التصنيفات

السيد بهاء الدين أبو القاسم علي ابن السيد غياث الدين عبد الكريم ابن عبد الحميد الحسيني العلوي
النسابة النقيب النيلي الأصل النجفي الموطن
(نسبته)
(النيلي) نسبة إلى النيل بلفظ نهر مصر بلدة في العراق على الفرات بين بغداد والكوفة أنشأها الحجاج وشق لها الأنهار وهي اليوم قرية عامرة قرب بابل، ينسب إليها جماعة من العلماء.
(الاختلاف في ترجمته)
ترجمه بعضهم كما ذكرنا ويوجد في بعض الإجازات والتراجم السيد علي بن عبد الحميد النسابة النجفي وفي بعضها السيد النقيب الحسيب علي ابن عبد الكريم بن علي بن محمد بن عبد الحميد الحسيني النجفي وفي بعضها السيد المرتضى النقيب السعيد بهاء الدين علي بن غياث الدين عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني النجفي وفي بعضها زين الدين علي بن محمد بن عبد الحميد الحسيني النجفي وعن خط الشيخ حسن صاحب المعالم سيدنا النقيب بهاء الدين علي بن عبد الحميد ويأتي كلام ابن فهد: السيد المرتضى بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة وفي بعض العبارات السيد الجليل النقيب بهاء الدين أبي القاسم علي بن عبد الحميد النيلي النسابة والظاهر اتحاد الجميع فنسب تارة إلى أبيه وأخرى إلى جده عبد الحميد وثالثة لأبيهما وترك باقي أجداده لتميز هذين من بينهم والتعدد مع ذلك محتمل بان يكونوا أربعة أشخاص علي بن عبد الكريم بن عبد الحميد وعلي بن عبد الحميد وعلي بن عبد الكريم بن علي بن محمد بن علي بن عبد الحميد وعلي بن محمد بن عبد الحميد فكثيرا ما تتحد الأسماء والكنى والألقاب والنسب مع تعدد المسميات كما وقع في محمد بن جرير الطبري الإمامي ومحمد ابن جرير الطبري صاحب التاريخ وأبي حنيفة النعمان صاحب دعائم الإسلام الذي كان مالكيا وانتقل إلى مذهب الإمامية وأبي حنيفة النعمان إمام المذهب وغير ذلك. وسمع رجل آخر ينادي باسمه في الموقف فلم يجبه فقال يا فلان ابن فلان باسمه واسم أبيه فلم يجبه لعله يرد غيره فقال يا فلان ابن الفلاني باسمه واسم أبيه ونسبته فلم يجبه وقال قد يتفق الاتحاد في كل هذا فقال يا فلان ابن فلان الفلاني من بلدة كذا باسمه واسم أبيه ونسبته واسم بلده فأجابه فقال لم أردك وإنما أدعو رجلا بهذا الاسم من بلدة في المغرب وأنت من بلدة في المشرق فكيف مع اختلاف اللقب بين بهاء الدين وزين الدين واختلاف الآباء زيادة ونقصانا وهناك شخص آخر اسمه الشيخ نظام الدين علي بن عبد الحميد النيلي وهذا لا وجه لاحتمال اتحاده مع المترجم وإن شاركه في بعض الأمور فلذلك ترجمناه مستقلا.
(أقوال العلماء في حقه)
ذكر في حق المترجم عبارات لم تجتمع كلها لترجمة واحدة من التراجم التي ذكرناها ونحن نوردها هنا كلها بناء على ما استظهرناه من إن هذه التراجم كلها لشخص واحد وإن كان التعدد محتملا أيضا. قالوا أنه كان فقيها محدثا رجاليا نسابة شاعرا وعن الحسن بن سليمان تلميذ الشهيد:
أنه قال في كتابه مختصر البصائر: ومما رواه لي ورويته عنه السيد الجليل السعيد الموفق الموثق بهاء الدين علي ابن السيد عبد الكريم بن عبد الحميد الحسيني بإسناده عن أبي سعيد ابن سهل الخ وقال ابن فهد في المهذب البارع في شرح المختصر النافع في بحث الأغسال المسنونة التي منها غسل يوم النوروز بعد ما ذكر الأقوال في تعيين يوم النوروز ورجح القول بأنه يوم نزول الشمس برج الحمل ما لفظه: ومما ورد في فضله ويعضد ما قلناه ما حدثني به المولى السيد المرتضى العلامة بهاء الدين علي بن عبد الحميد النسابة دامت فضائله ويحكى عن المجلسي في البحار أنه مدحه كثيرا وكان أبوه وجده من أكابر العلماء وترجما في محلهما.
