ابن شدقم حسن بن على بن حسن بن على بن شدقم الحسيني المدني، أبو المكارم، بدر الدين: مؤرخ، من الشعراء. ولد ونشأ بالمدينة المنورة. وزار العراق. ودخل الهند سنة 962 وزوجه أحد سلاطينها بأخته فأقام في حير أباد، وتوفى بأرض الدكن ونقل إلى المدينة فدفن في البقيع. له كتب، منها (زهرة الرياض وزلال الحياض) في التاريخ، و (الجواهر النظامية) في الحديث

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 204

الحسن من شدقم المدني يأتي بعنوان الحسن بن نور الدين علي بن الحسن ابن شدقم.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 115

السيد أبو المكارم بدر الدين حسن النقيب ابن نور الدين علي النقيب ابن الحسن بن علي بن شدقم ابن ضامن بن شمس الدين محمد بن عرمة ابن ثوية ابن مكيثة أو نكيثة بن شبامة ابن أبي عمارة حمزة ابن علي بن عبد الواحد بن مالك ابن أبي عبد الله الحسين بن المهند الأكبر ابن داوود ابن هاشم ابن أبي أحمد القاسم ابن نقيب المدينة المنورة عبيد الله الأول (وفي الذريعة ابن القاسم نقيب المدينة ابن عبيد الله) ابن أبي القاسم طاهر المحدث ابن يحيى النسابة ابن الحسين بن جعفر الحجة ابن أحمد الله الأعرج ابن الحسين الأصغر ابن علي ابن الحسين بن علي بن أبي طالب عليهم السلام.
مولده ووفاته
ولد بالمدينة المنورة سنة 94 وتوفي بالدكن من بلاد الهند في 14 صفر سنة 999 عن 57 سنة ودفن هناك ثم نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه إلى المدينة المنورة فدفنه بالبقيع ولكن سيأتي عن الذريعة أنه في المجلد الآتي من كتابه زهر الرياض عد ذكر جعفر الحجة قال إلى عامنا هذا سنة 1018 واحتملنا هناك أن يكون التاريخ من غير المؤلف لأنه على هذا يكون عمره إلى ذلك الحين 146 سنة وفي موضع من الذريعة كان حيا سنة 1084 والصواب ما مر.
نسبه الشريف
ما ذكرناه في نسبه هو من أتم ما عثرنا عليه وقد أخذناه من إجازة السيد محمد صاحب المدارك له المنقولة في الرياض وهو الذي استوفي ذكره إلى أمير المؤمنين علي عليه السلام ولا بد أن يكون أخذه منه شفاها فهو إذا أصح ما يقال في نسبته فإن الناس أعرف بأنسابهم لكن مع ذلك فيه بعض النقصان عن غيره ولعله من النساخ وذكر بعضه حفيده السيد ضامن بن شدقم بن علي بن حسن المترجم في كتابه تحفه الأزهار الذي رأيناه في طهران وانتهى فيه إلى عبد الواحد وهو أيضا من أعرف الناس بنسبه لأنه حفيده: وفي الذريعة أبدل حسن الثاني بالحسين الشهيد وذكر صاحب المدارك في أجداده ثوية وأسقطه السيد ضامن وصاحب المدارك سمى أحد أجداده نكيثة بالنون وضامن سماه مكيثة بالميم ولا شك أنه صحف أحدهما بالآخر وفي الرياض بعدما أورد نسبه هو المذكور في بعض المواضع المعتبرة وفي بعض رسائل هذا العميد الحسن بن علي بن الحسن بن شدقم. وفي أثناء الجواهر النظامية: قال جامع هذه الأحاديث المباركة الحسن ابن علي بن شدقم ثم قال صاحب الرياض: وهذه الاختلافات مبنية على الاختصار الشائع فلا يتوهم التعدد اه.
وآل شدقم جماعة من أشراف المدينة الحسينيين فيهم العلماء والفضلاء والأدباء والنقباء ذكرنا جملة منهم في طي هذا الكتاب.
