أبو محمد أو أبو علي سليمان بن مهراش الأعمش الكوفي الأسدي الكاهلي مولاهم
ولد سنة ستين وقيل أنه ولد يوم قتل الحسين يوم عاشوراء سنة 61 وكان أبوه حاضرا مقتل الحسين وعده ابن قتيبة في المعارف في جملة من حملت به أمه سبعة أشهر وتوفي في ربيع الأول سنة 148 أو 47 أو 49 عن 88 سنة.
أقوال العلماء فيه
ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الصادق عليه السلام فقال سليمان بن مهران أبو محمد الأسدي مولاهم الكوفي وعده ابن شهراشوب في المناقب من خواص أصحاب الصادق عليه السلام وعن الشهيد الثاني أنه قال: إن أصحابنا المصنفين في الرجال تركوا ذكره ولقد كان حريا بالذكر لاستقامته وقد ذكره العامة في كتبهم وأثنوا عليه مع اعترافهم في تشييعه رحمه الله وفي مسودة الكتاب إمام القراء بالكوفة قرأ عليه حمزة أحد السبعة وأبان بن تغلب نص على تشيعه الشهيد الثاني في حاشية الخلاصة والبهبهاني والمير الداماد في الرواشح وابن قتيبة في المعارف والشهرستاني في الملل والنحل وكان من أكابر المحدثين والرواة وأعيان قدماء الشيعة المشهود لهم بالعدالة والوثاقة عند جميع علماء السنة مع اعترافهم بتشيعه سأله المنصور العباسي كم تحدث من الحديث في فضل علي فقال: عشرة آلاف حديث وفي توضيح المقاصد للشيخ البهبهاني سليمان ين مهران الأعمش يكنى أبو محمد. وكان من الزهاد والفقهاء والذي استفدته من تصفح التواريخ أنه من الشيعة الإمامية والعجب أن أصحابنا لم يصفوه بذلك في كتب الرجال ’’اه’’ وفي التعليقة يظهر من رواياته كونه شيعيا منقطعا إليهم عليهم السلام مخلصا مع كونه فاضر نبيلا وسيجيء في يحيى بن وثاب عن الخلاصة ما يشير إليه ومر في سليمان بن مسهر ما يشير إلى معروفيته وفي الحسن بن جعفر إنه روى عن الصادق عليه السلام وعن الأعمش وكذا في الحسن بن علوان وهو أيضا يشير إلى نباهته واشتهاره وكونه ممن يسند إليه وربما يذكر له رأي خاص في الفقه مثل أن صلاة الصبح ليست من الصلوات النهارية ولكن بعد ظهور تشيعه لا يضر وفي أمالي الصدوق عنه دخلت على الصادق عليه السلام وعنده نفر من الشيعة ويقول: معاشر الشيعة كونوا لنا زينا ولا تكونوا علينا شينا فظهر مما ذكر أنه من الفقهاء والمحدثين من الشيعة فيدل على كونه ثقة مضافا إلى جلالته وكذا يدل عليه رواية ابن أبي عمير عنه ’’اه’’ وعن تقريب ابن حجر سليمان الأسدي الكاهلي أبو علي الكوفي ثقة حافظ عارف بالقراءة ورع لكنه يدلس من الخامسة مات سنة 147 أو 148 وكان مولده سنة 61 وعن مختصر الذهبي الحافظ أبو محمد الكاهلي الأعمش أحد الأعلام قال ابن المديني له 1300 حديث عاش 88 سنة. قال أبو نعيم مات في ربيع الأول سنة 148 ’’اه’’. وعده ابن رستة في الأعلاق النفيسة من الشيعة وفي ذيل