الكرابيسي الحسين بن علي بن يزيد، أبو علي الكرابيسي: فقيه، من أصحاب الإمام الشافعي. له تصانيف كثيرة في (أصول الفقه وفروعه) و (الجرح والتعديل). وكان متكلما، عارفا بالحديث، من أهل بغداد. نسبته إلى الكرابيس (وهي الثياب الغليظة) كان يبيعها
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 244
الكرابيسي الشافعي الحسين بن علي بن يزيد الكرابيسي البغدادي، صاحب الشافعي رضي الله عنه، وأشهرهم بانتياب مجلسه، وأحفظهم لمذهبه.
وله تصانيف كثيرة في أصول الفقه وفروعه. وكان متكلما، عارفا بالحديث، وصنف أيضا في الجرح والتعديل، وأخذ عنه خلق كثير. وتوفي سنة خمس، وقيل: سنة ثمان وأربعين ومائتين.
قال الشيخ شمس الدين: تكلم في أحمد بن حنبل وقال ابن معين لما بلغه ذلك: ما أحوجه إلى أن يضرب! ولعنه.
وكان يقول: كلام الله منزل غير مخلوق، إلا أن لفظي بالقرآن مخلوق، ومن لم يقل: إن لفظي بالقرآن مخلوق، فهو كافر.
قال أبو عبد الله: بل هو كافر، أي شيء قالت الجهمية غير ذلك؟
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0
الكرابيسي العلامة، فقيه بغداد، أبو علي الحسين بن علي بن يزيد البغدادي، صاحب التصانيف.
سمع إسحاق الأزرق، ومعن بن عيسى، ويزيد بن هارون، ويعقوب بن إبراهيم، وتفقه بالشافعي.
روى عنه: عبيد بن محمد البزاز، ومحمد بن علي فستقة.
وكان من بحور العلم، ذكيا، فطنا، فصيحا، لسنا. تصانيفه في الفروع والأصول تدل على تبحره إلا أنه وقع بينه وبين الإمام أحمد، فهجر لذلك، وهو أول من فتق اللفظ، ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد، قال: ما أحوجه إلى أن يضرب، وشتمه.
قال حسين في القرآن: لفظي به مخلوق، فبلغ قوله أحمد، فأنكره، وقال: هذه بدعة. فأوضح حسين المسألة، وقال: تلفظك بالقرآن -يعني: غير الملفوظ- وقال في أحمد: أي شيء نعمل بهذا الصبي؟ إن قلنا: مخلوق، قال: بدعة، وإن قلنا: غير مخلوق، قال: بدعة. فغضب لأحمد أصحابه، ونالوا من حسين.
وقال أحمد: إنما بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها، وتركوا الآثار.
قال ابن عدي: سمعت محمد بن عبد الله الصيرفي الشافعي يقول لتلامذته: اعتبروا بالكرابيسي، وبأبي ثور، فالحسين في علمه وحفظه لا يعشره أبو ثور، فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب مسألة اللفظ، فسقط، وأثنى على أبي ثور، فارتفع للزومه للسنة.
مات الكرابيسي: سنة ثمان وأربعين، وقيل: سنة خمس وأربعين ومائتين.
ولا ريب أن ما ابتدعه الكرابيسي، وحرره في مسألة التلفظ، وأنه مخلوق هو حق، لكن أباه الإمام أحمد، لئلا يتذرع به إلى القول بخلق القرآن، فسد الباب؛ لأنك لا تقدر أن تفرز التلفظ من الملفوظ الذي هو كلام الله إلا في ذهنك.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 9- ص: 471
الحسين بن علي أبو علي الكرابيسي حدثنا ابن أبي عصمة، حدثنا أحمد بن أبي يحيى، قال: سمعت أبا نصر بن عبد المجيد يسأل أحمد بن حنبل فقال تعرف حسين الكرابيسي؟ فقال: لا أعرفه عافاك الله، فقال، يا أبا عبد الله يزعم أنه كان يناظرك عند الشافعي وكان معكم عند يعقوب بن إبراهيم بن سعد؟ فقال: لا أعرفه بالحديث، ولا بغيره
سمعت محمد بن الحسين بن بدينا يقول: سألت أحمد بن حنبل قلت أنا رجل من أهل الموصل وقد وقعت فيهم مسألة الكرابيسي فأفتيتهم لفظي بالقرآن مخلوق فقال لي إياك إياك إياك إياك أربع مرار أو خمس لا تكلم الكرابيسي، ولا تكلم من يكلمه قلت فهذا القول يرجع إلى قول جهم فقال هذا من قول جهم.
