السيد صدر الدين محمد ابن السيد صالح السيد صدر الدين محمد ابن السيد صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين بن زين العابدين بن علي نور الدين أخي صاحب المدارك بن نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الأصفهاني
ولد بقرية (شد غيث) - وهي اليوم خراب - الواقعة قرب (معركة) من قرى جبل عامل في ساحل صور سنة 1193 وتوفي في النجف الأشرف ثالث عشر المحرم وقيل غرة صفر سنة 1263 وقيل 1264 وكان عرض له ما يشبه الفالج فرأى في منامه أمير المؤمنين عليه السلام يقول له أنت في ضيافتي في النجف ففهم أنه يموت فرحل إلى النجف 1262 ومات في السنة الثانية أو الثالثة من وروده ودفن في بعض حجر الصحن الشريف.(في روضات الجنات) أمه بنت الشيخ علي ابن الشيخ محيي الدين ابن الشيخ علي ابن الشيخ محمد ابن الشيخ حسن ابن الشهيد الثاني كان من أفاضل علماء وقته في الفقه والأصول والحديث وفنون الأدب والعروض وعلوم الأوائل وغيرها حسن التقرير جيد التحرير.انتقل مع أبيه بعد وقعة الجزار من جبل عامل وكان عمره أربع سنسن إلى بغداد والكاظمية (سنة 1197) واشتغل بطلب العلم فقرأ في النجف والكاظمية على الشيخ جعفر الكبير وتزوج ابنة الشيخ جعفر وقرأ على صاحب مفتاح الكرامة والشيخ سليمان بن معتوق العاملي والسيد محسن الأعرجي صاحب المحصول أما مشايخ الإجازة فتنيف عدتهم على عشرة أعلام سندا والده عن جده عن شيخه محمد بن الحسن الحر صاحب الوسائل وكذلك عن شيخه الشيخ سليمان بن معتوق عن جده السيد محمد وكان معظما عند علماء العراق من الخاصة والعامة بعد وفاة أبيه وقبلها وله معهم نوادر وحكايات شافهني بكثير منها لا يسعها المقام (وليته وسع المقام لبعضها فهي أنفع للقارئ وأجدر بالذكر من كثير مما أورده من الألقاب الضخمة والأسجاع الباردة) قال وكان شاعرا أديبا وحكى عن نفسه أنه كان يتردد أيام حداثته على السيد مهدي بحر العلوم أيام نظمه لأرجوزته في الفقه وكان السيد يعرض ما ينظمه على أنظار شعراء وقته وهو من جملتهم ثم رحل إلى أصفهان قال وأعانني كثيرا على تصنيف روضات الجنات واستعار مني كراريس منه ولم يردها إلي إلا قرب سفره (وليته كان يعرض عليه عباراته ليهذبها له) ثم رجع إلى العراق سنة 1262 وقد ناهز السبعين وكان قصده أن يدفن في جوار الأئمة الطاهرين عليه السلام فبقي في الكاظمية أشهر ثم ذهب لزيارة الحسين عليه السلام ثم إلى النجف وجاور فيها وسكن في دار أخيه السيد أبي الحسن إلى أن توفي فيها وصلى عليه الشيخ محمد ابن الشيخ علي ابن الشيخ جعفر الكبير ’’اه’’ وفي خاتمة مستدركات الوسائل كان شديدا في ذات الله آمرا بالمعروف ناهيا عن المنكر ملجأ للعلماء والأفاضل بأصفهان (وفي بغية الراغبين) كان قوي الحافظة سريع البديهة في الشعر أبي النفس متواضعا له في الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر مقامات مشهودة قوي الحجة وله مع فقيه الحنفية ومتكلم الأشاعرة في بغداد السيد صبغة الله مناظرات معروفة وعد من جملة من قرأ عليهم الميرزا محمد مهدي الشهرستاني الحائري والسيد مهدي بحر العلوم وصاحب الرياض قال وله منه إجازة مفضلة تاريخها سنة 1210 صرح فيها ببلوغه مرتبة الاجتهاد قبل التاريخ بأربع سنين فيكون عمره حين بلوغ المرتبة