(مشائخه)
قيل أنه تلمذ على الشيخ فخر الدين ولد العلامة والذي في كتب الإجازات إن تلميذ العلامة هو الشيخ علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي. وروى عن جده عبد الحميد وعن أبيه أيضا وقيل أنه في كتابه الدر النضيد الآتي ذكره كثيرا ما يروي عن جده عبد الحميد مع أنه ليس له ذكر في كتب الرجال والمذكور فيها السيد عبد الحميد بن معد بن فخار الموسوي الآتي وكونه جده ليس بمعلوم بل الظاهر خلافه كما ذكر في ترجمته.
(تلاميذه)
من تلاميذه الحسن بن سليمان تلميذ الشهيد والحسن بن علي الشهير بابن العشرة والشيخ جمال الدين أحمد بن فهد الحلي وله منه إجازة كذا قيل ولكن الموجود في الإجازات إن الذي أجاز ابن فهد هو الشيخ علي بن محمد بن عبد الحميد النيلي كما ذكر في ترجمته ويمكن إن يكون كل منهما أجازه.
(مؤلفاته)
نسبت إليه مؤلفات لم تنسب إلى عنوان واحد من عناوين التراجم المتقدمة فنحن نذكرها هنا بناء على ما استظهرناه من الاتحاد (وبالجملة) قد وقع اختلاف كثير في ترجمته ومشائخه وتلاميذه ومؤلفاته وكان سببه وجود مشارك له في الاسم وبعض الآباء والصفات والنسب فنسب بعض ما لهذا لهذا وبالعكس والله أعلم. وهذه أسماء المؤلفات التي نسبت إليه: الإنصاف في الرد على صاحب الكشاف. الجزاف من كلام صاحب الكشاف ويحتمل اتحادهما. إيضاح المصباح لأهل الفلاح. شرح المصباح الصغير للشيخ الطوسي أي مختصر المصباح فان الطوسي بعد ما ألف المصباح اختصره وكأنه هو إيضاح المصباح. كتاب السلطان المفرج عن أهل الإيمان. سرور أهل الإيمان في علامات ظهور صاحب الزمان. الأنوار المضيئة في أحوال المهدي (عليه السلام) كتاب الغيبة مع إن كتاب الأنوار المضيئة منسوب للسيد علي بن عبد الحميد بن فخار بن معد كما ذكر في ترجمته وكتاب الغيبة قد صرح في مقدمات البحار أنه منتخب من الأنوار المضيئة وظاهر إن الأنوار المضيئة لغيره وإن له المنتخب فقط كما إن ظاهر مقدمات البحار إن كتاب السلطان ليس له وإنما له كتاب منتخب منه ولعله سرور أهل الإيمان ففي مقدمات البحار عند تعداد الكتب المأخوذ منها ما لفظه: وكتاب الغيبة المنتخب من كتاب الأنوار المضيئة من مؤلفات السيد علي بن عبد الحميد الحسيني وكتاب آخر أيضا استخرج من كتاب السلطان والمفرج عن أهل الإيمان تأليف السيد المذكور، وظاهره إن كتاب الغيبة والكتاب الآخر لصاحب الترجمة وإن كتابي الأنوار والسلطان المنتخب منهما ليسا له بل هما لغيره. ومن مؤلفات المترجم كتاب في رجال الشيعة وكتاب الأنوار الإلهية في الحكمة والدر النضيد في تغازي الإمام الشهيد (أما كتاب الرجال) فقد ذيله السيد جمال الدين بن الأعرج العميدي بأمر مؤلفه بتتمة ذكر فيها أحوال المعاصرين لهما، منهم أحمد بن فهد الحلي ووجد بخط الشيخ حسن صاحب المعالم أو ولده الشيخ محمد النقل عن تتمة هذا الكتاب التي هي بخط مؤلفها ووجد بخط الشيخ علي حفيد صاحب المعالم نقلا عن خط جده صاحب المعالم أنه ذكر اسم مؤلف كتاب الرجال المذكور بعنوان سيدنا النقيب بهاء الدين علي بن عبد الحميد كما مر (وأما الأنوار الإلهية) فعن خط صاحب المعالم المتقدم أنه تعرض أيضا لذكر مصنفاته وقال هي كثيرة وموضوعاتها متينة ومنها الأنوار الإلهية في الحكمة الشرعية خمس مجلدات (أولها) في علم الكلام على طريقة الإمامية (الثاني) في الناسخ والمنسوخ والمحكم والمتشابه والعام والخاص والمطلق والمقيد إلى غير ذلك (الثالث والرابع) في فقه آل محمد (الخامس) في أسرار القرآن والقصص الظريفة وفوائد جمة وافرة منها جملة خواص وافرة من السور والآيات إلى إن قال صاحب المعالم وأنا رأيت المجلد الأول منها في كتب الخزانة الشريفة الغروية وهو كتاب غريب وذكر في أوله فهرست جميع الكتاب بترتيب بديع وأسلوب عجيب ومن خواص