أقوال العلماء فيه
في أمل الآمل السيد حسن بن علي بن الحسن بن علي ابن شدقم الحسيني المدني فاضل عالم جليل محدث شاعر أديب اه. وذكره صاحب رياض العلماء في موضعين من كتابه وذلك لأن كتابه بقي في المسودة فكان يذكر ترجمة الرجل الواحد في موضعين أو أكثر ليجمع بينهما عند التبييض فلما لم يساعده الوقت على تبييضه وبقي في المسودة جاء من نقله بعده فأبقى التراجم بحالها فصار للرجل الواحد ترجمتان أو أكثر قال في أحد الموضعين السيد بدر الدين حسن ابن السيد نور الدين علي بن الحسن ابن علي بن شدقم بن ضامن بن محمد بن عرمة الحسيني المدني. كان من أجلة العلماء الصلحاء الإمامية وكان معاصرا للشيخ البهائي وسافر إلى الهند ويروي عن والد الشيخ البهائي وقال في الموضع الآخر السيد الجليل أبو المكارم بدر الدين حسن ابن السيد السنا الشريف الحسيب النسيب نور الدين الحسن بن علي إلى آخر ما مر في العنوان كان سيدا جليلا فاضلا عالما فقيها محدثا مؤرخا وهو المعروف بابن شدقم المدني وقد يطلق على أبيه أيضا وكان ولده السيد زين الدين علي بن المحسن بل والده السيد نور الدين علي أيضا من مشاهير أكابر العلماء الإمامية قال: والظاهر أن المترجم كان من حكام المدينة أو متوليا للحضرة المقدسة النبوية أو نحو ذلك كما يشعر به بعض كلمات مدح الشيخ نعمة الله المجيز له الآتية اه. وقال العميد علي المدني في سلافة العصر ما صورته مع بعض اختصار وحذف لبعض الأسباع: السيد حسن بن شدقم الحسينى المدني واحد السادة. واحد الساسة. وثاني الوسادة في دست الرئاسة القدر علي والحسب سني والخلق كالأمر حسن والنسب حسيني جمع إلى شرف العلم عز الجاه دخل الديار الهندية في عنفوان أهله وأربابه وأملكه أحد ملوكها ابنته وأصبح هو رئيس الرؤساء وكان من أحسن ما قدره من حزمه وبره إرساله في كل عام إلى بلده جملة وافرة من طريف ماله وتالده فاصطفيت له به الحدائق الزاهية وشيدت له القصور العالية ولما مات الملك أبو زوجته انقلب بأهله إلى وطنه مسرورا وتقلب في تلك التي انتشى في تلك الديار بكؤوسها لم يجد عنها في وطنه خلفا ولم ترض أنفته أن يرى في وجه جلالته كلفا فأثنى عاطفا عنانه ودخل الديار الهندية مرة ثانية فعاد إلى أبهة عظمته الفاخرة وبها انتقل من دار الدنيا إلى دار الآخرة اه. وذكره حفيده السيد ضامن ابن شدقم في كتابه تحفة الأزهار الذي رأيناه في طهران في موضعين في أحدهما مختصرا وفي الثاني مطولا ونحن ننقل ما ذكره في الموضعين معا محافظة على معرفة أحواله قال السيد ضامن في أحد الموضعين من كتابه ما صورته: السيد حسن المؤلف ابن السيد علي النقيب الحسيني المدني مولده بالمدينة سنة 942 وبها نشأ قرأ على والده وأخذ عنه أكثر العلوم وقطف أزهار الفضائل من أهل الكمالات وفاق على أمثاله ورقى أعلى درجات الكمال مع تقوى وعفاف وصيانة وزهد وورع وعبادة تابعا لآثار آبائه حسن الأخلاق عذب الكلام لين الجانب سريع الرضا بعيد الغضب يكرم جليسه ويقبل عذر من جنى عليه يتألف أصحابه بالمودة ويقضي حوائجهم ويعينهم بماله وجاهه عند الشدة تولى منصب النقابة بعد والده ثم عزفت نفسه عنها فخلع نفسه منها تورعا منه وزهدا ثم أنه اختار السفر بعد المشورة والاستخارة فسافر من المدينة المنورة ثاني شعبان سنة 922 (سيأتي أن سفره سنة 966) قاصدا سلطان الدكن وأحمد آباد السلطان ين نظامشاه بن برهان نظام شاه فأنعم عليه بأجزل النعم الجسام ثم رحل إلى شيراز فأقام بها مدة مشتغلا بالعلوم ثم توجه إلى زيارة ثامن الأئمة الرضا عليه السلام وفي ذي القعدة سنة 964 قابل الشاه طهماسب بن إسماعيل الأول الصفوي وعليه النعم الجسام ثم طلبه السلطان حسين نظامشاه لذلك فلما وصل إلى الهند أمر السلطان أركان الدولة والأعيان باستقباله ثم زوجه أخته فتحشاه المنذورة.
