التصنيفات

الشيخ محمد رضا النحوي بن الشيخ أحمد بن الحسن الشهير بالشاعر

توفي سنة 1226 في الحلة ونقل إلى النجف.

شاعر عصره وأديبه غير مدافع، فاق على أبيه في الشعر، وكان نحويا لغويا واقفا على أسرار العربية ودقائقها. قرأ على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي في علوم الدين. وفي علوم الأدب لاسيما اللغة على السيد صادق الفحام وانقطع إلى السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي واختص به وله فيه مدائح كثيرة.

وقال بعضهم في ترجمته: كان أديبا أريبا عالما عاملا برا تقيا رضيا مرضيا، له من القصائد الفرائد جمة "اه".

ولما توفي والده كتب إليه الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء:

(شعره)

وله:

وله:

وله:

وله معاتبا:

وله:

ودخل الشيخ محمد رضا النحوي على السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي وقد ابل من مرضه سنة 1198 فأنشده له:

وله في المعنى:

وأنشده في ذلك:

وفيه له:

وكتب إلى شيخه السيد صادق الفحام:

فكتب السيد صادق الفحام في جوابه:

وعزم السيد محمد ابن السيد زين الدين على الحج فشيعه السيد صادق الفحام في رهط من العلماء وتقدم السيد الفحام فألبسه عمامة الطراز الأخضر مضيقا إليها حلالية وهي الكوفية ودسمالا وكان ذلك سنة 1183 فأنشأ الشيخ محمد رضا النحوي يقول:

وله في قدوم الشيخ جعفر صاحب كشف الغطاء من الحج سنة 1219:

وأرسل إليه الشيخ جعفر هدية وكتب معها:

فكتب إليه الشيخ محمد رضا:

وقال مهنئا السيد مهدي بعيد الفطر سنة 1210.

وكان السيد مهدي في زيارة أئمة سر من رأى وذلك في أيام الربيع فقال السيد:

وأحب أن يدمج هذا البيت في ضمن أبيات تتضمن وصف تلك الرياض وتنطوي على كشف أسرار بهجة تلك الفياض فقال المترجم:

وكان مع السيد مهدي جماعة من أهل العلم والأدب مشيعين لوالده لما توجد إلى كربلاء وقد طاب سفرهم بلا حتى لم يجدوا مشقة فابتدر المترجم قائلا في ذلك:

وقال يمدح السيد مهدي مؤرخا عام وروده من الحج:

وكان المترجم بحضرة السيد مهدي وكان السيد موعوكا فأمر أن يؤتى بعباءة ليلبسها فلما ألبسها قال الشيخ محمد رضا بداهة في المجلس مؤرخا:

***

وقال مؤرخا عام ولادة السيد رضا ابن السيد مهدي:

وكان السيد صادق الأعرجي المعروف بالفحام في الحلة فكتب إليه الشيخ محمد رضا النحوي:

فأجابه السيد صادق يقول:

#وقال يرثي الآقا محمد باقر بن محمد أكمل المعروف بالوحيد البهبهاني المتوفى سنة 1205 مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه السيد محسن الصباطبائي وميرزا مهدي الموسوي والشيخ جعفر ابن الشيخ خضر الجناجي النجفي:

وقال يرثي سلمان مملوك السيد مهدي الطباطبائي مؤرخا عام وفاته:

نظم حديث جنونان لا أخلاني الله منهما

وقال السيد محمد ابن عمنا السيد مهدي: وجدت في بحض مسودات جدي السيد علي الأمين طاب ثراه ما صورته: تذاكر يوما الشيخ محمد رضا النحوي الشاعر والسيد محمد الزيني النجفي الحديث المشهور عن أمير المؤمنين عليه السلام وهو قوله (جنونان لا أخلاني الله منهما الشجاعة والكرم) ففي صدر هذا الحديث صدر بيت من الشعر فليجعل كل منا عجز الحديث عجز بيت مع بقائه على معناه فقال السيد محمد الزيني:

وقال الشيخ محمد رضا:

فبينما هم على هذه الحالة إذ قدم عليهما العم السيد حسين أدام المولى علاه (هو السيد حسين ابن السيد أبي الحسن موسى عم جد المؤلف) فطلبا منه أن يكون لهما ثالثا فقال ارتجالا:

ثم إن العم المذكور نقل لي ذلك وطلب منيب أن أكون لهم رابعا فقلت:

قال ووجدت تحت هذا الحديث بخط الفاضل العلامة السيد كاظم ابن السيد أحمد (ابن عم والد المؤلف) ما صورته: ومذ وقفت على ما حكاه العم الجليل السيد علي قلت بديهة:

وقال السيد محمد ابن عمنا السيد مهدي المحدث بهذا الحديث: وقد جرى على لسان القلم حين اطلاعي على ذلك ما لفظه:

وقال العم السيد أمين ابن السيد علي الأمين حين اطلاعه على ذلك:

وقال المؤلف لطف الله به:

وقيل أن الشيخ محمد رضا وجد هذين البيتين على بلاطة ولم يعرف قائلهما وهما:

فعرضهما على السيد مهدي الطباطبائي فأمر بتشطيرهما فشطرهما فقال:

ثم أمره بتشطير الجميع فشطرها فقال:

وقال يهني السيد مهدي الطباطبائي بتزويج جديد:

وله:

وله مشطرا:

وله:

وكتب إليه السيد سلمان ابن السيد داود الحلي وكان يومئذ في الحلة معاتبا له على انقطاعه عنه مضمنا:

فكتب إليه في الجواب مشطرا أبياته:

وله:

وكان المترجم مع السيد مهدي الطباطبائي في طريق زيارة سيد الشهداء مع جماعة من الأدباء والعلماء فبينما هم في أثناء الطريق إذ هبت ريح وثار عجاج يمنعهم من السير لاستقباله ويدعوهم إلى السير فرارا من تراكم أهواله فأمره بنظم هذا المعنى في ذلك الحال فقال على سبيل الارتجال:

وكان معه في جماعة من العلماء والأدباء فكروا راجعين من الزيارة فلما وردوا الرباط الأول من الطريق وجلسوا فيه وقد أخذ منهم التعب وأجهدهم النصب أمر بتعريب البيت المشهور حيث اقتضت ذلك الحال فقال الشيخ محمد رضا ممتثلا أمره على سبيل الارتجال:

وقال يرثي السيد أحمد القزويني جد الأسرة القزوينية الشهيرة في العراق مؤرخا عام وفاته ومعزيا عنه السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي:

وفي هذا التاريخ فذلكة وهي إضافة خمس إليه مشار إليها بقوله وأهل الكساء الخمس وافوا وقال راثيا السيد مرتضى ابن السيد محمد الطباطبائي والد السيد مهدي بحر العلوم وقد توفي سنة 1204 ومعزيا عنه ولده المذكور وفيها تضمين شطور من لامية العجم.

سنة 1204

وقال يرثي الآقا محمد باقر الهزار جريبي مؤرخا عام وفاته معزيا لولديه متعرضا لذكر السيد مهدي الطباطبائي سنة 1205:

وقال:

وقال متغزلا:

وقال راثيا الشيخ إبراهيم سليمان العاملي ومؤرخا عام وفاته سنة 1195:

وقال راثيا له أيضا ومؤرخا عام وفاته:

وله:

وقال مخمسا قصيدة السيد نصر الله الحائري التي قالها في بناء قبة أمير المؤمنين عليه السلام بالنجف الأشرف:

#فلذ بحمى امنع الخلق جارا
#وغيث الولي وغوث الحيارى
#وشمس الكمال التي لا توارى
#لظل المهيمن عز اقتدارا
#ولا يحسد الليل فيها النهارا
#ولم تتخذ برج نحس مدارا
#قناديلها ليس تخشى استتارا
#ولم ترض غير الدراري نثارا
#جلاها لعينيك در صفارا
#لنا شمعة نورها لا يوارى
#ولا النفخ أطفاءه مذ أنارا
#فراشا ولم تبغ عنه مطارا

#به فارس ليس يخشى النفارا
#على ملك فاق كسرى ودارا
#له معدنا وكفاه فخارا
#تسر النفوس وتنفي الخمارا
#تراهم سكارى وما هم سكارى
#وبحرا بيوم الندى لا يبارى
#غلا قيمة وتسامى فخارا
#النواظر مهما بدا واستنارا
#بها علم الملك زاد افتخارا
#يدان يدا نعمة واقتدارا

#بدت فوق سرطوقها لا تبارى
#تشير إلى وافديها جهارا

وقال رحمه الله مخمسا قصيدة البردة المشهورة للبوصيري وكان تخميسها باقتراح بحر العلوم الطباطبائي وصدر تخميسها بهذه المقدمة.

