النيسابوري الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري، أبو علي: من كبار حفاظ الحديث، له تصانيف. وهو شيخ الحاكم النيسابوري (محمد بن عبد الله) ولد في نيسابور، ورحل إلى هراة وبغداد والكوفة والبصرة وواسط والأهواز وأصبهان والموصل وبلاد الشام. وعظمت شهرته. وتوفى في نيسابور
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 244
الحافظ أبو علي النيسابوري الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد، أبو علي النيسابوري، الصائغ الحافظ.
رحل وطوف، وجمع وصنف. وسمع بدمشق أبا الحسن بن جوصا، وغيره، وإبراهيم بن أبي طالب، وغيره.
قال الحاكم: ’’هو واحد عصره في الحفظ والإتقان، والورع والذاكرة والتصنيف’’. ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وتوفي في جمادى الأولى، سنة تسع وأربعين وثلاثمائة.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0
أبو علي النيسابوري الحافظ الإمام العلامة الثبت، أبو علي الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري، أحد النقاد.
ولد في سنة سبع وسبعين ومائتين.
وأول شيء سمعه في سنة أربع وتسعين.
روى عن إبراهيم بن أبي طالب، وعلي بن الحسين، وعبد الله بن شيرويه، وجعفر بن أحمد الحافظ، وابن خزيمة، وأحمد بن محمد الماسرجسي، وطبقتهم بنيسابور، وعن الحسين بن إدريس، ومحمد بن عبد الرحمن السامي بهراة، وأبي خليفة الجمحي، وزكريا الساجي بالبصرة، ومحمد بن نصير، وطبقته بأصبهان، ومحمد بن جعفر القتات، وعدة بالكوفة، وعبدان الجواليقي بالأهواز، والحسن بن سفيان بنسا، والحسن بن الفرج الغزي بغزة، وعمران بن موسى بن مجاشع بجرجان، وأبي عبد الرحمن النسائي، وأبي يعقوب المنجنيقي بمصر، وأبي يعلى بن المثنى بالموصل، ومحمد بن عثمان بن أبي سويد، وهو أقدم شيخ له، وأحمد بن يحيى الحلواني بحلوان، وعبد الله بن ناجية، ومحمد بن حبان ببغداد، وخلق كثير بمدائن خراسان، وبالحرمين، ومصر، والشام، والعراق، والجزيرة، والجبال.
وكان في أيام الحداثة يتعلم في الصاغة، فنصحه بعض العلماء لما شاهد فرط ذكائه، وأشار عليه بطلب العلم، فهش لذلك، وأقبل على الطلب.
حدث عنه: ابن مندة، والحاكم، وأبو طاهر بن محمش، وأبو عبد الرحمن السلمي، وعدة. وقد حدث عنه الإمامان أبو بكر الصبغي، وأبو الوليد حسان بن محمد، وهما أكبر منه.
وتلمذ له: الحاكم، وتخرج به، وقال: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان، والورع، والمذاكرة والتصنيف، سمع إبراهيم بن أبي طالب، ثم سرد شيوخه.
وعن أبي الحافظ قال: رحلت إلى هراة في سنة خمس وتسعين، وحضرت أبا خليفة الجمحي، وهو يهدد وكيلا ويقول: تعود يا لكع، فقال: لا أصلحك الله، فقال: بل أنت لا أصلحك الله، قم عني.
قال الحاكم: كنت أرى أبا علي الحافظ معجبا بأبي يعلى الموصلي وبإتقانه، وقال: كان لا يخفى عليه شيء من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسماع كتب القاضي أبي يوسف من بشر بن الوليد الكندي؛ لأدرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب.
قال الحاكم: كان أبو علي باقعة في الحفظ لا تطاق مذكراته، ولا يفي بمذكراته أحد من حفاطنا، وقد خرج إلى بغداد ثاني مرة في سنة عشر وثلاث مائة، وقد صنف وجمع، فأقام ببغداد، وما بها أحد أحفظ منه إلا أن يكون الجعابي، فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ من الجعابي، وسمعت أبا علي يقول: كتب عني أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب عني ابن جوصا بدمشق جملة.
قال الحافظ أبو بكر بن أبي دارم: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحد من الحفاظ كما يتواضع لأبي علي النيسابوري.
قال الحاكم: وسمعت أبا علي يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي أحمد العسال، وأبي إسحاق بن حمزة، وأبي طالب بن نصر، وأبي بكر الجعابي، وأبي أحمد الزيدي، فقالوا لي: أمل من حديث نيسابور مجلسا، فامتنعت، فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثا، فما أجاب واحد منهم في حديث منها سوى ابن حمزة في حديث واحد.