حدثنا أحمد بن حفص السعدي قال سئل أحمد بن حنبل يعني، وهو حاضر عن البلخي وأصحابه والكرابيسي ومن يقول لفظي بالقرآن مخلوق فقال أحمد كل يدور على رأي جهم.
حدثنا أحمد بن الحسن الكرخي أبو عبد الله صاحب الكرابيسي وكان كتب الكرابيسي عنده سماعا منه، قال: سمعت الحسين الكرابيسي يقول كان هاهنا ببغداد قاض، يقال له: أبو مرحوم الحجام كان يكون في مسجد وكان يجتمع إليه الناس فقام يوما وقال سلوني عن التفسير وتفسير التفسير قال فقام رجل من وراء الداربزين، فقال، يا أبا مرحوم قال طعنة يا بن الفاعلة فقالوا له رجل دعا لك تقول له مثل هذا المقال فقال ألم تسمع الله يقول إن الذين ينادونك من وراء الحجرات أكثرهم لا يعقلون فقال له ما تقول في المزابنة والمحاقلة قال المحاقلة حلق الثياب عند السمسار والمزابنة أن تسمي أخوك المسلم زبون قال حسين الكرابيسي فأنا قاعد ذات يوم على باب داري حتى مر بي شيخ محلوق الرأس واللحية معه زنبيل فيه خيار أصفر فقلت يا شيخ لم حلقت رأسك ولحيتك قال حكم الكتاب والسنة، قال: قلت له وأيش من حكم الكتاب والسنة، قال: قال لنا أبو مرحوم إخواني إن ذا الشعر نبتت على الضلالة فاحلقوها حتى تنبت على الطاعة قال فحمل الناس على أن حلقوا لحاهم له وذلك إنما جرى ذلك أن الجهل يغلب العلم
سمعت إبراهيم بن إسحاق السمرقندي بمصر يقول: سمعت سعد بن محمد البيروتي يقول: سمعت سعيد بن عبد العزيز البيروتي يقول كان عندنا من قال للناس احلقوا لحاكم فإنها نبتت على الضلالة حتى تنبت على الطاعة قال فحمل الناس كلهم على حلق اللحى فكنت لا تلقى أحدا إلا محلوق اللحية.
سمعت أحمد بن الحسين الكرخي يقول: سمعت إسحاق بن حسين شمخصة يقول كان يجالسنا رجل حمال قال ففقدناه قال فلقيته فقلت يا أبا جعفر ما لي ليس أراك عندنا قال حذرنا أبو عبد الله عنكم، قال: قلت يا أبا جعفر النبي: ابن من؟ قال ابنه تبارك وتعالى، قال: قلت أكثر الله في أصحاب أبي عبد الله مثلك قال وسجد رجل منهم فقال في سجوده سجد وجهي للماص بظر أمه وذكر كلاما.
قال ابن عدي كان شمخصة هذا مقيما بمكة فكان يدفع إلى الخراسانيين دراهم ليلعنوه فقيل له في ذلك فقال أشتهر في الدنيا وكان شمخصة صاحب الكرابيسي.
حدثنا أحمد بن الحسن الكرخي من كتابه، حدثنا الحسين الكرابيسي، حدثنا إسحاق الأزرق، حدثنا عبد الملك عن عطاء، عن الزهري، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا ولغ الكلب في إناء أحدكم فليهرقه وليغسله ثلاث مرات.
قال الشيخ: قال لنا أحمد بن الحسن كان الكرابيسي يسأل عنه.
حدثنا محمد بن منير بن حيان، حدثنا عمر بن شبة، حدثنا إسحاق الأزرق بإسناده، نحوه، موقوف.
قال الشيخ: ولا أدري ذكر فيه الإهراق والغسل ثلاث مرات أم لا وهذا لا يرويه غير الكرابيسي مرفوعا إلى النبي صلى الله عليه وسلم وعلي ما ذكر في متنه من الإهراق والغسل ثلاث مرات.