وقال السيد ضامن في الموضع الثاني من كتابه.
السيد حسن المؤلف بن علي بن حسن بن علي بن شدقم بن ضامن بن محمد بن عرمة بن مكيثة بن شبانة بن حمزة بن علي بن عبد الواحد الحسيني المدني.
مولده سنة 942 بالمدينة المنورة وبها نشأ قرأ على والده العلوم واغتنم باكتسابه أكثر الفضائل وقارن بعلومه كل عالم وفاضل وفاق على أقرانه وتفرد بالمعارف عن أهل زمانه في عفافه وصيانته وصلاحه وبلاغته وفصاحته نظم وألف ودرس فمن تصانيفه زهر الرياض وزلال الحياض أربعة مجلدات وغيره تولى النقابة بعد والده ثم استعفي منها ودخل الهند ثاني شعبان سنة 962 وافدا على سلطان حسن (حسين) نظام شاه ابن نظام شاه ثم جذبه الشوق إلى تقبيل أعتاب أجداده الأئمة الأبرار وقابل سلطان العراقين الشاه طهماسب الموسوي الحسيني فأعزه وأكرمه ثم توجه إلى زيارة الإمام علي بن موسى الرضا عليه السلام وقرأ على عدة مشايخ وذكرهم وحصل علوما شتى فلما اشتهر علمه وفضله وعلو رتبته وكمال عقله سمع به السلطان حسين شاه بن برهان شاه فأرسل إليه يطلبه لتزويج كريمته المنذورة من والدها فلما وصل إلى قريب البلاد أمر أعيان وزرائه باستقباله بأحسن اللقاء وأنعم عليه بأجزل العطاء ثم زوجه بأخته المنذورة له من والدها وكان المترجم على الزهد والورع والعفاف والتمس من السلطان العفو عن الرعايا وعدم أخذ العشور والمكوس ثم أن السلطان حسين نظام شاه مات فعاد المترجم بأولاده وأمهم وجدتهم بيبي آمنة ثم عاد إلى الهند بأم زوجته بيبي آمنة بعد موت زوجته فتح شاه بالمدينة وأوقفت آمنة بيبي للسيد حسن وأولاد بنتها في كل عام كل على الدوام اثني عشر ألفا من الذهب الجديد غير ما ترسل إليهم من الصلات والهدايا من السلطان وأركان الدولة وذلك في زمن سلطانها شاه مرتضى بن حسين نظام شاه ابن نظام شاه ثم عاد إلى الهند وأقام بها تمام عمره على ما سبق من جميع الحالات المعهودة حتى أنه كان إذا دخل على السلطان نزل عن سريره وأجلسه إلى جنبه وكذلك كان أبوه حسين شاه ولم يتعلق بأمور الدولة والديوان وتوفي رحمه الله بأرض الدكن ودفن بها 14 صفر (999) ثم نقله ولده الأصغر حسين بوصية منه وقبر مع زوجته في البقيع وعمره إذ ذاك 57 سنة ووقف في المدينة المنورة بجزء العالية نخلا كثيرا يخرج مغله على حجتين كل عام عنه وعن زوجته وأوقف أوقافا عديدة منها بيت لا يسكنه إلا من يقرئ القرآن أو طالب علم وللبيت أوقاف أخرى نخيل وأوقف أوقافا على نعوش والتها اه. وقال صاحب المدارك في إجازته له المنقولة في الرياض (وبعد) فإنه لما اتفق لهذا الضعيف حج بيت الله الحرام وزيارة النبي والأئمة عليه وعليهم أفضل السلام وتشرفت بالاجتماع بعالي حضرة المولى الأجل الأكرم السيد الأمجد الأعظم ذي النفس الطاهرة الزكية والهمة الباهرة العلية والأخلاق الطاهرة الإنسية خلاصة السادة الأخيار وصفوة العلماء الأبرار السيد الحسيب النسيب الحسن ابن السيد الجليل النبيل الكبير نور الدين علي المشهور بابن شدقم فوجدته ممن صرف همته العلية في تحصيل شطر من العلوم الشرعية والأدبية ويجري في أثناء مباحثتي له كثير من المباحث العلمية والفرع الشرعية