الشيخ علي أبو الحسن بن الحاج حسن بن مهدي الخنيزي مولده ووفاته
ولد في القطيف في رجب سنة 1291 وتوفي ودفن فيها في 21 ذي القعدة سنة 1363.
والده وأسرته
كان والده الحاج حسن علي جانب من التدين فكانت تجري عنده بعض المعاملات والعقود الشرعية، حيث ان البلاد كانت آنذاك خالية من العلماء فكان أبناء الشعب يوقفون على يديه بعض الأوقاف وربما جعلوا ولاية بعضها له وكانت جميع حجج المبيعات، والمشتروات متوجة بشهادته.
و(آل الخنيزي): طائفة عربية عريقة... كانت تسكن البحرين ثم نزحت عنها إلى القطيف، منذ أمد بعيد.
بعض ما قيل في حقه.
قال الأستاذ محمد سعيد المسلم: 295 خلف في شعبه أكبر الأثر من خدماته الوطنية وعلمه الجم وقد أذكى القبسة العلمية حتى استضاء بها القريب والبعيد فأودع في قلوب تلاميذه وشعبه أثرا لا يمحى ولا يزول. وقال الخطيب ميرزا حسين البريكي:
هو الرجل الأول وفي ظني الأكيد انه الرجل الأخير الذي قام أو يقوم بتشكيل البحث الخارج: فقهاوأصولاوحكمةوكلامافي القطيف على شكل البحث العلمي الديني في النجف الأشرف. وقال السيد مرتضى الحكيمي:
عند ما مكث في وطنه واستغنى عن النجف أتاح له ان يتخرج على يديه العلماء والمجتهدون وكان أيضا تأهله للقضاء هو لبلوغه درجة الاجتهاد، وحصول شروطه العسيرة في شخصه. وقال السيد محمد رضا الحكيم:
ولعل من أظهر مظاهر هذه الشخصية هو هذا الكفاح في توجيه أبناء أمته وقومه توجيها صحيحا والأخذ بيدهم إلى حيث الفضيلة والكمال.
أحواله
حج سنة 1313 على طريق البحر ثم زار المدينة المنورة وفي السنة التي تلتها كانت هجرته إلى النجف مصحوبا بابيه ثم عاد والده إلى القطيف ولم يلبث ان توفي سنة 1316 فاقبل المترجم على وطنه حيث مكث ستة أشهر عاد بعدها إلى النجف حيث أكب على التحصيل حتى نال إجازة الاجتهاد وكان خلال ذلك قد زار مشهد الرضا (ع) وفي عام 1329 في شهر رجب عاد إلى وطنه واشتغل بحياته العلمية باذلا نفسه في الخدمة الدينية والوطنية، فعقد بحثا خارجيا سنة 1343 في مسجده الكبير يجتمع حوله عدد غير قليل من الطلاب والفضلاء فأفاد جمعا غفيرا من أولئك غير ان ذلك البحث لم يستمر فانقطع لسنتين من صدوره. ومما يؤثر عنه انه كان يخرج إلى القرى والأرياف فيفقه الناس ويوجههم.
اساتذته
قرأ المقدمات على أساتذة من وطنه وهم: الشيخ محمد علي النهاس. والشيخ عبد الله الشيخ ناصر آل نصر الله. وابنه الشيخ علي آل نصر الله. والشيخ حسين والشيخ محمد علي آل عبد الجبار. والشيخ منصور الجشي. وحضر في النجف دروس الشيخ هادي الهمداني والشيخ محمد طه نجف والسيد أبو تراب الخوانساري والشيخ فتح الله الشهير بشيخ الشريعة ثم انقطع إلى بحث الشيخ محمد كاظم الخراساني صاحب الكفاية.
تلاميذه
منهم الشيخ علي الجشي والشيخ محمد علي الجشي، والشيخ منصور آل سيف وغيرهم.