هذا الكتاب التي نبه عليها ورأيناها في المجلد الذي رأيناه في مزج آيات القرآن بتفسيرها وكتبها بالحمرة وجمعها من مواضعها على حسب ما ظنه من دلالتها على الحكم الذي استدل بها عليه ثم أنه مع ذلك إذا أسقطت الآيات من البين لا يتغير الكلام ويبقى مربوطا على ما كان عليه من الفائدة وإذا قرأت من الكتاب وأبقيتها لا تتغير الفائدة بل هي هي بعينها فليلاحظ. (وأما كتاب الدر النضيد) فهو الذي وضعنا اسم كتابنا الدر النضيد في مراثي السبط الشهيد قبل العثور على اسمه وقلما يتفق اسم كتاب لم يسم به غيره واتفق أنه لما ألفنا المجالس السنية وطبعنا بعض أجزائه ذهبنا لنشتري ورقا لما بقي منها فوجدنا عند بائع الورق كتابا مطبوعا ملقى على المنضدة اسمه المجالس السنية، وقد أورد في الدر النضيد هذا عدة حكايات منها أنه كان في عهد الحسين بن الحجاج الشاعر الخليع المشهور رجلان صالحان هما محمد بن قارون السيبي وعلي بن زرزور السورائي وكانا يزدريان بشعره كثيرا لما فيه من السخف والمجون فرأى السورائي ليلة في منامه كأنه أتى إلى الروضة الشريفة الحسينية وكان الزهراء (عليه السلام) هناك مسندة ظهرها إلى ركن الباب الذي على يسار الداخل والأئمة إلى مولانا الصادق (عليه السلام) جلوس في مقابلها وابن قارون قائم بين أيديهم فرأيت ابن الحجاج مارا في الحضرة فقلت لابن قارون ألا تنظر إلى هذا الرجل كيف يمر في الحضرة فقال أنا لا أحبه حتى انظر إليه فقالت الزهراء (عليه السلام) كالمغضبة أما تحب أبا عبد الله أحبوه فان من لا يحبه ليس من شيعتنا وقال الأئمة من لا يحب أبا عبد الله ليس بمؤمن.
(ومنها) إن السلطان مسعود بن بويه الديلمي لما بنى سور مشهد النجف الأشرف وفرع من تعمير القبة الشريفة وتجصيص خارجها وادخلها دخل الحضرة الشريفة وقبل العتبة وجلس متأدبا فوقف ابن الحجاج بين يديه وانشد قصيدته التي أولها:

على باب الحضرة فلما وصل إلى الهجاء الذي فيها أغلظ له الشريف المرتضى وكان حاضرا فقطع الإنشاد فرأى ابن الحجاج في منامه تلك الليلة الإمام (عليه السلام) وهو يقول لا ينكسر خاطرك فقد بعثنا المرتضى علم الهدى يعتذر إليك فلا تخرج إليه فقد أمرناه إن يأتي دارك ويدخل عليك ورأى المرتضى تلك الليلة النبي والأئمة عليهم الصلاة والسلام جلوسا فوقف بين أيديهم فلم يقبلوا عليه فعظم ذلك عنده وقال يا موالي أنا عبدكم وولدكم فبما ذا استحققت هذا منكم فقالوا بما كسرت خاطر شاعرنا ابن الحجاج فتمضي إلى منزله وتعتذر إليه وتمضي به إلى ابن بويه وتعرفه نيتنا فيه فقام المرتضى من ساعته وقرع عليه الباب فقال يا سيدي الذي بعثك إلي أمرني إن لا أخرج إليك فقال سمعا وطاعة لهم ودخل عليه معتذرا ومضى به إلى ابن بويه وأخبره بذلك فأكرمه وانعم عليه وأمره بإنشاد القصيدة في تلك الحال فانشدها.
ومنها ما ذكره في خاتمة ذلك الكتاب أنه قال قد علمت وظهرت لي إمارات ودلائل إن كتابي هذا مقبول عند الله ورسوله وآله صلى الله عليه وسلم، وكنت عند إرادتي تحصيل شيء من القصائد والأخبار يتيسر تحصيلها بسهولة وإن كانت بحيث لا يمكن الوصول إليها حتى إن بعض تلك القصائد كانت عند أحد أصحابنا المؤمنين فأرسلت إليه بعض الغلمان في جلبها فلقيه في الطريق فأخبره فسارع نحوي فلما دخل علي لم يملك إن انكب على يدي يقبلهما ويقول أسألك بحق جدك الحسين إلا ما سالت الله إن يرحمني ويقضي عني الدين فسألته ما الذي عرض لك فقال كنت نائما فإذا قائل يقول لي في منامي قم وأجب ولدي عبد الحميد وأحل إليه القصيدة ووقع في خاطري إن القائل أما أمير المؤمنين أو الحسين (عليهما السلام) فخرجت لآتيك فلقيني الغلام في الطريق وأخبرني بذلك فعلمت إنها ساعة إجابة وإن دعوتك مستجابة.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 266