التصنيفات

أبو بكر محمد بن عمر المعروف بابن العجابي أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء ابن سبرة بن سلم بن يسار التميمي الكوفي البغدادي المعروف بابن العجابي قاضي الموصل
ولد في صفر سنة 284 وقيل سنة 285 وقيل سنة 286 وتوفي ببغداد سنة 355 وصلي عليه في جامع المنصور وحمل إلى مقابره قريش فدفن بها.
في تاريخ بغداد للخطيب: قال الأزهري كانت سكينة نائحة الرافضة تنوح على جنازته.
الخلاف في اسم جديه
في الخلاصة ابن سلم بغير ميم قبل السين ابن البراء بن سبرة سيار بالراء. وعن الشهيد الثاني قال ابن داود أنه ابن سالم بن سبرة بن سالم بن يسار قال: وبعض أصحابنا (يعني العلامة توهمه سلما حيث رآه بغير الألف حتى أوقعه هذا الوهم في أن قال سلم بغير ميم قبل السين كأنه احترز أن يتوهم مسلما بالميم وأثبت جده وإنما هو يسار بتقديم الياء المثناة تحت ’’اه’’ وفي نضد الإيضاح: كأن العلامة لما رأى في كتاب النجاشي سالما مكتوبا بغير ألف كما قد يكتب على رسم الخط زعمه سلما فاحتاط واحترز من أن يتوهم متوهم فيجعله مسلما بالميم فقال ذلك ومنهم من أثبته ابن سلام بتقديم اللام على الألف ’’اه’’ وفي التعليقة في أمالي الصدوق محمد بن عمر ين محمد بن سلمة البراء الحافظ. وفي الخصال ابن سالم البراء ومضى عمر بن محمد سليم بالياء ومر في ثابت بن دينار مسلم بالميم وبالجملة تختلف النسخ في ذلك ’’اه’’ (أقوال): في الفهرست وكتاب النجاشي وأنساب السمعاني وتاريخ بغداد للخطيب ابن سالم بالألف وفي تذكرة الحفاظ بن سلم وعن رجال الشيخ في موضع ابن سلم وفي موضع ابن مسلم والظاهر أنه سالم وغيره تصحيف أو أن الألف حذفت في الرسم كما في إسحاق والحارث وهارون وغير ذلك. وفي أنساب السمعاني وموضع من رجال الشيخ يسار بالياء قبل السين وفي رجال النجاشي وتاريخ بغداد سيار كما في الخلاصة فتوهم العلامة في ذلك غير ثابت. وفي رجال النجاشي وعن الأمالي والخصال سالم البراء بدون لفظ ابن والظاهر أنه سقط من قلم النساخ.
نسبته
(الجعابي) بالجيم المكسورة والعين المهملة والألف والباء الموحدة وياء النسبة كأنه نسبة إلى عمل الجعاب أو بيعها. في أنساب السمعاني أشتهر بهذه النسبة أبو بكر محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن يسار التميمي المعروف بابن الجعابي قاضي الموصل.
أقوال علماء الشيعة فيه
ذكره الشيخ الطوسي في كتاب الرجال فيمن لم يرو عنهم عليهم السلام وقال في موضع مرة أخبرنا عنه محمد بن محمد بن النعمان وفي موضع آخر الحافظ بغدادي روى عنه التلعكبري وأخبرنا محمد بن محمد بن النعمان عنه قال في الفهرست: محمد بن عمر بن سالم الجعابي يكنى أبا بكر أحد الحفاظ والناقدين للحديث: وقال النجاشي: محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار التميمي أبو بكر المعروف بالجابعي الحافظ القاضي كان من حفاظ الحديث وأجلاء أهل العلم. وفي الخلاصة: الحافظ الكوفي القاضي كان من حفاظ الحديث وأجلاء أهل العلم الناقدين للحديث فجمع بين عبارتي النجاشي والشيخ وروى عنه الصدق مترجما وفي نضد الإيضاح: بغدادي كان من حفاظ العالمين به ’’اه’’.
(أقوال) لا ينبغي التوقف في حسن حاله وجلالته مع وصفه بما سمعت وكونه من الحديث الناقدين له مشائخ المفيد والتلكعبري وابن عبدون وكونه من تلامذه الحافظ ابن عقدة كما ستعرف وترحم عليه الصدوق كما عرفت وسيأتي قدح علماء أهل السنة فيه وأن ذلك إنما هو للتشيع.
