أبو طاهر شمس الدولة ابن فخر الدولة البويهي علي ابن ركن الدولة حسن بن بويه الديلمي
لا يبعد أن يكون شمس الدولة لقبه لكنا لم نعرف اسمه. في مجالس المؤمنين: كان أخوه مجد الدولة أبو طالب رستم ابن فخر الدولة ملكا بعد أبيه وأعطى أخاه المذكور حكومة همذان وكانت أمه بنت شيرويه بن مرزبان والي مازندران وكانت صاحبة اختبار وتقدم إليه في أعمال الملك شرائط العدل. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 387 لما توفي والده أجلس الأمراء بعده ولده مجد الدولة رستم وجعلوا أخاه شمس الدولة بهمذان وقرميسين إلى حدود العراق وفي حوادث سنة 397 فيها قبضت أم مجد الدولة عليه لأن الأمر كان إليها في جميع أعمال ابنها فاستمال وزيره الأمراء ووضعهم عليها وخوف ابنها منها فخرجت من الري إلى القلعة فوضع عليها من يحفظها فاحتالت وهربت إلى بدر بن حسنويه واستعانت به في ردها إلى الري وجاءه ولدها شمس الدولة وعساكر همذان إلى الري فحصروه وجرى بين الفريقين قتال كثير ثم استظهر بدر ودخل البلد وأسر مجد الدولة فقيدته والدته وسجنته بالقلعة وأجلست أخاه شمس الدولة في الملك وصار الأمر إليها فبقي نحو سنة ورأت والدته منه تنكرا وأن أخاه ألين منه عريكة فأعادته إلى الملك وسار شمس الدولة إلى همذان وصارت هي تدبر الأمر وتسمع رسائل الملوك وتعطي الأجوبة واستمد شمس الدولة بدرا فسير إليه جندا فحصر قم فمنعه أهلها ودخل العساكر طرفا منها واشتغلوا بالنهب فأكب عليهم العامة وقتلوا منهم نحو سبعمائة رجل وانهزم الباقون. وفي حوادث سنة 405 إن الجورقان وهم طائفة من الأكراد كانوا مع بدر ابن حسنويه فقتلوه وهربوا إلى شمس الدولة فدخلوا في طاعته فلما علم حفيده ظاهر بن هلال بن بدر بقتله بادر يطلب ملكه فوقع بينه وبين شمس الدولة حرب فأسر ظاهر. وحبس ولما قتل بدر استولى شمس الدولة على بعض بلاده فلما علم سلطان الدولة بذلك أطلق هلال بن بدر وكان محبوسا عنده وسير معه العساكر ليستعيد ما ملكه شمس الدولة من بلاده فانهزم أصحاب هلال وأسر هو فقتل ولما ملك شمس الدولة ولاية بدر بن حسنويه وأخذ ما في قلاعه من الأموال عظم شأنه واتسع ملكه فسار إلى الري وبها أخوه مجد الدولة فرحل عن الري ومعه والدته إلى دنباوند وخرجت عساكر الري إلى شمس الدولة مذعنة بالطاعة وخرج من الري يطلب أخاه ووالدته فشغب عليه الجند فعاد إلى همذان. وفي حوادث سنة 407 إن أبا الفوارس أخا سلطان الدولة خرج على أخيه سلطان الدولة وتحاربا فغلبه سلطان الدولة فلحق أبو الفوارس بشمس الدولة صاحب همذان ثم فارق شمس الدولة ولحق بمهذب الدولة صاحب البطيحة وفي حوادث سنة 411 إنه كثر شغب الأتراك بهمذان على صاحبها شمس الدولة ولم يلتفتوا إليه فاستنجد وزيره بجعفر بن كاكويه صاحب أصبهان وعين له ليلة يكون قدوم العساكر إليه فيها بغتة وبخرج هو تلك الليلة فأرسل إليه ألفي فارس وضبطوا الطرق لئلا يسبقهم الخبر فأوقعوا بهم وأكثروا القتل فيهم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 351