التصنيفات

الشيخ أبو الحسن علي بن أبي القاسم زيد بن محمد بن الحسين
الشهير بفريد خراسان والشهير بأبي الحسن البيهقي النيسابوري.
وما في بعض المواضع من تسميته الحسن بن الحسين سهو وتحريف.
مولده ووفاته
قال عن نفسه أنه ولد يوم السبت 27 شعبان سنة 499 في قصبة السابزوار من ناحية بيهق وفي الذريعة عن مقدمة تاريخ بيهق سنة 493 وتوفي سنة 565 كما في معجم الأدباء.
أقوال العلماء فيه
يستفاد مما ذكره العلماء في حقه ومما حكاه هو نفسه في كيفية تحصيله وتعداد مصنفاته كما يأتي أنه كان لغويا نحويا صرفيا منطقيا متأدبا شاعرا أديبا ناظرا في الطب عالما بعلم الحديث فقيها عالما بعلم النظر والجدال واعظا محسدا من أقاربه وقد صدق قول من قال:

وقد دعي إلى تولي القضاء فأبى وهرب منه ضنا بعمره إن يصرفه في مثل ذلك وكفى بها رتبة وصرف عمره في الدرس والتدريس ووعظ الناس والتأليف والتصنيف حتى صنف ما يزيد عن 78 كتابا جلها بالعربية. وتدلنا سيرة المترجم وأخباره ومؤلفاته على انتشار اللغة العربية في إيران والعلوم العربية والإسلامية بعد الفتح الإسلامي بانتشار علماء العرب فيها وإقبال أهلها على تعلم العلوم العربية بأنواعها وتأليفهم فيها المؤلفات التي فاقت مؤلفات العرب ولا غرو فالعجم أهل الجد والاجتهاد والصبر والثبات وأهل المدنية الخالدة ولكن بلاد إيران اليوم على عكس ما كانت عليه في تلك الأعصار بالنسبة إلى اللغة العربية. وقد ذكره أصحاب أمل الآمل ورياض العلماء والمعالم ومستدركات الوسائل في باب الكنى بعنوان أبي الحسن بن أبي القاسم زيد بن الحسين البيهقي ولم يذكروه في باب الأسماء والظاهر إنهم لم يعثروا على اسمه وذكره باسمه ياقوت في معجم الأدباء. قال في الرياض في باب الكنى الشيخ أبو الحسن ابن الشيخ أبي القاسم زيد ابن الحسين البيهقي كان من أجلة مشائخ ابن شهراشوب ومن كبار أصحابنا كما يظهر من بعض المواضع.
وفي معجم الأدباء: ذكره العماد الأصفهاني في كتاب الخريدة ووصفه بالرياسة والشرف قال حدثني والدي أنه لما مضى إلى الري عقيب النكبة أصبح ذات يوم وشرف الدين البيهقي قد قصده في موكبه وهو حينئذ والي الري ونقله إلى منزله وتكفل بتسديد خلله وكان حينئذ يترشح لوزارة السلطان وهو كبير الشأن وما زالا بالري مقيمين متوانسين حتى فرق بينهما محتوم البين وذلك سنة 533 قال وأظنه نكب في وقعة السلطان سنجر مع الكفار الخطائية وكان والدي يثني عليه أبدا ويقول أنه ما نظر إلى نظيره ولا مثلت لعينه عين مثله، صنف وشاح الدمية الخ وشرف الدين هذا كان صهر المترجم كما سيصرح به المترجم فيما يأتي من أحواله ولا ندري ما وجه إقحام هذه الحكاية في ترجمة المترجم إذ لا تتعلق بها بوجه وقوله: وأظنه نكب الخ لا يدري أنه راجع إلى المترجم أو إلى شرف الدين والظاهر الثاني، أما قوله وكان والدي يثني عليه الخ فالظاهر رجوعه إلى المترجم لقوله في آخره وصنف وشاح الدمية ومصنف الوشاح هو المترجم وأنت ترى إن البعض ذكره وأباه بكنيتيهما مقتصرا عليها وبعض ذكرهما بكنيته وأباه بكنيته واسمه وبعض ذكرهما بالكنية والاسم وبعض ذكر جده الحسين وبعض محمد بن الحسن وهو الصواب.
