التصنيفات

علي بن نور الدين علي بن الحسين السيد نور الدين علي أخي صاحب المدارك بن نور الدين علي بن الحسين ابن أبي الحسن الموسوي العاملي الجبعي نزيل مكة المكرمة.
ولد بجبع سنة 970 وتوفي بمكة المكرمة لثلاث عشرة بقين من ذي الحجة سنة 1068 وصلى عليه ولده السيد زين العابدين ودفن بالمعلى، وهو أخو السيد محمد صاحب المدارك لأبيه وأخو الشيخ حسن صاحب المعالم لامه فان والده كان قد تزوج ابنة الشهيد الثاني في حياته فولد له منها صاحب المدارك ثم تزوج أم الشيخ حسن بعد شهادة أبيه التي هي غير أم زوجته فولد له منها صاحب الترجمة، ذكره السيد علي خان في سلافة العصر فقال في حقه طود العلم المنيف، وعضد الدين الحنيف، ومالك أزمة التأليف والتصنيف، الباهر بالرواية والدراية والرافع لخميس المكارم أعظم راية، فضل يعثر في مداه مقتفية ومحل يتمنى البدر لو أشرق فيه وكرم يخجل المزن الهاطل وشيم يتحلى بها جيد الزمن العاطل وصيت حل من حسن السمعة بين السحر والنحر.

وكان له في مبدأ أمره بالشام مكان لا يكذبه بارق العز إذا شام بين إعزاز وتمكين ومكان في جانب صاحبها مكين ثم قطن مكة شرفها الله وهو كعبتها الثانية يعتقد الحجيج قصده من غفران الخطايا وينشد بحضرته تمام الحج إن تقف المطايا وقد رأيته بها وقد أناف على التسعين والناس تستعين به ولا يستعين والنور يسطع من أسارير جبهته والعز يرتع في ميادين جدهته.
وفي أمل الآمل: كان عالما فاضلا أديبا شاعرا منشئا جليل القدر عظيم الشأن قرأ على أبيه وأخويه صاحبي المدارك والمعالم وقد رأيته في بلادنا وحضرت درسه بالشام أياما يسيرة وكنت صغير السن ورأيته بمكة أيضا أياما وكان ساكنا بها أكثر من عشرين سنة ولما مات رثيته بقصيدة تبلغ ستة وسبعين بيتا نظمتها في يوم واحد منها:
(أقول) لو نظمها في حول لما كانت إلا على هذا النول وفي لؤلؤتي البحرين: كان فاضلا محققا مدققا مشارا إليه في وقته توطن بمكة المشرفة وله إجازة للشيخ صالح بن عبد الكريم البحراني تاريخها ثاني عشر ذي القعدة سنة 1055 له شرح المختصر النافع أطال فيه المقال والاستدلال لم يتم. الفوائد المكية في مداحض الخيالات المدنية ردا على الملا محمد أمين الاسترآبادي الأخباري صاحب الفوائد المدنية والأنوار البهية في شرح الاثني عشرية في الصلاة للبهائي رسالة في تفسير قوله قل لا أسألكم عليه أجرا إلا المودة في القربى. غنية المسافر عن النديم والمسامر يشتمل على فوائد وأخبار ونوادر وأشعار وتعليقات كثيرة على كتب الفقه والأصول والحديث وأجوبة وسؤالات وغيرها.
وكانت في ذلك العصر الكلمة والغلبة بمكة المكرمة لعلماء الإمامية وكانت الإمامة في المسجد الحرام لهم كما يدل عليه كلام ابن حجر في أول صواعقه حيث ذكر أنه التمس على أقرائها بمكة حيث إن مجمع الروافض بها، وقال: طهر الله البيت منهم، ويدل عليه أيضا ما في تكملة أمل الآمل من إن عنده نسخة من كتاب المحاسن للبرقي في أحاديث أهل البيت (عليه السلام) بخط الإمام بمقام إبراهيم الخليل (عليه السلام) بالمسجد الحرام بمكة المشرفة السيد الشريف عبد الله بن محمد علي الحسيني الطبري فرع من نسخها يوم الأحد المبارك من شهر جمادى الأولى من 1044 من الهجرة النبوية على صاحبها آلاف صلاة وآلاف تحية وعن ابن شدقم أنه ذكر المترجم وأولاده الخمسة السيد جمال الدين والسيد زين العابدين والسيد علي والسيد حيدر والسيد أبا الحسن.
وذكره السيد ضامن بن شدقم المذكور في كتابه وأثنى عليه وقال منشؤه في الشام ثم عطف عنان عزمه إلى البيت الحرام تشرفنا برؤيته مرارا بمكة المكرمة سنة 1068 وله أشعار حسنة منها قوله:
وله ومادحا بعض الأمراء:
ووجد على جامع في جبع ما صورته.
عمر هذا المسجد بعد اندراسه وجدده بعد انطماسه راجي عفو ربه وغفرانه نور الدين بن علي بن الحسين الشهير بابن أبي الحسن الموسوي تجاوز الله عن سيئاتهم بدء في ختامه سنة 1039 تسع وعشرين بعد الألف من الهجرة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 289