الحكم بن عبدل الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو الأسدي: شاعر مقدم، هجاء، من شعراء بني أمية. وكان أعرج أحدب، وأقعد في أواخر أيامه. ومولده ونشأته وبالكوفة. ولما استولى ابن الزبير على العراق ونفى منها عمال بني أمية نفاه معهم، فقدم الشام وأكرمه عبد الملك بن مروان. قال صاحب الأغاني: كان الحكم أعرج لاتفارقه العصا، فترك الوقوف بأبواب الملوك، وكان يكتب على عصاه حاجته ويبعث بها رسله فلا يؤخر له رسول ولا تحبس عنه حاجة ثم جعل يكاتب الأمراء بما يحتاج إليه في الرقاع
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 267
ابن عبدل الشاعر الحكم بن عبدل الأسدي ثم الغاضري الكوفي. شاعر مشهور القول، مجيد هجاء. نفاه ابن الزبير من العراق لما نفى عنها عمال بني أمية. وقدم دمشق. وكان له من عبد الملك بن مروان موضع. وقال ابن ماكولا: هو الشاعر الأعرج، كوفي مشهور. قال غيره قال: كان يأتي ابن بشر فيقول له: أخمس مائة أحب إليك العام، أم ألف في قابل؟ فيقول: ألف في قابل. وإذا أتاه من قابل، قال له: ألف أحب إليك العام أم ألفان من قابل؟ فيقول: ألفان من قابل، قال: فلم يزل كذلك حتى مات ابن بشر ولم يعطه شيئا. وقال صاحب الأغاني: كان أعرج أحدب لا تفارقه العصا. فترك الوقوف بباب الملوك. وكان يكتب على عصاه حاجته، ويبعث بها مع رسوله، فلا يحبس له رسول ولا تؤخر له حاجة. فقال في ذلك يحيى بن نوفل:
عصا حكم في الدار أول داخل | ونحن على الأبواب نقصى ونحجب |
وكانت عصا موسى لفرعون آية | فهذي لعمر الله أوهى وأعجب |
تطاع فلا تعصى ويحذر سخطها | ويرغب في المرضاة منها ويرهب |
حبسي وحبس أبي عليـ | ـة من أعاجيب الزمان |
أعمى يقاد ومقعد | لا الرجل منه ولا اليدان |
هذا بلا بصر هنا | ك وبي يخب الحاملان |
يا من رأى ضب الفلا | ة قرين حوت في مكان |
طرفي وطرف أبي عليـ | ـة دهرنا متوافقان |
من يفتخر بجواده | فجوادنا عكازتان |
طرفان لا علفاهما | يشرى ولا يتصاولان |
ففي حالتينا عبرة وتفكر | وأعجب منه حبس أعمى ومقعد |
كلانا إذا العكاز فارق كفه | يخر صريعا أو على الوجه يسجد |
فعكازه تهدي إلى السبل أكمها | وأخرى مقام الرجل قامت مع اليد |
سيخطئك الذي حاولت مني | فقطع حبل وصلك من حبالي |
كما أخطاك معروف ابن بشر | وكنت تعد ذلك رأس مال |
لعمري لئن جردتني فوجدتني | كثير العيوب سيء المتجرد |
فأعفيتني لما رأيت زمانتي | ووفقت مني للقضاء المسدد |
ولست بذي شيخين يلتزمانه | ولكن يتيم ساقط الرجل واليد |
يا رب خال لك مسود القفا | لا يشتكي من رجله مس الحفا |
كأن عينيه إذا تشوفا | عينا غراب فوق نيق أشرفا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
ابن عبدل الشاعر اسمه الحكم.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0
الحكم بن عبدل بن جبلة بن عمرو بن ثعلبة بن عقال بن بلال بن سعد بن
حبال بن نصر بن غاضرة، وينتهي نسبه إلى خزيمة بن مدركة الأسدي الغاضري الكوفي: شاعر مجيد هجاء من شعراء الدولة الأموية، كان ممن نفاه ابن الزبير من العراق كما نفى منها عمال بني أمية، فقدم دمشق ونال من عبد الملك بن مروان حظوة، فكان يدخل عليه ويسمر عنده، فقال ليلة لعبد الملك:
يا ليت شعري وليت ربما نفعت | هل أبصرن بني العوام قد شملوا |
بالذل والأسر والتشريد إنهم | على البرية حتف حيثما نزلوا |
أم هل أراك بأكناف العراق وقد | ذلت لعزك أقوام وقد نكلوا |
إن يمكن الله من قيس ومن جرش | ومن جذام ويقتل صاحب الحرم |
تضرب جماجم أقوام على حنق | ضربا ينكل عنا غابر الأمم |
طلعت علي الشمس بعد غضارة | في نومة ما كنت قبل أنامها |
فرأيت أنك جدت لي بوليدة | مغنوجة حسن علي قيامها |
