التصنيفات

أبو هاشم داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله ابن جعفر بن أبي طالب الجعفري
توفي سنة 261 كما ذكره ابن الأثير.
أقوال العلماء فيه
قال النجاشي: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب يكنى أبا هاشم الجعفري رحمه الله كان عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام شريف القدر ثقة روى أبوه عن أبي عبد الله عليه السلام اه. وفي الخلاصة ثقة جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام شاهد أبا جعفر وأبا الحسن وأبا محمد عليهم السلام (يعني الجواد والهادي والعسكري) وكان شريفا عندهم له موقع جليل عندهم وعن حاشية الشهيد الثاني عليها زاد الشيخ الطوسي إنه روى أيضا عن الرضا عليه السلام مضافا إلى الثلاث وكذا ذكره ابن داود اه. وذكره ابن داود في أصحاب الرضا والجواد والهادي والعسكري نقلا عن رجال الشيخ وفي الفهرست: داود بن القاسم يكنى أبا هاشم من أهل بغداد جليل القدر عظيم المنزلة عند الأئمة عليهم السلام وقد شاهد جماعة منهم وكان مقدما عند السلطان وله كتاب أخبرناه عدة من أصحابنا عن أبي المفضل عن ابن أبي عبد الله عن أبي هاشم وفي نسخة صاحب النقد وعن نسخة الشهيد الثاني وقد شاهد جماعة منهم الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الأمر عليهم السلام وقد روى عنهم كلهم وله عنهم أخبار ومسائل وله شعر جيد فيهم وكان مقدما الخ قال الميرزا: في منهج المقال ولعلها أي نسخة الشهيد الثاني أصح (أقول) ليست هذه الزيادة في نسختين من الفهرست وقد صححت إحداهما بمقابلة الشهيد الثاني وقال الشيخ في رجال الجواد داود بن القاسم الجعفري يكنى أبا هاشم من ولد جعفر بن أبي طالب ثقة جليل القدر وفي رجال الهادي داود بن القاسم الجعفري يكنى أبا هاشم ثقة وفي رجال العسكري داود بن القاسم الجعفري ثقة يكنى أبا الهاشم وعن بعض نسخ رجال الشيخ أنه عده في رجال الرضا أيضا قائلا داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم ولكن بعض النسخ خال عنه ويدل على إدراكه الرضا عليه السلام وروايته عنه ما عن الصدوق في العيون والتوحيد أنه روى عنه عن الرضا عليه السلام وقال الكشي: (في أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري) قال أبو عمرو: له منزلة عالية عند أبي جعفر وأبي الحسن وأبي محمد عليهم السلام وموقع جليل على ما يستدل بما روى عنهم في نفسه وروايته وتدل روايته على ارتفاع في القول اه. والمراد من الارتفاع الغلو وذلك لروايته بعض المعجزات عن الأئمة عليهم السلام كما يأتي نقل بعضها فقد كان جملة من علماء الشيعة يعدون مثل ذلك غلوا وهو بأن يدل على جلالة قدره أولى من أن يدل على غلوه وعن المجلس الأول أن الارتفاع لروايته المعجزات الكثيرة وفي التعليقة روى عنه ابن بابويه كثيرا في كتاب التوحيد وفي غيره ما يدل على عدم غلوه اه. أي بالمعنى الغير الصحيح ولكن هذا ليس مراد من وصفه بالغلو بل المراد رواية المعجزات الكثيرة كما مر. ثم قال: وفي الكافي في باب ما جاء في الاثني عشر عن البرقي عنه رواية متضمنة للتصريح بأسامي