التصنيفات

الشيخ نجيب الدين علي بن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي بن عيسى بن حسن بن جمال
الدين عيسى الشامي العاملي الجبيلي ثم الجبعي
كان حيا سنة 1041 الجبيلي نسبة إلى جبيل بلفظ تصغير بلد في جبل لبنان ويحتمل إن يكون نسبة إلى بنت جبيل بلد في جبل عامل من باب النسبة إلى أحد جزئي المركب والظاهر الأول.
أقوال العلماء فيه
في السلافة: الشيخ نجيب الدين علي بن محمد بن مكي الشامي العاملي نجيب أعرق فضله وأنجب، وكماله في العلم معجب وأدبه أعجب سقى روض آدابه صيب البيان فجنت منه أزهار الكلام أسماع الأعيان فهو للإحسان داع ومجيب وليس ذلك بعجيب من نجيب وله مؤلفات أبان فيها عن طول باعه واقتفائه لآثار الفضل وإتباعه، وكان قد ساح في الأرض وطوى منها الطول والعرض فدخل الحجاز واليمن والهند والعجم والعراق ونظم في ذلك رحلة أودعها من بديع نظمه ما رق وراق وقد حذا فيها حذو الصادح والباغم ورد حاسد فضله بحسن بيإنها وهو راغم وقفت عليها فرأيت الحسن عليها موقوفا واجتليت محاسن ألفاظها ومعانيها أنواعا وصنوفا واصطفيت منها لهذا الكتاب ما هو أرق من لطيف العتاب ثم ذكر منها قصيدة ومقطعات سنذكر ما نختاره منها عند ذكر شعره وقوله حذا فيها حذو الصادح والباغم أي في الحكم والمواعظ لا في كل شيء فالصادح والباغم هو عن لسان الحيوانات والرحلة المذكورة ليس فيها شيء عن لسان الحيوانات كما ستعرف. وفي أمل الآمل: علي بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي ثم الجبعي كان عالما فاضلا فقيها محدثا متكلما شاعرا أديبا منشئا جليل القدر قرأ على الشيخ حسن والسيد محمد والشيخ بهاء الدين وغيرهم، له شرح الرسالة الاثني عشرية للشيخ حسن وجمع ديوان الشيخ حسن وله رحلة منظومة لطيفة نحو 2500 بيت وله رسالة في حساب الخطأين وله شعر جيد، رأيته في أوائل سني قبل البلوغ ولم أقرأ عنده، يروي عن أبيه عن جده عن الشهيد الثاني، ويروي عن مشايخه المذكورين وغيرهم وكان حسن الخط والحفظ وله إجازة لولده ولجميع معاصريه وفي رياض العلماء: الشيخ نجيب الدين علي ابن الشيخ شمس الدين محمد بن مكي بن عيسى بن حسن بن جمال الدين عيسى الشامي العاملي الجبيلي ثم الجبعي قد كان من أكابر علماء عصره وله شرح ممزوج بالمتن على الرسالة الاثني عشرية الصلاتية للشيخ حسن ابن الشهيد الثاني وهو شرح لطيف وما أوردناه من نسبه هو الذي ذكره نفسه في أول ذلك الشرح ولكن قال في آخر ذلك الشرح هكذا: نجيب الدين علي بن محمد بن مكي بن حسن بن جمال الدين بن عيسى الجبيلي العاملي. ثم قال في الرياض ولا يخفى إن هذا الشيخ قد يعرف مرة بالشيخ نجيب الدين بن محمد بن مكي العاملي الجبيلي ومرة بعنوان الشيخ نجيب الدين بن محمد بن مكي بن عيسى بن الحسن العاملي ولا شك في اتحاد الكل وللشهيد الأول ولد اسمه ضياء الدين علي بن محمد بن مكي موافق للمترجم في الاسم واسم الأب والجد والنسبة بالعاملي مخالف له في غير ذلك.
مشايخه
قد علم مما مر إن له مشايخ في القراءة والرواية وهم
(1) الشيخ حسن صاحب المعالم
(2) السيد محمد صاحب المدارك
(3) الشيخ البهائي محمد بن الحسين. وهؤلاء مشايخه في القراءة والرواية أيضا (4) من مشايخه في الرواية أبوه، في الرياض هذا الشيخ يروي عن أبيه عن جده عن الشيخ إبراهيم الميسي عن والده الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، وتارة يروي الشيخ نجيب الدين هذا عن والده عن جده لامه الشيخ محيي الدين الميسي عن الشيخ علي بن عبد العالي الميسي، وتارة عن أبيه السيد نور الدين عبد الحميد الكري عن الشهيد الثاني.
تلاميذه
(1) ولده الشيخ محمد بن نجيب الدين علي الآتي ترجمته في بابها فإنه يروي عنه بالإجازة كما مر عن الأمل إن له إجازة لولده ولجميع معاصريه
(2) السيد حسين المفتي بأصبهان، في الرياض يروي عن الشيخ نجيب الدين هذا جماعة منهم السيد حسين المذكور
(3) الشيخ أبو عبد الله الحسين بن الحسن بن يوسف ظهير الدين العاملي، في الرياض يروي عن هذا الشيخ كما يظهر من آخر وسائل الشيعة الشيخ أبو عبد الله المذكور وبتوسطه يروي عنه صاحب الوسائل.
