التصنيفات

محمد بن عبد الوهاب القزويني قال عباس إقبال الآشتياني:
ولد في 15 ربيع الأول 1294 في محلة سنگلج القديمة في طهران وتوفي سنة 1368 في طهران.
درس المترجم على والده حتى وفاته سنة 1306 هـ. وعلى السيد مصطفى قنات‏آبادي والشيخ صادق الطهراني والشيخ فضل الله النوري المازندراني وملا علي نوري الحكمي والآخوند ملا محمد الآملي والحاج الميرزا حسن الآشتياني، وكان ملازما مجالس الشيخ هادي نجم‏آبادي والسيد أحمد رضوي البيشاوري والميرزا محمد حسين ذكاء الملك فروغي، حتى يمكن القول أن هذه المجالس أثرت في حياته أكثر مما أثرت دروسه المدرسية.
نقل أخوه الأصغر السيد أحمد عبد الوهابي من قبل إحدى الشركات إلى لندن قبل سنة 1322 ه بقليل، ولما كان أخوه هذا يعرف مدى تشوقه لدراسة المخطوطات العربية والفارسية، وكان قد رأى في لندن مجموعة ضخمة منها، فقد دعا أخاه محمد بعد مدة من إقامته هناك إلى زيارة لندن للوقوف على تلك النفائس ودراستها. وكان المترجم آنذاك في السادسة والعشرين من عمره فاستقبل الدعوة بحماسة بالغة مقدرا أنه سيبقى أياما في لندن ويعود بعد إتمام مطالعاته إلى ايران مع أخيه، ولكن هذا السفر الموقت طال ستا وثلاثين سنة، ذلك إن إغراء تلك الكتب النفيسة القيمة، وتوفرها في مكان واحد وسهولة تناول تلك النسخ العزيزة النادرة، وكذلك تعرفه بالبروفسور إدوارد براون الذي كان مفتونا بايران ومن المتخصصين في تاريخها وآدابها، بدلت بالتدريج عزمه من السفر الموقت إلى الإقامة الدائمة، كما أن فنون التحقيق والمطالعة والتصحيح والمقابلة في الفروع التي تستهويه، بما عرف عنه من دقة واحتياط وشك كانت جبلة فيه انسته الأحباب والأصحاب، ولم يعد في خاطره شاغل آخر سوى ملاحقة ذلك 393 الهدف العلمي. وبعد أن تعرف على أساليب المستشرقين في أعمالهم، شرع بدعوة من البروفسور إدوارد براون في تصحيح تاريخ جهان گشاي للجويني ونشره، ولما كانت فضلي النسخ وأهمها من ذلك الكتاب التاريخي موجودة في المكتبة الوطنية بباريس، فقد انتقل إليها في شهر ربيع الثاني من 1324 ه، أي بعد سنتين من إقامته في لندن ومنذ ذلك التاريخ حتى سنة 1333 (حين انتقل من باريس إلى برلين ) مكث في العاصمة الفرنسية بسبب‏و لظهور عدة عقبات أخرى في الصيف، ولم يفارقها إلا لماما، إذ كان يغادرها أحيانا للاستجمام في سويسرة، وقد وفق خلال هذه المدة من إقامته بباريس إلى طبع الجزء الأول من تاريخ الجويني (تاريخ جهان گشاي) وتحضير الجزء الثاني منه للطبع، وإلى نشر بضع مقالات ورسالات في آداب ايران وتاريخها، وإلى تصحيح مقطوعتين أو ثلاث من المتون الفارسية القديمة وإحيائها.
