المستضئ بالله الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفى العباسى الهاشمى، أبو محمد: المستضئ بالله: خليفة، من العباسيين فى العراق. كان جوادا حليما، محبا للعفو، قليل المعاقبة على الذنوب، كريم اليد. بويع بعد وفاة أبيه وبعهد منه (سنة 566هـ) وصفت له الخلاقة تسع سنين وسبعة أشهر. وكانت أيامه مشرقة بالعطاء والعدل. قال ابن شاكر: لما تولى المستضئ بالله نادى برفع المكوس، ورد المظالم الكبيرة، وفرق مالا عظيما، ثم احتجب عن الناس، ولم يركب إلا مع الخدم. وفى أيامه زالت الدولة العبيدية بمصر، وضربت السكة باسمه، وجاء البشير إلى بغداد، وغلقت الألسواق وعملت القباب، وصنف ابن الجوزى فى ذلك كتاب (النصر على مصر) وخطب له بمصر وقراها والشام واليمن وبرقة، ودانت الملوك لطاعته
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 227
المستضيء بالله الحسن بن يوسف.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 25- ص: 0
المستضيء بأمر الله الخليفة أبو محمد الحسن بن المستنجد بالله يوسف بن المقتفي محمد بن المستظهر أحمد بن المقتدي الهاشمي العباسي.
بويع بالخلافة وقت موت أبيه في ربيع الآخر سنة ست وستين وخمس مائة، وقام بأمر البيعة عضد الدين أبو الفرج ابن رئيس الرؤساء، فاستوزره يومئذ.
ولد سنة ست وثلاثين وخمس مائة. وأمه أرمنية، اسمها: غضة.
وكان ذا حلم وأناة ورأفة وبر وصدقات.
قال ابن الجوزي في ’’المنتظم’’: بويع، فنودي برفع المكوس، ورد المظالم، وأظهر من العدل والكرم ما لم نره من أعمارنا، وفرق مالا عظيما على الهاشميين.
قال ابن النجار: بويع وله إحدى وعشرون سنة -فأظنه وهم- قال: وكان حليما، رحيما، شفيقا، لينا، كريما، نقلت من خط أبي طالب بن عبد السميع، قال: كان المستضيء من الأئمة الموفقين، كثير السخاء، حسن السيرة، إلى أن قال: اتصل بي أنه وهب في يوم لحظايا وجهات أزيد من خمسين ألف دينار.
عبد العزيز بن دلف، حدثنا مسعود بن النادر، قال: كنت أنادم أمير المؤمنين المستضيء، وكان صاحب المخزم ابن العطار قد صنع شمعدانا ثمن ألف دينار، فحضر وفيه الشمعة، فلما قمت، قام الخادم بها بين يدي، فأطلق لي التور.
قال ابن الجوزي: وفرق أموالا في العلويين والعلماء والصوفية. كان دائم البذل للمال، ليس له عنده وقع. ولما استخلف، خلع على أرباب الدولة، فحكى خياط المخزن لي أنه فصل ألفا وثلاث مائة قباء إبريسم، وولى قضاء القضاة روح بن الحديثي، وأمر سبعة عشر مملوكا. قال: واحتجب عن أكثر الناس فلم يركب إلا مع الخدم، ولم يدخل عليه غير الأمير قطب الدين قايماز. وفي خلافته زالت دولة العبيدية بمصر، وخطب له بها، وجاء الخبز فغلقت الأسواق للمسرة، وعملت القباب، وصنفت كتابا سميته ’’النصر على مصر’’، وعرضته على الإمام المستضيء.
قلت: وخطب له باليمن، وبرقة، وتوزر، وإلى بلاد الترك، ودانت له الملوك، وكان يطلب ابن الجوزي، ويأمره أن يعظ بحيث يسمع، ويميل إلى مذهب الحنابلة، وضعف بدولته الرفض ببغداد وبمصر وظهرت السنة، وحصل الأمن، ولله المنة.
وللحيص بيص فيه:
يا إمام الهدى علوت عن الجو | د بمال وفضة ونضار |
فوهبت الأعمار والأمن والبل | دان في ساعة مضت من نهار |
فبماذا نثني عليك وقد جا | وزت فضل البحور والأمطار |
إنما أنت معجز مستقل | خارق للعقول والأفكار |
جمعت نفسك الشريفة بالبأ | س وبالجود بين ماء ونار |
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 15- ص: 302