السيد الميرزا محمد مهدي الطباطبائي التبريزي توفي سنة 1241.
العالم الرباني القاضي صاحب المساعي المشكورة في بث المعالم الدينية والخدمات الجليلة في الدين والدنيا ولم يكن في تبريز في ذلك العصر قاض غيره وتصدى لهذا المنصب بعده ابنه الميرزا عبد الجبار القاضي المتوفي سنة 1257.
وكان المترجم من تلاميذ الشيخ جعفر كاشف الغطاء كأخيه الميرزا رحيم وتلمذ على سميه السيد محمد مهدي بحر العلوم والميرزا محمد مهدي الشهرستاني ويروي إجازة عن أستاذه الأخير. قال الشيخ آقا بزرك الطهراني في كتابه (الكرام البررة في القرن الثالث بعد العشرة) ما لفظه: الميرزا مهدي ابن الميرزا محمد تقي ابن الميرزا محمد القاضي الطباطبائي التبريزي المتوفي 1241 ودفن بتبريز في مقبرته المعروفة في أوسط السوق قرب المسجد المعروف بالمقبرة جده الميرزا محمد القاضي ذكرته في محله ومر أخوه الميرزا علي أصغر شيخ الإسلام مع نسبه الشريف كان من العلماء الأخيار والفقهاء الأبرار مربيا للعلماء في عصره ينسب إليه الكرامات وله صدقات جارية إلى اليوم وأحفاد علماء أجلاء ومن تصانيفه رسالة في التوحيد مبسوطة وكان من أساطين الدين ورؤساء المسلمين حتى أن الروس كانوا يقولون ما نتمكن من دخول آذربيجان وفيها الميرزا مهدي وصار الأمر كذلك حيث تمكن الروس من دخول تبريز بعد وفاته وله إجازة عن الميرزا مهدي الشهرستاني بخطه في سنة 1198 وتاريخ وفاته في مجمع الفصحاء (مسكن ببهشت كرده سيد مهدي) ’’انتهى ملخصا’’.
وقال الحاج ميرزا آقاسي الصدر الأعظم لدولة إيران في عصر محمد شاه القاجاري في الورقة التي كتبها للسلطان ناصر الدين شاه أيام ولاية عهده بتبريز وذكر فيها من حالات الحاج ميرزا ما ترجمته: (كان الميرزا محمد مهدي طاب ثراه من أعاظم علماء الإسلام وكان مصدرا للآثار الكلية في سبيل الدين والدنيا الخ).
وأما الميرزا محمد تقي القاضي المتوفي سنة 1220 فقد كان ممن تلاميذ الوحيد البهبهاني والشيخ مهدي الفتوني العاملي ويروي عن أستاذه الأخير إجازة كما كتب أستاذه المذكور في ظهر الوسائل إجازة مفصلة بخطه في حقه وصرح أستاذه فيها بكونه جامعا لعلوم العقلية والنقلية وكتب معاصره كاشف الغطاء بخطه الشريف في حقه ما لفظه: (المتولي لمنصب القضاء بأمر الله ورسوله صلى الله عليه وسلم ذي الأخلاق السليمة والطبايع المستقيمة العالم العلامة الخ).
وكان الميرزا محمد تقي عدة أولاد أكبرهم الميرزا محمد مهدي المذكور ثم علي أصغر شيخ الإسلام المتصدي لمنصب مشيخه الإسلام بعد وفاة أخيه المذكور ثم الميرزا باقر ثم الميرزا عبد الرحيم المذكور ولم يكن الميرزا رحيم قاضيا في تبريز أصلا كما ذكرنا بل تصدى مدة لنقابة الأشراف.
وكان والد الميرزا محمد تقي القاضي وهو السيد الميرزا محمد القاضي وكذا جده الميرزا محمد علي القاضي الشهيد من أجلة الفقهاء ومن المتصدين للقضاء في آذربيجان والميرزا محمد المذكور صاحب تآليف في الفقه وغيره.
والميرزا محمد علي الشهيد المذكور قتله الأتراك العثمانيون في زمان استيلائهم على آذربيجان وغيرها من بلاد إيران حين هجوم الأفغان أيضا على أصفهان وتراجم هؤلاء وغيرهم من رجال هذا البيت العلوي مذكورة في الكتب المؤلفة في أنساب هذه الأسرة وتواريخها الشهيرة المعروفة (بآل عبد الوهاب) المنسوبين إلى جدهم الأعلى وهو العالم الرباني الأمير سراج الدين شيخ الإسلام ابن الأمير عبد الغفار شيخ الإسلام المنتهي نسبه إلى الشريف الإمام المجتبى عليه السلام بثماني عشر واسطة وكلهم من العلماء والمشاهير في عصورهم. وذكر ترجمته صاحب رياض العلماء حيث قال: (السيد الأمير عبد الوهاب الحسني التبريزي الفاضل العالم الفقيه الكامل جد السادات العبد الوهابية في تبريز وصاحب الكرامات والمقامات وقد استشهد في حبس ملك الروم في بلاد قسطنطينية وقصته طويلة الخ).
وقد بقي في بيته الجليل منصب القضاء الشرعي ومشيخة الإسلام ونقابة الأشراف وسائر المناصب الجليلة منذ عصره إلى زمن إعلان الحكومة الدستورية في إيران.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 67