وطلب من هذا الضعيف إجازة ما يجوز لي روايته فاستخرت الله تعالى وأجزت له أدام الله تعالى تأييده وأجزل من كل خير حظه ومزيده أن يروي عني جميع كتب علمائنا الماضيين وفقهائنا السابقين الذين اشتملت عليهم إجازة جدي العلامة الشهيد الثاني قدس الله سره للشيخ الجليل حسن بن عبد الصمد الحارثي قدس سره خصوصا الكتب الأربعة وساق الكلام إلى أن قال: فليرو المولى الأجل ذلك وغيره مما يدخل تحت روايتي لمن شاء وأحب تقبل الله تعالى منه بمنه وكرمه وكتب هذه الأحرف بيده الغانية الفقيرة إلى عفو الله تعالى محمد بن علي ابن أبي الحسن يوم الأحد 17 المحرم الحرام من شهور سنة 1987 اه. وقال الشيخ حسين بن عبد الصمد والد الشيخ البهائي في إجازته للمترجم على ما في الرياض (وبعد) فلما من الله تعالى علي سنة 983 بالتشرف بحج بيت الله الحرام وزيارة أشرف أنبيائه وأطائب عترته عليه وعليهم أفضل الصلاة وأتم السلام وكان مما تزينت به بعد ذلك الشرف وتأنيت به عن تجشم التكلف والكلف أن أنزلني في بيته المولى الأجل الأكرم والشريف الأمجد الأعظم الكريم العرق العريق الكرم القديم العلي العالي القدم غصن الشجرة العلوية بل ثمرة تلك الأغصان الحسينية الأمير الكبير السيد السند الخطير حسن بن علي بن حسن المشهور بابن شدقم فبالغ في الإحسان والإكرام وتجاوز الحد العرفي في التلطف والإنعام حتى كان كما قال بعضهم:

ثم أنه استجازني أدام الله توفيقه وسهل إلى بلوغ آماله طريقه وكأني بإجابته قد سلمت القوس إلى باريها ورددت المياه إلى مجاريها لأن أصول العلوم منهم وقد وردت إليهم وروايتها إنما صدرت عنهم وقد خلفت عليهم فقد أجزت له تقبل الله أعماله وبلغه في الدارين آماله ولأولاده الثلاثة السيد محمد والسيد علي والسيد حسين ولأختهم أم الحسين متعه الله بطول بقائهم ومتعهم بطول بقائه ويسر إلى أعلى المعالي ارتفاعهم وارتقاءهم مع جميع ما أجازه لي في إجازته شيخنا الأعظم الأفخم الأوحد الأمجد الأكرم الأعلم جمال المجتهدين ووارث علوم الأئمة الهادين زين الدنيا والدين قدس الله روحه الزكية وجمع بينه وبين أحبائه في المرتبة العلية. المراد به الشهيد الثاني - وأجزت لهم أيضا أدام الله غوثهم وأهطل غيثهم جميع ما ألفته وأنشأته من منثور ومنظوم ومعقول ومنقول فليرووا ذلك كما شاؤوا ملاحظين شرائط الرواية بين أهل الدراية. قال ذلك بلسانه ورقم ببنانه فقير رحمة ربه الغني حسين بن عبد الصمد الحارثي 19 ذي الحجة الحرام من السنة المذكورة أعلاه في مكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما صلى الله عليه وسلم اه. وقال الشيخ نعمة الله ابن خاتون العاملي في إجازته للمترجم على ما في الرياض (وبعد) فإن السيد الجليل النبيل الإمام الرئيس الأنور الأطهر الأشرف المرتضى المعظم بدر الدولة والدين شرف الإسلام والمسلمين اختيار الإمام وافتخار الأيام قطب الدولة ركن الملة عماد الأمة عين القرة عمدة الشريعة ورئيس رؤساء الشيعة قدوة الأكابر ذا الشرفين كرم الطرفين سيد أمراء السادة شرقا وغربا قوام آل الرسول صلى الله عليه وسلم أبو المكارم بدر الدين الحسن ابن