الشيخ خلف بن بشارة وآل موحي الخيقاني الغروي في نشوة السلافة لسبطه:
عنده من علم البلاغة غامضة ومصونة وعليه تهدلت فروعه وغصونه زين المجالس والمحافل في الدروس ووشح في تحقيقه الدفاتر والطروس شم من روض الأدب أقحوانه وعراره وجنى من تباشير ربيعه بهارها ونواره وهو عم والدي وجدي وإليه ينتهي رسمي وحدي أدركته وأنا صغير وحظي لديه كبير لأنه كان يؤثرني على أولاده ويخصني بنوافله وإرفاده ومن شعره قوله:
ابك المنازل عند منعرج اللوى | فلعلنا نطفي لهيبا للجوى |
دار بها قمر المحاسن طالما | جذب القلوب إليه من أهل الهوى |
لله أيام خلت في وصله | ما شا بها مر الصدود ولا النوى |
ولكم قطعت إليه برا واسعا | من فوق طرف سابح عبل الشوا |
يا عالما بقوافي الشعر قد برعا | وللعلوم على أنواعها جمعا |
أعبت نظمي بلا نقض وجدته به | فهل يعاب هلال عندما طلعا |
وذاك أول شعر قلته حدثا | والشعر ما لاح في وجهي ولا وزعا |
فإن أخذت طريقا في مخاصمتي | تجد هزبرا لروح الخصم منتزعا |
لا تحقرن صغيرا في مخاصمة | فربما قتل الزنبور إذ لسعا |
تبسم ثغر الصبح والليل عباس | وطابت بهبات الصبا منه أنفاسه |
وغنى حمام الدوح والروض زاهر | وهبت لشرب الراح بالكأس أكياس |
غطارفة أقمار تم وجوههم | مطاعيم للأضياف في الحرب نهاس |
وفي حيهم ريم حمته رماحهم | إذا ما مشى للحلي صوت وأجراس |
فكم زرته والليل وحف فروعه | وما ارتاع لي قلب وإن طاف حراس |
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 6- ص: 329