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله الممدوح بكل لسان الغني بظاهر محامده عن الإيضاح والبيان بديع السموات والأرض باسط الفضل في الطول والعرض والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد المبعوث لحفظ النظام المنعوت بما هو أهله من الأجلال والإعظام وعلى غر آله القماقمة الأكبرين وعلى هر أصحابه الخضارمة الأنجبين (أما بعد) فيقول أفقر العباد إلى رحمة ربه الغني محمد الملقب بالرضا ابن الشيخ أحمد النحوي بصره الله بعيوب نفسه وجعل يومه خيرا من أمسه إني لما وقفت على القصيدة البديعة الغراء والفريدة اليتيمة العصماء للشيخ العالم العامل الأديب الكامل شيخ الإسلام والمسلمين إمام الملة والدين الشيخ أبي عبد الله محمد بن سعيد الدلاصي المصري البوصيري تغمده الله برحمته ورضوانه وأفاض عليه شآبيب عفوه وغفرانه وقد سارت بها على تقادم عهدها الركبان وأذعن لها بالفضل كل قاص ودان وقد تداولتها الرواة وتغنت بها الحداة وتلقتها جميع الفضلاء والأدباء بالقبول وهبت عليها من قدس الجلال نسمات القبول والناس بين شارح لغامض أسرارها وكاشف لنقاب أستارها وبين من انبرى لمباراتها وجرى على النسق لمجاراتها وبين متعرض لها بالتخميس وآخر جانح إليها بالتدريس وبين من سبع وثمن ونفح ما اشتملت عليه من المحاسن وكل أفرغ في ذلك جهده وما قصر من بذل جميع ما عنده وما ذاك إلا لما انطوت عليه من المحاسن الفائقة واحتوت عليه من المعاني الرائقة مضافا إلى شرف ممدوحها الذي جادت بما اشتملت عليه من ذكره تراكيبها وحسنت بما تضمنته من وصفه أساليبها فشرفت لذلك معانيها ولطفت لما هنالك مبانيها:

أحببت أن أنتظم معهم في ذلك السلك واستوي معهم بحمد الله على ذلك الفلك وأن لم أكن من فرسان هذا الميدان ولا ممن ينبغي له أن يثني نحو هذه المضائق منه العنان فقد تجمع الحلبة بين السكيت والمجلي واللطيم والمصلي (وقد يتزيا بالهوى غير أهله) وتنزع نفس المرء به للسمو إلى غير محله فجنحت في هذا إلى التسميط راجيا من الله العصمة من الإفراط والتفريط.

ما أن مدحت محمدا بمقالتي=لكن مدحت مقالتي بمحمد

وأسأل الله تعالى أن يجعلها خالصة لوجهه الكريم وأن يهديني بها الصراط المستقيم وأرجو ممن وقف منها على ما زلت به القدم أو طغى به حال جريانه القلم أن يقابل ذلك بالعفو والصفح ويتنكب جادة الاعتساف بالأزراء والقدح فإن الإنسان محل الخطأ والنسيان (وأن أول ناس أول الناس) وكان الفراغ من ذلك في يوم الثلاثاء الرابع والعشرين من رجب سنة 1201 قال:

#مزجت دمعا جرى من مقلة بدم
#وأومض البرق في الظلماء من أضم
#وما لقلبك إن قلت استفق يهم
#ما بين منسجم منه ومضطرم
#ولا أرقت لذكر البان والعلم
#به عليك عدول الدمع والسقم
#مثل البهار على خديك والعنم
#والحب يعرض باللذات والألم
#مني إليك ولو أنصفت لم تلم
#عن الوشاة ولا دائي بمنحسمم
#إن المحب عن العذال في صمم
#والشيب أبعد في نصح عن التهم
#من جهلها بنذير الشيب والهرم
#ضيف ألم برأسي غير محتشم
#كتمت سرا بدالي منه بالكتم
#كما يرد جماح الخيل باللجم
#إن الطعام يقوي شهوة النهم
#حب الرضاع وإن تفطمه ينفطم
#إن الهوى ما تولى يصم أو يصم
#وإن هي استحلت المرعى فلا تسم
#من حيث لم يدر أن السم في الدسم
#فرب مخمصة شر من التخم
#من المحارم والزم حمية الندم

