الأثاربي حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان التميمي أبو الفوارس الأثاربي ثم الحلبي: طبيب مؤرخ، له شعر وأدب. نسبته إلى أثارب (بين حلب وانطاكية) كان في أبام طغتكين الأمير (صاحب دمشق) المتوفي سنة 522هـ. وصنف كتاب (القوت) في تاريخ حلب من ينة 490 فما بعدها، يتضمن أخبار الفرنج وأيامهم وخروجهم إلى الشام

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 274

حمدان بن عبد الرحيم، أبو الفوارس الأثاربي: من قرية من أعمال حلب تدعى معراثا الأثارب. وكانت ملكه، ومن أولاده انتقلت إلى ملاكها الآن. أحد الأدباء الشعراء الخلعاء الأطباء الكتاب، كان دائبا في طلب العلم يحضر مجالس العلماء وأهل الأدب ويصحب من لقيه منهم ويلازمه. ولي للسلطان نور الدين أعمالا منها معرة النعمان. ودخل بغداد، وقال فيها:

توفي سنة اثنتين وأربعين وخمسمائة .
حدث حمدان بن عبد الرحيم ابن أخي هذا حمدان المذكور قال: جلس يوما عمي حمدان وجماعة من وجوه المعرة، منهم الرئيس نعمان، رئيس المعرة، وكان خال المحدث حمدان، على مجلس أنس بمعرة النعمان، ومعهم مغنية تسمى
«ست النظر» ثم افترقوا بعد هزيع من الليل، فقام عمي حمدان إلى فراش قد هيأه له الرئيس أبو الفتح ابن أبي حصينة في قبة له، وانتبه في أثناء الليل وأراد الخروج من القبة، فسقط من أعلاها إلى ناحية الدار، فعلم به الرئيس نعمان فجاءه في طائفة من أصحابه، وحملوه إلى فراشه. وأمر نعمان أصحابه ألا يخبره أحد بما جرى، ونام ساعة وهم حوله، ثم دعوا المغنية، فجلست عند رأسه تغني فانتبه من نومه، وجلس واستطاب وقته، فسألوه أن ينظم في ذلك شعرا، فعمل للوقت:
قال: فبقي مدة لا يعلم ما جرى إلى أن قلت له يوما: ما تقول في من سقط من هذا المكان؟ وأشرت إلى (المكان) الذي سقط منه إلى أسفل فقال: ما يجمع الله به شملا. فقلت له: أتذكر ليلة «أيا صاح قد صاح ديك الصباح» ؟ فقال: وما جرى؟ فقصصت عليه القصة. فقال: لهذا تؤلمني أعضائي. ثم وقع مريضا لوقته وبقي مطروحا على الفراش شهرين.
واتفق له الخروج إلى معراثا الأثارب، وكانت حينئذ بيد الإفرنج، فمرض صاحب الاثارب منويل، وهو ابن أخت صاحب أنطاكية، فدخل إليه حمدان فعالجه إلى أن عوفي، فمناه فطلب منه قرية فأعطاه معربونية فسكن بها مدة ثلاثين سنة، فسير إليه أبو الحسن ابن أبي جرادة من يعتبه على مقامه بين الفرنج، وسوء اختياره في المكوث بينهم، فكتب إليه:
ومن شعره:
واجتاز بحمدان في بعض السنين الأمير مهند الدولة بن الحنشي فأنزله بداره في الأثارب وأقام عنده أشهرا، فلما وافى هلال رمضان قال الأمير:

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1205

حمدان بن عبد الرّحيم، أبو الفوارس.
من قرية من أعمال حلب. وكان أديبا فاضلا، شاعرا خليعا، دخل بغداد سنة أربعين وخمس مائة. له كتب، منها: كتاب المصباح في مآثر بني تميم وأخبارهم وأشعارهم، وكتاب المفوّف في التاريخ، انتهى فيه إلى بعد الخمس مائة، وله أشعار.

  • دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 363