التصنيفات

الشيخ كاظم الأزري ابن الحاج محمد بيت الأزري
بيت الأزري بيت أدب وعلم وثراء. ويظهر من ورقة الوقف المشهور الآن بوقف بيت الأزري وبعض الحجج الشرعية القديمة أن أسرة هذا البيت كانت تقطن بغداد منذ أكثر من ثلاثة قرون فبل ذلك فلا يعلم عنها شيء. وقد اشتهر من بين أفرادها علمان هما الشيخ كاظم والشيخ محمد رضا ثم الحاج عبد الحسين.
نشأة المترجم وحياته
ولد الشيخ كاظم الأزري في بغداد سنة 1143 على الأصح ولم تزل داره التي ولد فيها قائمة في محلة رأس القرية من بغداد وهي من جملة أوقاف والده التي وقفها عليه وعلى ‘خوانه سنة 1159. وبقي في طفولته مقعدا سبع سنوات ثم مشى.
درس العلوم العربية ومقدارا غير فليل من الفقه والأصول على فضلاء عصره ولكنه ولع بالأدب وانقطع عن متابعة الدرس. وأخذ ينظم الشعر ولم يبلغ العشرين عاما. كان سريع الخاطر حاضر النكتة وقاد الذهن قوي الذاكرة كما كان محترم الجانب لدى العلماء والوجهاء من أبناء عصره حتى إن السيد مهدي بحر العلوم كان يقدمه على كثيرين من العلماء لبراعته في المناظرة ولطول باعه في التفسير والحديث ولإطلاعه الواسع على التاريخ والسر. وكان قصير القامة مع سمنة فيه. لا يفارقه السلاح ليلا ونهارا خشية على نفسه من أعدائه. وفي سنة ألف وماية ونيف وستين من الهجرة حج بيت الله الحرام. وله حجه قصيدة مطلعها:

ثم عظم بعدئذ اتصاله بالحاج سليمان بك الشاوي الحميري الذي كانت له الرئاسة المطلقة والكلمة النافذة في بغداد. وكان الحاج سليمان بك يقدر فضله ويأنس بأدبه الجم ولم يزل يحمي جانبه ويدافع عنه إلى أن توفاه الله.
وكانت وفاته حسب المشهور في سنة 1212 ودفن في مقبرة أسرته في الكاظمية غير أن الحجر الذي وجد في داخل السرداب يدل على أن تاريخ سنة 1201 والله أعلم.
أدبه وشعره
استقبل الناس شعر الشيخ كاظم الأزري كفصل الربيع من السنة في نسيمه المنعش وأزهاره العبقة. جاء بعد شتاء مجهد طويل لأنه جمع بين جزالة اللفظ وجمال الأسلوب ورصانة التركيب وحسن الديباجة، وفيه جاذبية، فالذي يقرأ قصيدة من شعره لا يتركها حتى ينتهي منها. وفيه نشوة كالراح تدفع شاربها إلى المزيد منها ليزداد نشوة وسرورا. وأكثر الخبراء بالأدب يعدون الشيخ كاظم الأزري في طليعة شعراء العراق وذلك في بعض مناحيه الشعرية، ومن فحولهم البارزين في المناحي الأخرى. ويصعب التمييز بين قصائده من ناحية السلاسة والطلاوة والرقة والانسجام وهو صاحب الهائية التي تنوف على أكثر من خمسمائة بيت ويعرفها الناس بقرآن الشعر وبالملحمة الكبرى وهذه القصيدة الفذة في بابها هي صدى نفسه الكبيرة وفكرة الخصب الممرع طبعت على حدة مع تخميسها جابر الكاظمي. أما ديوانه فقد عني السيد رشيد السعدي بطبعه سنة 1320. وتلاقفته الأيدي بوقته ولم تبق منه نسخة معروضة للبيع ولا زال الناس يتطلبونه ويستنسخونه. على أن الديوان لم يستوعب شعره كله بل لا يزال عند بعض الحريصين على الأدب قسم منه غير مطبوع. وفي تتمة أما الآمل: كان فاضلا متكلما حكيما أديبا شاعرا مفلقا تقدم على جميع شعراء عصره.
وقال في ’’التتمة’’ عن القصيدة الهائية:
كانت تزيد على ألف بيت أكلت الأرضة جملة منها كانت النسخة موضوعة في دولاب خوفا عليها ولما أخرجوها وجدوا جملة منها قد تلف فقدموها إلى السيد صدر الدين العاملي فأخرج منها هذا الموجود اليوم الذي خمسه الشيخ جابر.
وإليك نبذة صغيرة من شعره الذي أصبح يدور على الألسن كالأمثال السائرة: منها قوله:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
وقوله:
#وقوله:
وقوله:
وله من قصيدة يمدح بها سليمان بك الشاوي الحميري.
#فسادي في محبته صلاحي وفي عوج القسي لها اعتدال
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
ومنها:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
وله:
منها:
منها:
منها:
منها:
منها:
وله:
وله:
منها:
وله:
وله أيضا:
وله:
منها:
وله:
منها:
وله:
وله:
منها:
منها:
أما قصيدته الهائية الكبرى التي عرفت باسم الأزرية واشتهرت اشتهارا عظيما والتي كان السيد مهدي بحر العلوم الطباطبائي إذا أنشدت أمامه لا يسمعها إلا قائما والتي تعتبر بحق ملحمة من ملاحم الشعر العربي فقد بدأها بالغزل على عادة الشعر القديم وافتتحها بهذا المطلع.
وبعد أن مضى في الغزل على هذا النحو في نحو خمسين بيتا تخلص إلى مدح النبي صلى الله عليه وسلم مما أخذ منه ما يلي:
#وتنادت به فلاسفة الكهان حتى وعى الأصم نداها
وبعد ذلك ينتقل إلى مدح علي عليه السلام مما نجتزئ منه بهذا القدر:
#لك

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 9- ص: 11