المذيل ص102: سليمان بن مهران الأعمش مولى بني كاهل من الأسد يكنى أبو محمد كان ينزل في بني عوف من بني سعد وكان ينزل في بني عوف من بني سعد وكان يصلي في مسجد بني حرام من بني سعد وكان مهران أبو الأعمش من طبرستان وكان الأعمش من ساكني الكوفة وربما كانت وفاته في سنة 148 وهو ابن 88 سنة وكان ولد يوم عاشوراء في المحرم سنة 60 يوم قتل الحسين بن علي عليهما السلام ’’اه’’ وفي تاريخ ابن عساكر ج7 ص121 كان الأعمش فصيحا من أحسن الناس أخذا للحديث وفي الشذرات ج1 ص220 في ربيع الأول سنة 148 توفي الإمام أبو محمد سليمان بن مهران الأسدي الكاهلي مولاهم الأعمش وكان محدث الكوفة عالمها قال ابن المديني للأعمش نحو 1300 حديث وقال ابن عينية كان أقرأهم لكتاب الله وأعلمهم بالفرائض وأحفظهم للحديث وقال يحيى القطان وهو علامة الإسلام قال وكيع: بقي الأعمش قريبا من سبعين سنة لا تفته التكبيرة الأولى وقال الخريبي: ما خلف أعبد منه وما يرويه عن مالك فهو إرسال لأنه لم يسمع منه ’’اه’’ وقال ابن خلكان وكان ثقة عالما فاضلا وكان يقارن بالزهري في الحجاز وعن الرواشح إنه معروف بالفضل والثقة والجلالة والتشيع والاستقامة وفي تاريخ بغداد كان من أقرأ الناس للقرآن وأعرفهم بالفرائض وأحفظهم للحديث. وبسنده قال الأعمش إنما كان بيننا وبين أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم ستر قال أبو عبد الله (أحمد بن حنبل) صدق، هكذا قال كان قد رأى أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم وبسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي قال سليمان بن مهران الأعمش يكنى أبا محمد ثقة كوفي وكان محدث أهل الكوفة في زمانه يقال: إنه ظهر له أربعة آلاف حديث ولم يكن له كتاب وكان يقرأ القرآن رأس فيه قرأ على يحيى بن وثاب وكان فصيحا وكان أبوه من سبي الديلم وكان مولى لبني كاهل من بني أسد وكان عسرا سيء الخلق وقال في موضع آخر كان لا يحلن حرفا وكان عالما بالفرائض ولم يكن في زمانه من طبقته أكثر حديثا منه وكان فيه تشيع ولم يختم على الأعمش إلا ثلاثة نفر صلحة بن مصرف اليامي وأبان بن تغلب النحوي وأبو عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وبسنده عن طلحة بن مصرف فتشنا أصحابنا فإذا الأعمش أقرأنا. وبسنده عن هشيم ما رأيت بالكوفة أحدا أقرأ لكتاب الله من الأعمش ولا أجود حديثا ولا أسرع إجابة لما يسأل عنه. وبسنده عن أبي إسحاق ما بالكوفة منذ كذا وكذا سنة أقرأ من رجلين في بنيس أسد عاصم والأعمش أحدهما لقراءة عبد الله والآخر لقراءة زيد. وبسنده عن عيسى بن يونس لم نر نحن ولا القرن الذين كانوا قبلنا مثل الأعمش وبسنده عنه ما رأيت الأغنياء والسلاطين عند أحد أحقر منهم عند