ابن حجاج حسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج، النيلى البغدادى، أبو عبد الله: شاعر فحل، من كتاب العصر البويهتى. غلب عليه الهزل. فى شعره عذوبة وسلامة من التكلف. قال الذهبى: (شاعر العصر وسفيه الأدب وأمير الفحش ! كان أمة وحدة فى نظم القبائح وخفة الروح) وقال صاحب النجوم الزاهرة: (يضرب به المثل فى السخف والمداعبة والألهاجى) وقال ابن خلكان: (كان فرد زمانه، ثم يسبق إلى تلك الطريقة) وقال أبو حيان: (بعيد من الجد، قريع فى الهزل، ليس للعقل من شعره منال، على أنه قويم اللفظ سهل الكلام) وقال الخطيب البغدادي: (سرد أبو الحسن الموسوى، المعروف بالرضى، من شعره فى المديح والغزل وغيرهما، ما جانب السخف فكان شعرا حسنا متخيرا جيدا) وقال ابن كثير: (جمع الشريف الرضى أشعاره الجيدة على حدة فى ديوان مفرد، ورثاه حين توفى) له معرفة بالتاريخ واللغات. اتصل بالوزير المهلبى وعضد الدولة وابن عباد وابن العميد. وله (ديوان شعر - خ) يشتمل على بعض شعره. ارسل نسخة منه إلى صاحب مصر فأجازه بلف دينار. وخدم بالكتابة فى جهات متعددة. وولى حسبة بغداد مدة، وعزل عنها. نسبته إلى قرية النيل (على الفرات بين بغداد والكوفة) ووفاته فيها. ودفن فى بغداد

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 231

الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر المشهور بابن الحجاج

أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن الحجاج الكاتب المحتسب النيلي البغدادي شاعر العراق وصاحب المجون المشهور بابن الحجاج.

وما يوجد في بعض المواضع من تسميته بالحسن مكبرا تصحيف.

توفي يوم الثلاثاء في 27 جمادى الثاني وقيل لسبع بقين منها سنة 391

بالنيل وحمل تابوته إلى بغداد فدفن عند رجلي الإمامين الكاظمين وكتب على قبره بوصية منه: {وكلبهم بسط ذراعيه بالوصيد}.

(والمحتسب) من ولي الحسبة الحسبة أو الاحتساب في الإسلام.

وهي عمل من قبل السلطان حدث في دولة بني العباس.

ويروي أن عليا أمير المؤمنين عليه السلام كان يدور في أسواق الكوفة ينهاهم عن بخس المكيال والميزان وهو نوع من الحسبة المتعارفة والحسبة عن كتاب الرتبة في طلب الحسبة لابن بسام أن علم الاحتساب يبحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد في معاملاتهم التي لا يتم التمدن بدونها فيجرونهم على القانون والعدل وينهونهم عن المنكر ويأمرونهم بالمعروف ويمنعونهم عن المشاجرات في الأسواق وفي كشف الظنون: الاحتساب علم باحث عن الأمور الجارية بين أهل البلد من معاملاتهم التي لا يتم التمدن بدونها من حيث إجرائها على قانون العدل وعن سياسة العباد بنهي المنكر وأمر المعروف.

ثم قال فيه كتاب نصاب الاحتساب ذكر فيه مؤلفاته أن الحسبة في الشريعة تناول كل مشروع بفعل الله سبحانه كالآذان والإقامة وأداء الشهادة ولذا قيل القضاء باب من أبواب الحسبة وفي العرف مختص بأمور وذكرها إلى تمام خمسين (ا هـ) وفي المنقول عن كتاب نصاب الاحتساب للسنامي ذلك الكتاب أنه ذكر فيه. إراقة الخمور. كسر المعازف. أمر الذباحة على الباب. أمر الميزاب. أمر الأوحال. منع الجلوس على الباب. منع ربط الدواب في الإزقة.

منع عمارة الحيطان في شيء من الشوارع. منع تطيير الحمام. منع شغل الهواء بالجناح من الدار على الشارع. منع البغاء، منع كل من الرجال والنساء من التشبه بالآخر. منع اتخاذ القبور الكاذبة. منع التبرج. منع المطلسمة والمساحرين والكهان عن منكراتهم. منع الجراحين عن الجب والاخصاء.

منع اللعب بالنرد والشطرنج على الطريق وهكذا إلى تمام أربعين بابا وقال في الباب الأربعين يؤمر الحداد أن يتخذ بين الطريق ودكانه حجابا لئلا يتطاير الشرر إلى الطريق وفي الباب 44 يحتسب بائع اللبن إذا خلط الماء بلبنه وذكر في الكتاب الاحتساب على المفرط في تواضع الناس والاحتساب على المتصوفة وغير ذلك.

وفي القاموس وتاج العروس: (احتسب عليه أنكر عليه) قبيح عمله (ومنه المحتسب) يقال هو محتسب البلد. ومن ذلك يعلم أن المحتسب هو بمنزلة رئيس البلدية اليوم لكن وظيفة أوسع لأنها تتناول الأمور الدينية و اليوم تقتصر على الأمور المدنية.

(والنيلي) نسبة إلى النيل بوزن فيل بلدة على الفرات بين بغداد والكوفة والأصل فيه نهر حفره الحجاج في هذا المكان آخذ من الفرات وسماه باسم نيل مصر والبلدة والنهر اليوم خراب كان يسكن النيل ثم سكن بغداد في محلة تدعى سوق يحيى وكأنه بعد سكناه بغداد كان يتردد إلى وطنه الأصلي النيل فلذلك توفي هناك قال ياقوت سوق يحيى ببغداد بالجانب الشرقي منسوبة إلى يحيى بن خالد البرمكي كانت إقطاعا له من الرشيد ثم خربت عند ورود السلجوقية بغداد وهي محلة ابن الحجاج الشاعر وقد ذكرها في أكثر شعره كقوله:

أقوام العلماء فيه

قال الشيخ البهائي في توضيح المقاصد في 27 من شهر جمادى الثانية الفاضل الأديب الحسين بن أحمد المشهور بابن الحجاج وكان من أعاظم الشعراء الفضلاء وكان رحمه الله إمامي المذهب متصلبا في التشيع.

وذكره ابن شهراشوب في معالم العلماء في شعراء أهل البيت المجاهرين فقال ابن الحجاج أبو عبد الله الحسين بن أحمد ابن الحجاج الكاتب المحتسب البغدادي قرأ على ابن الرومي وكان من بلاد العجم (ا هـ) .