مؤلفاته
له من المؤلفات: 1- روضة المسائل، 2- قبسة العجلان في مرجع الكفر والايمان، 3- في عدة الحامل المتوفى عنها زوجها، 4- الخلسة في الزمن في معنى التسامح في أدلة السنن، 5- مقدمة فيأصول الدين، 6- دلائل الأحكام، وهو شرح مهم على الشرائع، 7- المناظرات الكمالية، 8- الحاشية على كتاب احقاق الحق. 9- الرسالة الشكية، وهي مختصرة من رسالته الكبرى، 11- رسالة عملية صغرى، 12- نعم المنهج، وهو منسك، 13- صراع الحق في مجلدين كبيرين، وله تعاليق كثيرة وحواش عديدة غير متحدة الموضوع، بل متفرقة، حسب المناسبة، ولو جمعت لكانت كتابا نفيسا.
شعره
له شعر قليل منه هذه الأبيات:
قد يطلب المرء السعادة والقضا | يأبى عليه والقضا غلاب |
ويظن في برق الاماني وابلا | ان الأماني برقها خلاب |
ويرى بان الدهر ينجز وعده | و الدهر في إيعاده كذاب |
سوف تراهم قد ادالوا له | و انتزعوا السلطان من كفه |
وأنزلوه في حضيض الثرى | ينتظر الراحة في حتفه |
فلو لا دموعي لاحترقت من الجوى | و لو لا الجوى كنت الغريق من الدمع |
أسر لهذا اليوم لا لسعوده | و لكن الدفع الله ما كان انحسا |
كيف أنساك حسينا | و فؤادي لك قبر |
لست أنساك، وفي | الأحشاء من فقدك سعر |
لست أنساك حبيبي | ما بقي عمر وفكر |
بفقدك يا حسين فقدت انسي | و فارقني سروري وارتياحي |
ولا ينفك ذكرك من لساني | بليل أو غدو أو رواح |
وليس يزان شخصك في خيالي | بليل، أو مساء، أو صباح |
غشتك دجنة الارزاء حتى | تشاكل لون ليلك والصباح |
قضى فيها حسين فانتشونا | بكأس الخطب سكران وصاحي |
ولا عجب إذا سكر السكارى | فراح الخطب تقهر كل راح! |
مصابك يا حسين أذاب قلبي | و أجرى الدمع احمر من عيوني |
وقولي الدمع تخييل ووهم | فذي نفسي تسيل من الجفون |
قد فاق تجريد النصير بحسنه | في مبدإ، يتلوه حسن الخاتمة |
يا راميا بالسوء حسن ختامه | السوء فيك فخلته في الخاتمة! |
وقف المجد خاشعا لجلالك | فسلام العلا عليك وآلك |
أنت حي كالفجر تهفو لك الروح | و تندك في جلال جمالك |
قلت للموت: ويك دعه | فان النور اسمى مكانة من مجالك |
هو من عالم الخلود ولا | ترشق الا الفناء سود نبالك |
أ تخال الورود أوراقها الخضر | و كمامها وأمثال ذلك |
وهي تحيى في العطر والعطر روح | أزلي الشذا برغم خيالك |
يا شعاعا يهدي الحياة إذا ضلت | و ضاعت في متعبات المسالك |
طل كما شئت في الفضاء فان المجد | يهفو لواؤه في ظلالك |
السنون الطوال مرت سراعا | بك كادهم إذ يمر ببالك |
أهلكت زائفا من الجسم لكن | جوهر النفس لم تنشه المهالك |
غللتك الحياة دهرا فاعلتك | و فك الردى عرى أغلالك |
فعلى اليمن طر إلى الأفق النائي | و نل ما تشاء من آمالك |
يا فقيد القطيف استغفر الله | لما قلت، يا فقيد الممالك |
فنجوم الهدى وان خص فيها | أفق، فهي مهتدى كل سالك |
لك ذكر كالحب يهفو له القلب | و شكر يرف في أعمالك |
ان حقلا غرسته بمساعيك | نما منتجا ثمار نضالك |
فعلى كل شرفة منك يسمو | قمر سحر وجهه من هلالك |
ومحيطا ثقفته بمباديك | يروي العقول من سلسالك |