#وإن هما محضاك النصح فاتهم

#فأنت تعرف كيد الخصم والحكم
#لقد نسبت به نسلا لذي عقم
#وما استقمت فما قولي لك استقم
#ولم أصل سوى فرضي ولم أصم
#إن اشتكت قدماه الضر من ورم
#تحت الحجارة كشحا مترف الأدم
#عن نفسه فأراها أيما شمم
#إن الضرورة لا تعدو على العصم
#لولاه لم تخرج الدنيا من العدم
#من الفريقين من عرب ومن عجم
#أبر في قول لا منه ولا نعم
#لكل هول من الأهوال مقتحم
#مستمسكون بحبل غير منفصم
#ولم يدانوه في علم وفي كرم
#غرفا من البحر أو رشفا من الديم
#من نقطة العلم أو من شكله الحكم
#ثم اصطفاه حبيبا بارئ النسم
#فجوهر الحسن فيه غير منقسم
#واحكم بما شئت مدحا فيه واحتكم
#وانسب إلى قدره ما شئت من عظم
#حد فيعرب عنه ناطق بفم
#أحيى اسمه حين يدعى دارس الرسم
#حرصا علينا فلم نرتب ولم نهم

#للقرب والبعد فيه غير منفحم
#صغيرة وتكل الطرف من أمم
#قوم نيام تسلوا عنه بالحلم
#وإنه خير خلق الله كلهم
#فإنما اتصلت من نوره بهم
#يظهرن أنوارها للناس في الظلم
#بالحسن مشتمل بالبشر متسم
#والبحر في كرم والدهر في همم
#في عسكر حين تلقاه وفي حشم
#من معدني نطق منه ومبتسم

#طوبى لمنتشق منه وملتثم

#يا طيب مبتدأ منه ومختتم
#قد أنذروا بحلول البأس والنقم
#كشمل أصحاب كمسرى غير ملتئم
#عليه والنهر ساهي العين من سدم
#ورد واردها بالغيظ حين ظمي
#حزنا وبالماء ما بالنار من ضرم
#والحق يظهر من معنى ومن كلم
#تسمع وبارقة الإنذار لم تشم
#بأن دينهم المعوج لم يقم
#منقضة وفق ما في الأرض من صنم
#من الشياطين يقفوا أثر منهزم
#أو عسكر بالحصى من راحتيه رمي
#نبذ المسبح من أحشاء ملتقم
#تمشي إليه على سادق بلا قدم
#فروعها من بديع الخط في اللقم
#تقيه حر وطيس للهجير حمي
#من قلبه نسبة مبرورة القسم
#وكل طرف من الكفار عنه عمي
#وهم يقود ون ما بالغار من أرم
#خير البرية لم تنسج ولم تحم
#من الدروع وعن عال من الأطم
#إلا ونلت جوارا منه لم يضم
#إلا استلمت الندى من خير مستلم

#قلبا إذا نامت العينان لم ينم
#فكيف ينكر منه حال محتلم
#ولا نبي على غيب بمتهم
#وأطلقت أربا من ربقة اللمم
#حتى حكت غرة في الأعصر الدهم
#سيب من اليم أو سيل من العرم
#ظهور نار القرى ليلا على علم
#وليس ينقص قدرا غير منتظم
#ما فيه من كرم الأخلاق والشيم
#قديمة صفة الموصوف بالقدم
#عن المعاد وعن عاد وعن أرم
#من النبيين إذ جاءت ولم تدم
#لذي شقاق ولا يبغين من حكم
#أعدى الأعادي إليها ملقى السلم
#رد الغيور يد الجاني عن الحرم
#وفوق جوهره في الحسن والقيم
#ولا تسأم على الإكثار بالسأم
#لقد ظفرت بحبل الله فاعتصم
#أطفأت حر لظى من وردها الشبم
#من العصاة وقد جاؤوه كالحمم
#فالقسط من غيرها في الناس لم يقم
#تجاهلا وهو عين الحاذق الفهم