وفي أمل الآمل الحسين بن أحمد بن الحجاج الكاتب المحتسب البغدادي كان فاضلا شاعرا أديبا عده ابن شهراشوب في معالم العلماء من شعراء أهل البيت وله ديوان شعر كبير جدا عدة مجلدات وكان إمامي المذهب ويظهر من شعره أنه من أولاد الحجاج بن يوسف الثقفي وهو ينافي كونه من بلاد العجم إلا أن يكون ولد فيها أو يكون ثقفيا بالولاء لا منهم أنفسهم كما يظهر من بعض الأخبار (ا هـ) وفي الرياض فلذلك اشتهر بابن الحجاج إذ الحذف من باب الاختصار شائع ويحتمل كون الحجاج جده القريب كما أن الحجاج بن يوسف الثقفي جده البعيد فلذلك اشتهر بابن الحجاج (ا هـ) ولعل شعره الذي قال عنه الشيخ البهائي أنه يدل على أنه من ولد الحجاج الثقفي هو ما أورده صاحب اليتيمة من قوله:

ويمكن أن يكون نسب القساوة إلى نفسه باعتبار نسبة أبيه إلى الحجاج المشارك للحجاج الثقفي في الاسم لا أنه من ولد الحجاج والله أعلم.

وقد اعتنى الشريف الرضي بابن الحجاج اعتناء كافيا فدل ذلك على اعترافه بفضله وأدبه فكان من اعتنائه به أن جمع من ديوانه ما خلا عن السخف والمجون وسماه الحسن من شعره الحسين ورثاه بعد موته وعقد له صاحب اليتيمة فصلا خاصا فقال: الفصل السابع نذكر فيه محاسن أبي عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج وغرائبه: هو إن كان في أكثر شعره لا يستتر من العقل بسجف ولا يبني جل قوله إلا على سخف فإنه من سحرة الشعراء وعجائب العصر وقد اتفق من رأيته وسمعت به من أهل البصرة في الأدب وحسن المعرفة بالشعر على أنه فرد زمانه في فنه الذي شهر به وأنه لم يسبق إلى طريقته ولم يلحق شأوه في نمطه ولم ير كاقتداره على ما يريده من المعاني مع سلامة الألفاظ وعذوبتها وانتظامها في سلك الملاحة والبلاغة وإن كنت مفصحة عن السخافة مشوبة بلغات الخلديين والمكدين وأهل الشطارة ولولا أن جد الأدب جد وهزله هزل كما قال إبراهيم بن المهدي لصنت كتابي هذا عن كثير من كلام أهل المجون ولكنه على علاته تتفكه الفضلاء والكبراء والأدباء بثمار شعره وتستملحه ويحتمل المحتشمون فرط رفثه وقذعه ومنهم من يغلو في الميل إلى ما يضحك ويمتع من نوادره ولقد مدح الملوك والأمراء والوزراء والرؤساء فلم تخل قصيدة فيهم من هزل وفحش وهو عندهم مقبول الجملة غالي مهر الكلام موفور الحظ من الإكرام والإنعام مجاب إلى مقترحه من الصلات الجسام والأعمال التي ينقلب منها إلى خير حال وكان طول عمره يتحكم على وزراء الوقت ورؤساء العصر تحكم الصبي على أهله ويعيش في أكنافهم عيشة راضية وقد أخرجت من ملحه الخالية من الفحش المفرط ما يستغرق وصف ابن الرومي:

قال المؤلف: صاحب اليتيمة أكثر في كتابه من ذكر المجون ككثير غيره واعتذاره عن ذلك بقول إبراهيم المغني هو عذر من سنخ الذنب.

وفي معجم الأدباء: الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحجاج الشاعر أبو عبد الله شاعر مفلق قالوا إنه في درجة امرئ القيس لم يكن بينهما مثلهما وإن كان جل شعره مجونا وسخفا وقد أجمع أهل الأدب على أنه مخترع طريقة في الخلاعة والمجون لم يسبقه إليها أحد ولم يلحق شأوه فيها لا حق قدير على ما يريده من المعاني الغاية في المجون مع عذوبة الألفاظ وسلاستها وله مع ذلك في الجد أشياء حسنة لكنها قليلة ويدخل شعره في عشرة مجلدات أكثره هزل مشوب بألفاظ المكدين والخلديين والشطار ولكنه يسمعه أهل الأدب على علاته ويتفكهون بثمراته ويستملحون بنات صدره المتهتكات ولا يستثقلون حركاتهن لخفتها وإن بلغت في الخفة غاية الغايات وإني لا أقول كما قال أبو منصور - يعني الثعالبي- لولا قول إبراهيم بن المهدي إن جد الأدب جد وهزله هزل لصنت كتابي هذا عن مثل هذا المجون وحديث كله ذو شجون.

وإنما قال ياقوت هذا لأن كتابه لم يتنزه فيه عن أقبح المجون في التراجم التي اشتملت على ذلك.

قال ولقد مدح الملوك والأمراء والوزراء والرؤساء فلم يخل شعره فيهم مع هيبة المقام من هزل وخلاعة فلم يعدوه مع ذلك من الشناعة وكان عندهم مقبولا مسموعا غالي المهر والسعر وكان يتحكم على الأكابر والرؤساء بخلاعته ولا يحجب عن الأمراء والوزراء مع سخافته يستقبلونه بالبشاشة والإكرام ويقابلون إساءته بالإحسان والإنعام وناهيك برجل يصف نفسه بمثل قوله: (رجل يدعي النبوة في السخف) الأبيات الآتية.

وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 391 فيها توفي ابن حجاج الأديب أبو عبد الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن الحجاج البغدادي الشيعي المحتسب الشاعر المشهور ذو المجون والخلاعة والسخف في شعره كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ويقال إنه في الشعر في درجة امرئ القيس وأنه لم يكن بينهما مثلهما لأن كل واحد منهما مخترع طريقته وله ديوان كبير يبلغ عشرة مجلدات الغالب عليه الهزل والمجون والهجو والرفث وكان شيعيا غاليا (ا هـ) .

وقال صاحب معاهد التنصيص: كان من كبار الشيعة المغالين في حب أهل البيت وفي تاريخ بغداد: الحسين بن أحمد بن الحجاج أبو عبد الله الشاعر أكثر شعره في الفحش والسخف وقد سرد أبو الحسن الموسوي - المعروف بالرضي- من شعره في المديح والغزل وغيرهما ما جانب السخف فكان شعرا حسنا متخيرا (ا هـ) وابن الحجاج قد ساعده الحظ بوجوده في دولة بني بويه المشاركين له في التشيع فقال ما شاء له بنيات نفسه (ا هـ) .

وقال ابن خلكان كان فرد زمانه في فنه فإنه لم يسبق إلى تلك الطريقة مع عذوبة ألفاظه وسلامة شعره من التكلف ومدح الملوك والأمراء والوزراء والرؤساء ويقال إنه في الشعر في درجة امرئ القيس وأنه لم يكن بينهما مثلهما لأن كل واحد منهما مخترع طريقة وكان من كبار الشعراء الشيعة.

وقال الدكتور علي جواد الطاهر في مقدمته لتحقيق ديوانه: أخذت أستشعر خطورة ابن الحجاج وأهميته شعره في تاريخ الأدب العربي، وفي تاريخ المجتمع العباسي، أنه مصدر مجهول، ولا يحق لدارس لم يطلع عليه أن يدعي العلم ببغداد في العصر البويهي.

