الأثاربي حمدان بن عبد الرحيم بن حمدان التميمي أبو الفوارس الأثاربي ثم الحلبي: طبيب مؤرخ، له شعر وأدب. نسبته إلى أثارب (بين حلب وانطاكية) كان في أبام طغتكين الأمير (صاحب دمشق) المتوفي سنة 522هـ. وصنف كتاب (القوت) في تاريخ حلب من ينة 490 فما بعدها، يتضمن أخبار الفرنج وأيامهم وخروجهم إلى الشام
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 274
حمدان بن عبد الرحيم، أبو الفوارس الأثاربي: من قرية من أعمال حلب تدعى معراثا الأثارب. وكانت ملكه، ومن أولاده انتقلت إلى ملاكها الآن. أحد الأدباء الشعراء الخلعاء الأطباء الكتاب، كان دائبا في طلب العلم يحضر مجالس العلماء وأهل الأدب ويصحب من لقيه منهم ويلازمه. ولي للسلطان نور الدين أعمالا منها معرة النعمان. ودخل بغداد، وقال فيها:
إن بغداد لمن أبصرها | ورآها طرفة بين البلاد |
فتأملها تراها عجبا | نعم بيض على قوم سواد |
أيا صاح قد صاح ديك الصباح | وهبت تغنيك ست النظر |
بلفظ هو السحر سحر الحلال | ووجه حوى الحسن مثل القمر |
وتشدوك قم وتنبه لها | وباكر صبوحك قبل البكر |
أفق كم تنام وهات المدام | ورقرق لنا الجام وقيت شر |
أما تنظر الفجر خلف الظلام | محثا وأعلامه قد نشر |
وقد سامحتك صروف الزمان | وكفت أكف القضا والقدر |
فما العذر في ترك شرب الشمول | ونهب الأباريق كرا وفر |
فشرب الشمول بخفق الطبول | ونفخ الزماري وقرع الوتر |
فما رونق الدهر باق عليك | فخذ ما صفا واجتنب ما كدر |
وقائل عائب لي إذ رأى شغفي | بقرية ليس سكناها من الشرف |
ماذا دعاك إلى هذا؟ فقلت له | صروف دهر وصرف الدهر غير خفي |
بخل الوفي وإعراض الرضي وتق | صير الصفي وظلم المشرف الجنف |
فإن أقمت بها فالمسك موطنه | في جلدة ومقر الدر في الصدف |
لا جلق رقن لي معالمها | ولا اطبتني أنهار بطنان |
ولا ازدهتني بمنبج فرص | راقت لغيري من آل حمدان |
لكن زماني بالجزر ذكرني | طيب زماني وفيه أبكاني |
يا حبذا الجزر كم نعمت به | بين جنان ذوات أفنان |
لله من قمر رآني معرضا | عنه وإعراضي حذار وشاته |
طلع الهلال فقلت أعمل حيلة | في قبلة تجني جنى وجناته |
فمضى وقال تصد عن قمر الهوى | لترى الهلال رقى إلى درجاته |
فأنا وحق هواك أبعد مرتقى | منه وتأثيري كتأثيراته |
أنا كامل أبدا وذلك ناقص | فاجهد بوصفي ممعنا وصفاته |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1205
حمدان بن عبد الرّحيم، أبو الفوارس.
من قرية من أعمال حلب. وكان أديبا فاضلا، شاعرا خليعا، دخل بغداد سنة أربعين وخمس مائة. له كتب، منها: كتاب المصباح في مآثر بني تميم وأخبارهم وأشعارهم، وكتاب المفوّف في التاريخ، انتهى فيه إلى بعد الخمس مائة، وله أشعار.
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 2009) , ج: 1- ص: 363