قال ابن عدي، والحسين الكرابيسي له كتب مصنفة ذكر فيها اختلاف الناس من
المسائل وكان حافظا لها وذكر في كتبه أخبارا كثيرة ولم أجد منكرا غير ما ذكرت من الحديث والذي حمل أحمد بن حنبل عليه من أجل اللفظ في القرآن فأما في الحديث فلم أر به بأسا.
سمعت محمد بن عبد الله الشافعي يقول يخاطب المتعلمين لمذهب الشافعي ويقول لهم اعتبروا بهذين النفسين حسين الكرابيسي، وأبو ثور الحسين في علمه وحفظه، وأبو ثور لا يعشره في علمه فتكلم فيه أحمد بن حنبل في باب اللفظ فسقط وأثنى على أبي ثور فارتفع للزومه السنة.
حدثنا أحمد بن محمد بن خالد البراش قال: كنت عند أحمد بن حنبل فسأله رجل عن مسألة في الحلال والحرام فقال له أحمد سل عافك الله غيرنا، فقال، يا أبا عبد الله إنما أريد جوابك فقال سل عافك الله غيرنا فقال إنما أريد جوابك يا أبا عبد الله فقال سل غيرنا عافك الله سل الفقهاء سل أبا ثور.
قال الشيخ: وسمعت البراش يقول: سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول انصرفت من جنازة أبي ثور فقال لي أين كنت قلت في جنازة أبي ثور فقال رحمه الله إنه كان فقيها.
دار الكتب العلمية - بيروت-ط 5( 1997) , ج: 3- ص: 240
الحسين بن علي بن يزيد أبو على الكرابيسى كان إماما جليلا جامعا بين الفقه والحديث
تفقه أولا على مذهب أهل الرأى ثم تفقه للشافعى
وسمع منه الحديث ومن يزيد بن هارون وإسحاق الأزرق ويعقوب بن إبراهيم وغيرهم
روى عنه عبيد بن محمد بن خلف البزار ومحمد بن على فستقة
وله مصنفات كثيرة وقد أجازه الشافعي كتب الزعفرانى
وذلك فيما أخبرنا به يحيى بن يوسف بن المصرى قراءة عليه وأنا أسمع سنة خمس وثلاثين وسبعمائة عن عبد الوهاب بن رواج أن الحافظ أبا طاهر السلفى أخبره سماعا عليه قال أخبرنا المبارك بن عبد الجبار أخبرنا على بن أحمد القالى أخبرنا أبو عبد الله أحمد بن إسحاق بن خربان النهاوندى القاضى أخبرنا الحسن بن عبد الرحمن الرامهرمزى حدثنا الساجى حدثنا داود الأصبهاني قال قال لى حسين الكرابيسى لما قدم الشافعي يعنى إلى بغداد قدمته فقلت له أتأذن لى أن أقرأ عليك الكتب فأبى وقال خذ كتب الزعفرانى فقد أجزتها لك فأخذتها إجازة
قال الخطيب حديث الكرابيسى يعز جدا وذلك أن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ وهو أيضا كان يتكلم في أحمد فتجنب الناس الأخذ عنه لهذا السبب
قلت كان أبو على الكرابيسى من متكلمى أهل السنة أستاذا في علم الكلام كما هو أستاذ في الحديث والفقه وله كتاب في المقالات
قال أيضا الخطيب والد الإمام فخر الدين في كتاب غاية المرام على كتابه في المقالات معول المتكلمين في معرفة مذاهب الخوارج وسائر أهل الأهواء
قلت والمروى أنه قيل للكرابيسى ما تقول في القرآن قال كلام الله غير مخلوق فقال له السائل فما تقول في لفظى بالقرآن فقال لفظك به مخلوق
فمضى السائل إلى أحمد بن حنبل فشرح له ما جرى فقال هذه بدعة
والذى عندنا أن أحمد رضى الله عنه أشار بقوله هذه بدعة إلى الجواب عن مسألة اللفظ إذ ليست مما يعنى المرء وخوض المرء فيما لا يعنيه من علم الكلام بدعة فكان السكوت عن الكلام فيه أجمل وأولى ولا يظن بأحمد رضى الله عنه أنه يدعى أن اللفظ الخارج
