الشيخ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي الحلي المعروف بالحافظ
كان حيا سنة 813 وتوفي قريبا من هذا التاريخ.
(والبرسي) نسبة إلى برس في الرياض بضم الباء الموحدة وسكون الراء ثم السين المهملة قال: ويظهر من القاموس أنه بضم الباء وفتحها وكسرها في القاموس قرية بين الكوفة والحلة وقيل: برس جبل يسكن به أهله وعن مجمع البحرين قرية معروفة بالعراق ذكر ذلك في ذيل قوله في الخبر أحلى من ماء برس أي ماء الفرات لأنها واقعة على شفيره أو هو موضح بين البلدتين المذكورتين وضبطه بكسر الباء وكذا عن شرح المولى خليل القزويني على الكافي أقول الشائع على لسان أهل العراق اليوم بكسر الباء والظاهر أنه اسم قرية هي اليوم خراب كانت على ذلك الجبل وهذا الجبل اليوم على يمين الذاهب من النجف إلى كربلا وأهل العراق يسمونه برس ويضربون به المثل للشخص الذي أينما ذهبت وجدته فيقولون: فلان مثل برس وهذا الجبل لعلوه وعدم وجود جبل سواه في تلك السهول أينما كنت تراه وأصل الشيخ رجب من تلك القرية ثم سكن الحلة وليست النسبة إلى بروسا المدينة المعروفة في الأناضول لأن المترجم لم يرها وفي الرياض قد يتوهم كون النسبة إليها وحكى عن الصدر الكبير الميرزا رفيع الدين محمد في رد شرعة التسمية للسيد الداماد أن كتاب مشارق أنوار اليقين في كشف أسرار حقايق أمير المؤمنين عليه السلام للشيخ الفاضل رضي الدين رجب بن محمد البروسي قال: ولا شك أن البروسي نسبة إلى بلدة بروسا اه وكيف كان فكونه نسبة إلى بروسا غير صواب مع إمكان كون الواو من زيادة النساخ.
(والحافظ) الظاهر أنه اشتهر به لكثرة حفظه وفي الرياض ذكر للحافظ عدة إطلاقات (أحدها) اصطلاح القراء وهو من حفظ القرآن عن ظهر القلب مع التجويد. (ثانيها) اصطلاح المحدثين وهو من كان ضابطا لمائة ألف حديث متنا وإسنادا (ثالثها) من صار له لقبا كالحافظ الشيرازي. وهذا يسميه العجم بالتخلص بأن يطلق على نفسه في شعره لقبا فيشتهر به كالمجلسي وغيره. ويأتي في شعره إطلاق ذلك على نفسه مرارا كقوله: (منوا على الحافظ من فضلكم) والثلاثة لا تخلو من بعد ويبعد الأخير أن الرجل عربي بعيد عن اصطلاح العجم والظاهر كما ذكرنا أولا أن إطلاق ذلك عليه لكثرة حفظه فاشتهر به.
أقوال العلماء فيه
في مسودة الكتاب كان فقيها محدثا حافظا أديبا شاعرا مصنفا في الأخبار وغيرها. وفي أمل الآمل الشيخ رجب الحافظ البرسي كان فاضلا شاعرا منشئا أديبا له كتاب مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين وله وسائل في التوحيد وغيره وفي كتابه إفراط وربما نسب إلى الغلو. وفي الرياض الشيخ الحافظ رضي الدين رجب بن محمد بن رجب البرسي مولدا والحلي محتدا الفقيه المحدث الصوفي المعروف صاحب كتاب مشارق الأنوار المشهور وغيره كان من متأخري علماء الإمامية لكنه متقدم على الكفعمي صاحب المصباح وكان ماهرا في أكثر العلوم وله يد طولى في علم أسرار الحروف والأعداد ونحوها كما يظهر من تتبع مصنفاته وقد أبدع في كتبه حيث استخرج أسامي النبي والأئمة عليهم السلام من الآيات ونحو ذلك من غرائب الفوائد وأسرار الحروف ودقائق الألفاظ والمعميات ولم أجد له إلى الآن مشايخ من أصحابنا ولم أعلم عند من قرأ (أقول) ستعرف أنه يروي عن شاذان بن جبرئيل القمي وقال المجلسي في مقدمات البحار عند تعداد الكتب التي نقل منها وكتاب مشارق الأنوار وكتاب الألفين للحافظ رجب البرسي ولا أعتمد على ما ينفرد بنقله لاشتمال كتابيه على ما يوهم الخبط والخلط والارتفاع وإنما أخرجنا منهما ما يوافق الأخبار المأخوذة من الأصول المعتبرة وفي الرياض التأمل في مؤلفاته يورث ما أفاده الأستاذ المجلسي والمعاصر صاحب الآمل من الغلو والارتفاع لكن لا إلى حد يوجب عدم صحة الاعتقاد اه.