أقوال علماء أهل السنة في حقه
ذكره الذهبي في تذكرة الحفاظ فقال: الحافظ البارع فريد زمانه قاضي الموصل أبو بكر محمد بن عمر بن سلم التميمي البغدادي ابن الجعابي العباس بن عقدة وصنف الأبواب والشيوخ والتاريخ قدم أصبهان وسمعوا منه قال أبو علي النيسابوري ما رأيت في أصحابنا أحفظ من ابن الجعابي قلت له يوما أبا بكر إيش أسند الثوري عن منصور وذكر ما يأتي عن الخطيب إلى قوله فحيرني حفظه ثم قال أحمد بن عبدان الحافظ وقع إلى جزء من حديث ابن الجعابي فحفظت منه خمسة أحاديث فأجابني فيها ثم قال لي من أين لك هذا قلت من جزئك قال إن شئت ألق على المتن وأجيبك في إسناده أو ألق علي الإسناد وأجيبك في متنه وذكره الذهبي أيضا في ميزان الاعتدال فقال محمد بن عمر أبو بكر الجعابي من أئمة هذا الشأن ببغداد على رأس الخمسين وثلثمائة إلا أنه فاسق رقيق الدين ولي القضاء بالموصل وكان أحد الحفاظ المجودين تخرج بابن عقدة وله مصنفات كثيرة وله غرائب وهو شيعي. وقال الدارقطني شيعي وذكر أنه خلط.
وقال السمعاني في الأنساب كان أحد الحفاظ المجودين المشهورين بالحفظ والذكاء والفهم صحب أبا العباس بن عقدة الكوفي الحافظ وعنه أخذ الحفظ وكان كثير الغرائب ومذهبه في التشيع معروف وهو غال في ذلك رحلته كثيرة قال أبو علي التنوخي ما شهدنا أحفظ من أبي بكر الجعابي وسمعت من يقول أنه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها إلا أنه كان يفضل الحفاظ وذكر ما يأتي عن الخطيب إلى قوله من يتقدمه فيه في الدنيا ثم قال وقال عمر ابن القاسم بن جعفر الهاشمي سمعت الجعابي يقول أحفظ أربعمائة ألف حديث وأذاكر بستمائة ألف حديث ’’اه’’ وذكر الخطيب في تاريخ بغداد وهو أقدم من السمعاني وابن حجر وعنه أخذ أكثر ما ذكراه فيه قال: محمد بن عمر بن محمد بن سالم بن البراء بن سبرة بن سيار أبو بكر التميمي قاضي الموصل يعرف بابن الجعابي كان أحد الحفاظ المجودين صحب أبا العباس بن عقدة وعنه أخذ الحفظ وكان كثير الغرائب ومذهبه في التشيع معروف وكان يسكن بعض سكك باب البصرة ثم روى مسندا عن أبي علي الحافظ وما رأيت في المشائخ أحفظ من عبدان ولا رأيت أحفظ لحديث أهل الكوفة من أبي العباس بن عقدة ولا رأيت في أصحابنا (أي البغداديين) أحفظ من أبي بكر ابن الجعابي وذاك أني حسبته من البغداديين الذين يحفظون شيخا واحدا أو ترجمة واحدة أو بابا واحدا فقال لي أبو إسحاق بن حمزة يوما يا أبا علي لا تغلظ في أبي بكر العجابي فإنه يحفظ حديثا كثيرا فخرجنا يوما من عند أبي محمد بن صاعد وهو يسايرني وقد توجهنا لإلي طريق بعيد فقلنا له يا أبا بكر إيش أسند الثوري عن منصور فمر في الترجمة فقلت له إيش عند أبو أيوب السختياني عن الحسن فمر فيه فما زلت أجره من حديث مصر إلى الشام إلى العراق إلى أفراد الخرسانيين وهو يجيب فقلت له إيش روى الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة وأبي سعيد بالشركة فأخذ يسرد هذه الترجمة حتى ذكر بضعة عشر حديثا فحيرني حفظه.