من بين الشفتين قديم ومقالة الحسين هذه قد نقل مثلها عن البخارى والحارث بن أسد المحاسبى ومحمد بن نصر المروزى وغيرهم وستكون لنا عودة في ترجمة البخارى إلى الكلام في ذلك
ونقل أن أحمد لما قال هذه بدعة رجع السائل إلى الحسين فقال له تلفظك بالقرآن غير مخلوق فعاد إلى أحمد فعرفه مقالة الحسين ثانيا فأنكر أحمد أيضا ذلك وقال هذه أيضا بدعة
وهذا يدلك على ما نقوله من أن أحمد إنما أشار بقوله هذه بدعة إلى الكلام في أصل المسألة وإلا فكيف ينكر إثبات الشئ ونفيه فافهم ما قلناه فهو الحق إن شاء الله تعالى
وبما قال أحمد نقول فنقول الصواب عدم الكلام في المسألة رأسا ما لم تدع إلى الكلام حاجة ماسة ومما يدلك أيضا على ما نقوله وأن السلف لا ينكرون أن لفظنا حادث وأن سكوتهم إنما هو عن الكلام في ذلك لا عن اعتقاده أن الرواة رووا أن الحسين بلغه كلام أحمد فيه فقال لأقولن مقالة حتى يقول أحمد بخلافها فيكفر فقال لفظى بالقرآن مخلوق
وهذه الحكاية قد ذكرها كثير من الحنابلة وذكرها شيخنا الذهبى في ترجمة الإمام أحمد وفى ترجمة الكرابيسى فانظر إلى قول الكرابيسى فيها إن مخالفها يكفر والإمام أحمد فيما نعتقده لم يخالفها وإنما أنكر أن يتكلم في ذلك
فإذا تأملت ما سطرناه ونظرت قول شيخنا في غير موضع من تاريخه إن مسألة اللفظ مما يرجع إلى قول جهم عرفت أن الرجل لا يدرى في هذه المضايق ما يقول وقد أكثر هو وأصحابه من ذكر جهم بن صفوان وليس قصدهم إلا جعل الأشاعرة الذين قدر الله لقدرهم أن يكون مرفوعا وللزومهم للسنة أن يكون مجزوما به ومقطوعا فرقة جهمية
واعلم أن جهما شر من المعتزلة كما يدريه من ينظر الملل والنحل ويعرف عقائد الفرق والقائلون بخلق القرآن هم المعتزلة جميعا وجهم لا خصوص له بمسألة خلق القرآن بل هو شر من القائلين بها لمشاركته إياهم فيما قالوه وزيادته عليهم بطامات
فما كفى الذهبى أن يشير إلى اعتقاد ما يتبرأ العقلاء عن قوله من قدم الألفاظ الجارية على لسانه حتى ينسب هذه العقيدة إلى مثل الإمام أحمد بن حنبل وغيره من السادات ويدعى أن المخالف فيها يرجع إلى قول جهم فليته درى ما يقول والله يغفر لنا وله ويتجاوز عمن كان السبب في خوض مثل الذهبى في مسائل الكلام وإنه ليعز الكلام على في ذلك ولكن كيف يسعنا السكوت وقد ملأ شيخنا تاريخه بهذه العظائم التى لو وقف عليها العامى لأضلته ضلالا مبينا
ولقد يعلم الله منى كراهية الإزراء بشيخنا فإنه مفيدنا ومعلمنا وهذا النزر اليسير الحديثى الذى عرفناه منه استفدناه ولكن أرى أن التنبيه على ذلك حتم لازم في الدين
قال أبو أحمد بن عدى سمعت محمد بن عبد الله الصيرفى الشافعي يقول لهم يعنى لتلامذته اعتبروا بهذين حسين الكرابيسى وأبى ثور فالحسين في علمه وحفظه وأبو ثور لا يعشره في علمه فتكلم فيه أحمد في باب اللفظ فسقط وأثنى على أبى ثور فارتفع
قلت هذا الكلام من الصيرفى مع علو قدره يدل على علو قدر الحسين ونظيره قول أبى عاصم العبادى لم يتخرج على يد الشافعي بالعراق مثل الحسين
مات الكرابيسى سنة خمس وأربعين وقيل ثمان وأربعين ومائة
ومن الفوائد عنه
