الشيخ محمد علي نعمة بن يحيى بن عطوي بن يحيى بن حسين بن علي بن عبد الله بن علي بن نعمة المشطوب
ولد في 28 رمضان سنة 1299 في جبع من جبل عامل وتوفي ليلة الأربعاء 28 ذي القعدة سنة 1381 في حبوش ودفن فيها.
نشا يتيما في حجر والدته ولما نما تعلم القراءة والكتابة على بعض شيوخ القرية (جبع) وحين شب قدم النبطية حيث درس في مدرسة السيد حسن يوسف علوماللغةوالمنطقثم رحل إلى النجف حوالي سنة 1321 فأقام فيها دارسا إحدى وعشرين سنة فكان من أساتذته الشيخ محمد حسين كاشف الغطاء والميرزا بدر الدين والسيد كاظم اليزدي والشيخ كاظم الخراساني والميرزا حسين النائيني والسيد أبو الحسن الاصفهاني والشيخ أحمد كاشف الغطاء.
وحوالي سنة 1341 رجع إلى جبل عامل فسكن قرية حبوش بطلب من أهلها حيث استمر فيها أربعين سنة قضاها في الهداية والإرشاد وفض الخصومات بعفة واستقامة وورع.
شعره
قال:
معاهد للهوى بدلن حكما | وما أبقت لذي الآراء وهما |
ولما أن وقفت بها لاقفو | رسوم معاهد لم ألف رسما |
وفيها قد أقمت مدى طويلا | أناشد رسمها نثرا ونظما |
وقد نقضوا العهود وما رعوها | وقد جحدوا الولا جورا وظلما |
أرادوا بالتقاطع حرب صب | على طول الزمان أراد سلما |
فها صرف الزمان علي اخنى | وسدد من سهام البغي سهما |
وأخفيت الهوى جلدا ولكن | أرى حفظ الوداد علي حتما |
فما برق تلألأ أو نسيم | من الشامات إلا زدت غما |
وما أنسى معاهدهم وأني | أرى نسيانها والخلف لؤما |
لم أدخر للحشر إلا أنني | واليت آل المصطفى خير البشر |
أرجو النجاة بحبهم وولائهم | من حر نار وهي ترمي بالشرر |
أبا حسن يا خير ماش وراكب | ويا ابن أبي شيخ الأباطح طالب |
ويا من له بالفضل اسما المراتب | بشمس سما علياك ليل الغياهب |
تجلى فضاء الكون من كل جانب | إذا ما الدهر أبدى عن نواجذ نابه |
وخفت الردى يسقيك أكؤس صابه | فاوي إلى حامي الجوار وغابه |
ألا فاعقل الآمال عند رحابه | ففي بابه الاسما محط الركائب |
إذا رمت فوزا في الجنان فواله | وقف عنده يا سعد وقفة واله |
فذاك علي لم تخب في سؤاله | فمن جاء يوما طالبا لنواله |
وجدوى يديه نال أسنى الرغائب | له منزل فوق السماكين سؤددا |
غداة علا مجدا وفضلا ومحتدا | وما مثله في الناس بالجود والندى |
فيا طالب المعروف والفضل والهدى | فذاك علي الطهر من آل غالب |
عداك الردى والبؤس في حبه لد | فان ولا الكراك أعظم منقذ |
وليس تصيب النار من حبه اغتذى | أخو أحمد المختار بل صهره الذي |
به تدفع الجلي وسوء العواقب | هو العروة الوثقى هو الآية التي |
تنال به أقصى المنى والمطالب | هو الأسد الكرار في حومة الوغى |
ألا يا ريح إن جزت الخياما | فبلغها التحية والسلاما |
وفي ربع الأحبة بث وجدي | إلى من في العلا ضرب الخياما |
هو الفذ الأديب أبو المعالي | على هام السها قدما أقاما |
أروم وصالكم يا آل ودي | فهل دهري يبلغني المراما |
حفظت العهد مع طول التنائي | وهم نقضوا على القرب الذماما |
حنين النيب يشجيني ولكن | حنيني في النوى يشجي الحماما |
أما وولاك يا حسن السجايا | لغير الحب لم أثن الزماما |
ولي نفس أبت إلا المعالي | وفوق المجد قد بنت المقاما |
على أني بنيت لمجد قومي | أساسا في العلا حتى استقاما |
أطلقت في سرح الغرام غناني | وأبنت عن سر الهوى ببياني |
وطفقت أنشد عن معاهد انسها | يوم النوى وأرود كل مكان |
حتى نزلت بحاجر فوجدته | ربع الهوى ومراتع الغزلان |
فيه من الآرام كل مهفهف | ثمل يميل يعطفه الريان |
ألحاظه فتاكة مثل الظبي | وخدوده تسقيك بنت الحان |
إن مر لم تحسبه إلا صورة | قد مثلت بمعابد الصلبان |
أ أروم وصلا يا بثينة بعد ما | صرمت حبال الوصل يا أم مالك |
لقد راقني منك الجمال عشية | ولكنه قد كان أقوى المهالك |
لقد قمت في الدعوى إلى شرعة الهوى | فكان فؤادي مؤمنا بجمالك |
ومذ أعلن التوحيد فيك رميته | بسهام لحظك لا سهام نبالك |
أني شربت حميا الحب من قدم | من عالم الذر بل من عالم الأزل |
هيهات أصحو وجام الحب اسكرني | سكرا غدوت به كالشارب الثمل |
كيف السلو ونار الوجد مغرمة | ولاعج الشوق لا ينفك ذا علل |
طال التنائي وقلبي مغرم دنف | يا جيرة الحي ليت البعيد لم يطل |
تلك الربوع ربوع المجد من قدم | كانت بهم معقل العافين والأمل |
تلك الربوع-سقاها المزن قد دثرت | بعد البعاد-عداها داثر الطلل |
خطرت كغصن البانة الأملود | ورنت فما لحظ الظباء الغيد |
وبدت فما شمس الضحى كجبينها | هيفاء، تهزأ بالغصون الميد |
غيداء ناعمة الجفون كأنها | سكرى تمايل من جنى العنقود |
ألحاظها فتاكة فتانة | وخدودها شعل من التوريد |
كم بت مطوي الضلوع على جوى | وسعير وجد بالحشا موقود |
لا تنكري وجدي المبرح بالجفا | فدموع عيني في هواك شهودي |
أنسيت أياما تقضت بالحمى | وربي الغوير وحاجر وزرود |
أيام أنس بالمسرة والهنا | مرت وقد غفلت عيون حسودي |
بعد الأحبة أورى القلب نيرانا | ونظم الدمع من عيني عقيانا |
إني إبل ظما قلبي بذكركم | حتى يعود فؤادي منه ريانا |
وما بد لي من نحو (الغري) سنا | إلا وهيج أشواقا وأشجانا |
إن كان أورى زناد الشوق ذكركم | الأحباب واستمطر الأجفان عقيانا |
فان بعدكم لم يبق لي كبدا | ولا فؤادا ولا دمعا وأجفانا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 10- ص: 20