الأئمة وكونهم أئمة وأوصياء ثم قال: حدثني محمد بن يحيى عن محمد بن الحسن الصفار عن أحمد بن أبي عبد الله عن أبي هاشم مثله قال محمد بن يحيى فقلت لمحمد بن الحسن: وددت أن هذا الخبر جاء من غير جهة أحمد بن أبي عبد الله اه. فلم يتأمل فيه من جهة أبي هاشم قال: وفي كشف الغمة في باب مولد أبي جعفر الثاني عليه السلام حديث عنه في صدور المعجزة عنه عليه السلام وفي آخره فقلت: جعلت فداك إني مولع بأكل الطين فادع الله لي الخ واعتذر عنه في الفوائد بأنه لم يثبت أو كان جاهلا بحرمته أو غير ذلك قال: ويظهر من الأخبار جلالته وغاية إخلاصه. واختصاصه بهم عليهم السلام وكثرة روايته ورواية المشايخ عنه معتمدين عليه اه. وعن جمال الدين بن طاوس في رجاله أن الذي تعلق به في الطعن عليه في تردد لأن داود كان شاهدا فيحكي عما رأى ومن بعد لا يرى ما يرى. والذي يبنى عليه ثقة المشار إليه وتعديله وتفخيمه وقد كان مرضيا عند جماعة منهم عليهم السلام اه. وفي مروج الذهب أبو هاشم الجعفري بينه وبين جعفر الطيار ثلاثة آباء ولم يكن يعرف في وقته أقعد نسبا في آل أبي طالب وسائر بني هاشم وقريش وكان ذا زهد وورع ونسك وعلم صحيح العقل سليم الحواس منتصب القامة وقبره مشهور اه. وعن ابن طاوس في ربيع الشيعة إنه من وكلاء الناحية الذي لا يختلف الشيعة فيهم. وفي معالم العلماء داود بن القاسم الجعفري أبو هاشم البغدادي له كتاب. وقال عند ذكر شعراء أهل البيت المقتصدين أبو هاشم الجعفري. ومر في ترجمة أحمد بن محمد بن عبيد الله بن الحسن بن عياش أن له كتاب أخبار أبي هاشم داود بن القاسم الجعفري والطبرسي في أعلام الورى ينقل عن هذا الكتاب وذكر سنده إليه وفي عمدة الطالب عن الشيخ أبي نصر البخاري في ترجمة إدريس ابن عبد الله بن الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب أنه قال: إن داود بن القاسم الجعفري وهو أحد كبار العلماء وممن له معرفة بالنسب وحكي أنه كان حاضرا قصة إدريس ابن عبد الله وسمه وولادة إدريس بن إدريس قال: وكنت معه بالمغرب وروى أبو هاشم أبياتا عن إدريس أنشده إياها تقدمت في ترجمة إدريس. وفي تاريخ بغداد: داود بن القاسم بن إسحاق بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب أبو هاشم الجعفري حدث عن أبيه وعن علي بن موسى الرضا روى عنه محمد بن أبي الأزهر النحوي وغيره. أخبرني الأزهري عن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن عرفة: كان أبو هاشم الجعفري داود بن القاسم مقيما بمدينة السلام وكان ذا لسان وعارضة وسلاطة فحمل إلى سر من رأى فحبس هنالك سنة 252.
تقدمه عند السلطان
مما يدل على تقدمه عند السلطان كما مر عن النجاشي ما حكاه الطبري في تاريخه في حوادث سنة 251 أنه خرج علوي بالكوفة في خلافة المستعين فوجه إليه المستعين مزاحم بن خاقان وكان العلوي قد قتل جماعة من جند الكوفة وهرب واليها فكتب مزاحم إلى الوالي أن يقيم حتى يوجه هو إلى العلوي من يرده إلى الفيئة والرجوع فوجه إليه داود بن القاسم الجعفري وأمر له بمال فتوجه إليه وأبطأ داود وخبره على مزاحم فزحف إلى الكوفة وهرب العلوي.
