الأمير أبو محمد عبد الله بن محمد بن سعيد بن يحيى بن الحسين بن محمود بن الربيع المعروف بابن سنان الخفاجي الحلبي

توفي سنة 466 في إعزاز وحمل إلى حلب ودفن فيها وله ديوان شعر مطبوع كان واليا على قلعة إعزاز ولاه عليها محمود بن صالح فاستبد بها وكانت ولايته بواسطة أبي نصر محمد بن محمد بن النحاس، فأمر أن يكتب إليه كتابا يؤنسه به ويستجلبه إلى حلب ففعل وكتب في آخر الكتاب إن شاء الله وشدد النون. فلما قرأ الخفاجي ذلك التفت إلى تشديد النون ففهم ما أراد. وكتب الجواب وفي أوله: أنا الخادم وشدد النون فعرف أبو نصر ذلك، وكان قصد أبي نصر أن الملأ يأتمرون بك. وقصد الخفاجي إنا لن ندخلها. ثم خير محمود أبا نصر بين قتله وبين أن يقتل هو الخفاجي فذهب إليه أبو نصر وسمه. وشعره يدل على أنه سافر إلى القسطنطينية فلأي شيء كان سفره يا ترى ويدل شعره أيضا على أنه سافر إلى مصر وكأن ذلك لمدح ناصر الدولة بن حمدان الثاني الذي ذهب إلى مصر وأقام بها. وله كتاب سر الفصاحة ذكره صاحب كشف الظنون وذكره السيد علي خان الشيرازي في أنوار الربيع. ويقول صاحب النجوم الزاهرة إنه أخذ الأدب عن أبي العلاء المعري

شعره

هو شاعر مجيد متفنن في ضروب الشعر عذب الألفاظ طويل النفس يعد شعره من السهل الممتنع ويعد هو في طليعة الشعراء وقد سابق فحولهم وحذا حذوهم فلم يقصر عنهم وجاراهم في ميدان الفصاحة والبلاغة فما سبقوه وإن لم يجيء سابقا فقد جاء مجليا وفيما يأتي من مختارات شعره أوضح شاهد على ذلك وقد مدح الأمراء من بني مرداس وبني منقذ وبني ملهم وبني حمدان المتأخرين فمدح ناصر الدولة الثاني منهم الذي كان في مصر ومدح الوزير ابن جهير وغيره. ويقول في كثير من شعره إنه لا يمدح للاستجداء وطلب الجائزة فهل يا ترى هو كذلك أو إن هذا مذهب شعري تبع فيه الشعراء في أنهم يقولون ما لايفعلون فهو يقول:

ويقول:

ولكنه يقول قبل هذا في نفس هذه القصيدة:

وما شأن ذكر الباخلين من شاعر لا يطلب بمدحه نوالا حتى يقول إنه طواهم إلى الممدوح. ويقول:

تشيعه

يدل على تشيعه قوله من قصيدة كتب بها من القسطنطينية إلى بعض إخوانه على سبيل المداعبة كما في ديوانه:

وقوله في ديوانه:

وقوله في ناصر الدولة ابن حمدان الصغير:

وقوله من قصيدة يمدح بها أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس:

ويظهر من هذا الشعر أن ابن خان جرى له خطب مع بعض العلويين فلذلك كان من أنزله على حكم السيف قد سر المرتضى في غريه والمصطفى في بقيعه أي سر أولاد المصطفى المدفونين في بقيع أو قال في بقيعه لمجاورة البقيع قبر المصطفى صلى الله عليه وسلم لا إن فيه قبره. وحسبك في تشيعه قوله في علي عليه السلام:

وقوله فيه أيضا:

مختارات من شعره الرثاء

قال يرثي أبا الحسن علي بن محمد بن عيسى الكاتب وقد قتل وصلب من قصيدة:

وقال يرثي جماعة من أهله وأصدقائه من قصيدة:

وقال يرثي والته وتوفيت عقيب قدومها من الحج سنة 446ه من قصيدة:

وقال يرثي أبا العلاء صاعد بن سليمان الكاتب وقد توفي بأنطاكية سنة 456ه من قصيدة:

المراسلات بينه وبين الأمير علي بن منقذ

وكتب إليه الأمير أبو الحسن علي بن منقذ بقصيدة هذا مختارها.

فأجابه ابن سنان الخفاجي بقوله من قصيدة:

وكتب إليه الأمير أبو الحسن علي بن منقذ أيضا:

فأجابه بقوله:

الشيب

وله من قصيدة:

وله من قصيدة:

الأمثال والحكم في شعره

المديح

قال يمدح الأمير أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس سنة 461 ويذكر مسيره إلى حصن أسفونا:

وقال يمدح الأمير محمود بن نصر بن صالح بن مرداس أيضا من قصيدة سنة 462:

وقال يمدح شرف أمراء العرب أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح بن

مرداس سنة 459 من قصيدة:

وقال يمدح الأمير سعد الدولة أبا الحسن علي بن مقلد بن منقذ من قصيدة:

وقال يمدح الأمير مخلص الدولة أبا الفتوح مقلد بن نصر بن منقذ من قصيدة:

وقال يمدح الأمير سعد الدولة أبا الحسن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ من قصيدة:

وقال يمدح الأمير سعد الدولة أبا الحسن علي بن مقلد بن نصر بن منقذ من قصيدة:

وقال يمدح علي بن مقلد بن نصر بن منقذ أيضا من قصيدة:

وقال يمدح الأمير معز الدولة أبا علوان ثمال بن صالح بن مرداس سنة 444 من قصيدة:

وقال يمدح الأمير نصير الملك أبا علي الحسين بن علي بن ملهم سنة 455 من قصيدة:

وقال يمدح الأمير أبا علي الحسين بن ملهم أيضا ويذكر عقده الحلف بين القيسيين من فزارة وسليم وبين الكلبيين وأنفذها إليه سنة 405 من قصيدة:

ثم ذكر عدة تشبيهات ذكرناها في الأوصاف والتشبيه ثم قال:

وقال أيضا يمدح الأمير نصير الملك أبا علي الحسين بن علي بن ملهم وأنشدت بحضرته في ثغر حلب سنة 450 من قصيدة:

وقال يمدح سني الدولة أبي الكتائب محمد بن علي بن محمد:

وقال يمدح الأمير أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح مرداس من قصيدة يقول فيها:

#وقال في محمود بن صالح بن مرداس أيضا ويعاتبه في عيد النحر من قصيدة:

وقال يمدحه أيضا ويذكر الوقعة الحادثة بدمشق في سنة 460 من قصيدة:

وقال يمدح الأمير أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس سنة 457 من قصيدة:

وقال يمدح الأمير أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس أيضا ويذكر فتحه حلبا سنة 457 من قصيدة:

وقال يمدح الأمير أبا الحسن علي بن نصر بن منقذ من قصيدة:

وقال يمدح الأمير عز الدولة أبا الدوام ثابت بن معز الدولة سنة 448 من قصيدة:

وقال يمدح محمد بن صالح بن مرداس سنة 443 من قصيدة:

وقال يمدح الأمير نصر الملك أبي علي الحسين بن علي بن ملهم وكتب بها إليه من القسطنطينية بعد مسيره من حلب سنة 453 من قصيدة:

ومنها:

وقال يمدح الأمير ناصر الدولة أبا علي ابن الأمير ناصر الدولة الحسين بن عبد الله بن حمدان والظاهر أنه الذي ذهب إلى مصر من قصيدة:

وقال يمدحه أيضا ويشكره على جميل فعله مع أهله سنة 459 من قصيدة:

وقال يمدحه من قصيدة سنة 459 ويذكر إطلاقه حميد بن محمود وحازم بن علي بن الجراح الطائيين من الاعتقال:

#وقال يمدح أبا سلامة محمود بن نصر بن صالح بن مرداس ويذكر دعاءه للخليفة العباسي القائم بأمر الله في حلب سنة 463:

في شعره إشارة إلى علم النجوم بقوله:

وفيه إشارة إلى علم الحكمة بقوله:

وفيه إشارة إلى علم الفقه:

وفي شعره إشارة إلى علم الفلسفة والنجوم بقوله من قصيدة ذكر

بعضها في استغفر واستغفري:

وفي شعره إشارة إلى التقليد بقوله:

وفي شعره إشارة إلى علم الحديث بقوله:

كتابه سر الفصاحة

قال أحمد البدوي:

لقد أعد ابن سنان للامر عدته عندما أراد إن يؤلف هذا الكتاب، فقرأ ما استطاع إن يقرأ من الكتب التي ألفت قبله في النقد الأدبي، ككتاب البديع لابن عسكر، ونقد الشعر لقدامة بن جعفر، والموازنة بين الطائفتين للآمدي، وغير ذلك مما أشير إليه في كتابه.

وأغلب الظن أنه لم يقرأ ما كتبه عبد القاهر الجرجاني لأننا لم نلمح أثرا في سر الفصاحة يوحي بهذا التأثر.

وكان هدف ابن سنان من تأليف كتابه إن يوضح حقيقة الفصاحة، ويكشف عن سرها، لأنه يؤمن بان لكل جمال في الكلام سببا يمكن الاهتداء إليه، فأراد إن يضع كتابا يستطيع به دراسة إن يعلل ويستدل، ويعرف الوجوه والأسباب. وكانت نظرته صائبة عندما قرر إن البلاغة إنما تدرك بمخالطة الشعر وتأمله، مع طول الوقت، وتراخي الزمن. وعند ما أراد إن يؤلف كتابه كان عظيم الطموح في إن يؤلف في أسرار الفصاحة كتابا مفردا بغير نظير من الكتب في معناه، وإن يجمع من مسائلها ما أهمله من قبله الدارسون لها.

وقد حقق المؤلف كثيرا من أهدافه، حتى قال ابن الأثير في فاتحة كتابه، وبعد، فان علم البيان قد ألف الناس فيه كتبا، وجلبوا ذهبا وحطبا، وما من تأليف إلا وقد تصفحت شينه وسينه وعلمت غثه وسمينه، فلم أجد ما ينتفع به ذلك إلا كتاب الموازنة لأبي القاسم الحسن بن بشر الآمدي، وكتاب سر الفصاحة لأبي محمد عبد الله بن سنان الخفاجي، وهو يبدو في كتابه مجتهدا، يريد إن يصل إلى القواعد بنفسه، وإن يطمئن إلى ما يصل إليه منها.

لا يقلد في ذلك سابقا، مهما كانت مكانته إلا عن عقيدة وإيمان. يقول: وقد ذكرت فيه ما يقنع طالب العلم، على إنني لم أرجع فيه إلى كتاب مؤلف ولا قول يروى، ولا وجدت مجموعا في كل مكان، وإنما عرفته بالدربة، وتأمل أشعار الناس، وما نبه أهل العلم في اثباتها. .

ولا يقلل من قيمة هذا المجهود ما يقد يكون هناك من اعتراضات على ما وصل إليه من النتائج، بل أنه يؤمن بأنه عرضة للزلل، والوقوع في الخطأ.

وهو يجمع في كتابه بين منهج الأدباء والمناطقة، فنراه يحشد كثيرا من الأمثلة، ويجنح إلى الدليل والبرهان، وكان لثقافته الأدبية، ودراسته الكلامية أثر بارز في هذا الاتجاه.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 71