التصنيفات

عبد الواحد بن الصفي النعماني كأنه منسوب إلى النعمانية بالضم، في معجم البلدان بليدة بين واسط وبغداد في نصف الطريق على ضفة دجلة معدودة من أعمال الزاب
الأعلى وهي قصبته نسب إليها قوم من أهل الأدب. وعن رياض العلماء للميرزا عبد الله الأفندي الأصفهاني الذي ألفه من سنة 1107 إلى إن توفي في حدود سنة 1130 ما لفظه الشيخ عبد الواحد بن الصفي النعماني فاضل عالم متكلم ومن مؤلفاته كتاب نهج السداد في شرح رسالة واجب الاعتقاد نسبه إليه الكفعمي في حواشي مصباحه وهذه الرسالة للعلامة الحلي في أصول الدين وبعض العبادات وعندنا من هذا الشرح نسخة عتيقة ولم أتحقق خصوص عصره وأظن أنه من تلاميذ الشهيد أو تلاميذ تلاميذه ثم ظني أنه من أسباط النعماني صاحب كتاب الغيبة وقد اقتصر في شرح واجب الاعتقاد المذكور على بحث أصول الدين منه ولم يشرح عبادات الفروع منه وجدنا له كتابه نهج السداد إلى شرح واجب
الاعتقاد الكبير للعلامة الحلي في تسع وأربعين ورقة بقطع الثمن قال في أوله يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه الغني عبد الواحد بن الصفي النعماني عفا
الله عنه الحمد لله الذي وجبت على الخلائق معرفته وصدقت على كل مربوب ربوبيته القديم الذي لا أزل لأحد سواه والمبديء الذي ما عداه إليه منتهاه الذي وجب وجوده فاستحال عليه العدم وعم جوده فوجب شكره غير مكتتم شهدت آثاره له بالوحدانية واستندت إلى استمرار بقائه الأزلية والأبدية قدرته غير ممتنعة عليها المقدورات وعلمه غير متغير بتغير المعلومات السميع بغير آلة والبصير بغير حاسة أراد الخير فأمر به وكره القبيح فنهى عنه تنزه عن الجواهر والأعراض والأجسام وتقدس من الحلول والاتحاد واللذة والآلام غني لا يشوب جوده ملل ولا أعراض حكيم لا تنفك أفعاله عن الحكمة والأغراض أرسل رسله إلى خلقه لطفا وكرما شرف محمدا وآله صلى الله عليه وسلم، بالنبوة والإمامة وبعد فان أشرف العلوم وأسناها ما كان الإنسان بتحصيله ناجيا وبإهماله هاويا وهو معرفة المبدأ والمعاد وما ذا خالقه بخلقه أراد إلى إن قال وأقل ما يجزي في هذا الباب معرفة واجب الاعتقاد على جميع العباد تأليف الإمام الأعظم الخ وسميته بنهج السداد إلى شرح واجب الاعتقاد.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 131