كتبت إلى زينب بنت الكمال عن الحافظ أبى الحجاج يوسف بن خليل أخبرنا أبو المكارم أحمد بن محمد اللبان أخبرنا أبو على الحسن بن أحمد الحداد أخبرنا الحافظ أبو نعيم أحمد بن عبد الله الأصبهاني حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر حدثنا عبد الرحمن
ابن داود بن منصور حدثنا عبيد بن خلف البزار أبو محمد حدثنى إسحاق بن عبد الرحمن قال سمعت الحسين الكرابيسى
قلت كذا في السند عبيد عن إسحاق وعبيد صاحب الكرابيسى ولا يمتنع أن يسمع عنه كما سمع منه
رجع الحديث إلى الكرابيسى سمعت الشافعي يقول كنت أقرأ كتب الشعر فآتى البوادى فأسمع منهم قال فقدمت مكة منها فخرجت وأنا أتمثل بشعر للبيد وأضرب وحشى قدمى بالسوط فضربنى رجل من ورائى من الحجبة فقال رجل من قريش ثم ابن المطلب رضى من دينه ودنياه أن يكون معلما ما الشعر هل الشعر إذا استحكمت فيه إلا قعدت معلما تفقه يعلك الله
قال فنفعنى الله بكلام ذلك الحجبى فرجعت إلى مكة فكتبت عن ابن عيينة ما شاء الله أن أكتب ثم كنت أجالس مسلم بن خالد الزنجى ثم قدمت على مالك ابن أنس فكتبت موطأه فقلت له يا أبا عبد الله أقرأ عليك قال يا ابن أخى تأتى برجل يقرأه على فتسمع فقلت أقرأ عليك فتسمع إلى كلامى فقال لى أقرأه فلما سمع كلامى لقراءة كتبه أذن لى فقرأت عليه حتى بلغت كتاب السير فقال لى اطوه يا ابن أخى تفقه تعل
فجئت إلى مصعب بن عبد الله فكلمته أن يكلم بعض أهلنا فيعطينى شيئا من الدنيا فإنه كان لى من الفقر والفاقة ما الله به عليم فقال لى مصعب أتيت فلانا فكلمته فقال لى أتكلمنى في رجل كان منا فخالفنا فأعطانى مائة دينار
وقال لى مصعب إن هارون الرشيد قد كتب إلى أن أصير إلى اليمن قاضيا فتخرج معنا لعل الله أن يعوضك ما كان هذا الرجل يعوضك
قال فخرج قاضيا على اليمن فخرجت معه فلما صرنا باليمن وجالسنا الناس كتب مطرف بن مازن إلى هارون الرشيد إن أردت اليمن لا يفسد عليك ولا يخرج من يديك فأخرج عنه محمد بن إدريس وذكر أقواما من الطالبيين
قال فبعث إلى حماد البربرى فأوثقت بالحديد حتى قدمنا على هارون بالرقة
قال فأدخلت على هارون قال فأخرجت من عنده
قال وقدمت ومعى خمسون دينارا قال ومحمد بن الحسن يومئذ بالرقة فأنفقت تلك الخمسين دينارا على كتبهم
قال فوجدت مثلهم ومثل كتبهم مثل رجل كان عندنا يقال له فروخ وكان يحمل الدهن في زق له فكان إذا قيل له عندك فرشنان قال نعم فإن قيل عندك زئبق قال نعم فإن قيل عندك خيرى قال نعم فإذا قيل له أرنى وللزق رءوس كثيرة فيخرج له من تلك الرءوس وإنما هى دهن واحد
وكذلك وجدت كتاب أبى حنيفة إنما يقولون كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم وإنما هم مخالفون له
قال فسمعت ما لا أحصيه محمد بن الحسن يقول إن تابعكم الشافعي فما عليكم من حجازى كلفة بعده
فجئت يوما فجلست إليه وأنا من أشد الناس هما وغما من سخط أمير المؤمنين وزادى قد نفد
قال فلما أن جلست إليه أقبل محمد بن الحسن يطعن على أهل دار الهجرة فقلت على من تطعن على البلد أم على أهله والله لئن طعنت على أهله إنما تطعن على أبى بكر وعمر والمهاجرين والأنصار وإن طعنت على البلدة فإنها بلدتهم التى دعا لهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يبارك لهم في صاعهم ومدهم وحرمه كما حرم إبراهيم مكة لا يقتل صيدها فعلى أيهم تطعن