قال محمد بن عبد الله فسمعت أبا بكر بن الجعابي عند منصرفه من حلب وأنا ببغداد يذكر فضل أبي علي وحفظه فحكيت له هذه الحكاية فقال يقول هذا القول وهو أستاذي على الحقيقة وروى الخطيب عن أبي علي أيضا وروى عنه أيضا ما رأيت من أصحابنا أحرص على العلم منه ثم ذكر ما حاصله أنه ذاكره بأحاديث لعبد الله بن محمد الدينوري فغاب أياما وعاد فسئل فقال لم أصبر عنها فخرجت إلى الدينور فسمعتها وانصرفت ثم قال أبو علي الذي كان انتخبه ابن الجعابي لنفسه على الدينوري كان أحسن من الذي أخذه مني وأن أبا علي قال لابن الجعابي لو دخلت خراسان بعد أن دخلت الدينور فقال لقد هممت بهذا فقلت أذهب إلى العجم فلا يفهمون عني ولا أفهم عنهم فهذا الذي ردني ثم حكى عنه مسندا أنه قال دخلت الرقة فكان لي ثم قمطرين كتبا فأنفذت غلامي إلى الذي عنده كتبي فرجع الغلام مغموما فقال ضاعت الكتب فقلت يا بني لا تغتم فأن فيها مائتي ألف حديث لا يشكل علي منها حديث لا إسنادا ولا متنا. حديثا علي بن أبي المعدل عن أبيه قال ما شاهدنا أحفظ من أبي بكر بن العجباني وسمعت من يقول أنه يحفظ مائتي ألف حديث ويجيب في مثلها إلا أنه كان يفضل الحفاظ فإنه كان يسوق المتون بألفاظها وأكثر الحفاظ يتسامحون في ذلك وإن أثبتوا المتن وإلا ذكروا لفظه منه أو طرفا وقالوا وذكر الحديث وكان يزيد عليهم بحفظه المقطوع والمرسل والحكايات والأخبار ولعله كان يحفظ من هذا قريبا مما يحفظ من الحديث المسند الذي بتفاخر الحفاظ بحفظه وكان إماما في المعرفة بعلل الحديث وثقات الرجال من معتليهم وضعفائهم وأسمائهم وأنسابهم وكناهم ومواليدهم وأوقات وفاتهم ومذاهبهم وما يطعن به على كل واحد وما يوصف به من السداد وكان في آخر عمره قد انتهى هذا العلم إليه حتى لم يبق في زمانه من يتقدمه فيه في الدنيا حدثني رفيقي علي بن عبد الغالب الضراب قال سمعت أبا الحسن بن رزقويه يقول كان ابن الجعابي يملي مجلسه فتمتلئ السكة التي يملي فيها والطريق ويحضره ابن مظفر والدار قطني ولم يكن الجعابي يملي الأحاديث كلها بطرقها إلا من حفظه. حدثني الحسن بن محمد الأشقر البلخي قال سمعت القاضي أبا عمرو القاسم بن جعفر الهاشمي غير مرة يقول سمعت الجعابي يقول أحفظ أربعمئة ألف حديث وأذاكر بستمائة ألف حديث ثم روى عن بعض أصحاب الحديث أنه قال وعد ابن الجعابي أصحاب الحديث يوما يملي فيه فتعمد ابن المظفر الإملاء في ذلك اليوم وألزمني الحضور عنده ففعلت ثم انصرفت من المجلس فلقيني ابن الجعابي وقال لي ذهبت إلى ابن المظفر وتنكبت الطريق التي تؤديك إلى الاستيحاء مني فقلت قد كان ذاك فقال كم عدد الأحاديث التي أملاها فقلت كذا فقال أيما أحي إليك تذكر أسناد كل حديث وأذكر لك متنه أو تذكر لي متنه وذكر لك أسناده فقلت بل أذكر المتون فجعلت أقول له روى حديثا متنه كذا فيقول هو عنده عن فلان عن فلان وأقول أملى حديثا متنه كذا فيقول حدثكم به عن فلان عن فلان حتى ذكرت له متون جميع الأحاديث وأخبرني بأسانيدها كلها فلم يخطئ في شيء منها.
