ابن دواس حسين بن دواس الكتامى، سيف الدولة: مدبر قتل الحاكم بأمر الله الفاطمى. كان من شيوخ كتامة (القبيلة المعروفة) ومن كبار القواد فى ذلك العهد. خدم العزيز بالله (أبا الحاكم) واستمر على تقدمه فى أيام الحاكم، إلى أن تغير هذا عليه وعلى غيره وآه يكثر من زيارة أخته (ست الملك) وتوعدها بالقتل إن زارها أحد. فانكمش ابن دواس منزويا عنها وعنه، إلا فى المواكب. فكان لا يلقاه إلا وهو على ظهر فرسه. واستدعاه الحاكم مرة إلى قصره، فامتنع، ورآآه فى موكب فسأله عن سبب تخلفه، فقال: لأن تقتلنى فى دارى أحب إلى من أن تقتلنى فى قصرك ! ولما أزمعت (ست الملك) أن تقتل أخاها الحاكم، ذهب متنكرة إلى دار ابن دواس، وطلبت مساعدته على ذلك. ووعدته إذا نجحت المؤامرة أن يكون صاحب جيش الظاهر (ابن الحاكم) ومدبره، وشيخ الدولة، والقائم بأمره. فاستحضر ابن دواس عبدين من ثقاته، فكمنا للحاكم فى مكان (بالجبل) أرشدتهما إليه ست الملك، وقتلاه. وتوج ابنه على (الملقب بالظاهر) وكان لايزال صبيا. وجاء ابن دواس يستنجزها وعدها، فبالغت فى إكرامه، وجعلت فى خدمته خواص عبيد الحاكم. ولما خرج أرسلت إلى العبيد من قال لهم: هذا قاتل سيدكم. فأهووا عليه بالسيوف فقطعوه. وقيل: أمرت خادما لها فقتله

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 237