وحكى أبو الفرج الأصبهاني في مقاتل الطالبيين أنه لما أدخل رأس يحيى بن الحسين بن زيد إلى بغداد اجتمع أهلها إلى محمد بن عبد الله بن طاهر يهنونه بالفتح ودخل فيمن دخل عليه أبو هاشم داود الجعفري وكان ذا عارضة ولسان لا يبالي ما استقبل به الكبراء وأصحاب السلطان فقال له: أيها الأمير جئتك مهنئا بما لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لعزي به فلم يجبه محمد عن هذا بشيء غير أنه أمر أخته ونسوة من حرمه بالشخوص إلى خراسان وقال: إن هذه الرؤوس من قتلى أهل هذا البيت لم تدخل بيت قوم قط إلا خرجت منه النعمة وزالت عنه الدولة فتجهزن للخروج اه. وكانت الطاهرية كما قال ابن الأثير تتشيع هكذا ذكر أبو الفرج نسب يحيى فجعله من نسل الحسين بن زيد. وقال المسعودي في مروج الذهب في سنة 248 وقيل: 250 ظهر بالكوفة أبو الحسن يحيى بن عمر بن يحيى بن الحسين بن زيد وأمه أم الحسن بنت الحسين بن عبد الله بن إسماعيل بن عبد الله بن جعفر بن أبي طالب الطيار فقتل وحمل رأسه على بغداد ودخل الناس إلى محمد بن طاهر يهنونه بالفتح ودخل معهم أبو هاشم الجعفري وقال لابن طاهر: أيها الأمير إلى آخر ما مر وخرج من داره وهو يقول:

وفي عمدة الطالب: لما حمل رأس يحيى بن عمر صاحب شاهي أحد أئمة الزيدية إلى محمد بن عبد الله بن طاهر جلس بالكوفة للهناء فدخل عليه أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وقال: إنك لتهنأ بقتيل لو كان رسول الله صلى الله عليه وسلم حيا لعزي فيه وخرج وهو يقول: (يا بني طاهر) البيتين إلى آخر الأبيات قال: وكان قتل يحيى في أيام المستعين سنة 250 فجعل ذلك بالكوفة وأبو الفرج المسعودي جعلاه في بغداد وهو صواب وقال الطبري في تاريخه في الجزء 11 في حوادث سنة 252 فيها لثمان خلون من شعبان حمل بأمر المعتز جماعة من الطالبيين إلى سامراء وحمل معهم أبو هاشم داود بن القاسم الجعفري وكان السبب في ذلك أن طالبيا شخص من بغداد في جماعة إلى ناحية الكوفة وكانت من عمل أبي الساج فأمر محمد بن عبد الله بن طاهر أبا الساج وكان ببغداد بالشخوص إلى عمله بالكوفة فلقي أبو هاشم الجعفري وجماعة أبا الساج وكلموه في أمر الطالبي فقال لهم: قولوا له يتنحى عني ولا أراه واستخلف أبو الساج على الكوفة رجلا يسمى عبد الرحمن وكان المعتز ولي الكوفة محمد بن جعفر الطالبي فعاث في نواحيها فاحتال عليه عبد الرحمن وقبض عليه وأرسله إلى بغداد فأمر المعتز بحمله وجماعة فيهم داود بن القاسم إلى سامراء - كان داود اتهم بمملاة الطالبي - فودع أبو هاشم أهله وخرج وقيل: إن جماعة قالوا للمعتز إنك إن كتبت إلى ابن طاهر في حمل داود بن القاسم لم يحمله فاكتب إليه إنك تريد توجيهه إلى طبرستان لإصلاح أرض فحمل على هذا السبيل ولم يعرض له بمكروه.
أخباره مع الأئمة عليهم السلام ورواياته عنهم
قد مر إنه كان عظيم المنزلة عند الأئمة وإنه شاهد خمسة منهم. الرضا والجواد والهادي والعسكري وصاحب الزمان وروى عنهم كلهم وعن مناقب ابن شهراشوب أنه رأى خمسة منهم عليهم السلام وعن المجلسي في البحار ما يتضمن أنه رأى صاحب الزمان عليه السلام وفي معالم العلماء أنه شاهد جماعة من الأئمة عليهم السلام. وله روايات كثيرة عن كل واحد من الأئمة الخمسة يتضمن جلها كرامات ومعجزات لهم عليهم السلام ولأجلها نسب إلى الارتفاع في مذهبه والغلو.
