حسني الزعيم حسنى ابن الشيخ رضا بن محمد بن يوسف الزعيم: ثائر سورى، من أهل دمشق، من القواد العسكريين، حكم سورية حكما مطلقا مدة 136 يوما. تعلم فى المدرسة الحربية بالآستانة. وقبل أن يتم دراسته جعل من ضباط الجيش العثمانى، ثم الجيش الفرنسى أيام احتلال سورية. وترقى فى عهد استقلالها إلى رتبة (كولونيل) وتولى رئاسة أركان الحرب فى عهد الرئيس (شكرى القوتلى) وثار فى دمشق (العاصمة السورية) متفقا مع بعض الضباط، فاعتقل رئيس الجمهورية (القوتلى) ورئيس وزرائه وبعض رجاله (ليلة آخر جمادى الأولى 1368 - 30مارس 1949) وفض (البرلمان) وقبض على زمام الدولة، وتلقب بالمشير، وألف وزارة، ودعا إلى انتخاب رئيس للجمهورية، فخافه الناس فانتخبوه (فى آخر شعبان 1368 - 26 يونيه 1949) فوضع نصب عينيه صور نابليون وأتاتورك وهتلر، وأظهر نشاطا غير مألوف فى الشرق الأوسط، فأحدث هزة. واعترفت الدول به وبحكومته. وظهر بمظهر الحاكم المطلق، فساء ذلك بعض أنصاره من العسكريين، فقتلوه. قالت الصحف: وفى فجر يوم الأحد 19شوال 1368 - 14أغسطس 1949 وقفت أمام قصر (المشير حسنى الزعيم) فى دمشق عدة سيارات مصحفة، فحاصرت الدار، ونزل منها ضابط كبير يتبعه عدد من صغار الضباط والجنود، واشتبكوا مع حرس القصر فى معركة صغيرة تبودلت فيها الطلقات النارية، وبعد قليل ساد الهدوء، واقتحم الضابط القصر حتى وصل إلى غرفة (المشير، رئيس الجمهورية السورية) وطلب إليه أن يتبعه، فقاوم، ثم انقاد، فاقتاده إلى الخارج وأركبه سيارة مصحفة. وسار الركب إى قلعة المزة التي تبعد حوالي عشرة كليو مترات عن دمشق. وأضيف إليه رئيس وزارئه (محسن البرازى) وتألف مجلس عسكرى برئاسة (الكولونيل سامى الحناوى) وحوكم الزعيم والبرازى بتهمة الخيانة، وقرر المجلس - فى أقل من ساعة - إعدامهما، رميا بالرصاص، ونفذ القرار فى الحال ويقول أحد وزرائه، فتح الله ميخائيل صقال، وقد نشر سنة 1952 كتابا سماه (من ذكريات حكومة الزعيم حسنى الزعيم): إنه (كان يشعر بأن حياته مهددة بالخطر، وسمعناه مرارا يقول: إن دمى على كفى، ولا أخشى الموت إن كان فى موتى مصلحة للوطن؛ ولم يكن يخطر بباله أن يكون حتفه بيد رفقائه الذين ناضلوا معه السنين الطوال والذين اشتركوا مغع فى ثورته على القوتلى). وكانت فى (الزعيم) شدة وحدة، يخالطهما استهتار وعبث، وينقصه كثير من عفة اللسان إذا مزح أو سخط

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 228