ثلاثة عشر عاما. وقال صاحب الروضات: يستفاد من تضاعيف كلامه أنه كان مدعيا للاجتهاد قبل البلوغ ’’اه’’ وفي تكملة أمل الآمل: تربى في حجر أبيه وكتب حاشية على شرح القطر في النحو وعمره سبع سنين وقال في أول رسالته في حجية الظن وردت كربلاء سنة 1205 وأنا ابن إثنتي عشرة سنة فوجدت الأستاذ الأكبر محمد باقر بن محمد أكمل مصرا على حجية الظن المطلق الخ الخ فيعلم أنه كان من أهل النظر والتحقيق في مشكلات مسائل الأصول في سن الاثنتي عشرة وحضر مجلس درس بحر العلوم تلك السنة وسافر إلى خراسان وفي تلك السفرة نظم القصيدة الرائية ثم رجع من طريق يزد فطلب منه أهلها البقاء عندهم فبقي فيها مدة قليلة ثم رحل إلى أصفهان وكان دار العلم ومحط رحال أهل الفضل فأقام بها وأرسل على عياله وأولاده في النجف فاستحضرهم. له من المؤلفات: كتاب أثرة العترة في الفقه استدلال واختصره بكتاب سماه سيرة العترة. القسطاس المستقيم في أصول الفقه المستطرفات في مسائل فقهية لم يتعرض لها الفقهاء. منظومة في الرضاع مع شرحها. كتاب في النحو وشواهده من القرآن خاصة اسمه قرة العين. رسائل في حجية الظنون الخاصة. رسالة في ذي الرأسين. رسالة في شرح مقبولة عمر بن حنظلة. قوت من لا يموت وهي رسالة تقليدية فارسية. أشعار مع شرح كثير منها. حواشي على كتاب نقد الرجال. تعليقة بخطه على رجال أبي علي سماها نكت الرجال قال في خاتمة مستدركات الوسائل يظهر منها طول باعه وسعة إطلاعه ودقة نظره وقد دونها ابن ابن أخيه السيد البارع في العلوم الحسن بن الهادي الموسوي الكاظمي. رسالة حجية المظنة في الرد على القول بحجية الظن المطلق وفي الروضات أن له قصائد كثيرة طويلة شرح بعضها إلى غير ذلك من الحواشي والرسائل وأجوبة المسائل.
وحواشيه بخطه على رجال أبي علي رأيتها في مكتبة الشيخ ضياء الدين النوري في طهران وفي آخر النسخة: لمحرره صدر الدين الموسوي عفي عنه
خليلي هل من وقفة بالمعاهد | لروعة محزون ولوعة واجد |
وذكرى فقيد كان للقلب واحدا | ورب فؤاد فاقد غير واحد |
وصلت فلما جاءك الصب طائعا | هجرت فهل يوم الوصال بعائد |
بعيشك هل شاهدت بعد افتراقنا | من البين ما شاهدت أم لم تشاهدي |
فعودي سليما أسلموه إلى القرى | وعودي على (شاك قليل العوائد) |
أعيدي لجفني الغمض ثاني مرة | لعل به طيف الخيال معاودي |
ليت ابن سينا درى إذ جاء مفتخرا | باسم الرئيس بتصنيف لقانون |
إن الإشارات والقانون قد جمعا | مع الشفافي مضامين القوانين |
تصك مثار الحصى بالحصى | وتتبع باقي الغبار الغبارا |
أرادتك أبعد غاياتها | وقبل الطواف رمين الجمارا |
من الصافنات تباري الصبا | إذ الأفعوان على الجيد مارا |
تصد القوانس مثها التراق | وتضغط في اللب صدرا طمارا |
يقيم على الريب فيها الفتى | أعقاب صيد رأى أم مهارى |
تقلب في سبسب أغبر | قريب اليباب بعيد القصارى |
يباب من الآل إيرادها | تقل خمارا وتلقي خمارا |
وتلقي السنابك في الراسيات | ورى لا تداني مداها الحبارى |
إذا ظللت نوقهن إنثنت | مدى عقبة النسر تهوي انحدارا |
رواس تسامت تريد السماء | كأن لهن على النجم ثارا |
يروع الوعول بهن الخيال | وتنبو المها أن ترائي نفارا |
تركنا سجستان ذات اليمين | وذات الشمال جعلنا بخارى |
توالى التلفت فيها بنا | وقبل العميد الحذار الحذارا |