#وينكر الفم طعم الماء من سقم

#سعيا وفوق متون الأينق الرسم
#ومن هو النعمة العظمى لمغتنم
#كما سرى البدر في داج من الظلم
#من قاب قوسين لم تدرك ولم ترم
#والرسل تقديم مخدوم على خدم
#في موكب كنت فيه صاحب العلم
#من الدنو ولا مرقى لمستنم
#نوديت بالرفع مثل المفرد العلم
#عن العيون وسر أي مكتتم
#وجزت كل مقام غير مزدحم
#وعز إدراك ما أوليت من نعم
#من العناية ركنا غير منهدم
#بأكرم الرسل كنا أكرم الأمم
#كنبأة أجفلت غفلا من الغنم
#حتى حكو بالقنا لحما على وضم
#أشلاء شالت مع العقبان والرخم
#ما لم تكن من ليالي الأشهر الحرم

#بكل قرم إلى لحم العدى قرم

#يرمى بموج من الأبطال ملتطم
#يسطو بمستأصل للكفر مصطلم

#من بعد غربتها موصولة الرحم

#وخير بعل فلم تيتم ولم تئم
#ماذا رأى منهم في كل مصطدم
#فصول حتف لهم أدهى من الوخم
#من العدى كل مسود من اللحم
#أقلامهم حرف جسم غير منعجم
#والورد يمتاز بالسيما من السلم

#فتحسب الزهر في الأكمام كل كمي

#من شدة الحزم لا من شدة الحزم
#فما تفرق بين البهم والبهم
#إن تلقه الأسد في آجامها نجم
#به ولا من عدو غير منقصم
#كالليث حل مع الأشبال في الأجم
#فيه وكم خصم البرهان من خصم

#في الجاهلية والتأديب في اليتم
#ذنوب عمر مضى في الشعر والخدم

#كأنني بهما هدي من النعم

#حصلت إلا على الآثام والندم

#لم تشتر الدين بالدنيا ولم تسم

#يبن له الغبن في بيع وفي سلم
#من النبي ولا حبلي بمنصرم
#محمدا وهو أوفى الخلق بالذمم
#فضلا وإلا فقل يا زلة القدم
#أو يرجع الجار منه غير محترم
#وجدته لخلاصي أي ملتزم

#إن الحيا ينبت الأزهار في الأكم

#يدا زهير بما أثني على هرم

#سواك عند حلول الحادث العمم
#إذا الكريم تحلى باسم منتقم
#ومن علومك علم اللوح والقلم
#إن الكبائر في الغفران كاللمم
#تأتي على حسب العصيان في القسم
#لديك واجعل حسابي غير منخرم

#صبرا متى تدعه الأهوال ينهزم

#على النبي بمنهل ومنسجم

#وأطرب العيس حادي العيس بالنغم

***

وله مخمسا هذه الأبيات:

#سقيط به ابتلت علينا المصارف
#وقد أخذت منا السرى والتنائف
#هواها أجابته الدموع الذوارف
#إذا أنكرته العين فالقلب عارف

#كأني من عيني بنعمان راعف

وقال مخمسا مقصورة أبي بكر محمد بن الحسن بن دربد الأزدي المشهورة في مدح الأمير أبي العباس إسماعيل بن عبد الله بن محمد بن ميكال وأبيه عبد الله من ذرية فيروز بن يزدجرد بن بهرام جور وكانا من رؤساء خراسان ووليا كور الأهواز فارس وخوزستان من قبل المقتدر وكان ابن دريد مؤدب أبي العباس. فجعلها المترجم في مدح السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي ويقال أن السيد سأل كم أجاز ابن ميكال ابن دريد على هذه القصيدة فقيل بألف دينار فأعطاه ألف تومان ذهبا وذلك سنة 1204. قال:

#طرة صبح تحت أذيال الدجى
#مثل اشتعال النار في جزل الغضا
#أرجائه ضوء صباح فانجلى
#خواطر القلب بتبريح الجوى
#من بعد ما قد كان مجاج الثرى
#لا تأتلي تسفع أثناء الحشا
#لما جفا أجفانها طيف الكرى
#في جنب ما أساره شحط النوى
#يلقاه قلبي فض أفلاذ الصفا
#إن قصاراه نفاذ وتوى
#عنودها اقتل لي من الشجى
#فالقلب موقوف على سبل البكا
#ألقاه يقظان لأصماني الردى
#لنفسه ذو أرب وحجى
#وموقف بين ارتجاء ومنى
#يشتف ماء مهجتي أو مجتوى
#صراء لا يرضى بها ضب الكدى
#رمت ارتشافا رمت صعب المنتسا
#إلى الذي عود أم لا يرتجى
#فإن أروادك والعتبى سوى
#وأستبق بعض ماء غصن ملتحى
#لنكبة تعرقني عرق المدى
#جوانب الجو عليه ما شكا
#جاش لغام في نواحيها عمى
#من كان ذا سخط على صرف القضا
#على جديد أدنياه للبلى
#بشت مكموم وتنكيت قوى
#لا تستبل نفس من فيها هوى
#نفسي من هاتا فقولا لالعا
#بالحتف سلطت الأسى على الأسى
#فاعتاقه حمامه دون المدى
#إلى الردى حذار أشمات العدى
#حتى حواه الحتف فيمن قد حوى
#أم لها سيف الحمام المنتضى
#شأو العلى فما وهى ولا ونى
#جد به الجد اللهيم الأربى
#جار عليهم صرف دهر واعتدى
#أكيده لم آل في رأب الثأى
#فاحتط منها كل عالي المستمى
#عقاب لوح الجو أعلى منتمى
#حتى رمى أبعد شأو المرتمى
#واحتل من غمدان محراب الدمى
#يوم أرارات تميما بالصلى
#إلا تحداه رجاء فاكتمى
#بها النجاء بين أجواز الفلا
#يرعفن بالأمشاج من جذب البرى
#يطفون بالآل إذا الآل طفا
#مرثومة تخضب مبيض الحصى
#من طول تدآب الغدو والسرى
#حتى غدا كالنبع محني القرى
#لما دحى تربتها على البنى
#يملك دمع العين من حيث جرى
#ثمة جاء المروتين فسعى
#من بعدما عج ولبى ودعا
#حيث تحجى المأزمان ومنى
#مواقفا بين الألال فالتقى
#والسعي ما بين العقاب والصوى
#أحرز أجرا وقلى مجر اللغا
#ناشرة أكتادها قب الكلى
#شهم الجنان خائض غمر الوغى
#كان لظى الموت كريه المصطلى
#صدته عنه هيبة ولا انثنى

#لرامها أو يستبيح ما حمى

#ترضى الذي يرضى وتأبى ما أبى

#لمقسم من بعد هذا منتهى

#بفي امرىء فاخركم عفر الثرى
#هامية لمن عرى أو اعتفى
#وقوموا من صعر ومن صغا
#أفاوق الضيم ممرات الحسا
#حتى أوارى بين أثناء الجشى
#مثل مدب النمل يسعى في الربى

#مفتأدا تآكلت فيه الجذا
#في ظلم الأكباد سبلا لا ترى
#من بعدما كانت خسا وهي زكا
#عبل الشوى يفري الأراضي أرضه #ومشرق الأقطار حاظ محضه #جائي القصيري جرشع عرد النسا
#بعيد ما بين القذال والصلا
#رحب اللبان في أمينات العجا
#إلى نسور مثل ملفوط النوى
#إلى لموحين بألحاظ اللايء
#مخلولق الصهوة ممسود وأي
#ولا دخيس راهن ولا شظا
#حسرى تلوذ بجراثيم السحا
#عن العيون إن ذأى وإن ردى
#قلت سنا أومض أو برق خفا
#والنجم في غرته إذا بدا
#أعددته فلينأ عني من نأى
#للحرب فاعلم إنني قطب الرحى
#فاعلم بأني مسعر ذاك اللظى
#على ظباة المشرفي والقنا
#عن شنأ أصابني ولا قلى
#شيء يروق العين من هذا الورى

#والناس أدحال سواهم وهوى

#والناس ضحضاح ثغاب وأضا
#مثلا فأغضيت على وخز السفا
#علي ظلا من نعيم وغنى
#قد وقف اليأس به على شفا
#صرف الزمان فاستساغ وحلا
#فاهتز غصني بعد ما كان ذوى
#من بعد إغضائي على لذع القذى
#من الرجاء كان قدما قد عفا