مؤلفاته
يفهم مما مر إن له من المؤلفات:
(1) شرح اثنا عشرية صاحب المعالم تاريخ تأليفه سنة 1038 من الهجرة، وقال في أوله أنه ليس لتلك الرسالة شرح سوى حاشية للشيخ البهائي على بعض مواضعه، ثم قال في الرياض لكن شرحه بعده الإمام شرف الدين علي الشولستاني وقال المعاصر في الذريعة عليه شروح كثيرة وعد منها سبعة أحدها شرح المترجم
(2) جمع ديوان صاحب المعالم
(3) رسالة في حساب الخطائين
(4) رحلته المنظومة التي مر إنها نحو ألفين وخمسمائة 2500 بيت وهذه الرحلة كانت ضائعة في جملة ما ضاع من نفائس الآثار لعلماء جبل عامل إلى إن قيض الله لها إن وقعت في يدنا بعد 270 سنة من نسخها و321 سنة من نظمها، وجدناها في جملة كتب مخطوطة من بقايا مكتبات جبل عامل التي سلمت من أيدي الناهبين ولم تصل إليها يد الطامعين ممن لا أخلاق لهم من أهله في هذا الزمان الذين يجوبون جبل عامل طولا وعرضا ويأخذون نفائس كتبه بدريهمات يسيرة فيبيعونها على الأغيار بأثمان لم تفدهم غنى ولا أغنتهم عن الكدية، وهذه الجملة التي أشرنا إليها قد أخنى عليها الدهر وعمل فيها الفأر والأرضة وماء السقوف وبينها مجموعة فيها عدة كتب وهي: إرشاد الطالبين إلى معرفة ما تشتمل عليه الكثرة في سهو المصلين تأليف محمد بن أحمد ابن سعادة فرع منه في سنة 819 وهو بخط محمد بن محمد بن مجير العاملي العنقاني فرع منه سنة 1092 وشرح لغريب الفصول النصيرية لركن الدين محمد بن علي الجرجاني للمقداد السيوري وهي بخط العنقاني أيضا فرع من نسخه سنة 1092 ونهج المسترشدين للعلامة الحلي والظاهر أنه بخط العنقاني أيضا والرحلة المشار إليها وهي بخط العنقاني أيضا كتبها سنة 1092 وتاريخ نظمها سنة 1041 فقد أرخها ناظمها بقوله في آخرها: وجمعها تاريخه ختام فكلمة ختام تبلغ ذلك بحساب الجمل فيكون بين نظمها ونسخ العنقاني لها 51 سنة. والنسخة التي وجدناها من هذه الرحلة قد ذهب أولها وشيء من وسطها ولولا مناعة ورقها لأصبحت في خبر كان ولولا بيت فيها يدل على إن ناظمها اسمه نجيب الدين لما اهتدينا إلى اسم مؤلفها بسبب ذهاب أولها وقد نقل منها صاحب السلافة أبياتا يسيرة وهي بطرز عجيب، ففيها وصف رحلة إلى الهند واليمن وبلاد الشحر وإيران والعراق والحجاز ثم الرجوع إلى الشام وفي أثنائها مواعظ وحكم وآداب بعناوين كثيرة ولكن الذي وجدناه من هذه الأرجوزة بقرب من ألف وخمسمائة بيت يزيد عن ذلك قليلا أو ينقص عنه قليلا فيكون ما ذهب منها نحو ألف بيت.
شعره
قال يرثي شيخه السيد محمد صاحب المدارك والشيخ حسن صاحب المعالم وبلغه وفاة الثاني وهو بالعراق وكان قد بلغه خبر وفاة الأول قبل ذلك وهو في سياحته كما أشار إليه في رحلته وذلك من جملة قصيدة منها:

الرحلة
تخبر بالأمر الذي أدعاه
وهنا سقط من الأصل المنقول عنه ورقة أو أكثر فأثبتنا الباقي، ويظهر من هذا الباقي إن الكلام كان في كرامة لأهل البيت (عليه السلام) على يد رجل جامي بلغت الناظم وهو في المشهد الرضوي المقدس وهذا هو الموجود بعد الساقط:
’’سنة 1041’’
وفي آخر النسخة ما صورته: فرع من تسويده لنفسه فقير يومه وأمسه المعترف بذنبه وحلول رمسه محمد بن محمد بن مجير العنقاني غفر الله له ولوالديه ولشيخه ولجميع المؤمنين ووافق الفراع نهار السبت 25 من شهر ذي القعدة الحرام سنة 1092. وفرع من نسخها العبد الفقير إلى عفو ربه الغني محسن الأمين الحسيني العاملي في أرض حاليا من خراج الزبداني في منتصف جمادي الآخرة سنة 1362.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 333