هما خطتان جلا عنهما | حديث الوفود وأعطى الخيارا |
فأما تلاقي الصدور الطعان | وأما تقاسي الضلوع الأسارا |
وقوم إذ ارتفعت غبرة | على البت قالوا خيول تجارى |
تظل القلوب تدق الصدور | كأجنحة الطير واللب طارا |
ويغدو وقورهم لاعبا | من الخوف والخوف ينفي الوقارا |
يرى خير وصليه ورد الحتوف | حذار ترائي الوداع ادكارا |
ودامت على العود غلماننا | تبيت نشاوى وتصحو سكارى |
أطلت على النوم أجفانها | فما تطعم النوم إلا غرارا |
غدونا بها تحت ظل القنا | تهادى على ألقب غرثى سهارى |
سعت وأوام الهوى رادها | فبلت بقرب الجوار الأوارا |
تراءى لهم من تجاه الرضا | بريق كسا الجو منه نضارا |
ومشكاة أن لاح مصباحها | أعاه الدجى آية والنهارا |
بدور إذا دار شمس الضحى | ترى فلك الشمس منها استعارا |
وسل هل تجافى لتقبيله | ثرى الأرض بين يديها صغارا |
ولما بدا طاق إيوانها | أرانا الإله هلالا أنارا |
ومنه وردنا إلى جنة | لو أن الخلود يرى أن يعارا |
هناك تطاطا قرون الملوك | ويصبح سيان دار ودارا |
تؤم بطون الأكف السماء | وتنحو الجباه الصعيد افتخارا |
تبث الشكايا وترجى المنى | وتفدى الأسارى وتنجو الحيارى |
فصافح ذويك بذاك الغبار | وشرف به أن مررت الديارا |
ومن زار قبر الرضا عارفا | كمن جده أحمد الطهر زارا |
أنخها بلغت وألق العصا | وصل وطف وألزم المستجارا |
وأما نويت النوى كارها | فغالظ فؤادا يسوم انفطارا |
فمنكم إليك نشد الرحال | وبين ثراكم نسوق المهارى |
علي بن موسى وحسب الصريخ | غياث إذا دائر السوء دارا |
إليك إليك ومن قد حجى | رجاء سواكم عن القصد جارا |
غلاصم جيدي استطالت إلى | إياد كست أنعم الدهر عارا |
وجئت على عاتقي موبق | من السيئات عظاما غزارا |
وحسبي غدا أن يقول الذي | أعاديه فيك اصطبر لن تجارى |
إذا ذاق في النار طعم النعيم | وألقي بحبك عارا ونارا |
وأخشى الصراط وعمي الصراط | وفي جدد قد أمنت العثارا |
اتفقوا غباري جيوش الهموم | ومنها إليك خرجنا فرارا |
يقول بنونا البدار البدار | ومومي إليك الجوار الجوارا |
سجون سكن سويدا الفؤاد | وكن الشعار له والدثارا |
غزت دارة اللب فاستوطنت | حماها وكانت تلم ازديارا |
أسامر سود ليال طوال | وعهدي بها قبل بيضا قصارا |
عزمت المديح ولكن أرى | قصارى المديح لك الإعتذارا |
على الأرض طوفان نوح طغى | فأقصى جوارا وأدنى جوارا |
ومارج بحرين عذب فرات | وملح أجاج كما شاء خارا |
ومن قبله جاور المصطفى | وهيهات لا يشكران انتصارا |
وكان على البيت أصنامهم | وفي البيت ثم اقتنوه شعارا |
أبا الصلت طوباك سرطوي | لعينيك دون الأنام استنارا |
وفود الجواد لتهجيزه | أباه وأن يحضر الاحتضارا |
طوى الأرض لا السرج متنا رقى | ولا الأبرق النهد نقعا أثارا |
كنجم سرى أو شعاع سما | فنال السهى أو صباح أنارا |
فوافى سناباد من يثرب | كليل البراق ومن فيه سارا |
سناباد طبت ثرى إنما | سماك لنور الرضا قد أشارا |
علي بن موسى أتتك العروس | فصر الصداق وبث النثارا |
أيحظى بها دعبل جبة | إليها الجنان تحن انتظارا |
وأحرمها والفتى دعبل | عليم بأني أعلى ابتكارا |
وقدني من جبة خملة | لو أن العطا النزر يرضي نزارا |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 372