السيد السند الشريف وساق نسبه على نحو ما مر في صدر ترجمته ثم قال: أدام الله معاليه وأهلك أعاديه الذي هو ملك السادة ومنبع السعادة كهف الأمة سراج الملة طود الحلم والدراية قس اللسن والإنابة علم الفضل والإفضال مقتدى العترة والآل سلالة من نخل النبوة وفرع من أصل الفتوة وعضو من أعضاء الرسول وجزء من أجزاء البتول متعه الله بأيامه الناضرة ودولته الزاهرة بجاه عصبته الطاهرة وأصوله الفاخرة وفق الله محبه وداعيه نعمة الله علي بن أحمد بن محمد بن علي بن خاتون العاملي لزيارة بيت الله الحرام وزيارة قبر نبيه والأئمة من ولده عليه وعليهم الصلاة والسلام فاتفق إذ ذاك الاجتماع بحضرته السنية وسدته العلية وكان ذلك يوم الثامن عشر من ذي الحجة الحرام في حدود سنة 977 وعقد بيني وبينه الإخاء في ذلك اليوم المبارك الذي وقع فيه النص من سيد الأنام على الخصوص بالإخاء في ذلك المقام والتمس من الفقير يومئذ أن يكتب له شيئا مما أخبرناه الأشياخ فكتبت له ثم شيئا نزرا على حسب الحال والحل والترحال والاشتغال بهنات وكدورات فرج الله شدائدها ووعدته بكتابة جامعة عند الوصول إلى الأوطان وفراغ البال والآن فقد حان أوان ما كان فليصرف القلم عنانه إلى ما سبق الوعد به ولولا ذلك وحقوق للمولى علي وتفضلات سالفة وأنفة لم يقدر على تأدية شكرها لكثرتها لم أكن من أهل هذه البضاعة ولم يسغ لي الدخول في هذه الصناعة وحيث لا مناص ولا خلاص فأقول راجيا من الله سبحانه حصول المأمول سائلا منه أن يجعله من السيد في محل القبول وبه المستعان وعليه التكلان: إني قد أجزت له ما وصل إلي من الطريقة المكرمة والسلسلة المعظمة مما أخذته عمن عاصرني من العلماء وأجازني من الفضلاء بعدما أوصيه بما أوصي إلي بتقوى الله في السر والعلن ومراقبته فيما ظهر وبطن من معقول ومنقول على اختلاف أنواعهما وتعدد أنحائهما وتكثرها بالأسانيد إلى مصنفيها رضوان الله عليهم أجمعين فمنهم مولانا الإمام الشيخ السعيد أبو عبد الله الملقب بالشهيد شمس الدين محمد بن مكي العاملي قدس الله سره وبحضرة القدس سره بعدة طرق أحدها عن الشيخ الجليل المعظم خاتمة المجتهدين ورئيس المحققين وقدوة المدرسين ذي المآثر والمفاخر أبي الحسن علي ابن الزاهد العابد الحسين بن عبد العالي أعلى الله شأنه ورفع في الجنان مكانه عن شيخه الجليل أبي الحسين علي هلال الجزائري ثم ذكر من مشايخه إلى أن قال: وأجزت دام الله توفيقه أن يروي جميع ما صنفه وألفه شيخنا الإمام المذكور عاليا الشيخ علي بن عبد العالي سقى الله ضريحه صوب الغمام عني عنه بلا واسطة وعن والدي عنه رحمهما الله تعالى ثم ذكر جملة من طرقه إلى مشايخه ثم قال: وبالجملة فقد أجزت له سهل الله له فعل الخيرات رواية كتب علمائنا الماضين وسلفنا الصالحين رضوان الله عليهم أجمعين فمتى صح له طريق للفقير فهو مسلط على روايته مأذون له في نقله إلى من شاء وأحب ثم أورد خمسة أحاديث بأسانيدها وأجاز له روايتها ثم قال: وأوصيه ونفسي العاصية بتقوى الله في السر والعلن ومراقبته تبارك وتعالى فيما ظهر وبطن وفقه الله تعالى توفيق العارفين والتمست منه أن يذكرني