قال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عند أبي علي النيسابوري، فقال: إمام مهذب.
قال الخليلي: سمعت الحاكم يقول: لست أقول تعصبا؛ لأنه أستاذي -يعني: أبا علي، ولكن لم أر مثله قط.
وقال الخليلي: قال ابن المقرئ الأصبهاني: إني لأدعو له في أدبار الصلوات، كنت أتبعه في شيوخ مصر والشام.
ثم قال الخليلي: سمعت من يحكي عن أبي علي قال: دققت على ابن عقدة بابه فقال: من قلت: أبو علي النيسابوري الحافظ، قال: فلما ذاكرني قال: أنت الحافظ، قلت: نعم، قال: لعلك تحفظ ثيابك، فلما رجعت من الشام لقيته فذاكرته، فقال: أنت والله اليوم الحافظ، قد غلبتني.
قال الحاكم: سمعته يقول: كنت أختلف إلى الصاغة، وفي جوارنا فقيه كرامي يعرف بالولي، أخذت عنه مسائل، فقال لي أبو الحسن الشافعي: لا تضيع أيامك، فقلت: إلى من أختلف، قال: إلى إبراهيم بن أبي طالب، فأتيته سنة أربع وتسعين، فلما رأيت شمائله وسمته وحسن مذاكرته للحديث حلا في قلبي، فحدث يوما عن محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبي أويس، فقال لي رجل: اخرج إلى هراة، فإن بها من يحدث عن إسماعيل، فوقع ذلك في قلبي، فخرجت إلى هراة سنة.
قلت: رحل أيضا ثانيا إلى العراق وحج مرتين.
أنبأني مسلم بن محمد، عن القاسم بن علي، أخبرنا أبي، أخبرنا أخي أبو الحسين، سمعت أبا طاهر السلمي، سمعت غانم بن أحمد، سمعت أحمد بن الفضل الباطرقاني، سمعت أبا عبد الله بن مندة، سمعت أبا علي النيسابوري، وما رأيت أحفظ منه يقول: ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم.
قال عبد الرحمن بن مندة: سمعت أبي يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري.
وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري: من إبراهيم، عن إبراهيم، عن إبراهيم، فقال: إبراهيم بن طهمان، عن إبراهيم بن عامر البجلي، عن إبراهيم النخعي، فقال: أحسنت يا أبا علي.
قال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابنا مثل أبي بكر الجعابي، حيرني حفظه، فحكيت هذا للجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا، وهو أستاذي على الحقيقة؟!
قال أبو علي: قدمت بغداد فدخلت على الفريابي، وقد قطع الرواية، فبكيت بين يديه، فما حدثني، ورأيته حسرة.
قال الحاكم: مات أبو علي في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاث مائة.
قلت: عاش ثنتين وسبعين سنة، ولم يخلف بخراسان مثله.
قال أبو علي: استأذنت ابن خزيمة في الخروج إلى العراق سنة ثلاث وثلاث مائة، فقال: توحشنا مفارقتك يا أبا علي، فقد رحلت وأدركت العوالي، وتقدمت في الحفظ، ولنا فيك فائدة، فما زلت به حتى أذن لي، وقال أبو علي: قال لي ابن خزيمة: لقد أصبت في خروجك، فإن الزيادة على حفظك ظاهرة، ثم إن أبا علي صنف وجمع.
أخبرنا محمد بن حازم المقدسي، أخبرنا محمد بن غسان، وأخبرنا أحمد بن هبة الله، أخبرنا زين الأمناء الحسن بن محمد، وأخبرنا الحسن بن علي، أخبرنا مكرم بن محمد، قالوا: أخبرنا سعيد بن سهل الفلكي، أخبرنا علي بن أحمد المؤذن، أخبرنا أبو عبد الرحمن السلمي، أخبرنا الحسين بن علي الحافظ، أخبرنا محمد بن علي بن الحسن الرقي، حدثنا سليمان بن عمرو الرقي، حدثنا ابن علية، حدثنا روح بن القاسم، عن العلاء، عن أبيه، عن أبي هريرة، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’أمرت أن أقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها، وحسابهم على الله -عز وجل ’’.
قال الحاكم: سألت أبا علي عن الحسن بن الفرج الغزي فقال: ما كان إلا صدوقا. قلت: إن أهل الحجاز يذكرون أنه سمع بعض الموطأ، فحدث بالكل فقال: ما رأينا إلا الخير، قرأ علينا الموطأ من أصل كتابه.