ويعلم مما سننقله من بعض كلماته وأسماء مؤلفاته ومضامين كتبه وما نسب إليها أنه كان مولعا بالتسجيع وفي طبعه شذوذ وفي مؤلفاته خبط وخلط وشيء من المغالاة لا موجب له ولا داعي إليه وفيه شيء من الضرر وإن أمكن أن يكون له محمل صحيح. وعلم الأعداد وأسرار الحروف لم يعرف له أثر ممن يدعيه ولا يخرج عن الأوهام والظنون بل المخرقة والتمويه وأي حاجة إلى استخراج أسمائهم عليهم السلام من الآيات الذي يتطرق إليه الشك ممن يريد التشكيك وفيما جاء في فضلهم مما لا يمكن إنكاره غنى عن ذلك. واختراع صلاة عليهم وزيارة لهم لا حاجة إليه بعد ما ورد ما يغني عنه ولو سلم أنه في غاية الفصاحة كما يقوله صاحب الرياض وأن مؤلفاته ليس فيما كثير نفع وفي بعضها ضرر ولله في خلقه شؤون سامحه الله وإيانا.
مؤلفاته
في الرياض: له مؤلفات كثيرة على ما يظهر من نقل الكفعمي عنها وتاريخ بعضها سنة 813 وما نذكره في وصفها هو من الرياض: (1) مشارق أنوار اليقين في حقائق أسرار أمير المؤمنين المقدم ذكره وقد شرحه الملا حسن الخطيب القاري الشاعر المنشي السبزواري نزيل المشهد الرضوي شريك المصنف في الميل إلى التصوف وعلم الحروف والأعداد في الرياض شرحه بأمر سلطان زماننا الشاه سليمان الصفوي بالفارسية في مجلدين وللشارح رسالة في الخطب بالفارسية والعربية وشرح على رواية حديث الأسماء المروية في الكافي ومر ما قاله المجلسي في البحار في مشارق الأنوار حق.
(2) مشارق الأمان في حقائق الإيمان أخصر من السابق تاريخ تأليفه سنة 811.
(3) رسالة في الصلوات على الرسول والأئمة عليهم الصلاة والسلام من إنشائه.
(4) زيارة أمير المؤمنين عليه السلام طويلة في الرياض في نهاية الحسن والجزالة واللطافة والفصاحة معروفة.
(5) لمعة كاشف رسالة فيها من أسرار الأسماء والصفات والحروف والآيات وما يناسبها من الدعوات ويقارنها من الكلمات رتبها على ترتيب الساعات وتعاقب الأوقات في الليالي والأيام واختلاف الأمور والأحكام وفيها فوائد ولا تخلو من غرابة.
(6) الدر الثمين في خمسمائة آية نزلت من كلام رب العالمين في فضائل مولانا أمير المؤمنين باتفاق أكثر المفسرين من أهل الدين وينقل عن هذا الكتاب المولى محمد تقي بن حيدر علي الزنجاني تلميذ المولى خليل القزويني في كتاب طريق النجاة. والصواب أنه قد انتخب الشيخ تقي الدين عبد الله الحلبي كتاب المشارق المذكور وضم إليه بعض الفوائد وتفسير خمسمائة آية في فضل أهل البيت وسماه الدر الثمين في أسرار الأنزع البطين كما يأتي في ترجمة عبد الله المذكور.