رواياته عن الرضا عليه السلام
روى الصدوق في العيون والتوحيد روايات كثيرة عنه عن الرضا عليه السلام ومن ذلك يعلم أنه شاهده وأدركه
أخباره مع أبي جعفر الثاني محمد بن
علي الجواد عليه السلام ورواياته عنه
روى الكليني في الكافي بسنده عن داود بن القاسم الجعفري قال: دخلت على أبي جعفر عليه السلام ومعي ثلاث رقاع غير معنونة واشتبهت علي فاغتممت فتناول إحداهن وقال: هذه رقعة ريان بن شبيب ثم تناول الثانية فقال: هذه رقعة فلان فقلت: نعم فبهت انظر إليه فتبسم وأخذ الثالثة فقال: هذه رقعة فلان فقلت: نعم جعلت فداك فأعطاني ثلاثمائة دينار أمرني أن أحملها إلى بعض بني عمه وقال: إما أنه سيقول لك دلني على حريف يشتري لي بها متاعا فدله عليه قال: فأتيته بالدنانير فقال لي: يا أبا هاشم دلني على حريف يشتري لي متاعا فقلت: نعم قال أبو هاشم: ودخلت معه ذات يوم بستانا فقلت له: جعلت فداك إني مولع بأكل الطين فادع الله لي فسكت ثم قال لي بعد أيام ابتداء منه: يا أبا هاشم قد أذهب الله عنك أكل الطين قال أبو هاشم: فما شيء أبغض إلي منه اليوم.
أخباره مع الهادي والعسكري عليهما السلام
عن الخرائج والمناقب وأعلام الورى بسنده عن ابن عياش من كتاب أخبار أبي هاشم عنه أنه قال: ما دخلت على أبي الحسن وأبي محمد عليهما السلام إلا رأيت منهما دلالة وبرهانا.
أخباره مع الهادي عليه السلام
عن مناقب ابن شهراشوب أنه كان من ثقات أبي محمد عليه السلام وروى الصدوق في الأمالي عن أحمد بن أبي القاسم عن أبي هاشم الجعفري قال: أصابتني ضيقة شديدة فصرت إلى أبي الحسن علي بن محمد عليهما السلام فأذن لي فلما جلست قال: يا أبا هاشم أي نعم الله عليك تريد أن تؤدي شكرها فوجمت ولم أدر ما أقول فقال: رزقك الله الإيمان فحرم به بدنك على النار ورزقك العافية فأعانتك على الطاعة ورزقك القنوع فصانك عن التبذل يا أبا هاشم إنما ابتدأتك أن تشكو إلي من فعل بك هذا وقد أمرت لك بمائة دينار فخذها.
وعن الخرائج: روي أن أبا هاشم كان منقطعا إلى أبي الحسن بعد أبيه أبي جعفر في جده الرضا عليهم السلام فشكا إلى أبي الحسن عليه السلام ما يلقى من الشوق إليه إذا انحدر إلى بغداد (إلى أن قال) : فادع الله أن يقويني على زيارتك فقال: قواك الله يا أبا هاشم وقوى برذونك فكان أبو هاشم بعد ذلك يصلى الفجر ببغداد ويسير على برذونه فيدرك الزوال من يومه في عسكر سر من رأى. وروى الصدوق في إكمال الدين بسنده عن أبي هاشم الجعفري قال: سمعت أبا الحسن صاحب العسكر يقول: الخلف من بعدي ابني الحسن فكيف لكم بالخلف من بعد الخلف فقلت: لم جعلني الله فداك فقال: لأنكم لا ترون شخصه ولا يحل لكم ذكره باسمه قلت: فكيف نذكره قال: قولوا الحجة من آل محمد صلى الله عليه وسلم.
وقال الراوندي في الخرائج عند ذكر معجزات الهادي عليه السلام : ومنها ما قال أبو هاشم الجعفري أنه ظهر برجل من أهل سر من رأى برص فتنغص عيشه فأشار عليه أبو علي الفهري بالتعرض لأبي الحسن وأن يسأله الدعاء فجلس له يوما فرآه فقام إليه فقال: تنح عافاك الله وأشار إليه بيده تنح عافاك الله ثلاث مرات فانخذل ولم يجسر أن يدنو منه فانصرف ولقي الفهري وعرفه ما قاله قال: قد دعا قبل أن تسأله فاذهب فإنك ستعافى فذهب وأصبح وقد برئ.