قدح علماء أهل السنة فيه
في تاريخ بغداد للخطيب: سمعت القاضي أبا القاسم التنوخي يقول: تقلد ابن الجعابي قضاء الموصل فلم يحمد في ولايته ثم حكى عن إبراهيم بن إسماعيل المصري أنه قال كنا بارجان مع الأستاذ الرئيس أبا الفضل ابن العميد في مجلس شرابه ومعنا أبو بكر ابن الجعابي الحافظ البغدادي يشرب فأتى بكاس بعد ما ثمل قليلا فقال لا أطيق شربه فقال الأستاذ الرئيس ولم ذلك فقال لما أقوله:

فقال الأستاذ ولم وهي تجلب الفرح وتنفي الترح فقال:
سألت أبا بكر البرقاني عن أبي الجعابي فقال حدثنا عنه الدارقطني وكان صاحب غرائب ومذهبه معروف في التشيع قلت قد طعن عليه في حديثه وسماعه فقال ماسمعت فيه إلا خيرا سأل أبو عبد الرحمن السلمي أبا الحسن الدارقطني عن ابن الجعابي هل تكلم فيه إلا بسبب المذهب فقال خلط، وعن أبي الحسن قال لي ثقة من أصحابنا ممن كان يعاشره أنه كان نائما فكتبت على رجله كتابة فكنت أراه إلى ثمانية أيام لم يمسه الماء (أقول) في تذكرة الحفاظ ثلاثة أيام. وفي تذكرة الحفاظ أيضا:
قال الحاكم للدارقطني يبلغني عن أبي الجعابي أنه تغير عما عهدنا قال وأي تغير قلت بالله هل اتهمته قال أي والله ثم ذكر أشياء قلت وصح لك أنه خلط الحديث وقال أي والله قلت حتى خلف أنه ترك المذهب قال ترك الصلاة والدين قال المسجي صحب قوما من المتكلمين فسقط عند أهل الحديث. وصل إلى مصر ودخل إلى الأخشيد ثم مضى إلى دمشق فوقفوا على مذهبه فشردوه فخرج هاربا ومر قوله في ميزان الاعتدال أنه فاسق رقيق الدين وله غرائب قال الخطيب أنشدني أبو القاسم عبد الواحد بن علي الأسدي لابن الحسن محمد بن عبد الله بن سكرة الهاشمي في ابن الجعابي:
(قال المؤلف): الرجل من الجلالة بمكان وذم القوم له مع اعتراف الفريقين بسبعة حفظه وكونه من أهل العلم ونقدة الحديث ورواية أجلاء الفريقين عنه واعتراف الطاعن فيه بأنه لم ير في عصره أحفظ منه وأنه أمام العلل والثقات والضعاف ليس إلا لتشيعه لا سيما مع قول البرقاني ما سمعت فيه إلا خيرا وذلك هو السبب في هجاء ابن سكرة له الذي يرجع إلى اتفاقه من خصومه فعد ذلك رياء ونفاقا مع ما هو المعلوم من حال ابن سكرة وتعصيبه على العلويين وأتباعهم وقصيدته في ذلك التي ردها أبو فراس الحمداني بالقصيدة الميمية معروفة كتشريد أهل دمشق إياه وكذلك نسبة التخليط والتغير وترك المذهب والدين والصلاة إليه هو من هذا القبيل وقول البرقاني أنه لم يسمع فيه إلا خيرا ينفي عنه التخليط أما الكتابة على رجله ورؤيتها بعد ثلاثة أيام أو ثمانية أيام إن صحت فالظاهر أنه يمسح على رجليه ويغسلها يرى ذلك فظنوا تركه للصلاة والظاهر أن نسبة ترك الصلاة إليه مستند إلى هذا وأشباهه أما نسبة الشرب إليه في مجلس ابن العميد فيتطرق الشك إليها مما ذكرناه من معاداة القوم له بعد ظهور تشيعه وتعصيبهم عليه وكيف يقبل قول من روى ذلك فيه وهو يخبر عن نفسه أنه كان مع ابن العميد في مجلس شرابه وهل كان حضر ذلك المجلس للذكر والعبادة فهو يخبر عن نفسه بالفسق والله تعالى يقول: {إن جاءكم فاسق بنبأ فتبينوا} مع أن شعره الذي أنشده وجواب ابن العميد له يدل على أنه لم يشرب وأنه اعتذر عن عدم الشرب والله تعالى ولي أمور عباده.
