خليل بن أوفى أبو الربيع الشامي الخلاف في اسمه
اتفقوا على كنيته واختلفوا في اسمه فقيل خليل باللام وقيل خليد بالدال وقيل خالد وقيل خلد وفي الرياض المشهور أنه باللام الثانية أخيرا ويجيء بالدال أخيرا ولعل الثاني أظهر وفي الخلاصة ومنهج المقال المطبوعين أبو الربيع الشامي اسمه خليل بن أوفى (خليل) باللام وما عن بعض نسخ الخلاصة من إبدال أوفى بالواو بأرفى بالراء تصحيف ونقل عن الخلاصة خليد بن أوفى بالدال ولعله الصواب لأنه كذلك عند النجاشي قال في باب الأسماء خليد بن أوفى أو الربيع الشامي العنزي روى عن أبي عبد الله عليه السلام له كتاب يرويه عبد الله بن مسكان أخبرناه أحمد بن محمد بن هارون حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد حدثنا يحيى بن زكريا بن شيبان الكندي أبو عبد الله حدثنا عبد الله بن سنان حدثنا ابن مسكان عن أبي الربيع بكتابه وفي باب الكنى أبو الربيع الشامي أخبرنا ابن نوح عن الحسن بن علي عن أحمد ابن إدريس عن محمد بن أحمد بن يحيى عن محمد بن الحسين بن أبي الخطاب عن الحسن بن محبوب عن خالد ابن حرير عن أبي الربيع الشامي بكتابه والشيخ في رجاله سماه خالد فقال في رجال الباقر عليه السلام خالد بن أوفى أبو الربيع العنزي الشامي. ومر في خالد بن أوفى أن خليد تصغير خالد ومن هنا يقوى الظن بأن اسمه خالد ويصغر فيقال خليد وإن كان القياس خويلد وأن خليل باللام تصحيف خليد بالدال. وإن خليل باللام لا وجود له وفي الفهرست أبو الربيع الشامي له كتاب أخبرنا ابن أبي جيد عن محمد بن الحسن عن سعد الحميري عن محمد بن الحسين عن الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي وفي أمل الآمل ذكره باللام فقال خليل بن أوفى أبو الربيع العاملي الشامي من أصحاب الصادق عليه السلام مذكور في كتب الرجال خاليا من الذم بل هو ممدوح كثير الرواية والحديث له كتب وذكره الصدوق في آخر الفقيه وذكر طريقه إليه وروى عنه كثيرا واعتمد عليه وهو مدح له لما علم من أول كتابه وروى عنه سائر علمائنا ومحدثينا واحتجوا برواياته وعملوا بها وذكر الشيخ والنجاشي أنه له كتابا وذكرا طريقهما إليه وهو نوع مدح حيث ظهر أنه من مؤلفي الشيعة وذكره الشيخ في أصحاب الباقر عليه السلام وقال: خلد وفي نسخة خالد (وفي الرياض الظاهر أنه لا تفاوت بين نسختي خلد وخالد كالحرث والحارث ومثله شائع كثير) وقد استدل الشهيد في شرح الإرشاد على صحة رواياته برواية الحسن بن محبوب عنه كثيرا مع الإجماع على تصحيح ما يصح عن الحسن وروى عنه ابن مسكان أيضا وهو من أصحاب الإجماع وجملة منهم رووا عنه كثيرا وذكر النجاشي أنه روى عن أبي عبد الله عليه السلام ولو قيل بتوثيقه وتوثيق جميع أصحاب الصادق عليه السلام إلا من ثبت ضعفه لم يكن بعيدا لأن المفيد في الإرشاد وابن شهراشوب في معالم العلماء والطبرسي في أعلام الورى قد وثقوا أربعة آلاف من أصحاب الصادق عليه السلام والموجود منهم في جميع كتب الرجال والحديث لا يبلغون ثلاثة آلاف وذكر العلامة وغيره أن ابن عقدة جمع الأربعة الآلاف المذكورين في كتب الرجال ونقل بعضهم أنه لم يذكر أبا الربيع (وفي نسخة الرياض ونقل بعضهم أنه ذكر أبا الربيع) . وقال في الحاشية: جميع ما أوردناه في فوائد المقدمة إذا ضم إلى ما ذكر هنا يضعف جانب التوقف في توثيقه والله أعلم وما ذكره جيد جدا ولكنه أراد أن يستكثر به في علماء بلاده فنسبه بالعاملي ونحن نود ذلك أيضا لكن نسبته بالشامي التي لم يعلم سببها لا تصحح إدراجه في عداد علماء جبل عاملة ولو توسعا كما في أبي تمام وعلماء الكرك.