قال الحاكم: سمعت أبا عمرو الصغير يقول: نزلنا الخان بدمشق، فأتى ابن جوصا زائرا لأبي علي الحافظ، فنزل عن البغلة، وأظهر الفرح، وذاكره أبا علي، وأخذ منه جمعه ’’كتاب
عبد الله بن دينار، ثم حملناه إلى منزله، ثم اجتمع جماعة من الرحالة؛ منهم: الزبير الأسداباذي، ونقموا على ابن جوصا أحاديث، فقال أبو علي: لا تفعلوا، هذا إمام قد جاز القنطرة، فبلغ ذلك ابن الجوصا، فما بالى بهم، بل كان يهاب أبا علي، فبعث بوكيله إلى أبي علي بعشرين دينارا، فقال: يا أبا علي، ينبغي أن تسافر، فإن السلطان قد طلبك، فخرج وخرجنا معه.
قال الحاكم: سمعت أحمد بن محمد يقول: راسله ابن جوصا بأنه قد أنهي إلى السلطان أنك استصحبت غلاما حدثا، وإن أباه قد خرج في طلبه، يعني: أبا عمرو الصغير.
أخبرنا أبو نصر محمد بن محمد الفارسي، وسنقر بن عبد الله الزيني قالا: أخبرنا علي بن محمود، أخبرنا أبو طاهر بن سلفة، أخبرنا القاسم بن الفضل، حدثنا أبو عبد الرحمن السلمي إملاء، أخبرنا أبو علي الحسين بن علي، حدثنا عبد الصمد بن سعيد الحمصي، حدثنا الحسين بن خالد، عن محمد بن زياد، عن مالك، عن نافع، عن ابن عمر قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’لا يغلق الرهن’’.
أخبرنا علي بن محمد، أخبرنا جعفر الهمداني وجماعة قالوا: أخبرنا أحمد بن محمد، أخبرنا القاسم بن الفضل، أخبرنا أبو زيد عبد الرحمن بن محمد بن حبيب، أخبرنا أبو علي الحسين بن علي الحافظ، حدثنا الفضل بن أحمد المروزي -ثقة، حدثنا محمد بن عبد الله بن قهزاذ، حدثنا الجدي، حدثنا شعبة عمرو بن دينار، حدثني يزيد بن جعدبة، عن عبد الرحمن بن مخراق، عن أبي ذر -رضي الله عنه، عن النبي -صلى الله عليه وسلم- قال: ’’إن الله خلق ريحا في الجنة بعد الريح بسبع سنين، بينكم وبينها باب، الذي يصيبكم من الريح، ما يخرج من خلل ذلك الباب، ولو فتح لأذرت ما بين السماء والأرض، اسمها عند الله الأرنب، وهي عندكم الجنوب’’ غريب، ويقع لنا عاليا بدرجتين من حديث المحاملي.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 12- ص: 156
أستاذ الحاكم أبي عبد الله الحافظ؛ وقد أطنب في ترجمته من “ تاريخه “: كان باقعة في الحفظ، مقدما في مذاكرة الأئمة، كثير التصنيف، وأحد المعدلين المقبولين بنيسابور.
سمع بنيسابور إبراهيم بن أبي طالب، وعبد الله بن شيرويه، وأقرانهما، وبهراة أبا عبد الله السامي، والحسين بن إدريس، وأقرانهما، وبنسا الحسن بن سفيان، وبجرجان عمران بن موسى وأقرانه، وبمرو عبد الله بن محمود وأقرانه، وبالري إبراهيم بن يوسف الهسنجاني وأقرانه، وببغداد عبد الله بن ناجية وأقرانه، وبالكوفة محمد بن جعفر القتات وأقرانه، وبالبصرة زكريا بن يحيى الساجي وأقرانه، وبواسط جعفر بن أحمد الحافظ وأقرانه، وبالأهواز عبدان الحافظ وأقرانه، وبالجزيرة أبا يعلى الموصلي، سمع منه “ مسنده “ وكتبه بخطه.
وسمع بأصبهان، والشام، ومكة زادها الله تعظيماً، وبمصر أبا عبد الرحمن النسائي، وعقد له مجلس الإملاء سنة سبع وثلاثين وثلاث مئة، وهو ابن ستين سنة، ثم لم يزل يحدث بالمصنفات والشيوخ إلى آخر عمره.
توفي رحمه الله في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاث مئة.
وغسله أبو عمرو ابن مطر، ودفن في مقبرة باب معمر من نيسابور.