قال: (ومنها) ما قال أبو هاشم الجعفري كان للمتوكل بيت فيه شباك وفيه طيور مصونة فإذا دخل إليه أحد لم يسمع ولم يسمع فإذا دخل علي عليه السلام سكتت جميعا فإذا خرج عادت إلى حالها.
وقال الطبرسي في أعلام الورى: حدثنا أبو طاهر الحسين بن عبد القاهر الطاهري حدثنا محمد بن الحسين الأشتر العلوي قال: كنت على باب المتوكل وأنا صبي في جمع من الناس ما بين طالبي إلى عباسي إلى جندي وكان إذا جاء أبو الحسن ترجل الناس كلهم حتى يدخل فقال بعضهم لبعض: لم نترجل لهذا الغلام وما هو بأشرفنا ولا بأكبرنا سنا والله لا ترجلنا له فقال لهم أبو هاشم الجعفري: والله لتترجلن له صاغرين إذا رأيتموه فما هو غلا أن أقبل حتى ترجلوا أجمعين فقال أبو هاشم: أليس زعمتم إنكم لا تترجلون فقالوا: والله ما ملكنا أنفسنا حتى ترجلنا.
وفي حواشي مصباح الكفعمي عن الجعفري قال: سمعت أبا الحسن عليه السلام يقول: أبوال الإبل خير من ألبانها وقد يجعل الله الشفاء في ألبانها اه. ثم قال: الجعفري داود ابن القاسم المكنى بأبي هاشم الجعفري نسبة إلى جعفر بن أبي طالب عليه السلام وكثيرا ما يطلق على سليمان بن جعفر أيضا فإن كان الراوي هو الأول فالظاهر أنه يروي عن الرضا عليه السلام ومن بعده من الأئمة عليهم السلام وإن كان الثاني فالمظنون روايته عن أبي الحسن الأول عليه السلام وأبو هاشم الجعفري هو الذي روى خبر زينب الكذابة.
أخباره مع الحسن العسكري عليه السلام
عن دلائل الحميري عن أبي هاشم قال: سمعته يعني أبا محمد عليه السلام يقول: إن للجنة بابا يقال له المعروف لا يدخله إلا أهل المعروف فحمدت الله في نفسي وفرحت بما أتكلفه من حوائج الناس فنظر إلي وقال: نعم فدم على ما أنت عليه فإن أهل المعروف في الدنيا أهل المعروف في الآخرة جعلك الله منهم يا أبا هاشم ورحمك (وعن دلائل الحميري أيضا) عن أبي هاشم الجعفري أنه سأل أبا محمد عليه السلام عن قوله تعالى: {ثم أورثنا الكتاب الذين اصطفينا من عبادنا فمنهم ظالم لنفسه ومنهم مقتصد ومنهم سابق بالخيرات بإذن الله} فقال: كلهم من آل محمد صلى الله عليه وسلم الظالم لنفسه الذي لا يقر بالإمام المقتصد العارف بالإمام قال: فدمعت عيني وجعلت أفكر في نفسي في عظم ما أعطى الله آل محمد صلى الله عليه وسلم فبكيت فنظر إلي فقال: الأمر أعظم مما حدثت به نفسك من عظم شأن آل محمد صلى الله عليه وسلم فاحمد الله إن جعلك متمسكا بحبلهم تدعى يوم القيامة بهم إذا دعي كل أناس بإمامهم إنك على خير (وعن دلائل الحميري أيضا) عن أبي هاشم قال: كتب إلى أبي محمد عليه السلام بعض مواليه يسأله أن يعلمه دعاء فكتب إليه بهذا الدعاء: يا أسمع السامعين ويا أبصر الناظرين ويا أعز الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين ويا أعز الناظرين ويا أسرع الحاسبين ويا أرحم الراحمين ويا أحكم الحاكمين صل على محمد وآل محمد وأوسع لي في رزقي ومد لي في عمري وامنن علي برحمتك واجعلني ممن تنتصر به لدينك ولا تستبدل بي غيري (إلى أن قال) فأقبل علي أبو محمد عليه السلام وقال: أنت في حزبه وفي زمرته إذ كنت بالله مؤمنا وبرسوله مصدقا بأوليائه عارفا ولهم تابعا فأبشر ثم أبشر.