في خلواته وصلواته وعقيب صلواته خصوصا عند البيت الحرام والمشاعر العظام وفي حضرة الرسالة وآله البررة الكرام فإن ذلك هو غاية المرام وكتب العبد الفقير نعمة الله علي بن أحمد بن محمد بن علي بن خاتون العاملي عاملهم الله جميعا بعفوه وصفحه في يوم الأحد 13 من شهر شوال سنة 983 من الهجرة الطاهرة اه. وفي الرياض العجب توقف الأستاذ مد ظله في أوائل البحار في تشيع هذا مع ظهور تشيعه كما بيناه حيث قال في أثناء عد كتب غيرنا وزهرة الرياض وزلال الحياض من تأليف السيد الفاضل الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني والظاهر أنه كان من الإمامية وهو تاريخ حسن مشتمل على أخبار كثيرة اه. قال صاحب الرياض وقد تملكت من كتبه - يعني المترجم - كتاب فهرست معالم العلماء لابن شهراشوب وعليه خط هذا السيد وتصحيحه ومكان على ظهره بخطه الشريف هكذا: صار بالابتياع الشرعي ملكا لفقير رحمة الله تعالى الحسن بن علي ابن الحسن بن شدقم الحسيني المدني عفا الله تعالى عنهم وكان ذلك ببلدة أحمد آباد صانها الله تعالى عن الكدر بتاريخ شعبان سنة (996) اه. وقال في ترجمته وإنما أطنبنا في ترجمة هذا السيد بذكر مشايخه وإجازاته ليعلم أن هذا السيد من أجلة علماء الشيعة وإن كان قد يظن غيره اه. ومن أجوبه العلمية ما وجدناه في مجموع مخطوط في المكتبة المباركة الرضوية وصورته. (سؤال) في الحديث اللهم صل على محمد وآل محمد كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم وبارك على محمد وآل محمد كما باركت على آل إبراهيم إنك حميد مجيد (قيل) ما وجه تشبيه الصلاة عليه بالصلاة على إبراهيم وآل إبراهيم والقاعدة أن المشبة به أفضل من المشبة وهو صلى الله عليه وسلم أفضل الأنبياء بلا شك. (أجاب) السيد السند الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني دام فضله بقوله: الظاهر يدل على المساواة والتفاضل مستفاد من أثر آخر وكون المشبه به أفضل ليست كلية وقوله عز من قال: إنا أوحينا إليك إلى آخره الدال على المساواة في الإيحاء فقط مانع من أفضلية المشبة به انتهى.
مشايخه
في تحفة الأزهار أنه قرأ على:
1- والده السيد علي بن الحسن بن علي بن شدقم ابن ضامن وعلى.
2- جمال الدين محمد بن علي التولائي البصري وعلى.
3- السيد حسن بن علي الحسيني الموسوي في المعقول وعلى.
4- السيد محمد بن أحمد السديدي الحسيني الجمازي في القراأت السبع وفي النحو والصرف وعلى.
5 - الشيخ حسين الهمذاني في قزوين. ويحتمل أن يكون هو والد البهائي وعلى.
6- الشيخ محمد البكري الصديقي بمكة المشرفة.
7- وملا عناية الله.
8- والشاه نعمة الله في يزدوشيراز وحصل بها علوما شتى اه. وفي أمل الآمل يروي عن.
9- الشيخ حسين بن عبد الصمد العاملي.
10- وعن الشيخ العلامة نعمة الله بن أحمد بن خاتون العاملي جميعا عن الشهيد الثاني اه. وفي رياض العلماء يروي هذا السيد عن جماعة من أفاضل منهم الشيخ قدس سرة الله بن أحمد بن محمد بن علي بن خاتون العاملي ومنهم الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي والد السيد البهائي وتلميذ الشهيد الثاني ومنهم.