وثاقته
مر عن أمل الآمل ما يمكن أن يستدل به على وثاقته وقال الشهيد في غاية المراد في مسألة بيع الثمرة بعد ذكر خبر في سنده الحسن بن محبوب عن خالد بن جرير عن أبي الربيع الشامي ما لفظه وقد قال الكشي: أجمعت العصابة على تصحيح ما يصح عن الحسن بن محبوب قلت: في هذا توثيق لأبي الربيع الشامي واسمه خليل بن أوفى ولم ينص الأصحاب على توثيقه فيما علمته غير أن الشيخ ذكره في كتابيه وبعض المتأخرين أثبته في المعول على روايته اه وفي التعليقة: في الكافي حديث يدل على تشيعه إلا أنه يستفاد منه ذمه اه وفي مستدركات الوسائل إن هذا مما يستغرب أما تشيعه فهو كما قال المحقق السيد صدر الدين غير خفي على ممن تتبع أخباره (منها) ما في الكافي في باب علم الإمام بسندين فيهما صفوان وفي باب حسن المعاشرة بسنده عنه دخلت على أبي عبد الله عليه السلام والبيت غاص بأهله فيه الخراساني والشامي ومن أهل الآفاق. فقال عليه السلام أيا شيعة آل محمد اعلموا أنه ليس منا من لم يملك نفسه عند غضبه ومن لم يحسن صحبة من صحبه ومخالفة من خالفه وموافقة من وافقه ومجاورة من جاوره وممالحة من مالحه يا شيعة آل محمد اتقوا الله ما استطعتم ولا حول ولا قوة إلا بالله أما استفادة الذم من الحديث الذي أشار إليه فعجيب ففيه بإسناده عن أبي الربيع الشامي عن أبي جعفر عليه السلام قال لي: ويحك يا أبا الربيع لا تطلبن الرياسة ولا تك ذنبا ولا تأكل بنا الناس فيفقرك الله ولا تقل فينا ما لا نقول في أنفسنا فإنك موقوف ومسؤول لا محالة فإن كنت صادقا صدقناك وإن كنت كاذبا كذبناك وهذا لا يفيد ذما ففي التنزيل ولا تقف ما ليس لك به علم ولا تدع مع الله إلها آخر وما كل ما يوعظ به الرجل وينهي عنه يكون فيه وقد نهى عليه السلام عبد الله بن مسكان وأبا حمزة الثمالي ومحمد بن مسلم وهم أجلاء هذه الطائفة عن أشياء مذكورة في هذا الباب من الكافي قبل الخبر وبعده ولم يستشعر أحد من ذلك قدحا فيهم اه بل الصواب أن هذا الخبر أقرب إلى مدحه لدلالته على كمال الشفقة عليه وأنه محل لأن يوعظ ويؤدب مع مخاطبته بويحك التي هي كلمة ترحم وشفقة.
التمييز
في مشتركات الطريحي في باب الكنى أبو الربيع مشترك بين رجلين لاحظ لهما في التوثيق ويمكن استعلام أنه الشامي العنزي برواية عبد الله بن مسكان وخالد بن جرير عنه.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 348