سفيان ابن أبي ليلى الهمداني النهدي أبو عامر روى الكشي في الجزء الأول من كتابه ص6 في أثناء ترجمة سلمان الفارسي عن محمد بن قولويه قال حدثني سعد ابن عبد الله ابن أبي خلف حدثني علي بن سليمان بن داود الرازي حدثنا علي بن أسباط عن أبيه أسباط بن سالم قال أبو الحسن موسى بن جعفر إذا كان يوم القيامة نادى مناد أين حواري محمد بن عبد الله رسول الله إلى أن قال ثم ينادي المنادي أين حواري الحسن بن علي ابن فاطمة بنت محمد ابن عبد الله رسول الله فيقوم سفيان ابن أبي ليلى الهمداني الحديث. وفي الجزء الثاني من رجال الكشي ص 73 سفيان ابن أبي ليلى الهمداني روى عن علي بن الحسن الطويل عن علي بن النعمان عن عبد الله بن مسكان عن أبي حمزة عن أبي جعفر عليه السلام جاء رجل من أصحاب الحسن عليه السلام يقال له سفيان ابن أبي ليلى وهو على راحلة له فدخل على الحسن عليه السلام وهو محتب في فناء داره فقال له السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال الحسن عليه السلام ما قلت قال قلت السلام عليك يا مذل المؤمنين قال وما علمك بذلك قال عمدت إلى أمر الأمة فخلعته من عنقك وقلدته هذا الطاغية يحكم بغير ما أنزل الله فقال له الحسن عليه السلام سأخبرك لم فعلت ذلك سمعت أبي يقول قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لن تذهب الأيام والليالي حتى يلي يقول أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم رحب السرم يأكل ولا يشبع وهو معاوية فلذلك فعلت. ما جاء بك قال حبك قال الله فقال الحسن والله لا يحبنا عبد أبدا ولو كان أسيرا في الديلم إلا نفعه محبتنا إلا نفعه الله بحبنا وإن حبنا ليساقط الذنوب كما يساقط الريح الورق من الشجر. وفي الخلاصة الظاهر أن قوله يا مذل المؤمنين عن محبة وقال الحسن عليه السلام إن حبنا ليساقط الذنوب من بني آدم كما يساقط الريح الورق من الشجر ولم يثبت بهذا عندي عدالة المشار إليه بل هو من المرجحات وفي منهج المقال وفي كونها من المرجحات أيضا نظر وعن التحرير الطاووسي ظهر لي أنه قال ذلك عن محبة قال المؤلف يكفي في وثاقه الرجل وجلالة قدره كونه من حواري الحسن عليه السلام وقوله للحسن عليه السلام يا مذل المؤمنين لا شك أنه صدر عن محبة فهو شاهد لوثاقة الرجل وصدق ولائه فالنظر في كونه مرجحا لوثاقته في غير محله وقول الحسن عليه السلام له إن حبنا ليساقط الذنوب الخ بعد تحليفه بالله شاهد على دخوله في محبتهم الذين هذه صفتهم. وفي رجال أبي علي بن الحسن هذا مجهول مع أن الخبر مرفوع عنه ’’اه’’ قال المؤلف لكن الخبر مع ذلك يصلح مؤيدا لا سيما مع اعتصاده برواية أبي الفرج والحاكم وغيرهما مما يأتي وفي شرح النهج الحديدي ج4 ص15 سفيان ابن أبي ليلى قال أبو الفرج الأصبهاني بعث معاوية إلى الحسن في الصلح فأجاب إلى ذلك على شروط شرطها وقبلها معاوية واجتمع إلى الحسن وجوه الشيعة وأكابر أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام يلومونه ويبكون إليه جزعا مما فعله قال أبو الفرج فحدثني محمد بن أحمد بن عبيد حدثنا الفضل ابن الحسن المصري حدثنا ابن عمرو حدثنا مكي بن إبراهيم حدثنا السري بن إسماعيل عن السري عن سفيان ابن أبي ليلى قال أبو الفرج وحدثني به أيضا محمد بن الحسين الأشنانداني وعلي بن العباس المفاقعي عن عباد بن يعقوب عن عمرو ابن ثابت عن الحسن بن الحكم عن عدي بن ثابت عن سفيان ابن أبي ليلى قال أتيت الحسن بن علي حين تابع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت السلام عليكم يا مذل المؤمنين قال وعليك السلام يا سفيان ونزلت فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه فقال كيف قلت يا سفيان قلت السلام عليم يا مذل المؤمنين فقال لم جرى هذا منك إلينا قلت أنت والله بأبي وأمي أذللت رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى اللعين ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك فقد جمع الله عليك أمر الناس فقال يا سفيان أنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به وإني سمعت عليا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء ولا في الأرض ناصر وإنه لمعاوية وإني عرفت أن الله بالغ أمره ثم أذن المؤذن وقام على حالب يحلب ناقة فتناول الإناء فشرب قائما ثم سقاني وخرجنا نمشي إلى المسجد فقال لي ما جاء بك يا سفيان قلت حبكم والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق قال فابشر يا سفيان فإني سمعت