كانت مكانة هذا الشاعر مرموقة في عصره، وكثيرا ما بيع الديوان بخمس دينارا إلى سبعين، ونسخة كثيرون وعملت منه المختارات العديدة، وحسبك أن يكون منها ما عمله الشريف الرضي نقيب الطالبيين.

أما شخصية الشاعر فعجبيبة ولعلها أكثر من شخصية في رجل واحد، أنها تصلح -فوق ما تصلح له- أن تكون مدارا لدراسة نفسية يستقصي صاحبها ما وراء السطور ويلمح الجد وراء الهزل ويحس بالمرارة في الحلاوة.

وقال:

هيأ له الشعر موردا حسنا ومهد للاتصال بأكابر رجال العصر كالمهبلي و أبي الفضل وأبي الفرج، وحقق له منزلة مرموقة لدى الملوك البويهيين، عز الدولة وعضد الدولة وصمصام الدولة وبهاء الدولة، وبوزراء هؤلاء الملوك كابن سعد الله وسابور بن أردشير وعبد العزيز، وكانت له دالة أية دالة على هؤلاء الوزراء.

أخباره

في تاريخ ابن خلكان ونحوه في مرآه الجنان أنه تولى حسبة بغداد مدة وقيل إنه عزل بأبي سعيد الاصطخري الفقيه الشافعي. وله في عزله أبيات مشهورة في اليتيمة وسأله مغني سيف الدولة المعروف بالهنكري أن يصنع شعرا يغني به بين يدي صاحبه فقال من أبيات:

(قال المؤلف) الغناء محرم في مذهب أهل البيت عليهم السلام وكذلك في بعض المذاهب الإسلامية وفي بعضها يروون أن النبي صلى الله عليه وسلم - وحاشاه- استمع إلى الغناء فلذلك يستحلونه وقد فشا الغناء في الدولتين الأموية والعباسية بين جميع طبقات الناس لما استعمله من تسموا باسم الخلافة حتى وصل إلى سيف الدولة ويا ليته اقتدى بمذهب أهل بيت نبيه كما فشا غيره من المنكرات كشرب الخمر والمجون والخلاعة وغيرها وإذا كان من يحمل لقب إمارة المؤمنين يرتكبها فما ظنك بغيره.

وفي كتاب غاية الاختصار أنهم قالوا إن الحاكم بأمر الله العبيدي صاحب مصر كان يوجه في كل سنة ألف دينار إلى أبي عبد الله بن الحجاج لأجل قصيدة مدحه بها ا هـ.

أخباره مع ابن سكرة

كان محمد بن سكرة العباسي الشاعر أحد شعراء اليتيمة معاصرا لابن الحجاج وقد نظم ابن سكرة قصيدة يفتخر بها على آل أبي طالب فرد عليه الأمير أبو فراس الحمداني بقصيدته الميمية المشهورة المسماة بالشافية ففضحه وقد نسب ابن الحجاج في ضمن قصيدته الفائية الآتية إلى ابن سكرة أنه هجا الزهراء عليها السلام ومن ذلك يظهر نصب ابن سكرة فلذلك عاداه ابن الحجاج وهجاه بهجاء مقذع منه الأبيات التي ذكرها الثعالبي في اليتيمة في ترجمة ابن الحجاج ولم نشأ أن نذكرها في كتابنا لما فيها من ألفاظ لا يحسن ذكرها وقد هجاه أيضا في ضمن قصيدته الفائية الآتية بأبيات هي مثل تلك فلذلك لم نذكرها وإذا كان ابن الحجاج يعادي ابن سكرة لذلك فمن الطبيعي أن يعاديه ابن سكرة أيضا و لذلك لما سئل ابن سكرة عن قيمة ديوان شعر ابن الحجاج قال قيمته بربخ، حكاه في اليتيمة، والبربخ كقنفذ ما يوضع في الفخار لمجرى الكنيف والسائل إنما سأله عن قيمته الشعرية واشتماله على المجون والسخف لا علاقة له بذلك فقد أجمع المترجمون على أن شعره من حيث الشاعرية في طبقة عالية ولم يمنع امرأ القيس اشتماله شعره على وصف هتكه للفروج من أن يكون مقدم شعراء الجاهلية.

منامات قيل أنها رؤيت في حقه

في رياض العلماء: قال السيد بهاء الدين بن عبد الحميد النجفي الحسيني في كتاب مقتله المرسوم بالدر النضيد في تعازي الإمام الشهيد: حكى الشيخ الصالح عز الدين حسن بن عبد الله بن حسن التغلبي أن الشيخين الصالحين علي بن محمد الزرزور السوراوي ومحمد بن قارون السيبي كانا يستهزئان بشعر أبي عبد الله الحسين بن الحجاج ويمنعان من إنشاد أشعاره ويزريان على من ينظر في ديوانه لما فيه من السخف والقبايح والهجاء الفاضح وبقيا على ذلك برهة من الزمان فاتفق أن الشيخ شمس الدين محمد بن قارون زار الإمام الحسين عليه السلام فرأى في منامه كأنه في الحضرة الشريفة الحائرية وفاطمة صلوات الله عليها والأئمة علي والحسنان وزين العابدين والباقر والصادق عليهم السلام هناك وعلي بن الزرزور جالس غير بعيد عنهم ورأى نفسه قائما بين أيديهم ثم التفت فإذا أبو عبد الله بن الحجاج مار في صحن الحضرة الشريفة بهيأة حسنة قال فقلت لعلي بن الزرزور ألا تنظر إلى ابن الحجاج فقال دعني فإني لا أحبه فقالت الزهراء من لا يحبه فليس منا وكذلك خرج الكلام من بين الأئمة عليهم السلام ولم أدر من قاله

منهم ثم انتبهت فزعا مرعوبا مما فرط مني في حق ابن الحجاج ثم نسيت هذا المنام كأني لم أره ثم توجهت مرة أخرى للزيارة في الحائر فإذا بجماعة من الموالين في الطريق سائرين وهم ينشدون أشعار ابن الحجاج وبينهم علي بن الزرزور فحين رأيته ذكرت المنام فقلت لصاحب معي ألا أطرفك بشيء عجيب فقال هات فحكيت له المنام ثم لحقنا القوم فدنوت من ابن الزرزور وسلمت عليه وقلت له ألم أعهدك تنكر على من ينشد شعر ابن الحجاج فما بالك اليوم تصغي إلى إنشاده فقال ألا أحدثك بما رأيت في حقه فقلت بلى فقص علي ذلك المنام الذي رأيته لم ينقص منه حرفا واحدا وصاحبي يسمع ويعجب فقلت أنا قد رأيت كما رأيت ووفقني الله حتى حكيت ذلك لصاحبي آنفا قبل أن أسمع كلامك فالحمد لله الذي صدق رؤياي ورؤياك وعصمنا من الوقيعة في هذا المجال المحب للآل قال ثم أني اجتمعت بعد ذلك بالشيخ محمد بن قارون في الحضرة الحائرة وحكى لي هذه الحكاية وأراني المواضع التي رأى فيها الأئمة والزهراء عليهم السلام ا هـ.