الأعمش مع فقره وحاجته. وبسنده عن عبد الله بن داود الخريبي مات الأعمش يوم مات وما خلف أحد من الناس أعبد منه وكان صاحب سنة. وبسنده كان يحيى القطان إذا ذكر الأعمش قال: كان من النساك وكان محافظا على الصلاة جماعة وعلى الصف الأول قال يحيى وهو علامة الإسلام. وبسنده عن وكيع كان الأعمش قريبا من سبعين سنة لم تفته التكبيرة الأولى واختلفت إليه قريبا من ستين سنة فما رأيته يقضي ركعة. وبسنده عن يحيى بن معين كان الأعمش يشبه النساك كان له فضل وكان صاحب قرآن وبسنده عن يحيى بن معين أيضا كان الأعمش جليلا جدا. وبسنده عن الأعمش كنت آتي مجاهدا فيقول: لو كنت أطيق المشي لجئتك. وبسنده أبو إسحاق والأعمش رجلا أهل الكوفة. وبسنده عن زهير ابن معاوية ما أدركت أحدا أعقل من الأعمش والمغيرة (وما يفيد المغيرة عقله مع قبح أفعاله) وبسنده عن ابن عيينة سبق الأعمش أصحابه بأربع خصال كان أقرأهم للقرآن وأحفظهم للحديث وأعلمهم بالفرائض ونسيت أنا واحدة. وبسنده عن علي بن المديني حفظ العلم على أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم ستة وعد منهم لأهل الكوفة أبو إسحاق السبيعي وسليمان ابن مهران الأعمش. وبسنده مر الأعمش بالقاسم بن عبد الرحمن فقال: هذا الشيخ يعني الأعمش أعلم الناس بقول عبد الله بن مسعود وبسنده قال شعبة: ما شفاني أحد من الحديث ما شفاني الأعمش. وبسنده كان جرير إذا أراد أن يأخذ في قراءة كتاب الأعمش قال: إني أريد أن آخذ لكم في الديباج الخسرواني. وفي رواية كان إذا حدث عن الأعمش قال هذا الديباج الخسرواني. وبسنده عن إسحاق بن راشد قال لي الزهري: وبالعراق أحد يحدث قلت: نعم فجئته بأحاديث سليمان الأعمش وجعل ينظر فيها ويقول. ما ظننت أن بالعراق من يحدث مثل هذا قلت وأزيدك هو من مواليهم. وبسنده أن شعبة كان إذا سمع ذكر الأعمش قال: المصحف المصحف وكان الأعمش يسمى المصحف من صدقه وبسنده عن ابن عمار ليس في المحدثين أحد أثبت من الأعمش. وبسنده عن أبي بكر بن عياش كنا نسمي الأعمش سيد المحدثين وكنا إذا فرغنا من الدوران نجيء إليه فيقول: عند من كنتم فنقول: عند فلان فيقول: طبل مخرق، وعند فلان فيقول: طير طيار، وعند فلان فيقول: دف. وبسنده عن أحمد بن عبد الله العجلي كان الأعمش ثقة ثبتا في الحديث. وبسنده عن أبي خالد الأحمر أتيت منزل الأعمش بعد موته فقلت أين غطاريف العرب الدين كانوا يأتون هذا المجلس وفي رواية عن عبد الله بن إدريس أتيت باب الأعمش بعد موته فدققت الباب فأجابتني امرأة وقالت: ما فعلت جماهير العرب الني كانت تأتي هذا الباب. وألف ابن طولون الشامي المتوفى سنة 953 رسالة في أحوال سليمان بر مهران الأعمش أسماها الزهر الأنعش في نوادر الأعمش ذكرت في كشف الظنون.