يتعب الدهر وهو يمشي قويا | يستمد الكفاح من أقوالك |
نم سعيدا فالله حقق آمالك | فيما خلفت من اشبالك |
يا خط للصبر الجميل أ لا أفزعي | نفذ القضاء وحم ما لم يدفع |
غزت الخطوب السود ربعك وانبرى | ريب المنون يغول كل سميدع |
ولعت بك الأحداث حتى انها | تركتك دار مصائب وتفجع |
ولقد خبا من افقك النور الذي | قد كان يرشد للطريق المهيع |
وقد انطوى حامي الحقيقة وارث | الأمناء بل نفس الوصي الأنزع |
كان الصوى للسائرين وها هم | ضلوا الطريق ضحى بليل اسفع |
كانت تلوذ به شريعة أحمد | فيحلها في عزة وتمنع |
نادي إذا احتشد الندي ولم تري | نور الامامة ساطعا في المجمع |
من للقضايا المشكلات يحلها | من للقضا من للبيان الأرفع |
من للايامى الضائعات مؤمل | من للعفاة ولليتامى الخشع |
سل عن أياديه (القطيف).. فإنها | كالغيث في روص أغن وبلقع |
جفت أزاهير المنى وغديرها | ما بعد يومك من رجا أو مطمع |
غادرتنا فتركتنا في ظلمة | نمشي حيارى ما لنا من مفزع |
لم تبق غير حشاشة خفاقة | و مدامع حمر وقلب موجع |
ويل لسلك قد تحمل نعيك الداوي | فلم يوهن ولم يتقطع |
وافى به شطر الغري مجلجلا | كادت تثقف منه عوج الأضلع |
قد كنت آمل ان أبشر باللقا | و إذا صدى الناعي يرن بمسمعي |
عقدت رزيتك اللسان فخانني | نطق اللبيب الهزبري المصقع |
فإذا القوافي المسلسات جوامح | و هي التي ان أدع لم تتمنع |
لم أبك يا أبتي عليك وانما | أبكي على شعب هناك مضيع |
قد كنت تلكؤه وكم من ليلة | من اجله قد بت نابي المضجع |
ابكي لمسجدك الحزين وبائس | يرجو وشمل للعلوم مصدع |
بالأمس: أنت عليه ظل وارف | و يحل منك على الربيع الممرع |
ان يبلغ الأقوام اربا خبهم | فلقد بلغت بعفة وتورع |
لم تؤخذن منذ الشباب بزلة | نفس على غير التقى لم تطبع |
أجهدت نفسك في الإله وموطن | حاولت ترفعه لأكرم موضع |
ودأبت ترسل في الظلام أشعة | حتى بدأ فجر العلوم باربعي |
واليوم عاد إلى زمان جهالة | داجي الحواشي بالنفاق ملفع |
أعددت لليوم الجنين عصابة | ما فيهم غير الأريب اللوذعي |
هتكت حجاب الغيب فكرتك التي | كانت أحد من السيوف القطع |
ألقيت امسى على نديك نظرة | فارتد طرفي غارقا في الادمع |
الفتية كئب الجوانب خاشعا | و يصبح بي شبح المنون: الا ارجع |
وأجلت فكري فيه حتى عاد لي | كالطير محمولا بريح زعزع |
فرجعت للذكرى أروح خاطري | في سفر ماضيك النقي الاسطع |
وإذا أياديك الجسام نواطق | فيه تشير إلى الخلود بإصبع |
وإذا ماثرك التي ابقيتها | طلعت علينا كالشموس اللمع |
اني لأقسم: أنت حي خالد | ما مات مصلح امة أو ألمعي |
أبتاه!لو اني أسلت محاجري | و نظمت فلذة مهجتي لم اقنع |
ما لم أذب وجدا عليك فلم يطب | عيش إلي ومقلتي لم تهجع |
ما قدر هذا الدمع أو هذا الرثا | اني أجلك عن رثاي وأدمعي |
ابني (علي) لا ينل منكم اسى | الا كما نال الندى من لعلع |
(الخط) منها أنتم وإليكم | ما للنفوس سواكم من مرجع |
ان غاب من أفق الامامة كوكب | فاعشوا إلى نجم أغر مشعشع |