قال رحمه الله: أول ما اختلفت في طلب العلم إلى إبراهيم بن أبي طالب سنة أربع وتسعين ومئتين، فلما رأيت شمائله وسمته وحسن مذاكرته للحديث حلا في قلبي، فكنت اختلفت إليه وأكتب عنه “ الأمالي”، فحدث يوماً عن محمد بن يحيى، عن إسماعيل بن أبي أويس، فقال لي بعض أصحابنا: لم لا تخرج إلى هراة فإن بها شيخا ثقة يحدث عن إسماعيل بن أبي أويس؟ فوقع ذلك في قلبي، فخرجت إلى هراة وذلك سنة خمس وتسعين.
قال: واستأذنت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة في الخروج إلى العراق سنة ثلاث وثلاث مئة، فقال: توحشنا مفارقتك يا أبا علي، وقد رحلت وأدركت الأسانيد العالية، وتقدمت في حفظ الحديث، ولنا فيك فائدة وأنس فلو أقمت، فما زلت به حتى أذن لي فخرجت ولما ورد على عبدان الأهوازي أكرم مورده، وبالغ في إعزازه، وكان يجيبه فيما يلتمسه من حديثه إلى أن ذاكره غير مرة، واستقصى عليه في المذاكرة والمطالبة، فتغير له وامتنع عليه في أحاديث كان سأله عنها. فقضي أن أبا العباس ابن سريج ورد العسكر وهو بها، فقصده وأخبره، فقال: من عزمى أن أدخل على أبي محمد، فإذا دخلت عليه فسله بحضرتي، فدخل عليه القاضي أبو العباس، فسألته عن حديث ابن عون، عن الزهري، وسأله أبو العباس، فأخرج الأصل، وحدثنا به؛ قال حدثنا محمد بن يحيى القطعي، حدثنا محمد بن بكر البرساني، حدثنا ابن عون، عن الزهري، عن سالم، عن أبيه، أن النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا افتتح الصلاة كبر ورفع يديه، وإذا ركع، وإذا رفع رأسه من الركوع.
قال أبو علي: فلما من الله علي بسماع هذا لم أبال بغيره.
قلت: يقال: تفرد به عبدان، عن القطعي، والله أعلم.
دار البشائر الإسلامية - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 462
أبو علي الإمام محدث الإسلام الحسين بن علي بن يزيد بن داود النيسابوري
أحد جهابذة الحديث
قال الحاكم تلميذه هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف باقعة في الحفظ لا يطاق مذاكرته صنف وجمع وأقام ببغداد وما بها أحفظ منه إلا أن يكون أبو بكر الجعابي فإني سمعت أبا علي يقول ما رأيت ببغداد أحفظ منه
سمع خلائق ورحل
ولد سنة سبع وسبعين ومائتين ومات في جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة
وقال ابن منده سمعت أبا علي يقول وما رأيت أحفظ منه ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم
وقال ابن منده ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي
وقال القاضي أبو بكر الأبهري سمعت أبا بكر بن داود يقول لأبي علي من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم فقال إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي فقال أحسنت يا أبا علي
قال الحاكم كان أبو علي يقول ما رأيت في أصحابنا مثل الجعاني حيرني حفظه فحكيت هذا للجعابي فقال يقول أبو علي هذا وهو أستاذي على الحقيقة
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1403) , ج: 1- ص: 369
الحسين بن علي بن يزيد بن داود بن يزيد، أبو علي الحافظ، الصايغ، النيسابوري، الفقيه الشافعي.
سمع بنيسابور: إبراهيم بن أبي طالب، وعبد الله بن شيرويه، وأقرانهما، وبهراة: وهي أول رحلته، وكانت سنة خمس وتسعين ومائتين الحسين بن إدريس، وبحلب: يحيى بن علي الحلبي، وبأنطاكية: محمد بن عبد الرحمن بن سهم، وبنسا: الحسن بن سفيان، وبجرجان: عمران بن موسى، وبمرو: عبد الله بن محمود، وبالري: إبراهيم بن يوسف الهسنجاني، وببغداد: عبد الله بن ناجية، وبالكوفة: محمد بن جعفر القتات، وبمكة - حرسها الله -: المفضل الجندي، وبغزة: الحسن بن الفرج، وبالبصرة: زكريا بن يحيى الساجي، وبواسط: جعفر بن أحمد، وبالرقة: محمد بن علي بن الحسن، وبالأهواز: عبدان، وبالجزيرة: أبا يعلى الموصلي - سمع منه ’’مسنده’’ وكتبه بخطه - وبمصر: المعافى بن سليمان، وبأصبهان: محمد بن نصير، وبدمشق أحمد بن عمير بن جوصا، وبحلوان: محمد بن عثمان بن أبي سويد - وهو أقدم شيخ له - وخلقاً كثيراً بمدائن خراسان، وبالحرمين ومصر والشام والعراق والجزيرة والجبال، حتى قال الخليلي في ’’الإرشاد’’: كتب عن قريب من ألفي شيخ.
