حفصة الركونية حفصة بنت الحاج الركونية الأندلسية: شاعرة انفردت في عصرها بالتفوق في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر. وهي من أهل غرناطة ووفاتها في مراكش. نعتها ابن بشكوال بأستاذة وقتها. وكانت تعلم النساء في دار المنصور ولها معه أخبار
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 264
حفصة الغرناطية حفصة بنت الحاج الركوني، من أهل غرناطة. أورد لها ابن الأبار في تحفة القادم:
يا سيد الناس يا من | يؤمل الناس رفده |
أمنن علي بصك | يكون للدهر عده |
تخط يمناك فيه: | والحمد لله وحده |
رعى الله ليلا لم يرح بمذمم | عشية وارانا بحور مؤمل |
وقد خفقت من نحو نجد أريجة | إذا نفحت هبت بريا القرنفل |
وغرد قمري على الدوح وانثنى | قضيب من الريحان من فوق جدول |
ترى الروض مسرورا بما قد بدا له | عناق وضم وارتشاف مقبل |
لعمرك ما سر الرياض بوصلنا | ولكنه أبدى لنا الغل والحسد |
ولا صفق النهر ارتياحا لقربنا | ولا صدح القمري إلا لما وجد |
فلا تحسن الظن الذي أنت أهله | فما هو في كل المواطن بالرشد |
فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه | لأمر سوى كيما تكون لنا رصد |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 13- ص: 0
حفصة بنت الحاج الركوني: شاعرة أديبة من أهل غرناطة مشهورة بالحسب والأدب والجمال والمال، جيدة البديهة رقيقة الشعر أستاذة وليت تعليم النساء في دار المنصور حفيد أمير المؤمنين عبد المؤمن بن علي، وسألها يوما أن تنشده فقالت ارتجالا:
يا سيد الناس يا من | يؤمل الناس رفده |
امنن علي بطرس | يكون للدهر عده |
تخط يمناك فيه | «الحمد لله وحده» |
رأست فما زال العداة بظلمهم | وحقدهم النامي يقولون لم رأس |
وهل منكر أن ساد أهل زمانه | جموح إلى العليا نقي من الدنس |
رعى الله ليلا لم يرع بمذمم | عشية وارانا بحوز مؤمل |
وقد خفقت من نحو نجد أريجة | إذا نفحت جاءت بريا القرنفل |
وغرد قمري على الدوح وانثنى | قضيب من الريحان من فوق جدول |
يرى الروض مسرورا بما قد بدا له | عناق وضم وارتشاف مقبل |
لعمرك ما سر الرياض بوصلنا | ولكنه أبدى لنا الغل والحسد |
ولا صفق النهر ارتياحا لقربنا | ولا غرد القمري إلا لما وجد |
فلا تحسن الظن الذي أنت أهله | فما هو في كل المواطن بالرشد |
فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه | لأمر سوى كيما تكون لنا رصد |
سلوا البارق الخفاق والليل ساكن | أظل بأحبابي يذكرني وهنا |
لعمري لقد أهدى لقلبي خفوقه | وأمطر كالمنهل من مزنه الجفنا |
يا أظرف الناس قبل حال | أوقعه وسطه القدر |
عشقت سوداء مثل ليل | بدائع الحسن قد ستر |
لا يظهر البشر في دجاها | كلا ولا يبصر الخفر |
بالله قل لي وأنت أدرى | بكل من هام في الصور |
من الذي حب قبل روضا | لا نور فيه ولا زهر |
لا حكم إلا لأمر ناه | له من الذنب يعتذر |
له محيا به حياتي | أعيذ مجلاه بالسور |
كضحوة العيد في ابتهاج | وطلعة الشمس والقمر |
بسعده لم أمل إليه | إلا طريفا له خبر |
عدمت صبحي فاسود عشقي | وانعكس الفكر والنظر |
إن لم تلح يا نعيم روحي | فكيف لا تفسد الفكر |
أزورك أم تزور فإن قلبي | إلى ما تشتهي أبدا يميل |
فثغري مورد عذب زلال | وفرع ذؤابتي ظل ظليل |
وهل تخشى بأن تظما وتضحى | إذا وافى إليك بي المقيل |
فعجل بالجواب فما جميل | إباؤك عن بثينة يا جميل |
زائر قد أتى بجيد غزال | طامع من محبه بالوصال |
بلحاظ من سحر بابل صيغت | ورضاب يفوق بنت الدوالي |
يفضح الورد ما حوى منه خد | وكذا الثغر فاضح للآلي |
أتراكم باذنكم مسعفيه | أم لكم شاغل من الأشغال |
أي شغل عن المحب يعوق | يا صباحا قد آن منه الشروق |
صل وواصل فأنت أشهى إلينا | من لذيذ المنى فكم ذا نشوق |
لا وحبيك لا يطيب صبوح | غبت عنه ولا يطيب غبوق |
لا وذل الجفا وعز التلاقي | واجتماع إليه عز الطريق |
أغار عليك من عيني وقلبي | ومنك ومن زمانك والمكان |
ولو أني جعلتك في عيوني | إلى يوم القيامة ما كفاني |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1181
حفصة بنت الحاج الركونية ترجمتها
هي حفصة بنت الحجاج الركونية الأندلسية. شاعرة متوقعة في الأدب والظرف والحسن وسرعة الخاطر بالشعر. من أهله غرناطة توفيت في مراكش 58 هجرية.