وفي مستدركات الوسائل: العالم المتبحر أبو الحسن أو الحسين ابن الشيخ أبو القاسم بن الحسين البيهقي الفاضل المتكلم الجليل المعروف بفريد خراسان وذكره ياقوت في معجم الأدباء فقال علي بن زيد أبو الحسن بن أبي القاسم البيهقي. وفي معالم العلماء ترجم والده وذكره هو في أثناء ترجمة والده فقال: أبو القاسم زيد بن الحسين ولابنه أبي الحسن فريد خراسان كتب وذكرها كما يأتي وفي بعض نسخ المعالم ولابنه الحسن كتب الخ من دون لفظة أبي، ومنها نسخة عندي مخطوطة أما المطبوعة ففيها ولابنه أبي الحسن، وفي الرياض في بعض نسخ المعالم ولابنه الحسن دون لفظة أبي ولذلك أوردناه في باب الحاء المهملة أقول الصواب أبي الحسن ولفظة أبي سقطت من النساخ أو من قلم صاحب المعالم، وذكره في أمل الآمل نقلا عن المعالم بعين عبارتها لم يزد عليها شيئا فقال أبو الحسن بن زيد بن الحسن البيهقي فريد خراسان له كتب وذكرها كما يأتي، قاله ابن شهراشوب. أحواله وأخباره
قال فيما حكاه ياقوت عن كتابه مشارب التجارب: مولدي يوم السبت 27 شعبان سنة 499 في قصبة السابزوار من ناحية بيهق وهي بلدة بناها ساسان بن ساسان بن بابك بن ساسان فاسلمني أبي بها إلى الكتاب ثم رحلنا إلى ناحية ششتمد من قرى تلك الناحية ولوالدي بها ضياع فحفظت في عهد الصبي كتاب الهادي للشادي تصنيف الميداني والسامي في الأسامي له والمصادر للقاضي الزوزني وغريب القرآن للعزيزي وإصلاح المنطق والمنتحل للميكالي وأشعار المتنبي والحماسة والسبعينات والتلخيص في النحو ثم بعد ذلك حفظت المجمل في اللغة وحضرت في شهور 514 كتاب أبي جعفر المقرئ أما الجامع القديم بنيسابور مصنف كتاب ينابيع اللغة وغير ذلك وحفظت تاج المصادر من تصنيفه وقرأت عليه نحو ابن فضال وفصلا من كتاب المقتصد والأمثال لأبي عبيد والأمثال للأمير أبي الفضل الميكالي ثم حضرت درس الإمام صدر الأفاضل أحمد بن محمد الميداني في المحرم 516 وصححت عليه السامي في الأسامي من تصنيفه والمصادر للقاضي والمنتحل وغريب الحديث لأبي عبيد وإصلاح المنطق ومجمع الأمثال من تصنيفه وصحاح اللغة للجوهري وفي أثناء ذلك كنت اختلف إلى الإمام إبراهيم الحراز المتكلم واقتبس منه أنوار علوم الكلام والى الإمام محمد الفزاري وسمعت منه غريب الحديث للخطابي وغيرهم ثم مات والدي في سلخ جمادى الآخرة سنة 517 فانتقلت في ذي الحجة سنة 518 إلى مرو فقرأت على تاج القضاة أبي سعيد يحيى بن عبد الملك وعلقت من لفظه كتاب الزكاة والمسائل الخلافية ثم سائر المسائل على غير الترتيب وخضت في المناظرة والمجادلة سنة جردا حتى رضيت عن نفسي فيه ورضي عني أستاذي وكنت اعقد مجلس الوعظ في تلك المدرسة وفي الجامع ثم انصرفت عن مرو في ربيع سنة 521 واشتغلت بمرو بتزويج صدني عن التحصيل صدا وعدت إلى نيسابور ثم عدت إلى مسقط الرأس وزيارة الوالدة ببيهق وأقمت بها ثلاثة أشهر وذلك في سنة 521 ورجعت إلى ناحية سابور ثم رجعت إلى