وببدرة حملت إلي وبغلة | شهباء ناجية يصل لجامها |
فسألت ربي أن يثيبك جنة | يلقاك فيها روحها وسلامها |
دع الثلاثين لا تعرض لصاحبها | لا بارك الله في تلك الثلاثينا |
لما علا صوته في الدار مبتكرا | كأشتفان يرى قوما يدوسونا |
أحسن فانك قد أعطيت مملكة | إمارة صرت فيها اليوم مفتونا |
لا يعطك الله خيرا مثلها أبدا | أقسمت بالله إلا قلت آمينا |
رأيت محمدا شرها ظلوما | وكنت أراه ذا ورع وقصد |
يقول أماتني ربي خداعا | أمات الله حسان بن سعد |
ركبت إليه في رجل أتاني | كريم يبتغي المعروف عندي |
فقلت له وبعض القول نصح | ومنه ما أسر له وأبدي |
توق كرائم البكري إني | أخاف عليك عاقبة التعدي |
فما صادفت في قحطان مثلي | ولا صادفت مثلك في معد |
أقل براعة وأشد بخلا | وألأم عند مسألة وحمد |
فقدت محمدا ودخان فيه | كريح الجعر فوق عطين جلد |
فأقسم غير مستثن يمينا | أبا بخر لتتخمن ردي |
فلو كنت المهذب من تميم | لخفت ملامتي ورجوت حمدي |
نكهت علي نكهة أخدري | شتيم أعصل الأنياب ورد |
فما يدنو إلى فمه ذباب | ولو طليت مشافره بقند |
فإن أهديت لي من فيك حتفا | فإني كالذي أهديت مهدي |
ولولا ما وليت لكنت فسلا | لئيم الكسب شأنك شأن عبد |
لعمري ما زوجتها لكفاءة | ولكنما زوجتها للدراهم |
وما كان حسان بن سعد ولا ابنه | أبو البخر من أكفاء قيس بن عاصم |
ولكنه رد الزمان على استه | وضيع أمر المحصنات الكرائم |
له ريقة بخراء تصرع من دنا | وتنتن خيشوم الضجيع الملازم |
خذي دية منه تكوني غنية | وروحي إلى باب الأمير فخاصمي |
سيخطيك الذي حاولت مني | فقطع حبل وصلك من حبالي |
كما أخطاك معروف ابن بشر | وكنت تعد ذلك رأس مال |
خطبت امرأة من قومي فردت علي بيتي شعر، قال: وما هما؟ قال قالت: سيخطيك الذي حاولت مني | البيتان، فضحك عبد الملك وقال له: لحاك الله أذكرت بنفسك وأمر له بألفي درهم. |
كنت أثني عليك خيرا فلما | أضمر القلب من نوالك ياسا |
كنت ذا منصب قنيت حيائي | لم أقل غير أن هجرتك باسا |
لم أطق ما أردت بي يا ابن مروا | ن ستلقى إذا أردت أناسا |
يقبلون الخسيس منك ويثنو | ن ثناء مدخمسا دخماسا |
أصبحت جم بلابل الصدر | متعجبا لتصرف الدهر |
ما زلت أطلب في البلاد فتى | ليكون لي ذخرا من الذخر |
ويظل يسعدني وأسعده | في كل نائبة من الأمر |
حتى إذا ظفرت يداي به | جاء القضاء بحينه يجري |
إني لفي هم يباكرني | منه وهم طارق يسري |
فلأصبرن وما رأيت دوا | للهم غير عزيمة الصبر |
والله ما استعظمت فرقته | حتى أحاط بفضله خبري |
إني امرؤ لم أزل وذاك من الله | أديبا أعلم الأدبا |
أقيم بالدار ما اطمأنت بي | الدار وإن كنت نازعا طربا |
لا أجتوي خلة الصديق ولا | أتبع نفسي شيئا إذا ذهبا |
أطلب ما يطلب الكريم من | الرزق بنفسي وأجمل الطلبا |
وأحلب الثرة الصفي ولا | أجهد أخلاف غيرها حلبا |
إني رأيت الفتى الكريم إذا | رغبته في صنيعة رغبا |
والعبد لا يحسن العطاء ولا | يعطيك شيئا إلا إذا رهبا |
مثل الحمار المعقب السوء لا | يحسن مشيا إلا إذا ضربا |
ولم أجد عزة الخلائق إلا | الدين لما اعتبرت والحسبا |
قد يرزق الخافض المقيم وما | شد لعيس رحلا ولا قتبا |
ويحرم الرزق ذو المطية وال | رحل ومن لا يزال مغتربا |
ألق العصا ودع التخامع والتمس | عملا فهذي دولة العرجان |
لأميرنا وأمير شرطتنا معا | لكليهما يا قومنا رجلان |
فإذا يكون أميرنا ووزيرنا | وأنا فجئ بالرابع الشيطان |
ولو شاء بشر كان من دون بابه | طماطم سود أو صقالبة حمر |
ولكن بشرا سهل الباب للتي | يكون لبشر بعدها الحمد والأجر |
بعيد مراد العين ما رد طرفه | حذار الغواشي باب دار ولا ستر |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1185