السيد محمد كاظم اليزدي ابن السيد عبد العظيم الكسنوي النجفي الطباطبائي الحسني الشهير باليزدي
ولد في كسنو قرية من قرى يزد على مسافة ثلاثين ميلا منها سنة 1247 وكسنو اسم بنت يزدجرد آخر سلاطين الفرس الذي فر هاربا فقتل في طاحونة وكانت القرية لها فسميت باسمها وتوفي في النجف بذات الرئة وداء الجنب بين الطلوعين من يوم الثلاثاء 28 رجب سنة 1337 ودفن في مقبرته المعروفة خلف جامع عمران في المشهد العلوي. ينتهي نسبه إلى إبراهيم الغمر بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليهم السلام. كان فقيها أصوليا محققا مدققا انتهت إليه الرياسة العلمية وكان معول في المسائل الشرعية عليه وقبض على زعامة عامة الإمامية وسوادهم وجبيت إليه الأموال الكثيرة مما يقل أن يتفق نظيره ولكن كثيرين من الناس كانوا ناقمين على وجوه صرفها. نشأ على العمل في الزراعة مع أبيه ثم عزم على طلب العلم على الكبر فقرأ في يزد المبادئ العربية وسطوح الفقه والأصول ثم خرج إلى أصفهان فأخذ عن الشيخ محمد باقر الأصبهاني ابن الشيخ محمد تقي صاحب حاشية المعالم والحاج محمد جعفر الأبادئي وفي سنة 1281 هاجر إلى النجف مع الشيخ محمد تقي الشهير بآقا نجفي والشيخ محمد حسين والشيخ محمد علي الأصبهاني أبناء أستاذه المتقدم الشيخ محمد باقر وفي هذه السنة توفي الشيخ مرتضى الأنصاري فلم يتسن له الأخذ عنه وأخذ عن الفقيهين الشيخ مهدي الجعفري والشيخ راضي النجفي الشهير وعن الميرزا الشيرازي قبل خروجه إلى سامراء وانصرف إلى التدريس والتأليف وكان لغويا متقنا فصيحا قيما بالعربية والفارسية ينظم وينثر فيهما جيد النقد قوي التمييز. وكان يصلي جماعة في الصحن الشريف ويأتم به الخلق الكثير ويحضر درسه نحو 200 تلميذ. صنف (العروة الوثقى) رسالة في العبادات للمقلدين فيها فروع كثيرة جيدة الترتيب أفرز فيها كل فرع على حدة بعنوان مسألة وجعل لإعداد مسائلها أرقاما فسهل التناول منها وأقبل الناس عليها ونسخت نجاة العباد طبعت مرتين بالعربية وطبع معها بعض أبواب المعاملات وزيد في الطبعة الثانية كتاب الحج لن يتم وترجمت إلى الفارسية وطبعت باسم (الغاية القصوى) وعلق عليها بعد وفاته كل من نصب نفسه للتقليد وجملة منها طبعت مع التعليق وبذلك تكون قد طبعت ما يزيد عن خمس مرات ولها تتمة في جملة من أبواب المعاملات مع الاستدلال طبعت بعد وفاته في جزئين صغيرين فيهما القضاء والرياء والوقف والعدد والهبة 2 - حاشية المكاسب مطبوعة 3 - كتاب التعادل والتراجع مطبوع 4 - رسالة في اجتماع الأمر والنهي مطبوعة 5 - رسالة في الظن المتعلق بإعداد الصلاة وكيفية الاحتياط مطبوعة 6 - رسالة في منجزات المريض 7 - أجوبة المسائل مجلد ضخم طبع بعضه. وفي أيامه ظهر أمر المشروطة في إيران وأعقبها خلع السلطان عبد الحميد في تركيا وكان هو ضد المشروطية وبعض العلماء يؤيدونها كالشيخ ملا كاظم الخراساني وغيره وتعصب لكل منهما فريق من الفرس وكان عامة أهل العراق وسوادهم مع اليزدي خصوصا من لهم فوائد من بلاد إيران لظنهم أن المشروطة تقطعها وجرت بسبب ذلك فتن وأمور يطول شرحها وليس لنا إلا أن نحمل كلا منهما على المحمل الحسن والاختلاف في اجتهاد الرأي. أعقب عدة أولاد ذكور مات أكثرهم في حياته ولم يخلفه منهم إلا ولده السيد محمد وعدة اناث ثم توفي السيد محمد بعده. وقد اضطرب لموت المترجم جمهور العراقيين وسوادهم في أنحاء العراق وأقيمت مآتم لا تكاد تحصر لكثرتها في العراق وإيران وحضر مأتمه في إيران أحمد شاه واشتراك في مأتمه الفريقان ببغداد. وكان ظهور أمره بعد وفاة الميرزا الشيرازي كغيره من رؤساء عصره فإنهم لم يرأسوا إلا بعد وفاته وكثيرون أقاموا مجلس الفاتحة للميرزا أما هو مذهب إلى مسجد السهلة ولم يصنع فاتحة فقلده كثير من العوام لذلك. وكان يحضر مجلس درسه في أول الأمر جماعة لا يبلغون العشرة كنا نراهم ونحن ذاهبون إلى درس الخراساني وجمهور الطلبة منحاز إلى درس الشيخ ملا كاظم ثم تمادت به الأمور وكثر حضار مجلس درسه. وهو أول من عين الخبر يوميا للطلبة وعيالاتهم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 43