي الهادي وعبد الله بن مساور بدون مشاركة أحد بعد بلوغه في حياة الهادي وعبد الله وفي ذلك شهادة على عدالته وأمانته وديانته وكياسته ومن جملة الموقوفات عشر قرى كانت موقوفة على البنات اللاتي لا أزواج لهن من ذرية الرضا (عليه السلام) كما ذكر صاحب التاريخ أنه وصل إليه أن محمدا بن علي الرضا وقف هذه العشر القرى على النساء الرضوية التي لا أزواج لها وكان يرسل نصيب الرضائية الساكنات في قم من انتفاعات هذه القرى إليهن من المدينة.
ولكن المفيد في الإرشاد روى عن الحسين بن الحسن الحسيني عن يعقوب بن ياسر خبرا يتضمن عيوبا له ولكن هذين الراويين مجهولين ولم يذكرا في كتاب الرجال بل أن يعقوب راوي متن الخبر، الظاهر أنه من المتصلين بالمتوكل والواقفين على مطالبه القبيحة وكان حاضرا في ذلك المجلس ولعله ابن ياسر خادم المأمون ولا يثبت قدح بقول أحد أتباع المتوكل في حق أعدائه مع أن هذا الخبر معارض بالأخبار الكثيرة الدالة على حسن حاله خصوصا خبر جعل أبيه له متوليا على صدقاته ومعاملة الأشعريين وغيرهم له وهذا الخبر وأن نقله المفيد لكن لا يدل على اعتماده عليه كما أنه قد نقل في الإرشاد أن أمير المؤمنين عليه السلام لم يصب بجرح ثم نقل في مواضع أخر من الكتاب خلافه.
وتعرف ذرية موسى من القديم بالرضائية كما ذكره صاحب تاريخ قم في أحوال الجواد عليه السلام وأولاد موسى هم علي العسكري وموسى جد الرضائية الذين بقم وخديجة وحكيمة وأم كلثوم أمهم أم ولد.
والمراد برؤساء العرب الذين تقدم أنهم أكرموا موسى وأعزوه وكذلك ابن ابنه أبو علي محمد بن أحمد بن موسى قد أعزوه وأكرموه هم الطائفة الجليلة الأشعرية وهم أولاد عبد الله والأحوص ولدي سعد بن مالك بن عامر الأشعري قبيلة في اليمن جاؤوا إلى قم سنة 94 من الهجرة وبنوا هناك بلدا وعمرت قم بسببهم وكان فيهم من عصر الصادق (عليه السلام) إلى قريب عصر الشيخ الطوسي في كل طبقة كثير من العلماء والأعيان والرواة والمحدثين والمؤلفين والمصنفين وأصحاب المقامات العالية وقل ما يكون كتاب حديث لا يكون في صفحة منه من رواة الأشعريين. وقال صاحب تاريخ قم: من مفاخرهم أن أول من أظهر التشيع بقم موسى بن عبد الله بن سعد الأشعري أن الله يدفع البلاء بك عن أهل قم كما يدفع البلاء عن أهل بغداد بقبر موسى بن جعفر ومنها أنهم وقفوا المزارع والعقارات الكثيرة على الأئمة (عليهم السلام) ومنها أنهم أول من بعث الخمس إليهم ومنها أنهم أكرموا جماعة منهم بالهدايا والتحف والأكفان كأبي جرير زكريا بن إدريس وزكريا بن آدم وعيسى بن عبد الله بن سعد وغيرهم ممن يطول الكلام بذكرهم وشرفوا بعضهم بالخواتيم والخلع وأنهم اشتروا من دعبل الخزاعي ثوب الرضا (عليه السلام) بألف دينار من الذهب ومنها أن الصادق (عليه السلام) قال لعمران بن عبد الله أظلك الله يوم لا ظل إلا ظله. ’’انتهى’’ ما أخرجه المجلسي من تاريخ قم.
ولموسى المبرقع ولدان محمد وأحمد وعن كتاب زبر الأنساب أنه اختلف النسابون في بقاء عقب لمحمد فاختار الدينوري أن بني الخشاب من أولاد محمد وأكثر النسابين على خلافه أي أنه لا عقب له وأما بقية ذرية الإمام محمد التقي فهم جميعا بإجماع النسابين من أحمد بن موسى ’’انتهى’’.
وفي الشجرة الطيبة: لا يخفى أنه في المشهد المشهور بجهل دختران (أربعين بنتا) الواقع في المحلة المشهورة بموسويان (الموسويين) يوجد مشهدان صغير وكبير بينهما نحو خمس عشرة خطوة وفي المشهد الصغير صورة قبرين أحدهما قبر موسى والآخر قبر أحمد بن محمد بن أحمد بن موسى المبرقع المعروف بأحمد نقيب قم أما المشهد الكبير فأول من دفن فيه محمد بن موسى المبرقع الذي اختلف في أن له عقبا أو لا ودفنت بعده بريهة زوجة محمد بن موسى بنت جعفر الكذاب فجاء يحيى الصوفي وإبراهيم أولاد جعفر إلى قم وأخذا إرث أختهما بريهة وخرج إبراهيم من قم وبقي يحيى فيها ثم دفن في هذه المقبرة أبو علي محمد الأعرج ابن أحمد بن موسى المبرقع ثم دفنت فيها زينب بنت موسى ثم فاطمة بنت محمد بن أحمد بن موسى بن بريهة بنت محمد بن أحمد بن موسى ثم أبو عبد الله أحمد النقيب بن محمد بن أحمد بن موسى المبرقع ثم أم سلمة بنت محمد بن أحمد ثم أم كلثوم بنت محمد بن أحمد ويوجد قبور جماعة آخرين من ذرية موسى المبرقع في تلك البقعة.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 194