من روى عنهم ابن الجعابي
في تاريخ بغداد للخطيب: حدث عن عبد الله بن محمد بن البختري الحنائي ومحمد بن الحسن بن سماعة الحضرمي ومحمد بن يحيى المروزي ويوسف بن يعقوب القاضي وأبي خليفة الفضل بن الحباب ومحمد بن جعفر القتات ومحمد بن إبراهيم بن زياد الرازي ومحمد بن إسماعيل العطار وجعفر الغريابي وإبراهيم بن علي المعمري والهيثم بن خلف الدوري ومحمد بن سهل العطار ومحمود بن محمد الواسطي و عبد الله بن محمد بن وهب الدينوري وأحمد بن الحسن الصوفي وخلق كثير من أمثالهم. وفي تذكرة الحفاظ ذكر فيمن سمعهم يحيى بن محمد الحنائي و عبد الله بن محمد البلخي ومحمد بن حيان. وفي ميزان الاعتدال حدث عن أبي حنيفة ومحمد بن الحسن وابن سماعة وأبي يوسف القاضي.
من رووا عن ابن الجعابي
في تاريخ بغداد: روى عنه الدارقطني وابن شاهين وحدثنا عنه أبو الحسن ابن رزقوية وابن الفضل القطان وعلي بن أحمد بن عمر المقري وعلي بن أحمد الزراز ومحمد بن طلحة الثعالبي وأبو نعيم الحافظ وأبو سعيد بن حسنويه الأصفهاني وغيرهم وعد في تذكرة الحفاظ في جملة من روى عنه أبا عبد الله الحاكم والقاضي أبا عمرو الهاشمي وقال في أبي نعيم الحافظ وهو خاتمة أصحابه
مؤلفاته
في الفهرست: له كتب منها كتاب المولى وتسمية من روى الحديث وغيره من العلوم ومن كانت له صناعة ومذهب ونحلة، رواه الدوري عنه وأخبرنا عنه بلا واسطة الشيخ أبو عبد الله وأحمد بن عبدون. وقال النجاشي: له كتاب الشيعة من أصحاب الحديث وطبقاتهم وهو كتاب كبير سمعناه عن أبي الحسين محمد بن عثمان وكتاب طرق من روى عن أمير المؤمنين عليه السلام أنه لعهد النبي الأمي إلي أنه لا يحبني إلا مؤمن ولا يبغضني إلا منافق وكتاب ذكر من روى مؤاخاة النبي صلى الله عليه وسلم لأمير المؤمنين عليه السلام وكتاب الموالي الأشرف وطبقاتهم وكتاب من روى الحديث من بني هاشم ومواليهم وكتاب من روى حديث غدير خم وكتاب اختلاف أبي وابن مسعود في ليلة القدر وطرق ذلك وكتاب أخبار آل أبي طالب وكتاب أخبار بغداد وطبقات أصحاب الحديث بها وكتاب مسند عمر بن علي بن أبي طالب عليه السلام وكتاب أخبار علي بن الحسين عليهما السلام. أخبرنا بسائر كتبه شيخنا أبو عبد الله محمد بن محمد بن نعمان رضي الله عنه.
أمره بإحراق كتبه عند موته
في تاريخ بغداد للخطيب: كان أوصى بأن تحرق كتبه فأحرقت جميعها وأحرق معها كتب للناس كانت عنده قال الأزهري فحدثني أبو الحسين ابن البواب قال كان لي عند ابن الجعابي مائة وخمسون جزءا فذهبت في جملة ما أحرق وفي تذكرة الحفاظ عن الدارقطني قال أخبرت بعلة الجعابي فقمت إليه فرأيته يحرق كتبه فأقمت عنده حتى ما بقي منها شيء وقال المسبحي أمر عند موته أن تحرق دفاتره بالنار فاستقبح ذلك منه. وقال ابن شاهين دخلت أنا وابن المظفر والدارقطني على ابن الجعابي وهو مريض فقلت له من أنا فقال سبحان الله أنت فلان وهذا فلان وسمانا فدعونا وخرجنا ومشينا خطوات وسمعنا الصائح بموته ورجعنا لعنده فرأينا كتبه تل رماد.
(قال المؤلف): لم يكن الداعي له إلى إحراق كتبه عند موته إلا أمر عقلائي ويغلب على الظن أن الداعي له إلى ذلك وجود روايات فيها عمن لا يرتضي طريقتهم وأن المحرق بعضها لا كلها والله أعلم.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 28