(7) كتاب في أسرار النبي وفاطمة والأئمة عليهم السلام مختصر مذكور في مطاوي فصول مشارق أنوار التمجيد وجوامع أسرار التوحيد في أصول العقائد.
(9) رسالة في تفسير سورة الإخلاص.
(10) رسالة في كيفية التوحيد والصلوات على الرسول والأئمة عليهم السلام مختصرة جدا.
(11) كتاب في مولد النبي وفاطمة وأمير المؤمنين وفضائلهم عليهم السلام باختصار في الرياض رأيت قطعة منه ولعله من جملة مشارق الأنوار أوله حدثني الفقيه الفاضل أبو الفضل شاذان بن جبرئيل بن إسماعيل القمي حدثني الشيخ محمد بن أبي مسلم بن أبي الفوارس القاري وقد رواه كثير من الأصحاب.
(12) كتاب في فضائل علي عليه السلام في الرياض وليس هو بمشارق الأنوار على الظاهر أوله الحمد لله المتفرد بالأزل والأبد والصلاة على أول العدد وخاتم الأبد وآله الذين لا يقاس بهم من الخلق أحد وبعد فيقول الواثق بالفرد الصمد رجب الحافظ البرسي أعاذه الله من الحسد.
(13) كتاب الألفين في وصف سادة الكونين.
شعره
لم يعرف له شعر إلا في أهل البيت ومن شعره الذي أورده في مشارق الأنوار قوله في أهل البيت عليهم السلام كما في أمل الآمل.
فرضي ونفلي وحديثي أنتم | وكل كلي منكم وعنكم |
وأنتم عند الصلاة قبلتي | إذا وقفت نحوكم أيمم |
خيالكم نصب لعيني أبدا | وحبكم في خاطرت مخيم |
يا سادتي وقادتي أعتابكم | بجفن عيني لثراها الثم |
وقفا على حديثكم ومدحكم | جعلت عمري فاقبلوه وارحموا |
منوا على الحافظ من فضلكم | واستننذوه في غد وأنعموا |
أيها اللائم دعني | واستمع من وصف حالي |
أنا عبد لعلي الـ | ـمرتضى مولى الموالي |
كلما ازددت مديحا | فيه قالوا لا تغال |
وإذا أبصرت في الـ | ـحق يقينا لا أبالي |
أية الله التي في | وصفها القول حلالي |
كم إلى كم أيها العا | ذل أكثرت جدالي |
يا عذولي في غرامي | خلني عنك وحالي |
رح إذا ما كنت ناج | واطرحني وضلالي |
إن حبي لعلي الـ | ـمرتضى عين الكمال |
وهو زادي في معادي | ومعاذي في مآلي |
وبه أكملت ديني | وبه ختم مقالي |
العقل نور وأنت معناه | والكون سر وأنت مبداه |
والخلق في جمعهم إذا جمعوا | الكل عبد وأنت مولاه |
أنت الولي الذي مناقبه | ما لعلاها في الخلق أشباه |
يا آية الله في العباد ويا | سر الذي لا إلله إلا هو |
فقال قوم بأنه بشر | وقال قوم لا بل هو الله |
يا صاحب الحشر والمعاد | ومن مولاه حكم العباد ولاه |
يا قسام النار والجنان غدا | أنت ملاذ الراجي وملجاه |
كيف يخاف البرسي حر لظى | وأنت عند الحساب منجاه |
لا يختشي النار عبدة حيدرة | إذ ليس في النار من تولاه |
يمينا بنا حادي السرى إن بدت نجد | يمينا فللعاني العليل بها نجد |
وعج فعسى من لاعج الشوق يشتفي | غريم غرام حشو أحشاشه وقد |
وسربي بسرب فيه سرب جاذر | لسربي من جعد العهاد بهم عهد |
ومر بي بليل في بليل عراصه | لا روى بريا تربة تربها ند |