فجيعة ليس مثلها من فجيعة | كل نفس لها تراها مروعه |
دهمت شعبنا- القطيف -فهزت | شم اطواده فخرت صريعة |
ورمتنا بأسهم تنفث السم | فاكبادنا بهن قطيعة |
قد رمت مهجة الهدى وحشا الدين | و قلب التقى وعين الشريعة |
يا بني الدين قد قضى كافل الدين | و هدت منه الرواسي الرفيعة |
فلينح كل ذي حجي بافتجاع | و ليس كل ذي شعور دموعه |
نلت يا دهر كل ما تتمنى | و أتت نحوك فاهتف بمن شئت |
مات من تختشيه فاهتف بمن شئت | تجد أنفس الطغاة سميعه |
حسبك الله لم تطب منك نفس | الغدر حتى قضى (زعيم الشيعة ) |
يا فقيدا به فجعنا لك الدين | فقيد أعظم بتلك الفجيعة |
غبت-يا زهرة الزمان-و أبقيت | نفوسا منا عليك جزوعه |
من إلى العلم بعد نورك هاد | و مبين أصوله وفروعه |
من لدست القضا وحسم الدعاوي | فيصل حكمه الخصوم مطيعة |
نعش تداوله الأكف | يكاد يطفو في الدموع |
وضعوا عليه اكفهم | وضع الأكف على الضلوع |
سالت عليه نفوسهم | في دمعهم مثل الشموع |
يمشون دون هدى وقد | غاب الدليل بلا رجوع |
تالله لم أشهد بهم | من كان في حال طبيعي |
والحزن يفتك بالنفوس | كفتكة الداء المريع |
نشر السواد على الوجوه | كابة قبل الدروع |
ومحا الوقار فلا ترى فيهم | سوى باك جزوع |
غص الفضا بهم كما | قد غص لحد من ضجيع |
يبكون شمس الفضل غابت | لن تعود إلى طلوع |
يبكون روحا لن ترفرف | في سجود أو ركوع |
أودى أبو حسن فمن | كعلي العلم الرفيع |
(و الخط ) أصبح دارسا | كالخط في طل الربوع |
يا شيخ كم أيتمت بعدك | من فطيم أو رضيع |
ولكم تشكى بعدك البؤساء | من عري وجوع |
من للعويص من الأمور | يفك بالحل السريع |
من للنوادي إذ تزان | بمثل مظهرك البديع |
من للأحاديث الرقيقة | مثل ازهار الربيع |
هذا الذي نبكيه من ذكراك | بالدمع الهموع |
قد صار قبرك في: القطيف | كأنه بعض البقيع |
جددت عهدا للمعارف ذاهبا | و نجدت شعبا للتحرر واثبا |
ودأبت جهدك للشباب موجها | فخلقت فيه كفاءة ومواهبا |
وجمعت شمل المخلصين مؤلفا | منهم لإسعاد البلاد كتائبا |
وأخذت تدفعهم لباب مليكهم | كالهيم توردها المعين تعاقبا |
وعدلت لم تجنح لذي قربى ولم | تدفع عن الحق الصراح اجانبا |
وخفضت للعافي جناحك رحمة | و لانت اجرأ للطغاة مغالبا |
وصبرت صبر المصلحين على الأذى | و صفحت صفح الأكرمين مجانبا |
وضممت اشتات الفضائل كلها | فتجسدت بك واستحلت مناقبا |
فلو ان للأيام عينا لاهتدت | بخطاك وانتهجت سبيلك لاحبا |
ولما تعامت عن هداك وهذه | آثارك الحسنى تشع كواكبا |
ايه أبا الحسن استمع لمقالتي | و أحلم علي فما عهدتك غاضبا |
هذي بلادك قد اضاعت رشدها | و تفرقت بعد الوئام مذاهبا |
نقضت جناحيها ولو تركتهما | لرأت لها بين النجوم مساربا |
يا من يجذ يمينه بشماله | هلا تثوب عن الغواية تائبا |
عوذت فيك مواهبا عقلية | من ان تكون بها لقومك ناكبا |
القوم إذ تهان سراتهم | و الشعب شعبك حين يلقى عاتبا |
ولانت منهم في الصميم ارومة | و مصالحا ومبادئا وعواقبا |
ان يكرموا تكرم وان يهنوا تهن | فاختر لنفسك ما تراه الواجبا |