وعنه: أبو عبد الله الحاكم في ’’مستدركه’’ وأكثر عنه، وأبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبو الوليد الفقيه - وهما أكبر منه - وأبو عبد الله بن مندة، وأبو طاهر ابن محمش، وأبو عبد الرحمن السلمي، وأبو سليمان ابن زبر، وأبو بكر المقرئ الأصبهاني في ’’معجمه’’ وأبو محمد بن صاعد، وابن جوصاء، وابن عقدة، وأبو أحمد العسال، وغيرهم من الحفاظ.
قال الحاكم في ’’تاريخه’’: سمعت أبا علي الحافظ يقول: كنت اختلف إلى الصاغة، وفي جوارنا فقيه. كرامي يعرف بالولي، فكنت اختلف إليه بالغدوات، وآخذ عنه الشيء بعد الشيء من مسائل الفقه، فقال لي أبو الحسن الشافعي: يا أبا علي لا تضيع أيامك، ما تصنع بالاختلاف إلى الولي، وبنيسابور من العلماء والأئمة عدة، فقلت: إلى من اختلف؟ قال: إلى إبراهيم بن أبي طالب، فأول ما اختلفت في طلب العلم إليه سنة أربع وتسعين ومائتين، فلما رأيت شمائله وسمته وحسن مذاكرته للحديث، حلا في قلبي، فكنت اختلف إليه وأكتب عنه الأمالي، ثم خرجت إلى هراة وذلك في سنة خمس وتسعين ومائتين، لما أردت الخروج إلى العراق سنة ثلاث وثلاثمائة، استأذنت أبا بكر بن خزيمة، فقال: توحشنا مفارقتك يا أبا علي، وقد رحلت وأدركت الأسانيد العالية، وتقدمت في حفظ الحديث، ولنا فيك فائدة وأنس، فلو أقمت؟ فما زلت به حتى أذن لي فخرجت إلى الري، وبها علي بن الحسن الأصبهاني، وكان من أحفظ مشايخنا وأثبتهم وأكثرهم فائدة، فأفادني عن مشايخ الري ما لم أكن أهتدي أنا إليه، ودخلت بغداد وجعفر الفريابي حي، وقد أمسك عن التحديث، ودخلت عليه غير مرة، بكيت بين يديه، وكنا ننظر إليه حسرةً، ومات وأنا ببغداد سنة أربع وثلاثمائة، وصليت على جنازته.
قال الحاكم: انصرف أبو علي من مصر إلى بيت المقدس، ثم حج حجة أخرى، ثم انصرف إلى بيت المقدس، وانصرف عن طريق الشام إلى بغداد، وهو باقعة في الحفظ، لا يطيق مذاكرته أحد، ثم انصرف إلى خراسان ووصل إلى وطنه، ولا يفي بمذاكرته أحد من حفاظنا، وسمعته يقول: قال لي أبو بكر بن خزيمة: يا أبا علي لقد أصبت في خروجك إلى العراق والحجاز، فإن الزيادة على حفظك وفهمك ظاهرة. ثم أقام أبو علي بنيسابور إلى سنة عشر وثلاثمائة، يصنف ويجمع الشيوخ والأبواب، وجودها، ثم حملها إلى بغداد سنة عشر ومعه أبو عمرو الصغير فحج وخرج إلى الرملة، وأبو العباس محمد بن الحسن بن قتيبة حي، ثم انصرف إلى دمشق، ثم جاء إلى حران، وانتخب على أبي عروبة، ثم انصرف إلى بغداد وأقام بها، حتى نقل ما استفاد من مصنفاته في تلك الرحلة، وذاكر الحفاظ بها، ثم انصرف من العراق، ولم يرحل بعدها إلا إلى سرخس وطوس ونسا.
قال مقيده - عفا الله عنه -: وسبب خروجه من دمشق قصة ذكرها الحاكم عن أبي عمرو الصغير يقول فيها: نزلنا الخان بدمشق، فأتى ابن جوصا زائراً لأبي علي الحافظ، فنزل على البغلة، وأظهر الفرح، وذكر أبا علي، وأخذ منه جمعه كتاب عبد الله بن دينار ثم حملنا إلى منزله، ثم اجتمع جماعة من الرحالة، منهم: الزبير الأسداباذي، ونقموا على ابن جوصا أحاديث، فقال أبو علي: لا تفعلوا، هذا إمام قد جاز القنطرة، قال: فبلغ ذلك ابن جوصا، فما بالى بهم، بل كان يهاب أبا علي فبعث بوكيله إلى أبي علي بعشرين ديناراً، فقال: يا أبا علي، ينبغي أن تسافر، فإن السلطان قد طلبك فخرج، وخرجنا. قال الحاكم: وسمعت أحمد بن محمد يقول: راسله ابن جوصا بأنه قد أنهي إلى السلطان أنك استصحبت غلاماً حدثاً، وإن أباه قد خرج في طلبه، يعني أبا عمرو الصغير.