11- السيد محمد بن علي بن أبي الحسن الموسوي العاملي صاحب المدارك وهؤلاء المشايخ الثلاثة قد أجازوه في إجازات منفردة ومدحوه فيها قال وقد نقل هو طائفة من مشايخه في أول كتابه المسمى بالجواهر النظامشاهية اه النظامية فقال عند ذكر طرقه في الرواية: أخبرنا به شيخنا العلامة المحدث المتقن الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الجبعي رضي الله عنه بمكة المشرفة يوم الغدير عام 983 بمنزلي إجازة عن الشيخ العلامة إمام المحدثين وخاتم المجتهدين زين الملة والدين الشهيد الثاني رحمه الله وجعل الجنة مثواه عن شيخه الشيخ علي بن عبد العالي الميسي وعن الشيخ الفاضل أحمد بن خاتون. وأخبرنا شيخنا العلامة الشيخ نعمة الله عن والده الشيخ العلامة أحمد ابن خاتون المذكور في يوم الغدير سنة 977 المشرفة زادها الله شرفا إجازة عن المحقق المدقق إمام الشيعة وناصر الشريعة وقامع أهل البدع الشنيعة نادرة الزمان والدرة اليتيمة الثمينة في الأوان نور الملة والدين علي ابن الشيخ الفاضل حسين بن عبد العالي الكركي رحمه الله تعالى عن شيخه علي بن هلال الجزائري عن الشيخ الصالح الورع الزاهد أحمد بن فهد عن الشيخ علي ابن الخازن الحائري عن الإمام الهمام شيخ الإسلام قدوة المدققين وعمدة المحققين شمس الدين محمد بن مكي رفع الله درجته كما شرف خاتمته عن جماعة من العلماء رضوان الله عليهم أجمعين نحو من أربعين رجلا من العامة والخاصة منهم السادة الفضلاء والأشراف النبلاء السيد عميد الدين وأخوه ضياء الدين ابنا السيد أبي الفوارس محمد بن علي الأعرجي الحسيني العبيدلي والسيد النسابة محمد بن القاسم بن معية الحسني الديباجي والسيد الجليل أبو طالب أحمد بن زهرة الحسيني الصادقي والسيد العالم نجم الدين مهنا بن سنان الحسيني المدني حليف ديوان القضاء بالمدينة المنورة والشيخ العلامة سلطان المحققين قطب الملة والدين محمد الرازي والشيخ الإمام ملك الأدباء رضي الدين علي بن أحمد المعروف بالمزيدي والشيخ المحقق زين الدين علي المطارابادي كلهم عن الإمام الحبر البحر المحقق ملك الحكماء وسلطان الفضلاء ومعتمد الفقهاء وملاذ أستاذ الكل في الكل العلامة جمال الدنيا والدين سيف بن المطهر طيب الله مضجعه وأسكنه الجنة مع الطاهرين، عن وجمع غفير من العلماء خاصة وعامة منهم والده سديد الدين يوسف والشيخ المحقق أبو القاسم نجم الدين جعفر بن سعيد الحلي والسيدان العالمان علي وجمال الدين أحمد أبنا موسى الفاضلان الكبيران رضي الدين بن طاووس الحسنيان قدس الله أرواحهما والشيخ المعظم ناصر مذهب أهل البيت بيده ولسانه مقيم الحجج على أعدائهم وسنانه الوزير الكبير خواجه نصير الدين الطوسي رحمه الله وغيرهم من السيد فخار بن معد الحسيني الموسوي عن الفقيه شاذان بن جبرئيل القمي ساكن مدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم نزيل مهبط وحي الله عن الشيخ أبي القاسم العماد الطبري عن الشيخ أبي الحسن علي عن أبيه شيخ الطائفة على الإطلاق محيي المذهب أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي نور الله برهانه وضاعف عليه بره وإحسانه وأسكنه جنانه مع محمد صلى الله عليه وسلم عن السيد الإمام وارث علوم الأولين والآخرين درة تاج أولاد سيد المرسلين أنموذج الفقهاء والأصوليين سلطان الأدباء والبيانيين عماد أهل التأويل والمحدثين ذي المجدين المرتضى علم الهدى علي ابن الحسين الحسيني الموسوي قدس الله نفسه ونور رمسه عن الشيخ الكل الشيخ محمد بن محمد بن النعمان الملقب بالمفيد رحمه الله عن الشيخ جعفر بن قولويه عن الشيخ الثقة المحدث أبي جعفر محمد بن يعقوب الكليني (الحديث) وقال على ما في الرياض في صار رسالة أخرى له أخبرنا به شيخنا العلامة الرحلة المتقن الشيخ حسين بن عبد الصمد الحارثي الهمداني الجبعي رضي الله عنه بمكة المشرفة شرفه الله عام 983 يوم الغدير بعد عقد الإخاء إجازة بمنزلي عن الشيخ الإمام المحدث الشهيد الثاني زين الملة والدين رحمه الله وجعل الجنة مثواه عن شيخه الشيخ علي بن عبد العالي الميسي والشيخ الفاضل أحمد بن خاتون. وأخبرنا أيضا شيخنا العلامة الشيخ نعمة الله عن والده أحمد بن خاتون المذكور يوم الغدير بعد الإخاء بمكة المشرفة زادها الله شرفا وتعظيما عام 977 ثم ساق السند عن المحقق الكركي إلى آخر ما ذكر في الإجازة الأولى بنحو من ألفاظه عن المفيد عن أبي جعفر محمد بن علي بن بابويه الصادق اه.