المناسبة
كتبت إلى فتى اشتهرت به: (من الوافر)
أزورك أم تزور فإن قلبي | إلى ما تشتهي أبدا يميل |
فثغري مورد عذب زلال | وفرع ذؤابتي ظل ظليل |
وقد أملت أن تظما وتضحي | إذا وافى إليك بي المقيل |
فجعل بالجواب فما جميل | إباؤك عن بثينة يا جميل |
زائر قد أتى بجيد الغزال | مطلع تحت جنحه للهلال |
بلحاظ من سحر بابل صيغت | ورضاب يفوق بنت الدوالي |
يفضح الورد ما حوى منه خد | وكذا الثغر فاضح للآلي |
ما ترى في دخوله بعد إذن | أو تراه لعارض في انفصال؟ |
أتراكم بإذنه مسعفيه | أم لكم شاغل من الأشغال |
سلام يفتح زهر الكمام | وينطق بالشدو ورق الغصون |
على نازح قد ثوى في الحشا | وإن كان تحرم منه الجفون |
فلا تحسبوا العبد ينساكم | فذلك والله ما لا يكون |
أغار عليك من عيني رقيبي | ومنك ومن زمانك والمكان |
ولو أني خبأتك في عيوني | إلى يوم القيامة ما كفاني |
يا ربة الحسن بل يا ربة الكرم | غضي جفونك عما خطه قلمي |
تصفحيه بلحظ الود منعمة | لا تحفلي برديء الخط والكلم |
يا رب إني من عبيدي على | حمر الغضا ما فيهم من نجيب |
إما جهول أبله متعب | أو فطن من كيده لا يجيب |
يا سيد الناس يا من | يؤمل الناس رفده |
امنن علي بطرس | يكون للدهر عده |
تخط يمناك فيه | الحمد لله وحده |
ثنائي على تلك الثنايا لأني | أقول على علم وأنطق عن خبر |
وأنصفها لا أكذب الله إنني | رشفت بها ريقا أرق من الخمر |
يا مدع في هوى الحس | ن والغرام الإمامه |
أتى قريضك لكن | لم أرض منه نظامه |
أمدعي الحب يثني | يأس الحبيب زمامه؟ |
ضللت كل ضلال | ولم تفدك الزعامه |
مازلت تصحب مذ كن | ت في السباق السلامه |
حتى عثرت وما قم | ت بافتضاح السآمة |
بالله في كل وقت | يبدي السحاب انسجامه |
والزهر في كل حين | يشق عنه كمامه |
لو كنت تعرف عذري | كففت غرب الملامة |
ولو لم تكن نجما لما كان ناظري | وقد غبت عنه مظلما بعد نوره |
سلام على تلك المحاسن من شج | تناءت بنعماه وطيب سروره |
سلوا البارق الخفاق والليل ساكن | أظل بأحبابي يذكرني وهنا |
لعمري لقد أهدى لقلبي خفقة | وأمطرني منهل عارضه الجفنا |
رأست فما زال العداة بظلمهم | وجهلهم النامي يقولون لم رأس |
وهل منكر إن ساد أهل زمانه | جموح إلى العليا حرون عن الدنس؟ |
يا ذا العلا وابن الخلي | فة والإمام المرتضى |
يهنيك عيد قد جرى | فيه بما تهوى القضا |
وأتاك من تهواه في | قيد الإنابة والرضى |
ليعيد من لذاته | ما قد تصرم وانقضى |
لعمرك ماسر الرياض بوصلنا | ولكنه أبدى لنا الغل والحسد |
فلا تحسن الظن الذي أنت أهله | فما هو في كل المواطن بالرشد |
فما خلت هذا الأفق أبدى نجومه | بأمر سوى كيما تكون لنا رصد |
يا أظرف الناس قبل حال | أوقعه نحوه القدر |
عشقت حسناء مثل ليل | بدائع الحسن قد ستر |
لا يظهر البشر في دجاها | كلا, ولا يبصر الخفر |
بالله قل لي وأنت أدرى | بكل من هام في الصور |
من الذي هام في جنان | لا نور فيها ولا زهر؟! |
المكتبة الأهلية - بيروت-ط 1( 1934) , ج: 1- ص: 215
بنت الحاج
وأما حفصة بنت الحاج الركونية من أهل غرناطة فلعلها بقيت بعد حمدة، وهي القائلة أبياتها المشهورة:
يا سيِّدَ النَّاسِ يا مَنْ | يُؤَمِّلُ النَّاسُ رِفدَهْ |
امننْ عليَّ بصكٍّ | يكونُ للدَّهرِ عُدَّهْ |
تخطّ يمناك فيه | الحمد لله وحده |
دار الغرب الإسلامي - تونس-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 240