فاطمة بنت الناصر الصغير أبي محمد الحسن ابن أبي الحسين بن أحمد صاحب جيش أبيه الناصر الكبير أبي محمد الحسين بن علي بن الحسين ابن علي بن عمر بن علي السجاد زين العابدين ابن الحسين السبط الشهيد ابن أمير المؤمنين علي ابن أبي طالب عليهم السلام والدة الشريف الرضي والمرتضى
توفيت في ذي الحجة سنة 385. كانت من جليلات النساء وفضلياتهن رأى المفيد في منامه أن فاطمة الزهراء عليها السلام دخلت عليه مسجده ومعها ولداها الحسن والحسين عليهم السلام، فقالت له يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه، فلما أفاق تعجب من ذلك، وذهب في صبيحة ذلك اليوم إلى مسجده الذي يدرس فيه فدخلت عليه فاطمة بنت الناصر ومعها ولداها المرتضى والرضي وقالت له يا شيخ خذ ولدي هذين وعلمهما الفقه، ففتح الله عليهما من أبواب العلوم ما شاع ذكره، ولما توفيت رثاها ولدها الشريف الرضي بقصيدة مذكورة في ديوانه نذكر بعضها لأن فيه دلالة على صفاتها الحميدة وأفعالها المجيدة أولها:
أبكيك لو نقع الغليل بكائي | وأقول لو ذهب المقال بدائي |
ما كنت أذخر في فدائك رغيبة | لو كان يرجع ميت بفداء |
لو كان يدفع ذا الحمام بقوة | لتكدست عصب وراء لوائي |
فارقت فيك تماسكي وتجملي | ونسيت فيك تعززي وإبائي |
وصنعت ما ثلم الوقار صنيعه | مما عراني من جوى البرحاء |
قد كنت آمل أن أكون لك الفدا | مما ألم فكنت أنت فدائي |
أنضيت عيشك عفة وزهادة | وطرحت مثقلة من الأعباء |
بصيام يوم القيظ تلهب شمسه | وقيام طول الليلة الليلاء |
ما كان يوما بالغبين من اشترى | رغد الجنان بعيشة خشناء |
لو كان مثلك كل أم برة | غني البنون بها عن الآباء |
كيف السلو وكل موضع لحظة | أثر لفضلك خالد بأزائي |
فعلات معروف تقر نواظري | فتكون أجلب جالب لبكائي |
ما مات من نزع البقاء وذكره | بالصالحات يعد في الأحياء |
ومن الممول لي إذا ضاقت يدي | ومن المعلل لي من الأدواء |
ومن الذي إن ساورتني نكبة | كان الموقي لي من الأسواء |
شهد الخلائق أنها لنجيبة | بدليل من ولدت من النجباء |
في كل مظلم أزمة أو ضيقة | يبدو لها أثر اليد البيضاء |
ذخرت لنا الذكر الجميل إذا انقضى | ما يذخر الآباء للأبناء |
آباؤك الغر الذين تفجرت | بهم ينابيع من النعماء |
من ناصر للحق أو داع إلى | سبل الهدى أو كاشف الغماء |
نزلوا بعرعرة السنام من العلى | وعلوا على الأتباع والأمطاء |
من كل مستبق اليدين إلى الندى | ومسدد الأقوال والآراء |
درجوا على أثر القرون وخلفوا | طرقا معبدة من العلياء |
معروفك السامي أنيسك كلما | ورد الظلام بوحشة الغبراء |
وضياء ما قدمته من صالح | لك في الدجى بدل من الأضواء |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 390