وقال الطبرسي في أعلام الورى عند ذكر معجزات العسكري عليه السلام : فمن ذلك ما قال أبو هاشم الجعفري كنت عند أبي محمد عليه السلام فاستؤذن لرجل من أهل اليمن فدخل رجل جميل طويل جسيم فسلم عليه بالولاية فرد عليه بالقبول وأمره بالجلوس فجلس إلى جنبي (إلى أن قال) فقال أبو محمد: هذا من ولد الأعرابية صاحبة الحصاة التي طبع آبائي فيها ثم قال: هاتها فأخرج حصاة في جانب منها موضع أملس فأخذها وأخرج خاتمه وطبعها فانطبع وكأني أقرأ الخاتم الساعة الحسن بن علي فقلت لليماني: ما رأيته قط قبل هذا فقال: لا والله وإني منذ دهر حريص على رؤيته حتى كان الساعة أتاني شاب لست أراه فقال: قم فادخل فدخلت ثم نهض وهو يقول: رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت ذرية بعضها من بعض أشهد أن حقك لواجب كوجوب حق أمير المؤمنين والأئمة من بعده صلوات الله عليهم أجمعين وإليك انتهت الحكمة والإمامة وإنك والله لا عذر لأحد في الجهل به فسألت عن اسمه فقال: اسمي مهجع بن الصلت بن عقبة بن غانم ابن أم غانم الأعرابية اليمانية صاحب الحصاة التي ختم بها أمير المؤمنين وقال أبو هاشم الجعفري في ذلك شعرا:
قال أبو عبد الله بن عياش هذه أم غانم صاحبة الحصاة والثانية هي أم الندى حبابة بنت جعفر الوالبية الأسدية والثالثة التي طبع فيها رسول الله صلى الله عليه وسلم فهي أم سليم وكانت وارثة الكتب ولكل واحدة منهن خبر قد رويته ولم أطل الكتاب بذكره.
وروى الكليني بسنده عن أبي هاشم الجعفري قال: وجدت في كتاب والدي حدثنا جعفر بن محمد بن حمزة العلوي قال: كتبت إلى أبي محمد الحسن بن علي بن محمد ابن الرضا عليهم السلام أسأله لم فرض الله تعالى الصوم فكتب إلي فرض الله تعالى الصوم ليجد الغني مس الجوع ليحنو على الفقير وروى عن رجاله عن الحاف البلاذري حدثنا الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى إمام عصره عند الإمامية بمكة حدثني أبي علي بن محمد المفتي حدثني أبي محمد بن علي السيد المحجوب حدثني أبي علي ابن موسى الرضا حدثني أبي موسى بن جعفر المرتضى حدثني الصادق حدثني أبي محمد بن علي الباقر حدثني أبي علي بن الحسين السجاد زين العابدين حدثني أبي الحسين بن علي أحد سيدي شباب أهل الجنة حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء حدثني أبي علي بن أبي طالب سيد الأوصياء حدثني محمد بن عبد الله سيد الأنبياء حدثني جبرائيل سيد الملائكة قال الله عز وجل سيد السادات: إني أنا الله لا إله إلا أنا فمن أقر لي بالتوحيد دخل حصني ومن دخل حصني أمن من عذابي وقال الحاكم: ولم نكتبه إلا عن هذا الشيخ.