عليا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يرد علي الحوض أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين يعني السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى إحداهما تفضل على الأخرى أبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد صلى الله عليه وآله وسلم ’’اه’’ ويفهم من هذا الخبر مضافا إلى التصريح بتشيعه أنه من وجوه الشيعة وأكابر المؤمنين عليه السلام وقال ابن أبي الحديد قوله ولا في الأرض ناصر أي ناصر ديني يتكلف عذرا لأفعاله القبيحة وقال المدائني: دخل سفيان ابن أبي ليلى النهدي على الحسن ابن علي عليهما السلام بعد الصلح فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال الحسن أجلس يرحمك الله إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رفع له ملك بني أمية فنظر إليهم يعلون منبره واحدا فواحدا فشق ذلك عليه فأنزل الله تعالى في ذلك قرآنا قال له وما جعلنا الرؤيا التي أريناك إلا فتنة للناس والشجرة الملعونة في القرآن وسمعت أبي علي رحمه الله يقول سيلي أمر هذه الأمة رجل واسع البلعوم كبير البطن فسألته من هو فقال معاوية وقال لي إن القرآن قد نطق بملك بني أمية ومدتهم قال الله تعالى: {ليلة القدر خير من ألف شهر} قال أبي هذه ملك بني أمية ’’اه’’ ومن ذلك يعلم كونه من محبي علي عليه السلام وولده وشيعتهم وأنه ما حمله ذلك على إساءة الأدب فيما خاطب به الحسن عليه السلام إلا ذلك. وروى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين خبر سفيان هذا بوجه أبسط يخالف ما مر بعض المخالفة فروى بعده أسانيد عن سفيان ابن أبي ليلى قال أتيت الحسن ابن علي حين بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط فقلت السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال وعليك السلام يا سفيان ونزلي فعقلت راحلتي ثم أتيته فجلست إليه فقال كيف قلت يا سفيان قلت السلام عليك يا مذل المؤمنين فقال لم جرى هذا منك إلينا قلت أنت والله بأبي وأمي أذللت رقابنا أعطيت هذا الطاغية البيعة وسلمت الأمر إلى ابن آكلة الأكباد ومعك مائة ألف كلهم يموت دونك فقد جمع الله عليك أمر الناس فقال يا سفيان أنا أهل بيت إذا علمنا الحق تمسكنا به وإني سمعت عليا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول لا تذهب الليالي والأيام حتى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ضخم البلعوم يأكل ولا يشبع لا ينظر الله إليه ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ولا في الأرض ناصر وإنه لمعاوية وإني عرفت أن الله بالغ أمره ثن أذن المؤذن وقمنا على حالب يحلب ناقة فتناول الإناء فشرب قائما ثم سقاني وخرجنا نمشي إلى المسجد فقال لي ما جاء بك يا سفيان قلت حبكم والذي بعث محمدا بالهدى ودين الحق قال أبشر يا سفيان فإني سمعت عليا يقول سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول يرد علي الحوص أهل بيتي ومن أحبهم من أمتي كهاتين يعني السبابتين أو كهاتين يعني السبابة والوسطى إحداهما تفضل على الأخرى أبشر يا سفيان فإن الدنيا تسع البر والفاجر حتى يبعث الله إمام الحق من آل محمد اه.
وروى الحاكم في المستدرك للحاكم أنه لما قدم الحسن ابن علي الكوفة بعد الصلح قام إليه رجل يكنى أبا عامر سفيان ابن أبي ليلى فقال السلام عليك يا مذل المؤمنين قال الحسن لا تقل ذاك يا أبا عامر لم أذل المؤمنين ولكني كرهت أن أقتلهم في طلب الملك. وقال ابن الأثير في ج3 ص206-207 لما سار الحسن من الكوفة عرض له رجل فقال له يا مسود وجوه المسلمين فقال لا تعذلني فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رأى في المنام بني أمية ينزون على منبره رجلا فرجلا فساءه ذلك فأنزل الله عز وجل: {إنا أعطيناك الكوثر} وهو نهر من الجنة وإنا أنزلناه في ليلة القدر إلى قوله تعالى {خير من ألف شهر} يملكها بعدك بنو أمية ’’اه’’ والمراد بذلك الرجل هو المترجم وقال ابن الأثير ج4 ص107 إنه في الليلة التي خرج فيها المختار قال قم أنت يا سفيان ابن أبي ليلى وأنت يا قدامة ابن مالك فناديا يا لثارات الحسين ’’اه’’ وأعلم أن الموجود في رجال الكشي في موضع ومقاتل الطالبيين وغيرهما سفيان ابن أبي ليلى وفي كامل ابن الأثير ورجال الكشي في موضع آخر سفيان بن ليلى وفي المستدرك للحاكم سفيان بن الليال وكلها تحريف والصواب ابن أبي ليلى.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 7- ص: 262