أخباره
في تاريخ بغداد كان الأعمش من أهل طبرستان جاء به أبوه حميلا إلى الكوفة فاشتراه رجل من بني كاهل من بني أسد فأعتقه وهو مولى لبني أسد وكان نازلا في بني أسد وفي توضيح المقاصد للشيخ البهائي قال له أبو حنيفة يوما: يا أبا محمد سمعتك تقول: إن الله سبحانه إذا سلب عبدا نعمة عوضه نعمة أخرى قال: نعم قال: ما الذي عوضك بعد أن أعمش عينيك وسلب صحتهما فقال: عوضي عنهما أن لا أرى ثقيلا مثلك ’’اه’’ وفي الأغاني قال علي بن المغيرة حدثني علي بن عبد الله السدوسي عن المدائني كان السيد الحميري يأتي الأعمش يكتب عنه فضائل علي عليه السلام ويخرج من عنده ويقول في تلك المعاني شعرا الحديث. وروى الشيخ في الأمالي عن جماعة عن أبي المفضل عن إبراهيم ابن حفص السكري عن عبيد بن الهيثم عن الحسن ابن سعيد ابن عم شريك عن شريك بن عبد الله القاضي قال. حضرت الأعمش في علته التي قبض فيها فبينما أنا عنده إذ دخل عليه ابن شبرمة وأبن أبي ليلى وأبو حنيفة وسألوه عن حاله فذكر ضعفا شديدا وذكر ما يتخوف من خطيئاته وأدركته رقة فبكى فأقبل عليه أبو حنيفة فقال: يا أبا محمد اتق الله وانظر لنفسك فإنك في آخر يوم من أيام الدنيا وأول يوم من أيام الآخرة وقد كنت تحدث في علي بن أبي طالب بأحاديث لو رجعت عنها كان خيرا لك قال الأعمش: مثل ماذا يا نعمان قال: مثل حديث عباية أنا قسيم النار قال: أولمثلي تقول هذا... أقعدوني سندوني حدثني والدي إليه مصيري موسى أبي طريف ولم أر سديدا كان خيرا منه قال سمعت عباية ابن ربعي إمام الحي قال: سمعت عليا أمير المؤمنين يقول: أنا قسيم النار أقول: هذا وليي دعيه وهذا عدوي خذيه. وحدثني أبو المتوكل الناجي في إمرة الحجاج وكان يشتم عليا شتما مقذعا يعني الحجاح عن أبي سعيد الخدري قال: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ’’إذا كان يوم القيامة يأمر الله عز وجل فأقعد أنا وعلي على الصراط ويقال لنا: أدخلا الجنة من آمن بي وأحبكما وأدخلا النار من كفر بي وأبغضكما’’ قال أبو سعيد: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: ’’ما آمن بالله من لم يؤمن بي ولم يؤمن بي من لم يتول أو قال: لم يحب عليا وتلا {ألقيا في جهنم كل كفار عنيد}’’ قال: فجعل أبو حنيفة إزاره على رأسه وقال: قوموا بنا لا يجيئنا أبو محمد بأطم من هذا قال الحسن بن سعيد: قال لي شريك بن عبد الله فما أمسى يعني الأعشى حتى فارق الدنيا رحمه الله. وفي بعض الكتب المعتبرة: كان الأعمش سيء الخلق وكان أصحاب الحديث يضجرونه ويسومونه نشر ما يحب طيه عنهم فيحلف أن لا يحدثهم الشهر والشهرين أو أقل أو أكثر فيضيق صدره فيقبل على شاة في منزله فيحدثها بالآثار والفقه حتى قال بعض أصحاب الحديث: ليتني شاة الأعمش. وفي تاريخ بغداد في ترجمة إسحاق بن يوسف الأزرق ج6 ص319-320 أنه سمع سليمان الأعمش وكان من الثقات المأمونين ثم روى بسنده أن أم إسحاق الأزرق قالت له يا بني إن بالكوفة رجلا يستخف بأصحاب الحديث وأنت على الحج لأسألك بحقي عليك أن لا تسمع منه شيئا قال إسحاق: فدخلت الكوفة فإذا الأعمش قاعد وحده فوقفت على باد المسجد فقلت: أمي والأعمش وقد قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ’’طلب العلم فريضة على كل مسلم’’ فدخلت فسلمت فقلت: يا أبا حمد حدثني فإني رجل غريب. قال: من أنت؟ قلت: من واسط. قال: فما اسمك؟ قلت: إسحاق بن يوسف الأزرق قال لا حييت ولا حيت أمك أليس حرجت أن لا تسمع مني شيئا؟ قلت: يا أبا محمد ليس كل ما بلغك يكون حقا. قال: لأحدثنك بحديث ما حدثته أحدا قبلك فحدثني عن ابن أبي أوفى سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: الخوارج كلاب النار ’’اه’’ وقال ابن خلكان كان أبوه من دنباوند (بضم الدال المهملة وسكون النون وفتح الباء الموحدة وبعد الألف واو مفتوحة ثم نون ساكنة بعدها دال مهملة ناحية من رستاق الري وبعضهم يقول: دماوند والأول أصح) وقدم أبوه الكوفة وامرأته حامل بالأعمش فولدت بها قال السمعاني وهو لا يعرف بهذه النسبة بل يعرف بالكوفي ومن الطرائف ما ذكره الذهبي في ميزانه في ترجمة تعلبة بن سهيل الطهوى أبو مالك الكوفي الطبيب نزيل الري وهو قال: تعلبة حاضرت شيطانا فعزمت عليه فقال: دعني فإني شيعي قلت: من تعرف من الشيعة قال الأعمش وأبو إسحاق ’’اه’’ ولو سأله الذهبي من تعرف من البقر لقال: أعرفك.