وبعد مضي عام على بدء، انتقل المترجم من باريس إلى برلين برفقة المرحوم حسين قلي خان نواب الذي كان انتخب سفيرا لايران في برلين، وكان انتقاله بناء على دعوة من الأستاذ حسين حسن تقي زاده الذي كان في ذلك التاريخ رئيسا للجمعية الإيرانية الالمانية، والذي كان يصدر جريدة يومية باسم (كاوه) انتصارا للتعاون الإسلامي الالماني النمسوي وخصومة للروس والإنكليز، ووصل القزويني إلى برلين عن طريق سويسرا في 18 ذي الحجة 1323 (27 تشرين الأول-اكتوبر 1915) وبقي فيها طوال مدة الحرب بل وأمدا بعدها، وكان يقضي أيامه في مطالعة المخطوطات العربية والفارسية في المكتبة الامبراطورية ببرلين ومصاحبة فضلاء المستشرقين وأعضاء الجميعة الإيرانية ببرلين ومساعدة جريدة كاوه والتحادث إلى الأستاذ تقي زاده، ومع أن أمنيته الوحيدة كانت أن تنتهي الحرب ليعود إلى تصحيح تاريخ جهان گشاي ونشره، فان عودته إلى باريس تأخرت بعد الحرب حتى 1920 أي أكثر من سنة، بسبب عقبات نشات بعد الحرب ولعدم عودة العلاقات بين الدول المتحاربة إلى صورة طبيعية وعادية حالا بعد الحرب، وفي ذلك التاريخ فقط أي في 1920 استطاع بدعوة من صديقه القديم الميرزا محمد على‏خان فروغي وبفضل التسهيلات التي مهد بها له أن يعود من برلين إلى باريس، وأن يتابع عمله السابق المبتور في تحقيق الكتب وتصحيحها.
وخلال سفرته الثانية هذه إلى باريس تزوج من سيدة إيطالية ولدت له بنتا، وقد كان هذا زواجه الوحيد في حياته كما أنه لم يعرف من الأولاد سوى تلك البنت.
كان المترجم مقيما في باريس حتى خريف سنة 1939 م. حيث ترك باريس بسبب قيام‏و المتاعب التي كانت تعترض إقامة الأجانب في البلاد المشتركة في الحرب عدا الأخطار التي كانت تتهدد حيوات الناس في فرنسا، وبعد ست وثلاثين سنة من الاغتراب عاد المترجم في شهر تشرين الأول من تلك السنة مع زوجته وبنته إلى طهران، ووفق كذلك بعد انتهاء الحرب إلى جلب مكتبته النفيسة من باريس إلى طهران، ثم قطع علاقته باوروبا وصمم على أن يقضي بقية حياته في وطنه العزيز.
وقد ظل المترجم من (1939 م). حتى وفاته مشغولا كسابق عهده بالمطالعة والتحقيق.
أما آثاره-و كتاباته عدا كمية ضخمة من المذكرات والملاحظات مكتوبة على أوراق مستقلة أو باقية في الدفاتر وعلى حواشي الكتب دون ترتيب أو نشر-فمعظمها مقالات أو باقية في الدفاتر وعلى حواشي الكتب دون ترتيب أو نشر-فمعظمها مقالات شبيهة بالرسائل، ومقدمات أو حواشي كتبها على الكتب المختلفة، لذا قلما بقي له كتاب مستقل في موضوع واحد رغم أن كل سلسلة من تلك الخواطر والمذكرات التي تتناول موضوعا واحد رغم أن كل سلسلة من تلك الخواطر والمذكرات التي تتناول موضوعا واحدا تؤلف وحدها فيما لو جمعت كتابا مستقلا بديعا، ولكنه لم يكن له الجلد على مثل هذا العمل، كما أنه لم يكن يرى مذكراته في باب أي موضوع كاملة أو كافية.
وأما الرسائل التي كتبها فنشرت مستقلة أو طبعت ترجمتها فهي ما يلي:
1- لوائح الجامي بالفرنسية، وترجمتها الإنكليزية من وين فيلد.
2- ترجمة مسعود بن سعد بن سلمان التي نشرت ترجمتها الإنكليزية فقط على يد البروفسور إدوارد براون.
3- مقالة انتقادية وتاريخية عن كتاب (نقثة المصدور) تأليف محمد النسوي مؤلف سيرة جلال الدين المنكبرني، وقد طبعتها في طهران سنة 1308 شمسية (1929 م ).
4- رسالة في ترجمة أبي سليمان المنطقي طبعت في باريس ضمن سلسلة منشورات جمعية التحقيقات الإيرانية (أنجمن تتبعات ايراني).
5- تصحيح مقدمة الشاهنامه القديمة.