وقال في الرياض هنا وفي ترجمة نعمة الله بن أحمد ابن خاتون: يبقى الإشكال في رواية نعمة الله بن أحمد ابن خاتون العاملي عن الشهيد الثاني مع كونه أي ابن خاتون من تلاميذ الشيخ علي الكركي لأن الشهيد الثاني نفسه يروي عن الشيخ علي الكركي بواسطة وتارة بواسطتين فلعله غير هل الشيخ لكن صاحب الأمل لم يترجم له منفردا ثم احتمل أن يكون ابن خاتون يروي عن الشيخ علي الميسي وأن صاحب الأمل سها فجعله راويا عن الكركي قال ولكن بالبال أن هذا الشيخ عمر طويلا فلا إشكال اه. وأقول الإشكال من أصله مرتفع سواء أكان ابن خاتون عمر طويلا أم قصيرا فإن الثلاثة الشهيد الثاني ونعمة الله بن خاتون والشيخ علي الكركي متعاصرون ولا يمتنع أن يروي ابن خاتون تلميذ الكركي عن الشهيد الثاني الراوي عن الكركي بواسطة أو واسطتين لأنه لم يلقه وأوضح دليل على ذلك أن الشهيد الثاني تلميذ الشيخ علي الميسي والميسي معاصر للكركي فالميسي توفي سنة 933 والكركي توفي سنة 937 وبذلك تسقط نسبة السهو إلى صاحب الأمل بل هو من صاحب الرياض.
مؤلفاته
1- الجواهر النظامية من حديث خير البرية أو الجواهر النظامشاهية ألفه لأجل نظامشاه سلطان حيدر آباد مذكور في أمل الآمل وفي الرياض أن كتابه الجواهر النظامشاهية مشتمل على أخبار كثيرة في أحوال الأئمة ومحاسن الأخلاق والأعمال ونحوها من طرق أصحابنا ألفه لسلطان حيدر آباد وكان إمامي المذهب اه. وفي الذريعة يظهر من حفيده السيد ضامن في كتابه تحفة الأزهار أن جده ألف هذا الكتاب في سنة 992 لنظامشاه سلطان حيدر آباد.
2- زهر الرياض وزلال الحياض ذكره حفيده السيد ضامن في تحفة الأزهار وقال أنه أربعة مجلدات وفي الرياض من مؤلفاته زهرة الرياض وزلال الحياض في التاريخ وأنه من مشاهير مؤلفاته مشتمل على أحوال الأئمة عليهم السلام وشرح ما يتعلق بالمدينة ونحو ذلك رأيت بعض مجلداته وهو من أحسن الكتب وأنفسها كثير الفوائد اه.
وهذا الكتاب ينقل عنه حفيده السيد ضامن بن علي بن حسن المترجم في كتابه تحفة الأزهار وزلال الأنهار الذي رأينا مجلداته في طهران في بقايا مكتبة الشيخ فضل الله النوري الشهيد ونقلنا منه في هذا الكتاب كثيرا والظاهر أنه بخط المؤلف ويعبر فيه عن جده المترجم بالسيد حسن المؤلف وقال المعاصر في الذريعة عن زهر الرياض أنه كبير في مجلدين مع قول حفيده كما مر أنه في أربعة مجلدات ويمكن أن يكون ذلك لكون المجلدات تتفاوت صغرا وكبرا وقال المعاصر أن تأليف زهر الرياض كان سنة 992 وقال أيضا أن المجلد الأول منه في ذرية الحسن السبط والمجلد الثاني في ذرية أخيه الحسين عليهما السلام وأنه عند ذكر جعفر الحجة قال إلى عامنا هذا سنة ثمان وثمانين وألف اه. وهذا ينافي ما تقدم في تاريخ وفاته أنها سنة 999فلعل هذا التاريخ من غير المؤلف.
3- رسالة في أخبار الفضائل ذكرها صاحب الرياض.
4- الأسئلة الشدقمية سأل عنها شيخه الشيخ عبد الصمد وأجابه عنها.
شعره
في السلافة له شعر بديع فائق كأنما اقتطفه من أزهار تلك الحدائق فمنه قوله حين أنف عن مقامه في وطنه بعد عوده من الديار الهندية:
قال وهو من قول البستي:
وقال وللمؤلف عفا الله عنه في المعنى:
قال ومن شعر السيد المذكور:

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 175

الحسن بن علي بن شدقم الحسيني المدني مضى بعنوان الحسن بن علي بن حسن بن علي ابن شدقم.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 197