بيهق واتفقت بيني وبين الأجل شهاب الدين محمد بن مسعود المختار والي الري ثم مشرف المملكة مصاهرة وصرت مشدودا بوثائق الأهل والأولاد سنين وفوض إلي قضاء بيهق في جمادى الأولى سنة 526 فبخلت بزماني وعمري على أنفاقه في مثل هذه الأمور التي قصاراها ما قال شريح القاضي أصبحت ونصف الناس علي غضبان فضقت ذرعا ولم أجد بدا من الانتقال حتى يتقلص عني ظل ذلك الأمر فقصدت كورة الري ليلة العيد من شوال سنة 526 والوالي بها شهاب الدين صهري فتلقاني أكابرها وقضاتها وسائر الأجلاء وأقمت بها إلى 27 من جمادى الأولى سنة 567 وكنت في تلك المدة انظر في الحساب والجبر والمقابلة وطرفا من الأحكام لعله يريد علم الحكمة أو أحكام النجوم وصرت في تلك الصناعة مشارا إلي وانتقلت إلى نيسابور في غرة ربيع الآخر سنة 529 وكان علم الحكمة عندي غير نضج وعدت إلى بيهق وفي العين قذى من نقصان الصناعة فرأيت في المنام سنة 530 قائلا يقول عليك بقطب الدين محمد المروزي الملقب بالطبسي النصيري فمضيت إلى سرخس وأقمت عنده وأنفقت ما عندي من الدنانير والدراهم وعالجت جروح الحرص بتلك المراهم وعدت إلى نيسابور في السابع والعشرين من شوال سنة 532 وأقمت معه بنيسابور حتى أصابه الفلج وذلك في رجب سنة 536 فعدت إلى بيهق في شعبإنها فأزعجني عنها حسد الأقارب فخرجت منها خائفا أترقب في رمضان سنة 537 إلى نيسابور فأكرمني أكابرها فكنت أعقد المجلس في يوم الجمعة بجامع نيسابور القديم ويوم الأربعاء في مسجد المربع ويوم الاثنين في مسجد الحاج وتفد علي وفود إكرام الوزير ملك الوزراء طاهر بن فخر الملك واكرام أكابر الحضرة فألقيت العصا بنيسابور وأقمت بها إلى غرة رجب سنة 549 ثم ارتحلت عنه لزيارة والدتي ومات ولدي أحمد ووالدتي في السنة وكانت حافظة للقرآن عالمة بوجوه تفاسيره ومنه يعلم أنه ولد بين أبوين فاضلين فأبوه وصف بالإمام وامه حافظة للقرآن وتفسيره.
تشيعه
وجدت في مسودة الكتاب ولا اعلم الآن من أين نقلته أنه كان من أجلة مشايخ ابن شهراشوب وكبار علماء الإمامية وقد ذكره ابن شهراشوب في المعالم وابن الحر في أمل الآمل والأفندي في رياض العلماء والنوري في مستدركات الوسائل، فجزم رئيس المجمع العلمي فيما صدر طبعة كتابه تتمة صوان الحكمة المعروف بتاريخ حكماء الإسلام بعدم تشيعه استنادا إلى إن مشايخه من غير الشيعة ليس بصواب فتتلمذ الشيعة على غير الشيعة أكثر من إن يحصى ولئن كان في ذلك دلالة على عدم التشيع ففي تتلمذ أحد أجلاء علماء الشيعة وهو ابن شهراشوب عليه دلالة على التشيع.
مشايخه
كما يستفاد مما مر من كلامه
(1) أبو جعفر المقرئ
(2) صدر الأفاضل أحمد بن محمد النيسابوري المعروف بالميداني
(3) الإمام إبراهيم الحراز المتلكم
(4) الإمام محمد الفزاري
(5) تاج القضاة أبو يحيى بن عبد الملك بن عبيد الله بن صاعد
(6) الحكيم أستاذ خراسان الثمان ابن جاذ وكار
(7) قطب الدين محمد المروزي الطبسي النصيري.