قال صاحب الرياض: وهذا موافق لما جرى له في أيام حياته مع السيد المرتضى وهو أن السلطان مسعود بن بويه لما بنى سور المشهد الشريف بالنجف دخل الحضرة الشريفة فوقف ابن الحجاج بين يديه وأنشده قصيدته التي يقول فيها:

فلما وصل إلى الهجاء الذي فيها والمجون مع ابن سكرة الهاشمي الهاجي

لآل محمد عليهم السلام منعه الشريف المرتضى من أكمالها فرأى ابن الحجاج

في منامه تلك الليلة أمير المؤمنين عليا عليه السلام وهو يقول له لا ينكسر خاطرك فقد بعثنا المرتضى يعتذر إليك فلا تخرج إليه ورأى المرتضى تلك الليلة النبي صلى الله عليه وسلم والأئمة عليهم السلام فلم يقبلوا عليه فعظم ذلك عنده وقال لهم أنا عبدكم وولدكم ومواليكم فبم استحققت هذا قالوا بما كسرت خاطر شاعرنا ابن الحجاج فتمضي إليه وتعتذر فمضى إليه وطرق الباب فقال له ابن الحجاج يا سيدي الذي بعثك إلي أمرين أن لا أخرج إليك فدخل إليه واعتذر ومضى به إلى السلطان فقصا عليه القصة فأمره بإنشاد القصيدة فأنشدها وأنعم عليه وحباه.

مشايخه

مر قول ابن شهراشوب أنه قرأ على ابن الرومي.

شعره

من يقرأ شعر ابن الحجاج يجده على أسلوبين مختلفين تمام الاختلاف: الأول سائر على مألوف الشعر العربي في المتانة والفخامة في اللفظ والصياغة وفي المعنى والموضوع، ويبدو ابن الحجاج فيه مثل الآخرين.

الثاني: هذا الذي سماه (السخف) ولا يهاب الشاعر فيه ولا يتحرج من ذكر أي شيء من لفظ أو معنى مما لم يعتد التصريح باسمه سائر الناس، ويتجنب الخوض فيه أهل الوجاهة والوقار.

وقد أكثر ابن الحجاج من هذا المذهب وعد فنونه حتى ليبدو وكأنه علم أعلامه، ومؤسس كيانه ورأس "مدرسته" وعلى هذا درج القدماء وبه حكم الدارسون. وإن كنا نعلم أن للسخف مقدمات في العصور التي سبقت ابن الحجاج، ونعلم أن ابن الحجاج لم يكن وحيدا في عصره، فقد جاذبه أطراف هذا الضرب من الشعر معاصره ابن سكرة الهاشمي.

وكان يقال ببغداد: "إن زمانا جاد بابن سكرة وابن الحجاج لسخي جدا".

لقد كان العصر يستسيغ ما يسمع، ولا يرى غضاضة في أن يرويه وينقله، ولا يجد سببا لتحميل النص أكثر مما يحتمل، والكلمة أكثر مما تطيق، كأن المسألة ضحك وإضحاك ليس غير، وكأن هذا اللون من الشعر داخل في دائرة المفهوم الحضاري.

ولدراسة شعر ابن الحجاج - غير الفوائد التاريخية والاجتماعية والنفسية-

فوائد أسلوبية ولغوية، وفيه غير قليل من العامية التي ما زالت حية في العراق، وغير قليل من آثار الأدب الشعبي والأوساط العامة.

نظم ابن الحجاج في جميع مناحي الشعر فأكثر بل لعله لم يترك منحى من مناحيه لم ينظم فيه فإنك ستعرف أن البديع الاسطرلابي رتب شعره على 141 بابا كل باب في فن من فنون الشعر ودواوين الشعراء التي بأيدي الناس وإن لم تصل أبوابها إلى العشر من هذا العدد إلا أن هذه الفنون الكثيرة مستخرجة من جملة ما اشتملت عليه الفنون المشهورة من المديح والرثاء والهجاء والغزل والفخر وغيرها فقد اشتملت حماسة البحتري على 174 بابا وحماسة أبي تمام لم تزد أبوابها على ثمانية إلا أن هذه الأبواب الثمانية يمكن أن يستخرج منها أبواب كثيرة كالأبواب التي استخرجها البحتري مثل حمل النفس على المكروه. الفتك. الاصحار للأعداء. مجاملة الأعداء. الانفه. ركوب الموت خشية العار وغير ذلك فهذه الأبواب و إن تكثرت إلا أن الأبواب المشهورة تحتوي على أكثرها أو جميعها.

وقد عرفت عند ذكر أقوال العلماء فيه قول الثعالبي أنه من سحرة الشعر وعجائب العصر وأن أدباء عصر الثعالبي اتفقوا على أنه فرد زمانه في فنه الذي شهر به وعرفت قول من يجعله في درجة امرئ القيس. وهو شاعر مطبوع متميز بين شعراء عصره وشعره سهل ممتنع يدخل في الأذن بغير إذن ويشبه شعره في الرقة والسهولة والعذوبة شعر أبي نواس وعنده في الشعر مادة غزيرة تشبه مادة أبي نواس بل هو في كثير من حالاته يشبه أبا نواس يشبهه في رقة شعره وسهولته وفي مجونة وفحشه وفي التظاهر بالفسوق وشرب الشراب والسماع إن صح ما يحكى عنهما من ذلك ويظهر أنه كان يقوله عفو الطبع وينشئه إنشاء الساعة ولذلك كان كثيرا جدا حتى بلغ ديوان شعره عشرة مجلدات ويكفي في حسن شعره وتفوقه أن يعتني به الشريف الرضي فيختار منه مما خلا عن السخف والمجون ما يسميه الحسن من شعر الحسين وأن يعتني به البديع الاسطرلابي فيرتبه على 141 بابا ويسميه درة التاج كما سيأتي وقد غلب على شعره السخف والمجون كما عرفت وهذا باب واسع وسبب كبير من الأبواب والأسباب الموجبة للاشتهار بين الناس والقول عندهم و الارتزاق به كما أشار إليه بقوله:

وقوله يعتذر عن سخف شعره:

فإن الشعر الجيد المطبوع إذا اشتمل على مثل ذلك رغب فيه أكثر الناس واستجموا به واستملحوه واحتملوا ما فيه من سخف ومجون حتى ولو تعلق ذلك بهم وحتى أكابر الناس ورؤسائهم بل هؤلاء أميل إلى ذلك ممن سواهم لاسيما في عصره الذي كثر فيه الفحش والمجون بين أكثر طبقات الكبراء والشعراء والأدباء حاشا جماعة قليلة منهم أمثال الشريفين المرتضى و الرضي فكان هذا من معايب ذلك العصر ومناقصه والنفوس بطبعها ميالة إلى هذه الأمور وقد وصفه بعض أصدقائه بأنه وقفت له قافية كناية عن سهولة شعره وانسجامه.