وقف بي أنادي وادي الأيك علني | بذاك أرى ذاك المساعد يا سعد |
فبالربع لي من عهد جيرون جيرة | يجيرون إن جار الزمان إذا عدوا |
عزيزون ربع العمر في ربع عزهم | تقضى ولا روع عراني ولا جهد |
وربعي مخضر وعيشي مخضل | ووجهي مبيض وفودي مسود |
وشملي مشمول وبرد شبيبتي | قشيب وبرد العيش ما شنه نكد |
معالم كالأعلام معلمة الربى | فأنهارها تزهو وأطيارها تشدو |
طوت حادثات الدهر منصور حسنها | كما رسمت في رسمها شمأل تغدو |
وأضحت تجر الحادثات ذيولها | عليه ولا دعد هناك ولا هند |
وقد غارت قدما بآل محمد | وطاف عليهم بالطفوف لها جند |
فيا أمة قد أدبرت حين أقبلت | فوافقها نحس وفارقها سعد |
ليوث وفي ظل الرماح مقيلها | مغاوير طعم الموت عندهم شهد |
لها الدم ورد والنفوس قنائص | لها الفدم فدم والنفوس لها جند |
حماة عن الأشبال يوم كريهة | بدور دجى سادوا الكهول وهم مرد |
أيادي عطاهم لا تطاول في الندى | وأيدي علاهم لا يطاق لها رد |
مطاعيم للعافي مطاعين في الوغى | مطاعين إن قالوا لهم حجج لد |
مفاتيح للداعي مسابيح للندى | مصابيح للساري بها يهتدي النجد |
زكوا في الورى أما وجدا ووالدا | وطابوا فطاب الأم والأب والجد |
بأسمائهم يستجلب البر والرضا | بذكرهم يستدفع الضر والجهد |
إذا طلبوا راموا وإن طلبوا رموا | وغن ضوربوا جدوا وإن ضربوا قدوا |
وجوههم بيض وخضر ربوعهم | وبيضهم حمر إذ النقع مسود |
كأنهم نبت الربى في سروجهم | لشدة حزم لا بحزم لها شدوا |
يخوضون تيار الحمام ظواميا | وبحر المنايا بالمنايا لهم مد |
تخال بريق البيض برقا له سجاله الـ | ـدماء وأصوات الكماة لها رعد |
أحلوا جسوما للمواضي وأحرموا | فحلوا جنان الخلد فيها لهم خلد |
أمام الإمام السبط جادوا بأنفس | بها دونه جادوا وفي نصره جدوا |
فلما رأى المولى الحسين رجاله | وفتيانه صرعى وشادي الردى يشدو |
فيحمل فيهم حملة علوية | بها للعوالي في أعالي العدى قصد |
كفعل أبيه حيدر يوم خبير | كذلك في بدر ومن بعدها أحد |
تزلزلت السبع الطباق لفقده | وكادت له شمم الشماريخ تنهد |
وناحت عليه الطير والوحش وحشة | وللجن إذ جن الظلام به وجد |
وشمس الضحى أضحت عليه عليلة | علاها اصفرار إذ تروح وإذ تغدو |
فيا لك مقتولا بكته السما دما | وثل سوير العز وانهدم المجد |
شهيدا غريبا نازح الدار ظاميا | ذبيحا ومن قاني الوريد له ورد |
بروحي قتيلا غسله من دمائه | سليبا ومن سافي الرياح له برد |
ترض خيول الشرك بالحقد صدره | وترضخ منه الجسم في ركضها الجرد |
وزينب حسرى تندب الندب عندها | من الحزن أوصاب يضيق بها العد |
تجاذبنا أيدي العدى بعد فضلنا | كأن لم يكن خير الأيام لنا جد |
وتضحي كريمات الحسين حواسرا | يلاحظها في سيرها الحر والعبد |
وليس لأخذ الثأر إلا خليفة | هو الخلف المأمون والعلم الفرد |
هو القائم المهدي والسيد الذي | إذا سار أملاك السماء له جند |