مزاحه
قال ابن خلكان كان لطيف الحلق مزاحا جاء أصحاب الحديث يوما ليسمعوا عليه فخرج إليهم وقال: لولا أن في منزلي من هو أبغض إلي منكم ما خرجت إليكم وجرى بيه وبين زوجته يوما كلام فدعا رجلا ليصلح بينهما فقال لها الرجل: لا تنظري إلى عموشة عينيه وحموشة ساقيه فإنه إمام وله قدر وفي الشذرات فقالت: ما لديوان الرسائل أريده (ويظهر أنها كانت أمزح من الأعمش) فقال الأعمش: ما أردت إلا أن تعرفها عيوبي وقال له داود بن عمر الحائك: ما تقول في الصلاة خلف الحائك فقال: لا بأس بها على غير وضوء فقال: ما تقول في شهادة الحائك؟ فقال: تقبل مع عدلين وذكر عنده حديت من نام عن قيام الليل بال الشيطان في أذنه فقال: ما عمشت عيني إلا من بول الشيطان. وعاده الإمام أبو حنيفة يوما في مرضه فأطال القعود عنده فلما أراد القيام قال: ما أراني إلا أثقلت عليك. فقال: والله إنك لثقيل علي وأنت في بيتك وعاده أيضا جماعة فأطالوا الجلوس عنده فضجر منهم وأخذ وسادته وقام وقال شفى الله مريضكم بالعافية.
ومن أخباره ما في الشذرات وتاريخ ابن خلكان عن أبي معاوية الضرير إنه كتب إليه هشام بن عبد الملك أن اكتب لي فضائل عثمان ومساوئ علي فأخذ كتابه ولقمه شاة عنده وقال لرسوله: هذا جوابك فألح عليه الرسول في الجواب فقال: إنه قد آلى أن يقتلني إن لم آت بجوابك وتحمل عليه من بإخوانه فقالوا له: يا أبا محمد نجه من القتل فكتب بسم الله الرحمن الرحيم أما بعد فلو كان لعثمان مناقب أهل الأرض ما نفعتك ولو كان لعلي مساوئ أهل الأرض ما ضرتك فعليك بخويصة نفسك والسلام ’’اه’’ وفي وفيات الأعيان قال زائدة بن قدامة: تبعت الأعمش يوما فأتى المقابر فدخل في قبر محفور فاضطجع فيه ثم خرج وهو ينفض اتراب عن رأسه وهو يقول: واضيق مسكناه. وفي تاريخ بغداد بسنده رأى الأعمش أبا بكرة الثقفي ركب فأخذ له بركابه فقال له: يا بني إنما أكرمت ربك عز وجل. وبسنده راح الأعمش إلى الجمعة وعليه فروة جلدها على جلده وصوفها إلى خارج وعلى كتفه منديل الخوان مكان الرداء وبسنده عن ابن عيينة رأيت الأعمش لبس فروا مقلوبا وقباء تسيل خيوطه على رجليه ثم قال: أرأيتم لولا أني تعلمت العلم من كان يأتيني لو كنت بقالا كان يقذرني الناس أن يشتروا مني. وبسنده قال الأعمش: إني لأرى الشيخ يخضب لا يروي شيئا من الحديث فأشتهي أن ألطمه. وبسنده أتى الأعمش رجل فقال: أقرأ عليك قال: اقرأ وكان الأعمش يقرأ عليه عشرون آية فقرأ عليه عشرين وجاوز فقال لعله يريد الثلاثين حتى بلغ المائة ثم سكت فقال له الأعمش: فو الله إنه لمجلس لا عدت إليه أبدا. وبسنده أمر عيسى بن موسى للقراء بصلة فأتوا وقد لبسوا وجاء الأعمش وعليه ثياب قصار إلى أنصاف ساقيه ورجل يقوده فقال: ها هنا ابن أبي ليلى ها هنا ابن شبرمة أريحونا من هذه الحيطان الطوال قال عيسى: ما دخل عليهم قارىء غير هذا عجلوا له.