#بشكر أهل الأرض طرا ما وفى
#حسوة في أذي بحر قد طما

#من بعدما قد كنت كالشن اللقا
#بعد انقباض الذرع والباع الوزى
#بفعله حتى علا فوق العلى
#ومجده إلى السماء لارتقى
#يشكو أوارى أعيم إلا ارتوى
#تحت السماء لأميري الفدا
#لفظي أو يعتاقني صرف المنا
#ما زاغ قلبي عنهم ولا هفا
#لمبهم الخطب فآه فانفأى
#علي في ظل نعيم وغنى
#تضني وفي ترشافها برء الضنى
#طوع القياد من شماريخ الذرى
#مستصعب المسلك وعر المرتقى
#تأنيسها حتى تراه قد صبا
#ماء جنى ورد إذا الليل غمسا
#بيق بياض الظلم منها واللمى
#إلى النحيت فالقريات الدنا
#مصارع الأسد بألحاظ المها
#مآثر الآباء في فرع العلى
#من جوهر منه النبي المصطفى
#وما جرت في فلك شمس الضحى
#منها وأوصت صوبه يد الصبا
#أحضانه وامتد كسراه غطا
#منها كأن من قطره المزن حبا
#ريح الصبا تثير منها ما خبا
#حادي الجنوب فحدت كما حدا
#بركا تداعى بين سجر ووحى
#تحسبها مرعية وهي سدى
#منها تقول الغيث في هاتا ثوى
#بسوقه ثقي بري وحيا
#وطبق البطنان بالماء الروى
#بحر طما تياره ثم سجى
#قوم هم للأرض غيث وجدا
#ممن يقول بلغ السيل الزبى
#تملأ ما بين الرجا إلى الرجا
#مخضوضعا منها الذي كان طغى
#قول القنوط أنقد في بطن السلا
#أشفين بي منها على سبل النهى
#لم يخش مني نزق ولا أذى
#أصون عرضا لم يدنسه الطخا
#ضن به مما حواه وانتقى
#يساور الهول إذا الهول علا
#لي استواء أن موالي استوى
#والأري بالراح لمن ودي ابتغى
#ألوي إذا خوشنت مرهوب الشذا
#إذا رياح الطيش طارت بالحبى
#إذا استمال طمع أو أطبى
#وأنفس الإدخار من بعد التقى
#فهو شبيه زمن فيه بدا
#غصن نضير عوده مر الجنى