لعل العيون الرمد تحظى بنظرة | إليه فتجلى عندها الأعين الرمد |
إليك انتهى سر النبيين كلهم | وأنت ختام الأوصياء إذا عدوا |
إليكم عروس زفها الحسن ثاكلا | تنوح إذا الصب الحزين بها يشدو |
رجا رجب رحب اليقين بها غدا | ما أتى والحشر ضاق به الحشد |
ولي فيكم نظم ونثر غذاؤه | نقير وهذا جهد من لا له جهد |
لتذكرني يا ابن النبي غدا إذا | غدا كل مولى يستجير به العبد |
فإن مال عنكم يا بني الفضل راغب | يظل ويضحى عند من لا له عند |
فيا عدتي في شدتي يوم بعثتني | بكم خلتي من علتي حرها برد |
عبيدكم البرسي مولى علائكم | كفاه فخارا إنه لكم عبد |
بأسمائك الحسنى أروح خاطري | إذا هب من قدس الجلال نسيمها |
لئن سقمت نفسي فأنت طبيبها | وان شقيت يوما فمنك نعيمها |
وفيت بأن ألقى القيامة خائضا | دماء نفوس حاربتك جسومها |
أبا حسن لو كان حبك مدخلي | جحيما لكان الفوز عندي جحيمها |
وكيف يخاف النار من كان موقنا | بأنك مولاه وأنت قسيمها |
فواعجبا من أمة كيف ترتجي | من الله غفرانا وأنت خصيمها |
وواعجبا إذ أخرتك وقدمت | سواك بلا جرم وأنت زعيمها |
هم القوم آثار النبوة فيهم | تلوح وأنوار الإمامة تلمع |
مهابط وحي الله خزان علمه | وعندهم سر المهيمن مودع |
إذا جلسوا للحكم فالكل أبكم | وان نطقوا فالدهر أذن ومسمع |
وان ذكروا فالكون ند ومندل | له أرج من طيبهم يتضوع |
وان بارزوا فالدهر يخفق قلبه | لسطوتهم والأسد في الغاب تفزع |
وإن ذكر المعروف والجود في الورى | فبحر نداهم زاخر يتدفع |
أبوهم سماء المجد والأم شمسه | نجوم لها برج الجلالة مطلع |
فيا نسبا كالشمس أبيض مشرقا | ويا شرفا من هامة النجم أرفع |
فمن مثلهم إن عد في الناس مفخر | أعد نظرا يا صاح إن كنت تسمع |
ميامين قوامون عز نظيرهم | هداة ولاة للرسالة منبع |
فلا فضل إلا حين يذكر فضلهم | ولا علم إلا علمهم حين يرفع |
ولا عمل ينجى غدا غير حبهم | إذا قام يوم البعث للخلق مجمع |
ولو أن عبدا جاء لله عابدا | بغير ولا أهل العبا ليس ينفع |
فيا عترة المختار يا راية الهدى | إليكم غدا في موقفي أتطلع |
خذوا بيدي يا آل بيت محمد | فمن غيركم يوم القيامة ينفع |
روى فضله الحساد من عظم شأنه | وأعظم فضل راح يرويه حاسد |
محبوه اخفوا فضله خيفة العدى | وأخفاه بغضا حاسد ومعاند |
وشاع له من بين ذين مناقب | تجل بأن تحصى وإن عد قاصد |
إمام له في جبهة المجد أنجم | تعالت فلا يدنو إليهن راصد |
فضائله تسمو على هامة السما | وفي عنق الجوزاء منها قلائد |
وأفعاله الغر المحجلة التي | تضوع مسكا من شذاها المشاهد |
هو الشمس أم نور الضريح يلوح | هو المسك أم طيب الوصي يفوح |
له النص في يوم الغدير ومدحه | من الله في الذكر المبين صريح |
إمام إذا ما المرء جاء بحبه | فميزانه يوم المعاد رجيح |
عليك سلام الله يا راية الهدى | سلام سليم يغتدي ويروح |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 465