تلاميذه
لا شك إن له تلاميذ كثيرين طوت الأيام ذكرهم ولم نعرف منهم غير ابن شهراشوب. تصانيفه ذكر تصانيفه ما كان منها مجلدة واحدة وأكثر ونحن نذكرها فما كان منها مجلدة واحدة اقتصرنا على ذكر اسمه اختصارا فيعلم أنه كذلك وما كان أكثر من مجلدة صرحنا به كما أننا تركنا لفظة كتاب التي أضافها إلى كل واحد من مصنفاته. قال فيما حكاه عنه ياقوت وها أنا أذكر تصانيفي في هذه المدة (1) أسئلة القرآن مع الأجوبة
(2) إعجاز القرآن
(3) الإفادة في كلمة الشهادة
(4) المختصر من الفرائض
(5) الفرائض بالجدول
(6) أصول الفقه لم يذكره المعاصر
(7) قرائن آيات القرآن
(8) معارج نهج البلاغة وهو شرح الكتاب وهو أول من شرحه
(9) نهج الرشاد في الأصول
(10) كنز الحجج في الأصول
(11) جلاء صداء الشك في الأصول
(12) أيضاح البراهين في الأصول لم يذكره المعاصر
(13) الإفادة في إثبات الحشر والإعادة
(14) تحفة السادة
(15) التحريز في التذكير مجلدتان
(16) الوقيعة في منكر الشريعة
(17) تنبيه العلماء على تمويه المتشبهين بالعلماء
(18) أزاهير الرياض المريعة وتفسير ألفاظ المحاورة والشريعة
(19) أشعاره
(20) درر السخاب ودرر السحاب في الرسائل
(21) ملح البلاغة
(22) البلاغة الخفية
(23) طرائف الوسائل إلى حدائق الرسائل
(25) الرسائل بالفارسي
(26) رسائله المتفرقة
(27) عقود اللآليء
(28) غرر الأمثال ودرر الأقوال، في كشف الظنون هو مأخذ الميداني وهو سهو فالميداني شيخ المترجم فأولى إن يكون كتاب المترجم مأخوذا من الميداني مجلدتان (29) الانتصار من الأشرار
(30) الاعتبار بالإقبال والإدبار
(31) وشاح دمية القصر ولقاح روضة العصر مجلدة ضخمة في شعراء عصره (32) أسرار الاعتذار
(33) شرح مشكلات المقامات الحريرية
(34) درة الوشاح تتمة وشاح دمية القصر مجلدة خفيفة
(35) العروض
(36) أزهار أشجار الأشعار
(37) عقود المضاحك بالفارسي
(38) نصائح الكبراء بالفارسية
(39) آداب السفر
(40) مجامع الأمثال وبدائع الأقوال أربع مجلدات
(41) مشارب التجارب وغوارب الغرائب أربع مجلدات وهو ذيل على تاريخ اليميني يشتمل على تاريخ إيران من سنة 420 إلى سنة 560
(42) دخائر الحكم
(43) شرح الموجز المعجز
(44) أسرار الحكم
(45) عرائس النفائس
(46) أطعمة المرضى
(47) المعالجات الاعتبارية
(48) تتمة صوان الحكمة
لأبي سليمان السنجري طبعه المجمع العلمي العربي بدمشق سنة 1365 باسم تاريخ حكماء الإسلام وهو اسم حادث
(49) السموم
(50) الحساب
(51) خلاصة الزيجة
(52) أسامي الأدوية وخواصها ومنافعها ويقال له تفاسير العقاقير مجلدة ضخمة (53) جوامع الأحكام ثلاث مجلدات وفي كشف الظنون جوامع النجوم فارسي جمعه من 252 كتابا
(54) أمثلة الأعمال النجومية
(55) مؤامرات الأعمال النجومية
(56) غرر الأقيسة
(57) معرفة ذات الحلق والكرة والإسطرلاب 58 أحكام القرانات
(59) ربيع العارفين
(60) رياحين العقول
(61) الإراحة عن شدائد المساحة
(62) حصص الأصفياء في قصص الأنبياء على طريق البلغاء بالفارسية مجلدتان (63) المشتهر في نقض المعتبر الذي صنفه الحكيم أبو البركات
(64) بساتين الأنس ودساتين الحدس في براهين النفس
(65) مناهج الدرجات في شرح كتاب النجاة ثلاث مجلدات
(66) الأمانات في شرح الإشارات
(67) رقيات قضايا التشبيهات على خفايا المختلطات بالجداول
(68) شرح رسالة الطير
(69) شرح الحماسة
(70) الرسالة العطارة في مدح بني الزنارة
(71) تعليقات فصول بقراط
(72) شرح شعر البحتري وأبي تمام