في اليتيمة: أهدى إليه صديق هدية وكتب إليه:

وقد أورد صاحب اليتيمة قسما وافرا من شعره في نحو من 59 صفحة وقال في آخره: ملح ابن حجاج لا تنتهي حتى ينتهي عنها وفيها أوردته منها كفاية على أنها غيض من فيضها وقراضة من تبرها ولكن الكتاب لا يتسع لأكثر من ذلك ا هـ.

ديوان شعره

اشتهر ديوان شعره اشتهارا مفرطا ورغب الناس في اقتنائه قال الثعالبي:

بلغني أنه كثيرا ما بيع ديوان شعره بخمسين إلى سبعين دينارا.

وقال أيضا: وديوان شعره أسير في الآفاق من الأمثال وأسرى من الخيال.

وقال ابن الأثير ديوانه مشهور وقال ابن خلكان ديوانه كبير وأكثر ما يوجد في عشرة مجلدات والغالب عليه الهزل وله في الجد أيضا أشياء حسنة ا هـ وقد انتخب منه الشريف الرضي ما خلا عن السخف والمجون وسماه الحسن من شعر الحسين وانتخب البديع الاسطرلابي الشاعر هبة الله بن الحسن المتوفى سنة 534 مختارات من مجونة رتبها على 141 بابا وجعل كل باب في فن من فنون الشعر وقفاه وسماه درة التاج في شعر ابن الحجاج.

وانتخب من شعر ابن الحجاج أيضا جمال الدين محمد بن محمد بن نباتة المتوفى سنة 762 ما سماه تلطيف المزاج من شعر ابن الحجاج.

وقد ذكر ذلك صاحب كشف الظنون ومر في أخباره قول ابن سكرة لما سئل عن قيمة ديوان شعره: قيمته بربخ وإن هذا القول من ابن سكرة مع العداوة بينهما للطريقة والصنعة غير قادح في حسن شعره. ووجدت في مسودة الكتاب ولا أعلم الآن من أين نقلته ما صورته:

قيل لما بنى المستنصر بالله المستنصرية ببغداد أمر أن يخرج ديوان ابن الحجاج من خزانته لما فيه من كثرة السخف فاتفق أن النقيب الطاهر قطب الدين ابن الأقساسي مرض المرضة التي مات فيها وكان نديم المستنصر فجاءه الخليفة عائدا وسأله عن حاله فقال يا أمير المؤمنين قد تيقنت أنني لا أنجو من هذه المرضة فهل يمكن أن تشتريني من الموت بمهما أمكن فقال الخليفة لو أمكن ذلك ما ذخرنا عنك نفيسا فقال النقيب متمثلا بقول ابن الحجاج:

وهذا البيت من قصيدة يرثي بها أبا الفتح ابن العميد فاستحسنه المستنصر وأمر بإعادة شعره إلى خزانته والقصيدة طويلة يأتي منتخبها في الرثاء.

ونحن نذكر أكثر ما عثرنا عليه من شعره مفرقا في الكتب التي أجمعها له اليتيمة لكونه ديوانه مفقودا كما فقد كثير مثله من نفائس العربية والأدب.

ونقسمه على أغراضه متجنبين ما ينافي الحشمة والأدب منه والله الموفق.

وصفه شعره

قال:

وقال:

وقال:

#وقال:

وقوله:

وقال:

وقال:

وقال:

وفي اليتيمة كتب إليه بعض الرؤساء:

فأجابه:

وصفه نفسه

قال يصف نفسه كما في اليتيمة من أبيات:

وقال من قصيدة:

الغزل

وله وقد عاده من يحبه:

وله:

وقال كما في أنوار الربيع:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال في رمد:

وقال:

وقال:

وفي تاريخ بغداد عن هلال بن الحسن التنوخي أنشدنا

أبو عبد الله الحسين بن أحمد بن الحجاج الكاتب لنفسه:

وفيه عنه أنشدنا أبو عبد الله بن الحجاج لنفسه:

وقال أورده صاحب معجم البلدان:

الخمريات

مما يؤسف له أنه شاع بين المسلمين في دولتي بني أمية وبني العباس استعمال الشراب ونظم الأشعار فيه، ومن أعظم الأسباب في ذلك تجاهر من تسموا باسم الخلافة بشربه والناس على دين ملوكهم وإنكار ابن خلدون ذلك كإنكار وجود مكة. وقد نظم في وصف الخمر من يشربها ومن لا يشربها لأن النظم في وصفها قد صار من متممات الشاعرية كما أن النظم في الغزل بما يعلم أن الشاعر بعيد عنه قد صار من متمماتها، لذلك لا نستطيع الجزم بشربها من كل من نظم فيوصفها فقد يكون من الشعراء الذين يقولون ما لا يفعلون كما أشار إليه شاعر العصر السيد محمد سعيد الحبوبي بقوله:

ولسنا نعلم أن ابن الحجاج من أي القسمين ونرجو أن لا يكون قد شاب ولاءه لأهل البيت عليهم السلام بالموبقات ونحن ننقل من أشعاره في الخمريات مالا يحتشم من ذكره ونترك ما عداه.

قال يخاطب بعض الوزراء من قصيدة:

وقال يناقض ابن المعتز في قوله:

فقال:

وقال:

وقال:

الشيب والشباب

قال:

وقال:

المديح

شعره في أهل البيت

منه القصيدة المشار إليها سابقا في أخبار في مدح أمير المؤمنين عليه السلام وهي قوله بعد اختصار شيء منها:

ثم ذكر ما لا يليق بنا ذكره من الهجاء المقذع لابن سكرة ثم قال:

وله أورده ابن شهراشوب في المناقب:

وله مقطعات تحتوي على البيت والبيتين والثلاثة في مدح أمير المؤمنين عليه السلام أوردها ابن شهراشوب في المناقب كقوله:

وقوله:

وقوله:

وقوله:

وقوله:

وقوله:

وقال كما في المناقب مشيرا إلى قول أمير المؤمنين عليه السلام ما معناه ما زالت مظلوما من صغري كان عقيل إذا رمد يقول لا تذروني حتى تذروا عليا فاذر وليس بي رمد:

وقال في أمير المؤمنين عليه السلام أورده في المناقب:

وله في الزهراء عليها وعلى أبيها أفضل الصلاة والسلام أبيات يرد بها على مروان بن أبي حفصة أوردها ابن شهراشوب في المناقب:

وأورد له ابن شهراشوب في المناقب مقطعات عند ذكر سير الأئمة عليهم السلام في جماعة من العلويين لم يسمهم منها وله أورده في سيرة أمير المؤمنين عليه السلام فيمكن كونه في مدحه عليه السلام أو مدح علوي:

وقوله أورده في سيرة زين العابدين عليه السلام والظاهر أنها في غيره:

وقوله في أحد العلويين:

وقوله في بعض العلويين أيضا:

وقوله في بعض الأشراف:

وقوله فيمن ينسب إلى الرسول صلى الله عليه وسلم:

وقوله فيمن هو سمي الرضا عليه السلام:

وقوله في مثل ذلك:

وقوله في أحد الأشراف:

#وقوله في مدح أحد السادات:

وقوله: أورده صاحب المناقب في سيره زين العابدين عليه السلام والظاهر أنه في أحد الأشراف:

وقال في يوم مهرجان من قصيدة جمعت وصف الخمرة والتوسل بأهل البيت ومدح الوزير أبي طاهر:

مدائحه في غير أهل البيت

قال في كاتب:

وقال:

وقال:

وقال في عز الدولة بختيار البويهي:

وقال:

وقال في شارب دواء:

وقال في الصاحب بن عباد من أبيات:

وقال في ابن بقية:

وقال في أبي تغلب فضل الله بن ناصر الدولة بن حمدان وقد توجه من الموصل إلى بغداد وفيه حسن المخلص:

وقال في أبي الفضل الشيرازي لما تقلد الوزارة وعرض بأبي الفرج بن فسانجس:

وقال في أبي الحسين بن نصر من أبيات حذفنا ما فيها من سخف:

وقال في أبي الفضل الشيرازي:

وقال في بختيار عز الدولة:

ثم أخذ فيما ليس لنا نقله وقال في بعض بني حمدان:

وقال يهنئ بختيار بالأضحى من قصيدة:

وقال:

سيدي حشمتي عليك حرام=وبحكم الكريم تقضي الكرام

وقال من قصيدة في ابن العميد كل ما ورد منها في اليتيمة فحش إلا

ثلاثة أبيات:

وقال من أبيات تركنا ما فيها من فحش:

وقال:

وقال لبعض الرؤساء في يوم كان المطر يجيء فيه ساعة

ثم ينجلي الغيم وتطلع الشمس ثم تعود:

وقال:

وقال لرئيس اختلف ابنه إلى الكتاب:

وقال:

وقال في مدح صاعد:

العتاب

قال: يعاتب أبا الفضل أحمد بن عبد الله بن عبد الرحمن على قبوله دعوى من ادعى عنده أنه هجاه وأبو الفضل يومئذ بشيراز وابن الحجاج ببغداد:

وقال:

الهجاء

ووردت عليه رقعة خصم له بما يسؤه فكتب على ظهرها أبياتا منها:

المنقول من اليتيمة

وقال في ثعلب النحوي صاحب كتاب الفصيح:

وقال في مغن:

وقال في بواب أعور حجبه عن رئيس:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال يهجو كما في اليتيمة وأسقطنا ما اشتمل على الألفاظ القبيحة منها:

وقال في الوزير المهلبي:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال في رجل دعاه إلى عرس ثم بدا له:

وقال في خصم له أعمى:

وله فيه:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال في حسبته من قصيدة:

وحجبه بواب لبعض الرؤساء مرات فقال:

وقال في إنسان طبري مات بالقولنج:

في اليتيمة حصل مع رجل يكنى أبا الحسين في دار رجل بخيل فالتمس أبو الحسين العشاء بعد الغداء فقال ابن الحجاج:

وحضرة في دعوة رجل فأخر الطعام إلى المساء فقال:

ونظر إليه يذهب ويجيء في داره فقال:

وكان قد سأل بعض الرؤساء أن يتكلم في أمر كان له فوعده ثم أمسك وسكت فقال:

ملح من نوادره في ذكر الصفع أوردها صاحب اليتيمة قال:

وقال:

وقال:

شكوى الزمان

قال:

وقال:

وقال:

جامع سفيان كأنه جامع=يجتمع فيه الفقراء وأهل العاهات.

وقال:

وقال يخاطب ابن العميد:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال بواسط وقد باع ثيابه:

وقال:

(زحل) كوكب نحس. ورأى كلاب عز الدولة باختيار تطعم لحوم الجداء فقال:

وقال في مثل ذلك:

وقال في مثل ذلك:

وقال من قصيدة:

وقال:

وفي اليتيمة أنه كان يكتب في حداثته لرئيس فتأخر عنه فكتب يسأله عن حاله في تأخره فكتب إليه:

الاستجداء والطلب

كتب إلى بعض الوزراء وقد أراد عمارة مسناة داره:

وكتب إلى بعض الرؤساء يتلمس منه عمامة:

#ما لي إذا ما الشمال هبت قامت على رأسي القيامه

وقال لبختيار حين عاود الحضرة بعد هزيمة الأتراك وابن الحجاج معه:

وقال لسهل بن بشر يعرض بطلب مركوب:

وكتب إلى ابن قرة يقتضي مركوبا وعد به وهو على جناح السفر:

وقال يتنجز شعيرا لدابته من ابن المعدل:

وقال وقد بعث إليه بالشعير:

وقال يطلب خيشا:

وقال يستعين بأبي قرة على تطهير ابنه:

وقال يستميح شرابا وأقبح بذلك:

وقال في مثله:

وقل يتنجز رداء:

وقال ينتجز دراهم:

الرثاء

لمثلك فلتبك العيون بأربع=دما فائضا بعد الدموع السواجم

الآداب والحكم

قال وهي من الأمثال:

وقال:

وقال:

#وقال:

وقال:

الأمثال في بيت

الملح والنوادر

قال:

وهذا مثل العوام يقولون في مصالحة السنور والفار خراب بيت العطار.

وقال من قصيدة في قائد من الأتراك أراد أخذ داره:

وقال: وفيه مجون باحتشام وحذفنا ما فيه أقذاع:

وقال:

يشير إلى الحسبة التي في يده بمنزلة الغدد التي هي أخس اللحم ومع ذلك يزاحم عليها. وقال: وقد سأله صديق عن حامله والعمال يصادرونه:

وقال:

وكان بعض أصحاب الدواوين يطالبه بحساب ناحيه قد كان وليها فكتب إليه:

وفي اليتيمة: كان الوزير أبو الفضل والوزير أبو الفرج قد خلوا في الديوان لعقوبة أصحاب الوزير المهلبي عقب موته وأمرا بأن تلوث ثياب الناس بالنفط إن قربوا من الباب وكان المهلبي قد فعل مثل هذا فحضر ابن الحجاج فحجب خاف من النفط فانصرف وقال:

وكان ابن شيرزاد قد صارع السبع فقتله ثم عاد لمثله فكتب إليه ابن الحجاج يقول:

وقلده الوزير ناحية فخرج إليها يوم الخميس وتبعه كتاب الصرف يوم الأحد فكتب إليه:

وقال في مثل ذلك:

وقال في رجل سقطت امرأته من السطح فماتت:

(ولكن رأت في الأرض أفعى مجدلا)

ثم ذكر ما لا يسوغ نقله ثم قال:

وخبر شاة أشعب يأتي ذكره وقال:

وكتب إلى أبي أحمد بن ثوابة وقد شرب دواء مسهلا أبياتا جلها سخافة

يبدي فيها نصيحته له نصون كتابنا عن مثلها لكننا نذكر ثلاثة منها فقط:

غير أني أصبحت أضيع في القو_م من البدر في ليالي الشتاء

وتولى أقطاعا فخرج إليها فوجدها خربة فقال:

وركب إلى بعض الرؤساء يهنيه بعيد النحر فلم يصادفه

فكتب إليه بأبيات تركنا ما فيها من فحش:

وكان له صديق ولذلك الصديق ابن يكنى أبا جعفر مستهتر بالفساد فسأله أن يعاتبه ويشير عليه بالتزوج فقال:

في بيتين آخرين غاية في الظرف ونهاية في الفحش لا يسوغ لنا نقلهما ووردت عليه رقعة خصم له بما يسوءه فكتب على ظهرها أبياتا منها:

وعرضت له علة صعبة ثم صلح بعد اليأس فكتب إلى بختيار:

وكتب إليه:

في اليتيمة: كان ضمن فرائض الصدقات بسقي الفرات واستخلف على نواحي

فم النيل خليفة فكتب إليه:

وفي اليتيمة أنه اتخذ دعوة كبيرة في أيام عز الدولة ودعا إليها أقواما شتى من رجال الدولة وقال:

وهي قصيدة تبلغ 15 بيتا لم نستطع أن ننقل منها غير هذين البيتين.

#وأراده الوزير على الخروج معه لقتال أهل البطيحة فقال من أبيات تركنا مجونها:

الاحتجاج على نفي الجبر مشوبا بالمجون

قال:

وقد نسب إليه الصلاح الصفدي في شرح لامية العجم وغيره بيتين هو بريء منهما ومن قائلهما وكأن الذي ساقهم إلى نسبتهما له اشتمالهما على السخف والمجون الذي أولع به الصفدي في شرح لامية العجم وعابه الناس به فظنوا أنهما لابن الحجاج لاشتماله شعره على أمثاله كما نسب الناس كل شعر في العشق إلى المجون.

ذكر له صاحب اليتيمة قطعا بعنوان:

ملح مما يتمثل به من أحوال السلف

قال:

وقال:

وقال:

#وقال:

وقال:

قيل لأشعب: هل رأيت أطمع منك قال: نعم شاة كانت لي على سطح فنظرت إلى قوس قزح فظنته حبل قت فأهوت إليه واثبة فسقطت من السطح فاندقت عنقها.

وقال:

وقال:

وقال:

(أقول) صاحب النسور هو لقمان الحكيم بل هو لقمان بن عاد الكبير. وقال:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال:

ونحن نبرأ إليه تعالى مما تضمنته هذه الأبيات مما وافق فيه الناظم رأي بعض المفسرين. وما أوهمته قصة زينب زوجة زيد بن حارثة قد يبنا الصواب فيه مفصلا في الجزء الأول من هذا الكتاب وما أوهمته قصة داود عليه السلام قد أوضح الحق فيه السيد المرتضى رضي الله عنه في كتابه تنزيه الأنبياء فراجعه. وقال:

وقال وقد خرج هاربا من غرمائه:

وقال:

وقال:

وقال:

في اليتيمة يريد بالشطر الأول قول بشار:

وبالشطر الثاني قول الآخر:

الصفات

قال يصف بغلة:

وقال يصف الفرس الأدهم في ضمن أبيات قالها في أبي تغلب فضل

الله بن ناصر الدولة الحمداني وهي:

وقال يصف الفرس الذي أهداه له أبو تغلب الحمداني:

وقال:

كأنه في القميص يمشي=فالوذج السوق في رقاقه

وقال يتشوق رئيسا ويصف رواقه:

التخلص

ما أخرج له صاحب اليتيمة في التخلص

قال في أبي تغلب (الحمداني) وقد توجه من الموصل إلى بغداد:

وقال في فتح قلعة أردمشت من قصيدة وضمنها بعض الألفاظ الفارسية:

ثم أتى بعدها بأبيات لا يحسن نقلها ثم قال:

وقال من أبيات تقدمت في مدح صاعد:

ما جاء له من التضمين

أورده في اليتيمة

قال وقد كان غاب عن الحضرة مع الوزير ثم عاد فلما قرب توقف

عن الدخول:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال يخاطب ابن بقية وقد حجب عنه:

وقال وقد حجب مع جماعة من الكتاب:

وقال:

وقال:

(يا رب فاردد سالما=سكنا يحن إلى سكن)

وكتب إلى رئيس يستهديه شيئا وهو مع بعض أصدقائه فلم يفعل:

وقال:

وقال في ابن العميد يودعه ويصف الفرس ويذمه:

وقال يصف ضعف فرسه:

وقال أورده ابن خلكان:

والبيت الأخير لبشار.

نبذ من سرقاته أوردها صاحب اليتيمة

قال:

من قول كثير:

وقال:

من قول ابن الزيات:

وقال:

من قول أبي تمام:

وقال:

من قول أبي نواس:

وقال:

من قول اللجلاج:

نبذ من معانيه المتكررة

أورده في اليتيمة

قال:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال عكس المعنى:

وقال:

وقال:

(قال المؤلف) ومما تكرر من معانيه تشبيه الممدوح بالشمس والبدر

قال:

وقال:

وقال:

وقال:

وقال:

رثاء الشريف الرضي له

قال يرثيه على البديهة من قصيدة وكانت بينهما صداقة:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 429

ابن حجاج الشاعر محتسب بغداد، اسمه: الحسين بن أحمد.