ما نسب إليه من التدليس
في الشذرات عن المغني الأعمش ثقة جليل ولكنه يدلس قال وهب بن زمعة: سمعت ابن المبارك يقول: إنما أفسد حديث أهل الكوفة الأعمش وأبو إسحاق.
معنى التدليس
في الشذرات ما حاصله التدليس ليس كله قادحا وهو لغة كتمان العيب وعند الأصوليين والمحدثين قسمان: مضر: وهو تدليس المتن مثل أن يدخل الراوي في الحديث شيئا من كلامه وغير مضر: بأن يسمي شيخه باسم له غير مشهور أو يروي عمن لقيه أو عاصره ما لم يسمعه منه أو يسمي شيخه باسم آخر لا يكون رواه عنه أو يأتي بلفظ يوهم أمرا لا قدح في إيهامه كقوله: حدثنا وراء النهر موهما نهر جيحون وهو لهر عيسى ببغداد والحيرة ’’اه’’ قال المؤلف في كون روايته عمن لقيه ما لم يسمعه منه غير مضر نظر.
مشايخه وتلاميذه
في شذرات الذهب روى عن ابن أبي أوفى وأبي وائل والكبار وقال ابن خلكان روى عنه سفيان الثوري وشعبة ابن الحجاج وحفص بن غياث وخلق كثير من أجلة العلماء وعن رجال الشيخ فرج الله الحويزي في ترجمة عبيد ابن نضلة قال ابن الأعمش لأبيه: على من قرأت قال: على يحيى بن وثاب وقرأ يحيى على عبيد بن نضلة ويحيى ابن وثاب كان مستقيما ذكر الأعمش أنه كان إذا صلى كأنه يخاطب رجلا. وفي تاريخ بغداد ج 9 ص 3 روى عن عبد الله ابن أبي أوفى مرملا وسمع المعرور بن سويد وأبا وائل شقيق بن سلمة وزيد بن وهب وعمارة بن عمير وإبراهيم التيمي وأبا صالح ذكوان وسعيد بن جبير ومجاهدا وإبراهيم النخعي روى عنه أبو إسحاق السبيعي وسليمان التيمي والحكم بن عتبة وزبيد اليامي وسهيل ابن أبي صالح وسفيان الثوري وشعبة وزائدة وشيبان بن عبد الرحمن وعبد الواحد ابن زياد وسفيان بن عيينة وعلي بن مسهر وأبا معاوية وحفص بن غياث ووكيع وجرير بن عبد الحميد وعبد الله ابن إدريس وعيسى بن يونس وعبد الرحمن المحاربي وعبدة بن سليمان ويحيى بن سعيد القطان وعمر ويعلى ومحمد بنو عبيد الطنافسي وأبو أسامة وعبد الله بن نمير وغيرهم. وبسنده قيل لأبي داود سليمان بن الأشعث عبد الله بن عبد الله الرازي قال: هذا ابن سرية علي بن أبي طالب روى عنه الأعمش لقيه ببغداد.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 315