الأمير أبو المنيع قرواش بن المقلد بن النسيب بن رافع صاحب الموصل
نسب إليه الباخرزي في دمية القصر وابن خلكان هذه الأبيات ونسبها صاحب لباب الآداب إلى العلوي صاحب البصرة مع الاختلاف في جملة من الألفاظ:
من كان يحمد أو يذم مورثا | للمال من آبائه وجدوده |
إني امرؤ الله أشكر وحده | شكرا كثيرا جالبا لمزيده |
لي أشقر سمح العنان مغاور | يعطيك ما يرضيك من مجهوده |
ومهند عضب إذا جردته | خلت البروق تموج في تجريده |
ومثقف لدن السنان كأنما | أم المنايا ركبت في عوده |
يا قصر عباس بن عمرو | كيف فارقك ابن عمرك |
قد كنت تغتال الرجا | ل فكيف غالك ريب دهرك |
واها لعزك بل لجو | دك بل لمجدك بل لفخرك |
يا قصر ضعضعك الزما | ن وحط من علياء فخرك |
ومحا محاسن أسطر | شرفت بهن متون جدرك |
واها لكاتبها الكريـ | ـم وقدرها الموفى بقدرك |
يا قصر ما فعل الآلى | ضربت قبابهم بعقرك |
أخنى الزمان عليهم | وطراهم تطويل نشرك |
واها لقاصر عمر من | يختال فيك وطول عمرك |
يا فصر أين ثوى الكرا | م الساكنون قديم عصرك |
عاصرتهم فبددتهم | وشأوتهم طرا بصبرك |
ولقد أطال تفجعي | يا ابن المسيب رقم سطرك |
وعلمت أني لاحق | بك مدئب في قفي أثرك |
إن الذي قسم المعيشة في الورى | قد خصني بالسير في الآفاق |
مترددا لا أستريح من العنا | في كل يوم ابتلى بفراق |
لله در النائبات فإنها | صدء اللئام وصيقل الأحرار |
ما كنت إلا زبرة فطعنني | سيفا وأطلق صدقهن ’’كذا’’ غراري |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 449
قرواش صاحب الموصل قرواش بن مقلد بن المسيب بن رافع، الأمير أبو المنيع معتمد الدولة ابن الأمير حسام الدولة العقيلي صاحب الموصل: وقد خطب في بلاده للحاكم ثم رجع عن ذلك وخطب للقادر العباسي، فجهز صاحب مصر جيشا لحربه، ووصل إلى الموصل، ونهبوا داره، وأخذوا له من الذهب مائتي ألف دينار، فاستنجد عليهم بدبيس بن صدقة واجتمعا على حربهم فنصرا عليهم وقتلا منهم خلقا كثيرا.
وكان ظريفا شاعرا نهابا وهابا، وجمع بين أختين فلاموه فقال: خبروني ما الذي نستعمل من الشرع حتى تتكلموا في هذا الأمر.
وقبض عليه بركة بن أخيه وحبسه، وتلقب زعيم الدولة فلم تطل دولته، فقام بعده أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد ابن أخيه، فأول ما ملك أخرج قرواشا عنه وذبحه صبرا، وقيل بل مات في سجنه سنة إحدى وأربعين وأربعمائة.
وفي قرواش يقول الطاهر الجزري:
وليل كوجه البرقعيدي ظلمة | وبرد أغانيه وطول قرونه |
سريت ونومي فيه نوم مشرد | كعقل سليمان بن فهد ودينه |
على أولق فيه مضاء كأنه | أبو جابر في طيشه وجنونه |
إلى أن بدا ضوء الصباح كأنه | سنا وجه قرواش وضوء جبينه |
يا قصر عباس بن عمرو | كيف فارقك ابن عمرك |
قد كنت تغتال الدهور | فكيف غالك ريب دهرك |
واها لعزك بل لجودك | بل لمجدك بل لفخرك |
يا قصر ضعضعك الزما | ن وحط من علياء قدرك |
ومحا محاسن أسطر | شرفت بهن متون جدرك |
واها لكاتبها الكريـ | ـم وقدره الموفي بقدرك |
يا قصر ما فعل الأولى | ضربت قبابهم بعقرك |
أخنى الزمان عليم | وطواهم تطويل نشرك |
وآها لقاصر عمر من | يختال فيك وطول عمرك |
يا قصر ما فعل الكرا | م الساكنون قديم عصرك |
عاصرتهم فبذذتهم | وشأوتهم طرا بصبرك |
ولقد أثار تفجعي | يا ابن المسيب رقم سطرك |
وعلمت أني لاحق | بك دائبا في قفو إثرك |
لله در النائبات فإنها | صدأ اللئام وصيقل الأحرار |
ما كنت إلا زبرة فطبعتني | سيفا وأطلق صرفهن غراري |
وآلفة للطيب ليست تغبه | منعمة الأطراف لينة اللمس |
إذا ما دخان الند من جيبها علا | على وجهها أبصرت غيما على شمس |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 24- ص: 0
قرواش ابن مقلد بن المسيب بن رافع، الأمير؛ صاحب الموصل، أبو المنيع، معتمد الدولة ابن صاحب الموصل حسام الدولة أبي حسان العقيلي.
تملك بعد موت أبيه في سنة إحدى وتسعين وثلاث مائة، فطالت أيامه، واتسع ملكه؛ فكان له الموصل والكوفة والمدائن، وسقي الفرات.
وقد خطب في بلاده للحاكم العبيدي، ثم ترك، وأعاد الخطبة العباسية، فغضب الحاكم، وجهز جيشا لحربه، وأتوا، ونهبوا داره بالموصل، وأخذوا له مائةي ألف دينار، فاستنجد بدبيس الأسدي، فانتصر.
وكان أديبا شاعرا، جوادا ممدحا، نهابا وهابا، فيه جاهلية وطبع الأعراب، يقال: إنه جمع بين أختين، فلاموه، فقال: حدثوني ما الذي نعمل بالشرع حتى تذكروا هذا؟ وقال مرة: ما في عنقي غير دم خمسة ستة من العرب، فأما الحاضرة، فما يعبأ الله بهم.
ثم إنه وقع بينه وبين ابن أخيه بركة، فظفر به بركة، وحبسه، وتملك، وتلقب زعيم الدولة، في سنة إحدى وأربعين وأربع مائة، فلم تطل دولة بركة، ومات في آخر سنة ثلاث، فقام بعده الملك أبو المعالي قريش بن بدران بن مقلد، فأخرج عمه، وذبحه صبرا في رجب سنة أربع وأربعين. وقيل: بل مات موتا.
وتمكن قريش، ونهض مع البساسيري، ونهب دار الخلافة، وكان هلاكه بالطاعون في سنة ثلاث وخمسين كهلا، فتملك بعده ابنه شرف الدولة مسلم بن قريش، فعظم سلطانه، واستولى على الجزيرة وحلب، وحاصر دمشق، وكاد أن يأخذها، وأخذ الإتاوة من بلاد الروم، وخرج عليه أهل حران سنة ست وسبعين، فظفر بهم، وقتل قاضيها، وكان محببا إلى الرعية مهيبا، وكان يصرف جميع الجزية إلى الطالبين، وأنشأ سور الموصل.
صاحب غزنة والهند، ابن سعدان:
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 13- ص: 257