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0

ابن حجاج الشاعر الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد بن حجاج، أبو عبد الله الكاتب الشاعر، ذو المجون والخلاعة والسخف في شعره.
كان فرد زمانه في بابه، وإمام الشعر في أضرابه، أول من فتح ذلك الباب أبو نواس، وجاء ابن حجاج بعده بالطم والرم، وأكثر فأحسن، واستوعب الإجادة فأمعن.
وأنا أراه ممن يطلق عليه اسم شاعر؛ لأنه أجاد في المدح، والهجو، والرثاء، والغزل، والوصف، والأدب، وسائر أنواع الشعر، لكنه في المجون إمام، وكل من أتى بعده بشيء من ذلك، فهو له غلام، ولما أتى ابن الهبارية، المذكور في المحمدين، بعده، وأراد يسلك طريقة قصر، وكان الأليق به الإمساك عن مجاراته لو تبصر.
وكان حسن الهيئة واللبس، والسمت والوقار والسكينة، مدح ابن حجاج الملوك والأمراء، والوزراء والرؤساء. وديوانه كبير إلى الغاية، أكثر ما يوجد في عشر مجلدات، ورأيته كثيرا في مجلدين، وفي مجلد واحد.
تولى حسة بغداد مرات، وأقام بها مدة، يقال إنه عزل بأبي سعيد الإصطخري الفقيه الشافعي.
قلت: وهذا لا يستقيم، فإن أبا سعيد توفي سنة ثمان وعشرين وثلاثمائة، وابن حجاج توفي سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة بالنيل، وحمل إلى بغداد، ودفن عند مشهد موسى بن جعفر رضي الله عنه، وأوصى أن يدفن عند رجليه، ويكتب على قبره: {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد}. وكان من كبار الشيعة.
ورآه أحمد بن الخازن في المنام بعد موته، فسأله عن حاله، فأنشده:

قلت: أشهد أن هذا الشعر نفسه كأنه قاله حيا.
ولما مات رثاه الشريف الرضي بقصيدة، من جملتها:
وقد جمع أخباره أبو بكر محمد بن عبد الله بن حمدون في مجلدة؛ ذكر في أولها قال: حدثني صديق لي، قال: رأيت عند بعض الوراقين جزءا من هذا الشعر، فيه خمسون ورقة، فسألته أن يبيعنيه بما شاء، فامتنع، وقال لي هذا الجزء في دكاني، بمنزلة جارية طيبة الغناء، مليحة الوجه في القيان، يكتريه حرفاء لي مجان طياب، إذا اجتمعوا للشرب، بأجرة قد اتفقنا عليها، فأستثني عليهم بعد الأجرة أن يتنقصوا لي من مأكلهم ومشروبهم وفاكهتهم، بما يحمل إلي مع الجزء إذا ردوه.
وقال: بلغني عمن يقع إليه من طبقات الناس في الأمصار والبلدان البعيدة، أنهم يتهمون أبا عبد الله بسخف في دينه ومروءته، وضعف عهد في مودته وأمانته، وتسلطه على الأعراض برويته وبديهته، فإذا أخبرهم من شاهده، عما فيه من الفضل والحرية، والديانة والمروءة، والخفر والحياء، والتعلق بالخير، والتبري من الشر، والرجوع في ذلك إلى أبوته الجليلة، وقديمه المشهور، وبيته المعروف، لم يصدقوه وشكوا في خبره.
وقال ابن حجاج: أعانني على مذهبي، أن أبي كان أباع مستغلات له متصلة بدوره، فابتاعها قوم نقضوها وبنوها خانات، أسكنوها الشحاذين والغرباء السفل، وذوي العاهات المكديين، وكل دلوك وقطعي من الخلد والربيدية، فكنت أسمع في ليالي الصيف خاصة، مشاتمات رجالهم ونسائهم فوق السطوح، ومعي دواة وبياض، أثبت ما أسمعه، فإذا مر بي ما لا أفهمه، أثبته على لفظه واستدعيت من غد من قد سمعت منه ذلك، وأنا عارف بلغاتهم لأنهم جيراني، فأسأله عن التفسير وأكتبه، ولم أزل أصمعي تلك البادية مدة.
وقال في سخف شعره:
ولما دخل أبو الطيب المتنبي بغداد، وأشير عليه بمدح الوزير المهلبي قال: حتى يسير إلي الجائزة قبل ذلك، فإذا رأيتها مدحته على قدرها’’. فبلغ ذلك الوزير المهلبي، فغضب، وأمر شعراء بغداد بهجوه، فكلهم قال ما لا وقع قريبا من مرماه، فقال ابن حجاج:
القصيدة، وقال غيرها. وقد أشرت إلى شيء من ذلك في ترجمة المتنبي، فلم يقر للمتنبي ببغداد قرار، وخرج منها فارا.
ومن معاني ابن حجاج الغريبة:
ومنه، وقد صرف عن الحسبة:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:
ومنه:

  • دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0

الحسين بن أحمد بن محمد بن جعفر بن محمد المعروف بابن الحجاج الكاتب الشاعر أبو عبد الله: شاعر مفلق، قالوا إنه في درجة امرئ القيس، لم يكن بينهما مثلهما، وإن كان جل شعره مبنيا على مجون وسخف. وقد أجمع أهل الأدب على أنه مخترع طريقته في الخلاعة والمجون ولم يسبقه إليها أحد ولم يلحق شأوه فيها لاحق، قدير على ما يريده من المعاني التي هي الغاية في المجون مع عذوبة الألفاظ وسلاستها. وله مع ذلك في الجد أشياء حسنة لكنها قليلة، ويدخل شعره في عشر مجلدات أكثره هزل مشوب بألفاظ المكدين والخلديين والشطار ولكنه يسمعه أهل الأدب على علاته، ويتفكهون بثمراته، ويستمحلون بنات صدره المتهتكات، ولا يستثقلون حركاتهن لخفتها وان بلغت في الخفة غاية الغايات. وإني لأقول كما قال أبو منصور: لولا قول إبراهيم بن المهدي إن جد الأدب جد وهزله هزل، لصنت كتابي هذا عن مثل هذا المجون، وحديث كله ذو شجون. ولقد مدح الملوك والأمراء، والوزراء والرؤساء، فلم يخل شعره فيهم مع هيبة المقام من هزل وخلاعة. فلم يعدوه مع ذلك من الشناعة. وكان عندهم مقبولا مسموعا غالي المهر والسعر، وكان يتحكم على الأكابر والرؤساء بخلاعته. ولا يحجب عن الأمراء والوزراء مع سخافته: يستقبلونه بالبشاشة والاكرام، ويقابلون إساءته بالاحسان والانعام. وناهيك برجل يصف نفسه بمثل قوله:

وقوله في وصف شعره:
وقال:
وقال:
وقال في الأمير عز الدولة بختيار:
وقال يشكو سوء حاله وبعث بها إلى ابن العميد:
وقال في مثل ذلك أيضا:
وقال في مثل ذلك:
وقال:
وقال يستهدي أبا تغلب ابن حمدان فرسا:
واستدعاه الوزير للخروج معه إلى القتال فقال من قصيدة:
ومن مقطعاته:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
وقال:
ولطائف ابن الحجاج كثيرة وفيما أوردناه منها كفاية. توفي يوم الثلاثاء سابع عشري جمادى الآخرة سنة إحدى وتسعين وثلاثمائة، ودفن في بغداد عند مشهد موسى الكاظم بن جعفر الصادق رضي الله عنهما، وكان أوصى أن يدفن عند رجليه ويكتب على قبره {وكلبهم باسط ذراعيه بالوصيد} وكان من كبار شعراء الشيعة، وقد رآه بعض أصحابه في المنام بعد موته فقال له: ما حالك؟ فأنشد:
ورثاه الشريف الرضي الموسوي بقصيدة ارتجلها حين أتاه نعيه فقال:

  • دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 3- ص: 1038