وعن كتاب الدلائل للحميري عن أبي هاشم الجعفري قال: كنت عند أبي محمد فقال: إذا خرج القائم أمر بهدم المنار والمقاصير التي في المساجد الحديث (وعن أبي هاشم) قال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عن قول الله يمحو الله ما يشاء ويثبت وعنده أم الكتاب فقال أبو محمد: هل يمحو الله إلا ما كان وهل يثبت إلا ما لم يكن إلى أن قال تعالى الجبار الحاكم العالم بالأشياء قبل كونها الخالق إذ لا مخلوق والرب إذ لا مربوب والقادر قبل المقدور عليه فقتل أشهد إنك ولي الله وحجته والقائم بقسطه وإنك على منهاج أمير المؤمنين وعلمه (وقال) أبو هاشم كتب عند أبي محمد فسأله محمد بن صالح الأرمني عن قوله الله: {وإذ أخذ ربك من بني آدم ظهورهم ذريتهم وأشهدهم على أنفسهم ألست بربكم قالوا بلى شهدنا أن تقولوا} قال أبو محمد: ثبتت المعرفة ونسوا ذلك الموقف وسيذكرونه ولولا ذلك لم يدر أحد من خالقه ولا من رازقه (وقال) أبو هاشم: سمعت أبا محمد يقول من الذنوب التي لا تغفر قول الرجل ليتني لا أؤاخذ إلا بهذا فقلت في نفسي: إن هذا لهو الدقيق وقد ينبغي للرجل أن يتفقد من نفسه كل شيء فأقبل علي فقال بعد كلام: إن الإشراك في الناس أخفى من دبيب النمل على الصفا في الليلة الظلماء ومن دبيب الذر على المسح الأسود (وعن) أبي هاشم قال: سمعت أبا محمد يقول: بسم الله الرحمن الرحيم أقرب إلي اسم الله الأعظم من سواد العين إلى بياضها (وعنه) وقال: سأل محمد بن صالح الأرمني أبا محمد عليه السلام عن قول الله: لله الأمر من قبل ومن بعد فقال أبو محمد: له الأمر من قبل أن يأمر به وله الأمر من بعد أن يأمر بما شاء فقلت في نفسي: هذا قول الله ألا له الخلق والأمر تبارك الله رب العالمين (وعن) أبي هاشم قال: سئل أبو محمد ما بال المرأة المسكينة الضعيفة تأخذ سهما واحدا ويأخذ الرجل سهمين فقال: إن المرأة ليس عليها جهاد ولا نفقة ولا عليها معلقة إنما ذلك على الرجل (إلى أن قال) فأقبل أبو محمد علي فقال: نعم هذه مسألة ابن أبي العوجاء (لأبي عبد الله) والجواب منا واحد إذا كان معنى المسألة واحدا جرى لآخرنا ما جرى لأولنا وأولنا لآخرنا في العلم سواء ولرسول الله صلى الله عليه وسلم ولأمير المؤمنين فضلهما (وقال) أبو هاشم سمعت أبا محمد يقول: إن لكلام الله فضلا على الكلام كفضل الله على خلقه ولكلامنا فضل على كلام الناس كفضلهم عليهم.
شعره
كان شاعرا مجيدا وأورد له ابن شهراشوب في المناقب وأورد له غيره أشعارا كثيرة في أهل البيت عليهم السلام فمن ذلك قوله:
يقول فيها وهو مما يدل على فضله:
وقوله:
ودخل على الجواد عليه السلام فسأله عن تفسير ما بين قبري ومنبري روضة من رياض الجنة ففسره له قال داوود: فقلت له: يا مولاي قد حضرني في هذا المقام شعر فقال: أنشد فأنشدته قولي:
وفي أعلام الورى عن عبد الله بن عياش بإسناده عن أبي هاشم الجعفري أنه قال في الإمام الهادي عليه السلام وقد اعتل من قصيدة:
التمييز
في مشتركات الطريحي والكاظمي يعرف داود بن القاسم الجعفري الثقة برواية ابن أبي عبد الله عنه وهو أحمد ابن محمد بن خالد البرقي وزاد الكاظمي رواية علي بن إبراهيم كما في الكافي وإبراهيم بن هاشم كما في التهذيب عنه وعن جامع الرواة أنه زاد نقل رواية يحيى بن هاشم وإسحاق بن زياد ومحمد بن حسان وأبي أحمد بن راشد وأحمد بن محمد بن عيسى ومحمد بن أحمد العلوي ومحمد بن زياد عنه اه. وذكر الكشي في الفضل بن شاذان أنه يروي عن جماعة وعد منهم أبا هاشم داود بن القاسم الجعفري.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 377