التصنيفات

المفضل بن عمر قال النجاشي: فاسد المذهب مضطرب الرواية لا يعبأ
به وقيل إنه كان خطابيا وقد ذكرت له مصنفات لا يعول عليها ونحوه قال العلامة وبدل وقد ذكرت له إلخ. وقد زيد عليه شيء كثير وحمل الغلاة في حديثه حملا عظيما ولا يجوز أن يكتب حديثه ’’انتهى’’.
وروى الكشي أحاديث في ذمه والبراء منه وأنه كان خطابيا ورجع وفي بعضها لم يذكر الرجوع وفي بعضها أنه ترك صلاة الصبح عمدا وعن شريك قال كان جعفر بن محمد رجلا صالحا مسلما ورعا اكتنفه قوم جهال يستأكلون الناس بذلك وكانوا يأتون بكل منكر مثل المفضل بن عمر إلى أن قال جهال ضلال الحديث وروى أيضا أحاديث في مدحه وأن أبا الحسن عليه السلام قال لما أتاه موته رحمه الله كان الوالد بعد الوالد أما أنه قد استراح وفي بعضها أن الصادق عليه السلام قال لأصحابه حين طلبوا منه رجلا يفزعون إليه في أمر دينهم وما يحتاجون من الأحكام قد أقمت عليكم المفضل اسمعوا منه وأقبلوا منه فإنه لا يقول على الله وعلي إلا الحق وأنه لم يأت عليه كثير حتى شنعوا عليه وعلى أصحابه لا يصلون ويشربون النبيذ وهم أصحاب الحمام ويقطعون الطريق والمفضل يقربهم ويدنيهم وقال المفيد في الإرشاد ممن روى صريح النص بالإمامة من أبي عبد الله عليه السلام على ابنه أبو الحسن موسى عليه السلام من شيوخ أصحاب أبي عبد الله عليه السلام وخاصته وبطانته وثقاته الفقهاء الصالحين رحمة الله عليهم المفضل بن عمر الجعفي وعد معه جماعة، وعن غيبة الشيخ أنه من قوامهم وكان محمودا عندهم، وروى الكليني في باب الصبر من الكافي في الصحيح عن يونس بن يعقوب قال أمرني أبو عبد الله عليه السلام أن آتي المفضل وأعزيه بإسماعيل وقال إقرأ المفضل السلام وقل له أنا قد أصبنا بإسماعيل فصبرنا فاصبر كما صبرنا الحديث وقد رجح كثير من العلماء وثاقته بل جلالة قدره لعدم ثبوت ما رمي به من الغلو وظهور أحواله في خلافه وروايته ما يظهر منه ذم الغلاة واحتمال أن يكون رميهم له بالغلو كرمي من نفى السهو والنسيان عن الأنبياء ونحو ذلك أو لرواية الغلاة عنه أو غير ذلك مع أن له كتاب التوحيد ولكثرة رواياته المتلقاة بالقبول وكونه خطابيا قد عرفت دلالة بعض الأخبار على رجوعه عنه قال البهبهاني.
ومن العجب الإتيان برواية شريك الملعون قدحا فيه وأما حكاية ترك الصلاة فلا يبعد أنها موضوعة لتضمنها تركه لها مجاهرة ومخالفة لرفقائه وأنهم سألوه عن السبب وكانت صلاة الصبح فقال صليت قبل أن أخرج وقد خرج ليلا وكل ذلك بعيد وإن صح أمكن كونه في وقت خطابيته كسائر ما ورد في ذمه في كونه خطابيا في وقت ما. ويظهر من أخباره أنه كان في الغالب على حسن العقيدة.
وقال السيد صدر الدين العاملي في حواشي رجال أبي علي في توجيه حديث قوله إني صليت قبل أن أخرج: الذي يخطو بالبال أن المفضل كان قد صلى وهم مشتغلون بالصلاة فلم يشغلوا به أما لأنهم أطالوا وخفف واشتغلوا بالمقدمات وكان على وضوء أو لأنهم اشتغلوا بالتعقيب ورأى أن يأتي به وهو راكب على حماره أو لنحو ذلك ولما كان قول الرجلين له ألا تصلي يتضمن الاعتراض عليه في تغافله عن الصلاة وتكاسله عنها لاعتقادهما أنه لم ينزل بعد أجابهما جواب الظريف المداعب بأني صليت قبل أن أخرج وقصد صلاة الليل أو العشائين وإلا فمن لا يستحي بترك الصلاة أي شيء يصنع بزيارة الحسين عليه السلام وبالجملة من نظر إلى حديث المفضل المشهور عن الصادق عليه السلام أن ذلك الخطاب البليغ والمعاني العجيبة والألفاظ الغريبة لا يخاطب الإمام بها إلا رجلا عظيما جليلا كثير العلم ذكي الحس أهلا لتحمل الأسرار الرفيعة والدقائق البديعة والرجل عندي من عظم الشأن وجلالة القدر بمكان ’’اه’’.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 132