التصنيفات

الأمير أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان ابن حمدون التغلبي العدوي
والد سيف الدولة وناصر الدولة وهو أول من ولي الموصل من بني حمدان وباقي نسبه مر في ابن أخيه أبي فراس الحارث بن سعيد بن حمدان بن حمدون قتل ببغداد سنة 317 والمعروف في كنيته أبو الهيجاء وبعض المعاصرين قال أبو العباس ولا نعلم له موافقا. ولى المكتفي بالله الموصل وأعمالها أبا الهيجاء عبد الله بن حمدان بن حمدون التغلبي العدوي فسار إليها، وله أخبار ذكرت في ترجمة أخيه الحسين بن حمدان قال ابن الأثير في حوادث سنة 301 في صفر عزل أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان عن الموصل. وفيها خالف أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان على المقتدر فسير إليه مؤنسا المظفر فخرج إلى الموصل منتصف صفر ومعه جماعة من القواد وخرج مؤنس في ربيع الأول فلما علم أبو الهيجاء بذلك قصد مؤنسا مستأمنا من تلقاء نفسه وورد معه إلى بغداد فخلع المقتدر عليه. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 302 فيها قلد أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان الموصل وقال في حوادث سنة 303 أنه لما خرج الحسين بن حمدان بالجزيرة عن طاعة المتقدر وحاربه وأسره قبض المقتدر على أبي الهيجاء ابن حمدان وعلى جميع أخوته وحبسوا وقال في حوادث سنة 305 فيها أطلق أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان وأخوته وكان محبوسين بدار الخليفة وفي سنة 308 خلع المقتدر على أبي الهيجاء عبد الله بن حمدان وقلد طريق خراسان والدينور وخلع على أخويه أبي العلاء - سعيد بن حمدان - وأبي السرايا - نصر بن حمدان - وقال في سنة312 في هذه السنة سار أبو طاهر القرمطي إلى الهبير في عسكر عظيم ليلقى الحاج في رجوعهم من مكة فأوقع بقافلة تقدمت معظم الحاج فيها خلق كثير فنهبهم واتصل الخبر بباقي الحاج وهم بفيد فأقاموا بها حتى فني زادهم فارتحلوا مسرعين وكان أبو الهيجاء ابن حمدان قد أشار عليهم بالعود إلى وادي القرى وأن لا يقيموا بفيد فاستطالوا الطريق ولم يقبلوا منه وكان إلى أبي الهيجاء طريق الكوفة وتسيير الحاج فلما فني زادهم ساروا على طريق الكوفة فأوقع بهم القرامطة وأخذوهم وأسروا أبا الهيجاء. وقال في حوادث سنة 314 عن الحرب بين عبد الله بن حمدان والأكراد والعرب: في هذه السنة أفسد الأكراد والعرب بأرض الموصل وطريق خراسان وكان عبد الله بن حمدان يتولى الجميع وهو في بغداد وابنه ناصر الدولة بالموصل فكتب إليه أبوه يأمره بجمع الرجال والانحدار إلى تكريت ففعل وسار إليها فوصل إليها في رمضان واجتمع بأبيه وأحضر العرب وطالبهم بما أحدثوا في عمله بعد أن قتل منهم ونكل ببعضهم فردوا على الناس شيئا كثيرا ورحل بهم إلى شهرزور فوطئ الأكراد بالجلاية فقاتلهم وانضاف إليهم غيرهم فاشتدت شوكتهم ثم إنهم انقادوا إليه ل ما رأوا قوته وكفوا عن الفساد واشر. وفي هذه السنة ضمن أبو الهيجاء عبد الله بن حمدان أعمال الخراج والضياع بالموصل وقردى وبازندى وما يجري معها. وقال في حوادث