#ذفت جناه انساع عذبا في اللهى

#فيستوى ما أنعاج منه وانحنى
#لم يقم التثقيف منه ما التوى
#لدنا شديد غمزه إذا عسا
#وعز فيهم جانباه واحتمى
#أظلم من حيات أنبات السفا
#من غمره في جرعة تشفي الصدا
#شاركهم فيما أفاد وحوى
#تأزر الدهر عليه وارتدى
#يحطك الجهل إذا الجد علا
#راح به الواعظ يوما أوغدا
#كان العمى أولى به من الهدى
#أراه ما يدنو إليه ما نأى
#يكرع في ماء من الذل صرى
#إليه عين العز من حيث رنا
#كان الغنى قرينه حيث التوى
#تقاصرت عنه فسيحات الخطا
#ندامة الذع من سفع الذكى
#نيطت عرى المقت إلى تلك العرى
#أعجزه نيل الدنا بله القصا
#ملعبء يوما آض مخزول المطا
#وواحد كالألف إن أمر عنا
#يداه قبل موته لا ما اقتنى
#فكن حديثا حسنا لمن وعى
#أمر لي حينا وأحيانا حلا
#في بازل راض الخطوب وامتطى
#وقلما يبقى على اللس الخلا
#إذا أتاه لا يداوى بالرقى
#كخابط بين ظلام وعشا
#قد قيل في السارب أخلى فارتعى
#تطامنت عنه تمادى ولها
#ونرتعي في غفلة إذا انقضى
#لا يملك الرد له إذا أتى
#والعبد لا يردعه إلا العصا
#على هواه عقله فقد نجا
#أصفيته الود بخلق مرتضى
#تذممه يوما أن تراه قد نبا
#عن لمعداه عثار فكبا
#لم يجد الذم إليه مرتقى
#تلق امرأ حاز الكمال فاكتفى
#وظله القالص أضحى قد أزى
#إلى طريق المكرمات يقتدى
#كانت كنشر الروض غاداه الندى
#يقبل منه الموت أصناف الرشى
#لم يستلبه الشيب هاتيك الحلى
#وفي خطوب الدهر للناس أسى
#فسامروا النوم وهم غيد الطلا
#والعيس ينبثن أفاحيص القطا
#إلا نئيم اليوم أو صوت الصدى
#ما لت أداة الرحل باجبس الدوى
#وهن فجدوا تحمدوا غب السرى
#مدعثر الأعضاد مهدوم الجبى
#زرق نصال أرهفت لتمتهى
#مستك سم السمع من طول الطوى
#لم يتخون جسمه من الضوى #قد بان عن أبيه إذ دنت ومنه لم تحضنه شيما حضنت
#عن ولد يورى به ويشتوى
#مستصعب المسلك سهل المرتقى
#والظل من تحت الحذاء يجتذى
#تضور الذئب عشاء وعوى
#يدعو العفاة ضوؤها إلى القرى
#تزفه للعين أحلام الرؤى
#هول دجى الليل إذا الليل انبرى
#أنى تسدى الليل أم أنى اهتدى
#وما مواميها القفار والقرى
#ما ضاق بي جنابه ولا نبا
#من حيث لا يدري ومن حيث درى
#يعص منه وزر أو مدى
#ذو العرش مما هو لاق ووحى
#فاعترف العظم الممخ وانتقى
#ترى أخا الأقتار يوما قد نما
#ثاقبة البرقع عن عيني طلا
#أصبت أخا الحلم ولم يصطبى
#تقتادك البيض اقتياد المهتدى
#أطربا بعد المشيب والجلى
#بنت ثمانين عروسا تجتلى
#ولم يدنسها الضرام المحتضى
#بفعلها في الصحن والكأس اقتدى
#نديمه شرته إذا انتشى
#مرتجلا أو منشدا أو أن شدا
#والمرء يبقى بعده حسن الثنا
#وكل شيء بلغ الحد انتهى
#بما انطوى من صرفه وما انتشى
#والحلم أن أتبع رواد الخنا
#أو لابتهاج فرحا أو مزدهى

وقال مخمسا أبيات الخياط الدمشقي:

#فقد كاد رياها يطير بلبه
#متى هب كان الوجد أيسر خطبه
#محل الهوى من مغرم القلب صبه
#يتوق ومن يعلق به الحب يصبه
#وشوق على بعد المزار وقربه
#متى يدعه داعي الغرام يلبه
#تضمن منها داءه دون صحبه
#وفي القلب من إعراضه مثل حجبه
#حذارا عليه أن تكون لحبه

وقال مخمسا أبياتا أخرى لابن الخياط الدمشقي أيضا:

#فمن لمشوف أن تهوم جفناه

#إذا السقم عن لحظ العوائد أخفاه
#ولا كل مأسور الفؤاد مفاداه
#ودين على الأيام لا أتقاضاه
#وما كل صبر يحمد الناس عقباه
#من العيش مجرور الذيول لبسناه
#فلم يبق منها منهل ما وردناه
#أمات الهوى مني فؤادا وأحياه
#بوادي الغضى يا بعدما أتمناه
#لأحمل منا للسحاب بسقياه

وقال مخمسا هذه الأبيات لابن الخياط الدمشقي أيضا:

#هو الحزم لولا بعد عهدك بالحزم

#وللشوق آيات تدل على علمي
#عشية هاجتني المنازل أم كتمي

ومن خوف سرسمحبين ذائع=وقفت أداري الوجد خوف مدامع

#تبيح من السر الممنع ما أحمي
#ونازعني شوقي منازعة الخصم
#وأدرأ عن صدر الحقيقة بالوهم
#بكيت فما أبقيت للرسم من رسم
#عراها السواني فهي سجم على سجم
#على الظن أعلام الحمى وعلى الرجم
#إلى ثائر لا يعرف الصفح عن جرم
#ولو لم تجد وجدي لما سقمت سقمي
#علي لها ما ليس للدار من وسم
#وبيني ولكن الهوى جائر القسم
#فهلا شجاها ناحل القلب والجسم
#بدمعي رأت فضل الولي على الوسمي

وله تخميس لقصيدة ابن الفارض التي أولها:

وتخميس لبانت سعاد تركناهما مكتفين بما مر.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 293