فقال معاذ الله أن أطعن على أحد منهم أو على بلدته وإنما أطعن على حكم من أحكامه
فقلت له وما هو قال اليمين مع الشاهد
قلت له ولم طعنت قال فإنه مخالف لكتاب الله
فقلت له فكل خبر يأتيك مخالفا لكتاب الله أيسقط قال فقال لى كذا يجب
فقلت له ما تقول في الوصية للوالدين فتفكر ساعة
فقلت له أجب
فقال لا تجب
قال فقلت له فهذا مخالف لكتاب الله لم قلت إنه لا يجوز فقال لأن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال لا وصية للوالدين
قال فقلت له أخبرنى عن شاهدين حتم من الله قال فما تريد من ذا قال فقلت له لئن زعمت أن الشاهدين حتم من الله لا غيره كان ينبغى لك أن تقول إذا زنى زان فشهد عليه شاهدان إن كان محصنا رجمته وإن كان غير محصن جلدته قال فإن قلت لك ليس هو حتما من الله قال قلت له إذا لم يكن حتما من الله فننزل كل الأحكام منازله في الزنا أربعا وفى غيره شاهدين وفى غيره رجلا وامرأتين وإنما أعنى في القتل لا يجوز إلا شاهدان فلما رأيت قتلا وقتلا أعنى بشهادة الزنا وأعنى بشهادة القتل فكان هذا قتلا وهذا قتلا غير أن أحكامهما مختلفة فكذلك كل حكم ننزله حيث أنزله الله منها بأربع ومنها بشاهدين ومنها برجل وامرأتين ومنها شاهد واليمين فرأيتك تحكم بدون هذا
قال وما أحكم بدون هذا قال فقلت له ما تقول في الرجل والمرأة إذا اختلفا في متاع البيت فقال أصحابى يقولون فيه ما كان للرجال فهو للرجال وما كان للنساء فهو للنساء
قال فقلت أبكتاب الله هذا أم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقلت له فما تقول في الرجلين إذا اختلفا في الحائط فقال في قول أصحابنا إذا لم يكن لهم بينة ينظر إلى العقد من أين هو البناء فأحكم لصاحبه
قال فقلت له أبكتاب الله قلت هذا أم بسنة رسول الله قلت هذا وقلت له ما تقول في رجلين بينهما خص فيختلفان لمن يحكم إذا لم يكن لهما بينة قال أنظر إلى معاقده من أى وجه هو فأحكم له
قلت له بكتاب الله قلت هذا أم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال وقلت له فما تقول في ولادة المرأة إذا لم يكن يحضرها إلا امرأة واحدة وهى القابلة وحدها ولم يكن غيرها
قال فقال الشهادة جائزة بشهادة القابلة وحدها نقبلها
قال فقلت له قلت هذا بكتاب الله أم بسنة رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ثم قلت له من كانت هذه أحكامه فلا يطعن على غيره
قال ثم قلت له أتعجب من حكم حكم به رسول الله صلى الله عليه وسلم وحكم به أبو بكر وعمر وحكم به على بن أبي طالب بالعراق وقضى به شريح قال ورجل من ورائى يكتب ألفاظى وأنا لا أعلم
قال فأدخل على هارون وقرأه عليه
قال فقال لى هرثمة بن أعين كان متكئا فاستوى جالسا قال اقرأه على ثانيا
قال فأنشأ هارون يقول صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله صدق الله ورسوله قال رسول الله صلى الله عليه وسلم (تعلموا من قريش ولا تعلموها قدموا قريشا ولا تؤخروها) ما أنكر أن يكون محمد بن إدريس أعلم من محمد بن الحسن
قال فرضى عنى وأمر لى بخمسمائة دينار
قال فخرج به هرثمة وقال لى بالسوط هكذا فاتبعته فحدثنى بالقصة وقال لى قد أمر لك بخمسمائة دينار وقد أضفنا إليه مثله
قال فوالله ما ملكت قبلها ألف دينار إلا في ذلك الوقت