سنة315 أنه حصل فيها وحشة بين المقتدر ومؤنس المظفر وركب مؤنس جميع الأجمال وفيهم عبد الله بن حمدان وإخوته وخلت دار الخليفة ثم قال: في هذه السنة وردت الأخبار بمسير أبي طاهر القرمطي من هجر نحو الكوفة فدخلها إلى أن قال فبرز مؤنس المظفر ليسير إلى الكوفة فأتاهم الخبر قال ابن خالويه: حج أبو الهيجاء بالناس فأخذت بنو كلاب جمال السواقي فأسرى إليهم فلحقهم وراء نجد فأوقع بهم وقتلهم وأخذ الحريم والأموال وعاد حتى نزل العقبة في طريق مكة فاجتمعت سائر بطون عامر بن صعصعة وقبائل من طيء واشتد القتال ثم هزمهم وكان لأبي سليمان داود بن حمدان أخي أبي الهيجاء فيها أثر يذكر في ترجمته قال أبو فراس: حدثني مطرف البلدي الكلابي قال شهدتها صبيا وأبلى الطراد عمك أبو سليمان وكسرناه وأثخناه بالجراح فانكشف فأفضينا إلى البركة فشربت منها بدرقة وشرعنا في جمع بعض أمواله فحمل علينا عمك أبو الهيجاء في عدد يسير فكشفا ووضع السيف فينا حتى حجز بيننا الليل وحمل النساء والصبيان إلى مدينة السلام ثم أطلقهم فقال بعضهم في ذلك شعرا:

أذل من عامر يوم العقبة
وقال بعض شعراء بني قشير:
وفي ذلك يقول أبو فراس في رائيته الطويلة التي يفتخر فيها بعشيرته.
وكان رجل يسمى يوسف بن أبي الساج واسم أبي الساج ديوداذ بدال مهملة مفتوحة ومثناة تحتية ساكنة وواو مفتوحة ودال مهملة وألف وزال معجمة آخر الحروف هكذا رسمت بذال معجمة آخر الحروف في نسخة تجارب الأمم المطبوعة وكان يوسف هذا قد ولي أذربيجان وأرمينية من قبل المقتدر العباسي وعليه مال يؤديه فأخر في بعض السنين حمل بعض المال ثم أظهر كذبا أن الخليفة قلده الري فأرسل إليها جيشا وهي لنصر بن أحمد الساماني صاحب خراسان فلما بلغ المقتدر ذلك أنكره وأرسل جيشا فهزمه يوسف فأرسل جيشا كثيفا مع مؤنس فهزمه يوسف وأقام مؤنس بزنجان يجمع العساكر ويستمد الخليفة ثم حاربه فانهزم عسكر يوسف وأسر يوسف وجيء به إلى بغداد هكذا ذكر ابن الأثير ولكن ابن خالويه قال في شرح أبي فراس: سار مؤنس للقاء يوسف بن ديوداذ أبي الساج فهزمه يوسف فأقام مؤنس بأذربيجان وأمده السلطان بالجيوش فامتنع عن معاودة اللقاء إلا بحضور أبي الهيجاء وأبي العلى ابني حمدان - وهما عبد الله وسعيد ابنا حمدان - فلما حضرا ناجزاه وتوليا القتال وهزم الجيش وضرب أبو الهيجاء يوسف فصرعه وصاح أنا ابن أبي الشمطاء وكان ذلك شعاره ووقع يوسف بين القتلى فنم عليه الطيب فأخذ فهذا يدل على أن الفتح في ذلك كان لأبي الهيجاء وأخيه أبي العلاء وأن مؤنسا أبى عن معاودة القتال إلا بحضورهما لعلمه أنه لو باشر القتال بدونهما لنهزم جيشه كما انهزم أولا وإن كان ابن الأثير لم يشر إلى شيء من ذلك. ثم قال ابن خالويه: فقال بعض الشعراء في ذلك:
فلما أطلق يوسف بلغ أبا الهيجاء عنه إضافة فخاف أن يحمل إليه شيئا فيرده عليه ويمتنع فدس إليه تجارا أحملهم ستمائة ألف درهم جعلوها في رحلة ثم استتروا عنه فلم يعلم من أين جاءت حتى وافى أذربيجان وفي ذلك يقول أبو فراس في قصيدته المار ذكرها:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 8- ص: 51