(73) شرح شهاب الأخبار. قال ياقوت هذا ما ذكره من مشارب التجارب ووجدت له
(74) تاريخ بيهق بالفارسية و
(75) لباب الأنساب
(76) قوام علوم الطب ذكره صاحب كشف الظنون ولعله أسامي الأدوية المتقدم (77) تلخيص مسائل الذريعة للمرتضى
(78) جواب يوسف اليهودي العراقي ذكرهما ابن شهراشوب في المعالم. ولا يوجد من كتبه هذه سوى تاريخ بيهق وتتمة صوان الحكمة مع إن تاريخ بيهق لم يوجد إلا في فرنسا كما ستعرف والعجب إن صاحب الذريعة أهمل ذكر الكثير من مصنفاته ولم يذكر منها إلا القليل مع أنه اطلع على ترجمته في معجم الأدباء. الكلام على تاريخ بيهق
هذا الكتاب رأيت منه نسخة في طهران سنة 1353 أخذت بالتصوير الشمسي في فرنسا وبقيت عندي أياما ونقلت منها ما أمكنني في هذا الكتاب وأخبرت إن الدولة الإيرانية أنفقت للحصول على هذه النسخة ما يزيد عن ألف ليرة عثمانية ذهبا فأخذت بواسطة سفيرها في باريز صورة فوتوغرافية عن النسخة المخطوطة التي في مكتبة باريز وأودعتها خزانة المكتبة المنشأة في طهران باسم مكتبة المجلس واستعارها من المكتبة تيمور طاش وزير البلاط الملكي مع إن أنظمة المكتبات إن لا تخرج منها المخطوطات ولكن من يستطيع منع وزير البلاط ومن أخذها في بلاد الشرق فلما قتله الشاة رضا البهلوي بقيت في داره واتصلت إلى من بينه وبينهم مصاهرة من قبل زوجته واتصلت لي منهم. فانظر وأعجب أن يكون كتاب من تأليف عالم من بلاد العجم وبلغتهم وفي تاريخ بلادهم ولا توجد نسخته في بلادهم بل توجد في باريز ويحتاجون في تحصيل صورة منها إلى دفع مبالغ طائلة. وهو يستشهد في هذا الكتاب بأشعار كثيرة عربية من أجود الشعر بل لعله لا يستشهد بغير الأشعار العربية ودل انتقاؤه لها على معرفته بالشعر ولأجل ذلك كان يظن بعضهم إن أصل الكتاب بالعربية وترجم إلى الفارسية، وأنا كنت أظن ذلك في أول الأمر لكن لما علمت عراقة المؤلف في اللغة العربية وحسن معرفته بالشعر العربي زال هذا الظن. وقد صرح فيه بأنه ألفه سنة 563 أي قبل وفاته بسنتين في زمان السلطان المؤيد أي آبه وهو على ما أفادنا بعض فضلاء الإيرانيين اسم قائد.
أشعاره
أنشد لنفسه في الوشاح أشعارا منها في مخلص الدين أبي الفضل محمد بن عاصم كاتب الإنشاء في ديوان السلطان سنجر وهو ابن أخت أبي إسماعيل الطوغرائي.
#ومما أورده لنفسه في وشاح الدمية قوله:
وقوله:
قال ياقوت: ومن شعره الذي أورده في الوشاح قوله في عزيز الدين أبي الفتوح علي بن فضل الله المستوفي الطغرائي ونقلته من خطه:
وله:
قال وذكر في الوشاح أيضا قال دخلت على الأمير يعقوب بن إسحاق المظفر ابن نظام الملك فأكرمني وقابلني بالتعظيم والتفخيم فقلت بديهة:
(قال المؤلف) شعر صاحبنا في الروية ليس بذلك إلا قليلا منه فكيف به على البديهة ويعجبني قوله في الأبيات السابقة:
ومعنى البيت ادخل في الإعجاب من لفظة، وهذه الأبيات الأربعة لا تستحق الذكر لكننا ذكرناها لأن الكتاب لا باس إن يوجد فيه من هذا وذاك وقوله فسقى، كان يمكنه إن يقول فسقت أظن إنها غلبت عليه فيه العجمة. قال فأشار إلي وقال هل لك إن تنسج على منوالي فيما قلت فأنشدني لنفسه:
قال المؤلف وهذا الأمير مضى في حلبة الشعر وليس من أهل هذه الحلبة فجاء غير سابق وأخذ من غيره فلم يحسن الأخذ فان قوله يقولون والبيت الذي بعده مأخوذ من قول القائل:
قال فقلت أيها الصدر ليس للخل حلاوة العسل ولا للتكحل طلاوة الكحل. ومن أين للسراج نور الشمس وللكون سبق الخيل الشمس. ومن أين للضباب منفعة السحاب. فقال لا بد من ذلك فجمعت العجالة والبداهة هنالك وقلت في الحال في مقام الارتحال وكتبت بقلم الارتجال على قرطاس الاستعجال:
قال ثم شرفني بقصيدة أولها أ لا أبلغ إلى سلمى السلاما فأجبت وقلت بعد الجواب علاوة للتصديع والإبرام. على طريق أداء شكر المنعم اللائق بأحوال الخدم:
قال المؤلف: وأنت ترى إن ما مر من شر المترجم كله لا يجري في حلبة الشعر وعذرنا في إيراده ما مر:
الكلام على شرحه لنهج البلاغة
عن الرياض أنه أول من شرح النهج وقيل أنه أول من شرحه بعد عصر الرضي وأما أول الشروح الذي لم يسبقه شرح فهو شرح علي بن ناصر المعاصر للرضي الآتي. قال المترجم في أول شرحه على النهج كما في مستدركات الوسائل: لم يشرح قبلي من كان في الفضلاء السابقين هذا الكتاب بسبب موانع منها إن من كان متبحرا في علم الأصول كان قاصرا في اللغة والأمثال ومن كان كاملا فيهما كان غافلا عن أصول الطب والحكمة وعلوم الأخلاق ومن كان كاملا في جميع هذه العلوم والآداب كان قاصرا في التواريخ وأيام العرب ومن كان كاملا في جميع ذلك كان غير معتقد لنسبة هذا الكلام إلى أمير المؤمنين (عليه السلام) ومن حصلت لديه هذه الأسباب لم يعثر بذخائر كنز التوفيق فان التوفيق كنز من كنز الله يختص به من يشاء من عباده وأنا المتقدم في شرح هذا الكتاب إلى إن قال:
ومن قبل التمس مني الإمام السعيد جمال المحققين أبو القاسم علي بن الحسن الحونقي النيسابوري رحمه الله إن أشرح كتاب نهج البلاغة وأصرح أمد الالتباس عن شرحه صرحا فصدني الزمان عن إتمامه صدا وبنى بيني وبين مقصودي سدا وانتقل ذلك الإمام الزاهد الورع من لجة بحر الحياة إلى الساحل وطوى من العمر جميع المراحل وودع أفراش المقام في ردا الدنيا مع الرواحل وكل إنسان وإن طال عمره فان وكان ذلك الإمام قارعا باب العفاف قانعا عن دنياه بالكفاف رحمة الله عليه. إلى إن قال: وخدمت بهذا الكتاب خزانة كتب الصدر الأجل السيد العالم عماد الدولة والدين جلال الإسلام والمسلمين ملك النقباء في العالمين أبي الحسن علي بن محمد بن يحيى بن هبة الله الحسيني فإنه جمع في الشرف بين النسب والحسب وفي المجد بين الموروث والمكتسب إذا اجتمعت السادة فهو نقيبهم وإمامهم وإذا ذكرت الأئمة والعلماء فهو سيدهم وهمامهم وإذا أشير إلى أصحاب المناصب فهو صدرهم وإذا عد أرباب المراتب فهو فخرهم فأبقاه الله تعالى للسادات والعلماء ما صار الهلال بدرا انتهى.
ويناسب هنا ذكر ما وصل إلينا من شروح هذا الكتاب مرتبة بحسب إعصار مؤلفيها:
(1) شرح العلامة علي بن الناصر المعاصر للرضي اسمه أعلام نهج البلاغة وشرح آخر له يسمى المعارج.
(2) شرح الشيخ أبي الحسن البيهقي المتقدم ذكره المتوفى سنة 565.
(3)شرح قطب الدين الراوندي سعيد بن هبة الله المتوفى في 573 المسمى منهاج البراعة.
(4) شرح قطب الدين الكيدري فرع منه سنة 576.
(5) شرح الشيخ الإمام أفضل الدين الحسن بن علي بن أحمد الماهابادي شيخ الشيخ منتجب الدين توفي 585
(6) شرح القاضي عبد الجبار المردد بين ثلاثة مقاربين لعصر الشيخ الطوسي وهم عبد الجبار بن علي الطوسي وعبد الجبار بن منصور وعبد الجبار بن فضل الله بن علي بن عبد الجبار وذكر في أحوال عبد الرحمن العتائقي أنه اختار شرحه لنهج البلاغة من عدة شروح أحدها للقاضي عبد الجبار الإمامي
(7) شرح الإمام فخر الدين الرازي محمد بن عمر المتوفي سنة 606 لم يتم. ذكره جمال الدين القفطي في تاريخ الحكماء.