قال وكنت رجلا أتشبع فكفانى الله على يدى مصعب
ومن المسائل عن الحسين
وقف الوالد رحمه الله على تصنيف الحسين في الشهادات أظن أنى أنا الذى أحضرته إليه فكتب منه فوائده ها أنا أحلها ومن خط الشيخ الإمام أنقلها
منها حكى الكرابيسى عن معاوية أنه قبل شهادة أم سلمة لابن أخيها
وأجاز زرارة شهادة أبى مجلز وحده وأجاز شريح شهادة أبى إسحاق وحده وأجاز شريح أيضا شهادة أبى قيس على مصحف وحده
قال الكرابيسى إن قال قائل أجيز شهادة واحد وجبت استتابته فإن تاب وإلا قتل
قال فإن قال قائل هؤلاء من أهل العلم قيل له إنما يهدم الإسلام زلة عالم ولا يهدمه زلة ألف جاهل قد حكم بعض أهل العلم بما لا يحل له ولا يجوز في الإسلام فقد قضى شريح بقضايا ليس عليها أحد من المسلمين ولا له حجة من كتاب ولا سنة ولا أثر ولا يثبت بجهة من الجهات
ومنها إذا باعت الصداق وطلقها قبل الدخول قال مالك لها نصف ما اشترت ما لم تستهلك منه شيئا وقال أبو يوسف ومحمد يجب على من ولى من الحكام إبطال هذا الحكم ورد عليهما الكرابيسى
وقال أبو يوسف في الحكم ببيع أم الولد إنه ينقض ثم رجع وقال لا ينقض للاختلاف فيه
نقل أبو عاصم أن الحسين قال الخبر إذا رواه عالم من المحدثين أوجب العلم الظاهر والباطن كالتواتر
قال الحسين سمعت الشافعي يقول يكره للرجل أن يقول قال الرسول ولكن يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ليكون معظما رواه البيهقى وغيره وهو في كتاب أبى عاصم
وروى عن الشافعي أيضا أنه قال اضطر الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم فلم يجدوا تحت أديم السماء خيرا من أبى بكر فلذلك استعملوه على رقاب الناس
قال أبو عاصم العبادى وهذا قول منه بأن إمامة المفضول لا تجوز
نقل العبادى أن الكرابيسى قال إذا قال أنت طالق مثل ألف طلقت ثلاثة لأنه شبه بعدد فصار كقوله مثل عدد نجوم السماء أما إذا قال مثل الألف أى بالتعريف فتطلق واحدة إذا لم ينو شيئا لأنه تشبيه بعظيم فأشبه ما لو قال مثل الجبل
وفى الرافعى عن المتولى ...
دار هجر - القاهرة-ط 2( 1992) , ج: 2- ص: 117
الحسين بن علي الكرابيسى الفقيه. سمع إسحاق الأزرق، ومعن بن عيسى، وشبابة، وطبقتهم.
وعنه عبيد بن محمد البزار، ومحمد بن علي فستقة وله تصانيف.
قال الأزدي: ساقط لا يرجع إلى قوله.
وقال الخطيب: حديثه يعز جدا، لان أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب مسألة اللفظ، وهو أيضا كان يتكلم في أحمد، فتجنب الناس الاخذ عنه.
ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد لعنه، وقال: ما أحوجه إلى أن يضرب.
وقد سمع الكرابيسى من معن بن عيسى والطبقة / وكان يقول: القرآن كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق، فإن عنى التلفظ فهذا جيد، فإن أفعالنا مخلوقة، وإن قصد / الملفوظ بأنه مخلوق، فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدوه تجهما، ومقت الناس حسينا لكونه تكلم في أحمد.
مات سنة خمس وأربعين ومائتين.
دار المعرفة للطباعة والنشر، بيروت - لبنان-ط 1( 1963) , ج: 1- ص: 544
الحسين بن علي الكرابيسي الفقيه: يدعه أحمد لأجل مسألة اللفظ، وقال ابن عدي: أرجو أنه لا بأس به، وقال الأزدي: ساقط.