وقد أطنبه الحاكم - رحمه الله تعالي - في ’’تاريخه’’ في الثناء عليه، فقال: هو أوحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والرحلة شرقاً وغرباً، مقدم في مذاكرة الأئمة وكثرة التصنيف، وكان مع تقدمه في هذه العلوم أحد المعدلين المقبولين في البلد، عقد له مجلس الإملاء سنة سبع وثلاثين وثلاثمائة، وهو ابن ستين سنة، ثم لم يزل يحدث بالمصنفات والشيوخ مدة عمره. وسمعته يقول: كتب عني أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب عني ابن جوصا بدمشق جملة. قال الحاكم: وكنت أرى أبا علي معجباً بأبي يعلى الموصلي وإتقانه، وكان لا يخفى عليه شيء من حديثه إلا اليسير، ولولا اشتغاله بسماع كتب القاضي أبي يوسف من بشر بن الوليد الكندي، لأدرك بالبصرة أبا الوليد الطيالسي، وسليمان بن حرب. وكان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابنا مثل أبي بكر الجعابي، حيرني حفظه، فحكيت هذا للجعابي، فقال: يقول أبو علي هذا وهو أستاذي على الحقيقة؟!
وسمعت أبا علي - أيضاً - يقول: وردت على عبدان الأهوازي فأكرم موردي، وكان يتبجح بي، ويبالغ في تقريبي وإعزازي وإكرام موردي، ويجيبني إلى كل ما ألتمسه من حديثه، إلى أن ذاكرته غير مرة واستقصيت عليه في المذاكرة والمطالبة، فتغير لي، وقد عرف من أخلاقه أنه كان يحسد كل من يحفظ الحديث.
وسمعته - أيضاً - يقول: دخلت مرو، وفاتني حديث خلف بن عبد العزيز بن عثمان بن جبلة، عن أبيه، عن جده، عن شعبة عن هشام، عن أبيه، عن عائشة: ’’كان النبي - صلى الله عليه وسلم - يصلي وهو قاعد، فإذا بقي من قراءته ثلاثون أو أربعون آية قام فقرأ ثم ركع’’.
فدخلت في بعض دخلاتي الري، فإن الحديث عندهم عن جعفر بن منير الرازي، عن روح بن عبادة، عن شعبة، فأتيت ابن أبي حاتم، فسألته عنه فقال: ولم تسأل عن هذا؟ فقلت: هذا حديث تفرد به عثمان بن جبلة، عن شعبة، وهو في كتب روح عن عبادة، عن سعيد، عن هشام، وقد أخطأ فيه شيخكم هذا على روح.
فلما كان بعد أيام، عاودته في السؤال عن هذا الحديث، فأخرج إلي وقد كتب على الحاشية، ’’قلت أنا: هذا الحديث كذا وكذا’’، وساق الكلام الذي ذكرته له، فقلت له: متى قلت أنت هذا؟ وإنما سمعته مني، فتغير لي، وانقبضت أنا - أيضاً - عنه.
وقال في ’’المعرفة’’: حدثني أبو علي الحافظ، قال: كنت يوماً عند أبي بكر بن الباغندي، وهو يملي علي، فقال لي: أبو بريد عمرو بن يزيد الجرمي فأمسكت عن الكتابة، ثم أعاد ثانياً، ثم قال: حديث سرار بن مجتر، فقلت: قد أغناك الله عنه يا أبا بكر، فقد حدثناه أبو عبد الرحمن النسائي، قال حدثنا أبو بريد، فإن أخذ أحد من أهل بغداد التدليس فعن الباغندي وحده. اهـ
وذكر الخليلي في ’’الإرشاد’’ أنه سمع الحاكم يقول: لست أقول تعصباً، لأنه أستاذي يعني أبا علي، ولكني لم أر مثله قط.
