التصنيفات

السيد محمد المجاهد ابن السيد علي صاحب الرياض الطباطبائي الحائري
ولد في كربلاء في حدود سنة 1180 وتوفي في قزوين عائدا من جهاد الروس سنة 1242 وحمل نعشه إلى كربلاء فدفن فيها وقبره مزور مشهور عليه قبة عظيمة.
في تكملة أمل الآمل: علامة العلماء الأعلام وسيد الفقهاء العظام وأعلم أهل العلم بالأصول والكلام تخرج على بحر العلوم وهو صهره على ابنته الوحيدة أم أولاده الأفاضل وعلى والده صاحب الرياض وكد وجد في علمي الفقه والأصول حتى جزم والده بأنه أعلم منه فصار لا يفتي وابنه في كربلاء فعلم ابنه بذلك فرحل إلى أصفهان وسكنها ثلاث عشرة سنة وهو المدرس فيها والمرجع في علمي الأصول والفقه لكل علمائنا وصنف فيها مفاتيح الأصول وغيره حتى توفي والده فرجع إلى كربلاء فكان المرجع العام لكل الإمامية في أطراف الدنيا وقام سوق العلم في كربلاء وصارت الرحلة إليه في طلب العلم من كل البلاد وسكن الكاظمية لما عثرت مهاجمة الوهابية لكربلاء وكانت البلدة بوجوده مرجعا للشيعة ’’اه’’ ونرجو أن لا يكون في هذه الترجمة بعض المبالغة لا سيما كونه أعلم من أبيه صاحب الرياض ولسنا نعلم من حقيقة حاله شيئا لنبدي رأينا فيها.
وإنما لقب ’’المجاهد’’ لأن الروس في سلطنة فتح علي شاه القاجاري تعدوا على بعض حدود إيران فطلب المترجم من الشاه إعلان الحرب على روسيا ولما كان الشاه يعلم عدم قدرة الدولة الإيرانية على ذلك لم يجب إلى هذا فأصر عليه السيد وكتب إليه إن لم تقم أنت الجهاد قمت أنا به فلم يجد الشاه بدا من إجابته وتوجه السيد مع جماعة من العلماء والطلاب وأهل الصلاح إلى بلاد إيران فلما دخلها عظمه أهلها غاية التعظيم واجتمع عليه خلق كثير حتى أنه توضأ يوما على حوض كبير فأخذ الناس ماءه للتبرك به حتى فرغ ولما اقترب من طهران استقبله الشاه وجميع أهل طهران وأجلسه الشاه معه على السرير ونهض للجهاد ورأس الشاه ابنه وولى عهده عباس ميرزا على الجيش والتقى الإيرانيون بالروس في تفليس وكان من نتيجة ذلك انكسار الإيرانيين وضياع عدة ولايات من إيران واستولى عليها الروس ودفع غرامة حربية أثقلت كاهل دولة إيران. ويعلل بعض الناس انكسار العسكر الإيراني بأنه لما ظهر الروس آثار غلبة جيش إيران أرسلوا إلى عباس ميرزا ليرجع عن الحرب ويتعهدوا له بأن تكون ولاية عهد السلطنة الإيرانية له العقبة وأن بعض الوزراء قال للسلطان إذا حصل الفتح للسيد تكون السلطنة له لا لك فالرأي أن تقطع الحرب فأجابهم وأوعز إلى القائد بلك فحصل ما حصل. وهذا عذر لا يقبله العقل السليم وطالما كنا نسمع مثله من الأعذار عند انكسار العثمانيين في حربهم مع روسيا وغيره بأن القواد قد رشوا وأمثال ذلك والحقيقة أن أسباب الغلبة تفوق الجيش العدو على جيش إيران في العدد والعدد معرفته بالفنون الحربية الجديدة وجهل عسكر إيران وكيف يمكن أن يكون الجيش الذي قائده عباس ميرزا الجاهل بفنون الحرب الذي قضى عمره في نعيم السلطنة وترفها ومدبره عالم لا يعلم من شؤون الدنيا سوى البحث في مسائل الأصول والفقه من صلاة الجماعة والزيارة والتهجد والمحاربون فيه عساكر لا تعلم من الفنون الحربية شيئا وطلاب وصلحاء لا يعرفون سوى المدرسة الدينية والمسجد كيف يمكن أن يغلب هذا الجيش جيشا مدربا يفوقه أضعافا مضاعفة في العدد والعدد والعلم والفنون الحربية، والسيد المجاهد مأجور على كل حال على نيته.
ولما جرى على العسكر الإيراني ما جرى رجع السيد وقد اسودت الدنيا في وجهه حتى أنه لما وصل إلى أردبيل قيل أنه لم يتكلم سبعة أيام ولما وصل لإلى قزوين توفي كمدا وغيظا.
وله من المصنفات (1) مفاتيح الأصول مطبوع (2) الوسائل في الأصول (3) رسالة حجية الظن (4) مناهل الأحكام في الفقه مطبوع (5) المصابيح في شرح المفاتيح للكاشاني (6) جامع العبائر في الفقه (7) كتاب في الأغلاظ المشهورة (8) المصباح الباهر في رد اليادري وإثبات نبوة نبينا الطاهر (9) عمدة المقال في تحقيق أحوال الرجال فيه نيف وتسعون ترجمة.
ولصاحب الترجمة أخ اسمه السيد محمد مهدي أصغر منه كان أيضا عالما جليلا أمهما بنت الآقا البهبهاني كانت عالمة فقيهة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 443