مكتبة النهضة الحديثة - مكة-ط 2( 1967) , ج: 1- ص: 89
الحسين بن علي الكرابيسي، أبو علي، من أهل بغداد.
يروي عن يزيد بن هارون، والعراقيين. حدثنا عنه الحسن بن سفيان، وكان ممن جمع وصنف، ممن يحسن الفقه والحديث، ولكن أفسده قلة عقله، فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير حتى صار علماً يقتدى به، ووضع من شاء مع العلم الكثير حتى صار لا يلتفت إليه.
وقال الأزدي: ساقط لا يرجع إلى قوله.
وقال الخطيب: حديثه يعز جداً؛ لأن أحمد بن حنبل كان يتكلم فيه بسبب
مسألة اللفظ، وهو أيضاً كان يتكلم في أحمد فتجنب الناس الأخذ عنه، ولما بلغ يحيى بن معين أنه يتكلم في أحمد لعنه وقال: ما أحوجه إلى أن يضرب.
وقال مسلمة بن قاسم في كتاب «الصلة»: كان الكرابيسي غير ثقة في الرواية، وكان يقول بخلق القرآن، وكان مذهبه في ذلك مذهب اللفظية، وكان يتفقه للشافعي، وكان صاحب حجة وكلام.
وتعقب ذلك الحكم المستنصر الأموي، وقال في حق مسلمة: كذب عليه، بل كان يكفر من يقول بخلق القرآن، وقال: كان الكرابيسي ثقة حافظاً، لكن أصحاب أحمد بن حنبل هجروه؛ لأنه قال: تلاوة التالي للقرآن مخلوقة فاستريب بذلك عند جهلة أصحاب الحديث.
وقال الذهبي: كان يقول القرآن كلام الله غير مخلوق، ولفظي به مخلوق. فإن عنى التلفظ فهذا جيد؛ فإن أفعالنا مخلوقة، وإن قصد الملفوظ به مخلوق، فهذا الذي أنكره أحمد والسلف وعدوه تجهماً وذمت الناس حسيناً لكونه تكلم في أحمد.
مات سنة خمس وأربعين ومائتين. انتهى.
وأنت خبير بأن قوله: وإن قصد الملفوظ إلى آخره كلام ساقط، والله أعلم.
مركز النعمان للبحوث والدراسات الإسلامية وتحقيق التراث والترجمة صنعاء، اليمن-ط 1( 2011) , ج: 3- ص: 1
حسين بن علي الكرابيسي أبو علي
من أهل بغداد
يروي عن يزيد بن هارون والعراقيين حدثنا عنه الحسن بن سفيان وكان ممن جمع وصنف ممن يحسن الفقه والحديث ولكن أفسده قلة عقله فسبحان من رفع من شاء بالعلم اليسير حتى صار علما يقتدى به ووضع من شاء مع العلم الكثير حتى صار لا يلتفت إليه
دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 8- ص: 1
الحسين بن علي الكرابيسي
قال الأزدي ساقط لا يرجع إلى قوله
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1986) , ج: 1- ص: 1
الحسين بن علي الكرابيسي البغدادي.
أحد رواة القديم، وكان أولا على مذهب أهل الرأي، له ’’الخلافيات’’، مات سنة خمس وأربعين ومائتين، وقيل سنة ثمان وأربعين ومائتين. قال ابن خلكان: وهو أشبه بالصواب. نقل أبو عاصم في ’’الطبقات’’: أنَّ أبا ثور والكرابيسي قالا: إنَّ من أعسر بالحق فحلف إنه ليس عليه شيء كان بارّاً في يمينه، لأنه مضطر وقال المزني: يكون كاذباً لأنه لو لم يكن شيء لما أنظر ولا صح إبراره بل ينظر فإن كان الحبس يجهده ويضره حلف، لأنه كان مضطر، وإن لم يجهده فلا يجوز للحلف، ونقل أبو عاصم أيضاً أنَّ الكرابيسي روى عن الشافعي أنه قال: من استدان فادعى بعده أنه معسر يقبل قوله، لأنَّ المال غاد ورائح. قال أبو عاصم: ومن الغريب الذي يشاكله ما روى أبو الطيب عن القديم: أنَّ القابض والمقبوض منه إذا اختلفا في جهة الأداء فالقول قول القابض.
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1