وقد طبعت المقالتان الأخيرتان في الجزء الثاني من كتاب بيست مقالة (أي عشرين مقالة) للمترجم بتاريخ 1313 ش (1934 م ). في طهران، وطبعت الثانية كذلك مع تعديل طفيف في كتاب هزاره فردوسي (أي الفية الفردوسي ).
6- رسالة في تراجم ممدوحي سعدي، وقد طبعت هذه الرسالة ضمن مجموعة مقالات كتبها آخرون باسم سعدي نامه سنة 1316 ش (1937 م ). من قبل وزارة المعارف الإيرانية باشراف الأديب الفاضل السيد حبيب يغمائي.
7- رسالة في ترجمة الشيخ أبي الفتوح الرازي صاحب التفسير الفارسي المعروف، وقد طبعت هذه الرسالة في آخر الجزء الخامس من ذلك التفسير في طهران.
8- وفيات المعاصرين شاملة تعريفا وجيزا مع تواريخ وفيات أعلام العالم الإسلامية المعاصرين له أو قبلهم بقليل ممن راهم أو سمع وعرف شيئا عنهم، وقد كانت هذه الوفيات تنشر في مجلة (يادكار) وما طبع يمتد حتى حرف العين فقط، ولو كانت وصلت إلى النهاية فلعلها كانت ستكون من أفضل مؤلفات المترجم، ومن المراجع الدائمة لدارسي تاريخ ايران في القرن الحالي.
وأما الكتب التي صححها ونشرها بمساعدة سواه أو التي أعدها للطبع فهي التالية: 394 1- مرزبان نامه لسعد الدين الوراويني الذي طبع سنة 1336 ه.
قمرية (1917 م ). في ليدن بهولاندا.
2- المعجم في معايير أشعار العجم تأليف شمس الدين محمد بن قيس الرازي الذي طبع-كالكتاب السابق-ضمن منشورات أوقاف كيب في بيروت سنة 1327 (1908 م ).
3- جهار مقالة (أي: أربع مقالات) للنظامي العروضي السمرقندي، طبعت كذلك بواسطة أوقاف كيب مع مقدمة وحواش كثيرة سنة 1327 ه. (1908 م ). في ليدن.
4- تاريخ جهان گشاي جويني تأليف عطا ملك الجويني في ثلاثة أجزاء امتد تاريخ طبعها من 1912 حتى 1937 ميلادية.
5-الجزء الأول من كتاب (لباب الألباب) للعوفي مع حواش ومقدمة (و كان المرحوم براون قد طبع الجزء الثاني قبل ذلك).
6- ديوان حافظ الشيرازي بالاشتراك مع الدكتور قاسم غني، وهذا الديوان أصح وأدق النسخ من كليات حافظ، وقد طبع بامر وزارة المعارف الإيرانية سنة 1320 ش (1941 م ). طبعة تصويرية.
7- شد الإزار في مزارات شيراز، تأليف معين الدين جنيد الشيرازي، بمساعدة كاتب هذه السطور، مع حواش كثيرة دقيقة ومفصلة.
8 و9 و10-تصحيح كتب هفت إقليم أمين أي: (الأقاليم السبعة الأمين) لأحمد الرازي ومجمل التواريخ لفصيح الخوافي وعتبة الكتبة لأتابك منتجب الملك الجويني، وثلاثتها بمساعدة كاتب هذه السطور.
وفضلا عما تقدم فقد كتب مقدمتين تحقيقيتين لكتاب (تذكرة الأولياء) للعطار طبع البروفسور نيكلسن، و(نقطة الكاف) لميرزا جاني الكاشاني طبع البروفسور براون. وقد نشرت في الجزء الثاني من (بيست مقالة) المقدمات التي كتبها المترجم للنسخ التي صورت لوزارة المعارف الإيرانية، كما أن الأستاذ پورداود طبع سنة (1928 م ) في بمبئي مقالات المترجم التي نشرت في الصحف قبل ذلك التاريخ بعنوان الجزء الأول من بيست مقالة، وفي مجلة يادكار كذلك منذ تأسيسها (أيلول-سبتمبر 1944) مجموعة من مقالات هذا العالم الكبير.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 393