وقال الدارقطني: حافظ متقن. وقال مرة: إمام مهذب. وقال الحافظ أبو بكر بن أبي دارم: ما رأيت ابن عقدة يتواضع لأحد من الحفاظ كما يتواضع لأبي علي النيسابوري. وقال أبو عبد الله ابن مندة: ما رأيت أحفظ منه. وقال أبو عبد الله الزبير الإسداباذي: كنا في السفر أسن من أبي علي، وهو أحف منا، وكنا نكتب بانتخابه، وما رأيت له زلة قط، إلا روايته عن عبد الله بن وهب الدينوري، وابن جوصا. وقال أبو بكر ابن الجعابي: أبو علي أستاذي في هذا العلم. وقال أبو يعلى حمزة بن محمد العلوي: ما رأيت بخراسان أحفظ للحديث منه، ولقد جهدت به أن ينشط في الخروج إلى بلادنا ليقضي الواجب من حق علم، فلم يفعل. وقال أبو بكر بن المقرئ: إني لأدعو له في أدبار الصلوات، كنت أتبعه في شيوخ مصر والشام حتى حصلت على ما أرويه. وقال الخليلي في ’’الإرشاد’’: الحافظ الكبير، إمام وقته، متفق عليه، تلمذ عليه الحفاظ وارتحل إلى العراقين والشام ومصر، ولقب في صباه بالحافظ، سمعت من يحكي عنه قال: دخلت الكوفة فدققت على ابن عقدة بابه، فقال: من؟ فقلت: أبو علي النيسابوري الحافظ، فلما دخلت عليه ذاكرني، وقال: أنت الحافظ؟ قلت: نعم. قال: لعلك تحفظ ثيابك! فلما رجعت إلى الشام لقيته فذاكرني، ثم قال: أنت - والله - اليوم أبو علي الحافظ، قد غلبتني. وقال الخطيب: كان واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع، مقدماً في مذاكرة الأئمة، كثير التصنيف. وقال أبو القاسم الدمشقي في ’’تاريخه لدمشق’’: رحل في طلب الحديث، وطوف وجمع فيه وصنف. وقال رشيد الدين العطار: أحد أكابر الحفاظ في زمانه، والمقدم في معرفة علم الحديث على أقرانه، وله الرحلة الواسعة إلى الأقطار البعيدة، والتصانيف الحسنة المفيدة. وقال ابن عبد الهادي: الحافظ الكبير البارع، أحد الأئمة الأعلام. وقال الذهبي: الإمام محدث الإسلام، أحد جهابذة الحديث. وقال مرة: الحافظ الإمام العلامة الثبت، أحد النقاد، تخرج به الحاكم، ولم يخلف بخراسان مثله. وقال السبكي: أطال الحاكم ترجمه شيخه هذا وأطنب على عادته إذا ترجم كبيًرا استوفي وحشد الفوائد والغرائب.
ولد سنة سبع وسبعين ومائتين، وأول شيء سمعه في سنة أربع وتسعين ومائتين، ومات عشية الأربعاء، ودفن عشية الخميس الخامس عشر من جمادى الأولى سنة تسع وأربعين وثلاثمائة، وغسله أبو عمرو بن مطر، وصلى عليه أبو بكر بن المؤمل، ودفن في مقبرة باب معمر.
قلت: [إمام حافظ فقيه مصنف فقيه مصنف رحالة فاق الأقران].
’’المستدرك’’ (1/ 62/48)، ’’مختصر تاريخ نيسابور’’ (42/ أ)، ’’معجم ابن المقرئ’’ (861)، سؤالات السلمي (35)، ’’الإرشاد’’ (3/ 842)، ’’تاريخ بغداد’’ (8/ 71)، ’’التقييد’’ (295)، ’’تاريخ دمشق’’ (14/ 271)، (35/ 365 - 366)، ’’مختصره’’ (7/ 161)، ’’تهذيبه’’ (4/ 350)، ’’طبقات ابن الصلاح’’ (1/ 462)، ’’المنتظم’’ (14/ 127)، ’’معجم البلدان’’ (5/ 383)، ’’بغية الطلب’’ (6/ 2707)، ’’نزهة الناظر’’ (21)، ’’طبقات علماء الحديث’’ (3/ 97)، ’’تذكرة الحفاظ’’ (3/ 902)، ’’النبلاء’’ (16/ 51)، ’’تاريخ الإسلام’’ (25/ 419)، ’’العبر’’ (2/ 81)، ’’المعين’’ (1260)، ’’الوافي بالوفيات’’ (12/ 430)، ’’طبقات السبكي’’
(3/ 276)، والأسنوي (1/ 275)، وابن كثير (1/ 249)، ’’البداية’’ (15/ 243)، ’’العقد المذهب’’ (77)، ’’طبقات ابن قاضي شهبة’’ (1/ 128)، ’’لسان الميزان’’ (2/ 475)، ’’طبقات الحفاظ’’ (838)، ’’الشذرات’’ (4/ 257)، وغيرها.
دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 1- ص: 1
أبو علي الحافظ
أبو علي الحافظ = الحسين بن علي بن يزيد
دار العاصمة للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية-ط 1( 2011) , ج: 2- ص: 1
أبو علي
الحافظ الكبير البارع، أحد الأئمة الإعلام، الحسين بن علي بن يزيد بن داود، النيسابوري.
قال الحاكم: هو واحد عصره في الحفظ والإتقان والورع والمذاكرة والتصنيف.
سمع إبراهيم بن أبي طالب، وعبد الله بن شيرويه، وجعفر بن أحمد الحافظ، ومحمد بن عبد الرحمن السامي، والحسين بن إدريس، والحسن بن سفيان، وأبا خليفة الجمحي، ومحمد بن نصير مسند أصبهان، والحسن بن الفرج الغزي، صاحب يحيى بن بكير، وأبا عبد الرحمن النسائي، وأبا يعلى الموصلي، وعبدان الأهوازي، وخلقاً كثيراً بخراسان والحجاز والشام والعراق ومصر والجزيرة والجبال.
حدث عنه: أبو بكر أحمد بن إسحاق الصبغي، وأبو الوليد الفقيه وهما أكبر منه - وابن منده، والحاكم، وأبو طاهر بن محمش، وأبو عبد الرحمن السلمي، وغيرهم.
وكان مولده في سنة سمع وسبعين ومئتين.
وأول سماعه في سنة أربع وتسعين. وكان في حداثته يشتغل بالصياغة، فأشار عليه بعض العلماء بطلب العلم لما رأى من ذكائه.
قال الخطيب: كان أبو علي قد انتهى إليه الحفظ عند الخراسانيين مع اشتهاره بالورع والديانة والصدق والأمانة.
وقال الحاكم: كان باقعةً في الحفظ لا تطاق مذكراته، ولا يفي
بمذاكرته أحدٌ من حفاظنا، خرج إلى بغداد ثانياً في سنة عشرٍ، وقد جمع وصنف، فأقام ببغداد وما بها أحدٌ أحفظ منه إلا أن يكون أبو بكر الجعابي، فإني سمعت أبا علي يقول: ما رأيت ببغداد أحفظ منه.
وسمعت الحافظ أبا علي يقول: كتب عني أبو محمد بن صاعد غير حديث في المذاكرة، وكتب عني ابن جوصا جملة.
وقال أبو بكر بن أبي دارم الحافظ: مارأيت ابن عقدة يتواضع لأحدٍ من الحفاظ كتواضعه لأبي علي النيسابوري.
وقال أبو عبد الرحمن السلمي: سألت الدارقطني عن أبي علي النيسابوري فقال: إمام مهذب.
وقال الحاكم: سمعت أبا علي الحافظ يقول: اجتمعت ببغداد مع أبي أحمد العسال، وإبراهيم بن حمزة، وأبي طالب، وأبي بكر الجعابي [وأبي أحمد الزيدي]، فقالوا: يا أبا علي، تملي علينا من حديث نيسابور مجلساً؟ فامتنعت، فما زالوا بي حتى أمليت عليهم ثلاثين حديثاً، ما أجاب واحدٌ منهم في حديثٍ منها إلا إبراهيم بن حمزة في حديثٍ واحد.
وقال أحمد بن الفضل الباطرقاني: سمعت ابن منده يقول: سمعت أبا علي النيسابوري يقول - ما رأيت أحفظ منه - : ما تحت أديم السماء أصح من كتاب مسلم.
وقال عبد الرحمن بن منده: سمعت أبي يقول: ما رأيت في اختلاف الحديث والإتقان أحفظ من أبي علي النيسابوري.
وقال القاضي أبو بكر الأبهري: سمعت أبا بكر بن أبي داود يقول لأبي علي النيسابوري: من إبراهيم عن إبراهيم عن إبراهيم؟ فقال: إبراهيم بن طهمان عن إبراهيم بن عامر البجلي عن إبراهيم النخعي. فقال: أحسنت يا أبا علي.
وقال الحاكم: كان أبو علي يقول: ما رأيت في أصحابنا مثل أبي بكر الجعابي، حيرني حفظه. قال: فحكيت هذا لأبي بكر فقال: يقول أبو علي هذا وهو أستاذي على الحقيقة!
قال الحاكم: توفي في جمادى الأولى سنة تسعٍ وأربعين وثلاث مئة.
مؤسسة الرسالة للطباعة والنشر والتوزيع، بيروت - لبنان-ط 2( 1996) , ج: 3- ص: 1