(8) شرح عز الدين أبي حامد عبد الحميد بن هبة الله بن أبي الحديد المعتزلي المدائني المتوفى ببغداد سنة 656 طبع مرتين بإيران ومرة بمصر
(9) شرح السيد علي بن طاوس المتوفى 664
(10) شرح الشيخ كمال الدين ميثم بن علي بن ميثم البحراني المتوفى 679 مطبوع بإيران.
(11) شرحه المتوسط
(12) الصغير واحدهما يسمى مصباح السالكين في شرح النهج اقتصر فيه على بيان بعض لغاته وكتبت النسخة التي وجدت منه في المشهد المقدس المنصوري سلام الله على ساكنه 701 وقوبلت سنة 703 وكتب عليها السيد أحمد ابن السيد كاظم الرشتي أنه للإمام يحيى بن حمزة العلوي صاحب كتاب الطراز ويحيى هذا توفي سنة 749 وفي بعض المواضع منه ذكر إشارة أمير المؤمنين (عليه السلام) في كلامه إلى إن الأئمة من ولده أحد عشر الدال على إن مؤلفه اثنا عشري وإن كان ما تقدم يعطي أنه من الزيدية.
(13) شرح لبعض علماء أهل السنة اسمه النفائس كتابته سنة 759 موجود في الخزانة الرضوية
(14) شرح ابن العتائقي الحلي عبد الرحمن بن محمد جمعه من أربعة شروح شرح القاضي عبد الجبار وشرح ابن ميثم وشرح الكندري وشرح ابن أبي الحديد في أربع مجلدات في الخزانة الغروية فرع من الثالث 780
(15) شرح سعد الدين مسعود بن عمر التفتازاني صاحب المطول المتوفى سنة 792.
(16) الشرح الموسوم بالتحفة العلية في نهج البلاغة الحيدرية للسيد أفصح الدين محمد بن حبيب الله بن أحمد الحسيني كبير جدا فرع منه 881 كتبه لبعض الملوك ونسخة منه موجودة في مكتبة السيد علي الهمداني بالنجف
(17) شرح العلامة الحلي المتوفي 736
(18) شرح المولى قوام الدين يوسف بن حسن الشهير بقاضي بغداد المتوفي 922 ذكره في كشف الظنون.
(17) شرح المولى كمال الدين الحسين بن عبد الحق الأردبيلي المتوفي 950 اسمه منهج الفصاحة.
(18) شرح عماد الدين علي القاري الاسترآبادي بنحو الحاشية، في أوائل القرن العاشر.
(19) شرح أبي الحسن علي بن الحسن الزواري تلميذ المحقق الكركي بالفارسية اسمه روضة الأبرار فرع منه 947.
(20) شرح تلميذه المولى فتح بن شكر الله الكاشاني بالفارسية المتوفى 988 مطبوع.
(21) شرح عز الدين الآملي شريك المحقق الكركي في الدرس القرن العاشر. (23) شرح علي المعروف بالحكيم الصوفي بالفارسية فرع منه سنة 1016 رأينا منه نسخة بهمذان.
(24) شرح الشيخ حسين بن شهاب الدين الكركي العاملي المتوفى 1076 وهو شرح كبير.
(25) شرح السيد ابن المطهر بن محمد بن الحسين الجرموزي اليماني المتوفى 1110. لم يتم حكاه في نسمة السحر عن ابن المصنف السيد أحمد ابن الحسن. (26) شرح المولى محمد رفيع بن فرج الجيلاني المتوفى حدود 1160 سلك فيه طريقة جامعة بين شرحي ابن ميثم وابن أبي الحديد.
(27) شرح ميرزا باقر النواب بالفارسية في القرن الثالث عشر مطبوع بإيران. (28) شرح السيد محمد تقي الحسيني القزويني المتوفي 1270 فرع من المجلد الأول 1268.
(29) شرح الشيخ جواد الطارمي الزنجاني المتوفى سنة 1325 بالفارسية.
(30) شرح ميرزا إبراهيم بن الحسين بن علي بن عبد الغفار الدنبلي الخوئي المستشهد سنة 1325 اسمه الدرة النجفية مطبوع بإيران ذكر في ترجمته.
(31) شرح السيد حبيب الله بن محمد الموسوي الخوئي المتوفى حدود 1326 في عشر مجلدات اسمه منهاج البراعة طبع نصفه. وهناك بعض الشروح مجهولة المؤلف، وبعض شروح مقتصرة على موضوع معين كشروح الخطبة الشقشقية وغيرها.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 241