السيد صالح بن محمد بن إبراهيم شرف الدين ابن زين العابدين بن علي نور الدين أخي صاحب المدارك ابن نور الدين علي بن الحسين بن أبي الحسن الموسوي العاملي الملقب بالمكي المعروف بالسيد صالح الكبير.
ولد في شحور من جبل عامل سنة 1122 وتوفي في النجف الأشرف لتسع بقين من ذي الحجة سنة 1217 ودفن في بعض حجر الصحن الشريف.
كان فقيها أصوليا حاويا للمعقول والمنقول كثير الاطلاع غزير الحفظ واسع الرواية كاتبا منشئا شاعرا له معرفة تامة بالطب والرياضيات زاهدا عابدا كثير البر والصدقة قرأ علوم العربية على أبيه وكان له عند وفاته سبعة عشر عاما وقرأ على جماعة في جبل عامل وأخذ علم الطب عن الشيخ علي ابن خاتون وسافر أيام شبابه إلى مصر فأقام فيها عشرة أشهر يقرأ فيها على شيوخ الأزهر ثم توجه إلى مكة المكرمة فجاور فيها سنتين ولذلك كان يلقب بالمكي وقرأ على فقهاء الحرمين ورجع إلى جبل عامل سنة 1153 ثم هاجر إلى العراق سنة 1155 فأقام في كربلاء والنجف الأشرف إلى سنة 1163 متفرغا لطلب العلم ثم رجع إلى جبل عامل فأقام تجبها إلى أن حدثت فتنة الجزار فقبض عليه وعلى ولده هبة الله أبي البركات وكان من الفقهاء المجتهدين فقتله نصب عيني أبيه وأودع أباه سجن عكا وضيق عليه حتى فرج الله عنه خرج هاربا إلى العراق سنة 1197 وأقام ببلدة الكاظمين عليهما السلام ولحقه بعد ذلك أخوه السيد محمد جد آل ض ف الدين بالعيال والأطفال وكانت بينهما مراسلات شعرية ونثرية فمما أرسله السيد صالح إلى أخيه المذكور قوله من قصيدة:
برق أضاء لنا من نحو حيهم | ففاض جفني بمنهل ومنسجم |
وقلت والدمع من عيني منسكب | يا برق حيهم وانزل بحيهم |
أخافي اشتياقي ودمع العين يظهره | وكيف أكتم سرا غير منكتم |
جسمي مقيم بدار لا أنيس بها | والقلب أضحى مقيما في طلولهم |
قلبي يحن إليهم كلما سجعت | ورق الحمام وسحت أوجه الديم |
من مبلغ عربا في عامل نزلوا | إني مزجت دموعي بعدهم بدم |
حادي العيس إن جئت الديار فقل | سقيت يا دار صوب الوابل الرذم |
أخي الشقيق لنفسي والمقيم وإن | شط المزار بقلبي غير متهم |
لما أتاني كتاب منك ذو فقر | كالدر ما بين منثور ومنتظم |
ظللت ألثمه والدمع منهمل | لذكركم لا لذكر البان والعلم |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 377