وكن الرقيب على ضميرك واتخذ | منه لنفسك في الأمور محاسنا |
هذي يدي بيديك فاقرأ سرها | تجد التعاون للإخاء مصاحبا |
واستقر ما املي الجنان مصورا | مني المشاعر منشدا أو كاتبا |
أ أبا الحسين الحسن وكم دعيت لازمة | فحللتها وكشفت كربا لازبا |
أشرف علينا من سمائك لحظة | و اسطع على الحزبين نجما ثاقبا |
وصل الأواصر بيننا فلربما | اندملت جراح كن أمس لواغبا |
أين منا علم، يهدي إلى | شرعة الحق ويعلى من بناها |
بيننا آثاره خالدة | كخلود الآي في بعد مداها |
كتب من صحف الرسل استقت | منهل الوحي وللحق رواها |
من (صراع) حقق الحق به | و ارتوت منه نفوس فشفاها |
أو كتاب شع وحيا معجزا | كشعاع الشمس في رأد ضحاها |
ذائد العلم وحامي عرشه | ظفرت منه المنايا بمناها |
لا تقولوا: (الشيخ) أودى فجاة | فقلوب الناس لم يبرد لظاها |
انما (الخط) ثوت في لحدها | ويلها!لما تبدت في عماها |
يا غديرا سلسلا!يجري إلى | قمة العليا فيسمو في ذراها |
وربيعا نيرا حلو الرؤى | عشقته الخلد فاختار لقاها |
سائلوا (الخط) عن (النيل) الذي | طلبت منه رحيقا فسقاها |
هل لها من بعده من عالم | يحكم الفتوى ويرجى لقضاها |
سائلوا (المحراب) عن سجدته | و نوادي العلم: من هد بناها |
سائلوا (النعش) عن الجسم الذي | حل فيه: هل زها فخرا وتاها |
خانني يوم (علي) قلمي | و مشى الوجد بنفسي فمحاها |
كوكب شع كمرآة الضحى | غمر الأرواح نورا وانتباها |
رويت بالعلم منه امة | قد سقاها العلم كأسا فرواها |
هذه (الخط) بدت في ظلمة | ليلها داج، ومخفي سناها |
أبتاه فاض القلب بالاحزان | وعدت عليه طوارق الحدثان |
أبتاه قم (للخط) فهي صريعة | رهن البلى وحوادث الأزمان |
وتواترت سود الخطوب مطلة | في (الخط) مثل مسفه العقبان |
أرثيك بالقلب الذي قطعته | و أذبته وجدا-بدمع قان |
صورتني تمثال حزن في الورى | قلق الوساد مسهد الأجفان |
ودفنت آمالي بتربتك التي | هي كعبة الإسلام والايمان |
ونفضت كفي من ترابك يائسا | من نورك الهادي بني الإنسان |
وسبكت قلبي فوق لحدك أدمعا | و رشفت منه بسمة العرفان |
ما راعني الا بنعيك هاتف | هز الخليج بصوته الرنان |
فإذا الخليج ثواكل وماتم | غرقي ببحر الدمع والأحزان |
ايه (أبا حسن) وأنت رسالة | علوية تتلى مدى الأزمان |
قد كنت أنصع صفحة وضاحة | كالشمس ساطعة بكل مكان |
طوقت أجياد (القطيف) بمنة | و هديتها للحق بالإحسان |
أرسلت نور العلم مصباح النهى | فغذا العقول شعاعه النوراني |
غذيت أبناء (القطيف) بحكمة | و رفعتها من هوة الخسران |
قد طوى الموت واحد الدين والدنيا، | و رب الصلاة والمحراب |
حجة الله آية الله باب الله | أدرى الورى بنص الكتاب |
يا لسان الشرع الشريف عجيب | اسكت الموت منك اي خطاب |
من لفصل القضاء ان أشكل | الخطب وعز البيان للطلاب |
فسلام للخط لا تلد الدهر | مثيلا له مدى الاحقاب |
وسلام على القضا وعلى | الإسلام من بعده وآي الكتاب |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 295