ابن رشيق الحسن بن رشيق القيرواني، أبو علي: أديب، نقاد، باحث. كان أبوه من موالي الأزد. ولد في المسيلة (بالمغرب) وتعلم الصياغة، ثم مال إلى الألدب وقال الشعر، فرحل إلى القيروان سنة 406 ومدح ملكها، واشتهر فيها. وحدثت فتانة فانتقل إلى الجزيرة صقلية، وأقام بمارز (Mazzara) إحدى مدنها، غلى أن توفى. من كتبه (العمدة في صناعة الشعر ونقده - ط) و (قراضة الذهب - ط) في النقد، و (الذوذ في اللغة) و (أنموذج الزمان في شعراء القيروان) و (ديوان شعره - ط) و (ميزان العمل في تاريخ الدول) و (شرح موطأ مالك) و (الروضة الموشية في شعراء المهدية) و (تاريخ القيروان) و (المساوي) في السرقات الشعرية
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 191
ابن رشيق الحسن بن رشيق القيرواني، أبو علي، الأزدي مولاهم، المسيلي الأصل، الأديب الشاعر الناقد، اللغوي.
ولد بالمسيلة (المحمدية بالجزائر) وعرف أبوه برشيق، وكان على الراجح مملوكا عتيقا من أصل بيزنطي (رومي) حليفا للأزد، وكان صائغا، وتعلم منه ابنه هذه الصناعة، وبعد دراسته الأولية بدأ ميله للأدب فقال الشعر قبل أن يبلغ الحلم. وتاقت نفسه إلى التزيد من المعرفة والرغبة في استكمال معلوماته فارتحل إلى القيروان فوصلها سنة 406/ 1016 سنة وفاة ابن باديس، وله من العمر سبع عشرة سنة أو عشرون سنة، وتتلمذ على مشاهير رجال المدرسة الأدبية بالقيروان أمثال: الخشني، والقزاز، وإبراهيم الحصري، والنهشلي الذي سبق له التعرف به - فيما يبدو - بمسقط رأسه المسيلة، والراوية محمد بن إبراهيم السمين، وغيرهم.
ومنذ سنة 410/ 1020 أصبح محميا لنصير الآداب علي بن أبي الرجال الشاعر الأديب الفلكي رئيس ديوان الانشاء حيث استخدم فيه ابن رشيق. وفي نفس السنة أصبح شاعر بلاط المعز بن باديس، واحد المقربين لديه، ومنذ ذلك الحين لم يكف مجده عن الارتفاع بفضل شاعريته وصفاته المعنوية، فهو بشوش، ذو فكر جميل، ممتلئ رشاقة، وكان المعز معجبا به لأجل شعره الذي نال شهرة فائقة في حياته في الأندلس وصقلية. وكان بينه وبين ابن شرف في أول الأمر مواصلة، ثم آلت إلى خصومة ومناقضة
ومنافسة غذاها خفية الأمير المعز الهمت ابن رشيق تأليف عدد من رسائل الهجاء، وأثارت غالبا مساجلات شعرية بينهما، ولم ينته ما بينهما إلا في صقلية بتدخل من المعجبين الصقليين بالشاعرين.
وبعد سقوط القيروان وتخريبها من الاعراب الهلاليين في سنة 449/ 1057 تابع ابن رشيق المعز إلى المهدية، ونظم المدائح في المعز وابنه تميم حاكم المهدية، بالرغم من أنه تحمل أحيانا غضبا قاسيا من المعز الذي أصبح سريع الغضب بعد طوارق الدهر.
ولما هاجم أسطول مسيحي المهدية قال مخاطبا الأمير تميم بن المعز:
تثبت لا يخامرك اضطراب | فقد خضعت لعزتك الرقاب |
مما يزهدني في أرض أندلس | القاب معتصم فيها ومعتضد |
ألقاب سلطنة في غير مملكة | كالهر يحكي انتفاخا صولة الأسد |
إن ترمك الغربة في معشر | قد جبل الطبع على بغضهم |
فدارهم ما دمت في دارهم | وأرضهم ما دمت في أرضهم |
دار الغرب الإسلامي، بيروت - لبنان-ط 2( 1994) , ج: 2- ص: 350
ابن رشيق القيرواني الشاعر الحسن بن رشيق القيرواني، أحد البلغاء الأفاضل الشعراء.
ولد بالمسيلة وتأدب بها قليلا، ثم ارتحل إلى القيروان سنة ست وأربعمائة.
كذا قال ابن بسام. وقال غيره: ولد بالمهدية سنة تسعين وثلاثمائة، وتوفي سنة ثلاث وستين وأربعمائة.
وكانت صنعة أبيه في بلده- وهي المحمدية- الصياغة، فعلمه أبوه صنعته، وقرأ الأدب بالمحمدية وقال الشعر، وتاقت نفسه إلى التزيد منه وملاقاة أهل الأدب، فرحل إلى القيروان، واشتهر بها، ومدح صاحبها ولم يزل بها إلى أن هجم العرب عليها وقتلوا أهلها وخربوها، فانتقل إلى صقلية، وأقام بمازر إلى أن مات.
وكان أبوه روميا. واختلف في تاريخ وفاته.
وكان بينه وبين ابن شرف القيرواني مناقضات ومهاجاة. وصنف عدة رسائل في الرد عليه، منها: رسالة سماها ساجور الكلب، ورسالة نجح المطلب، ورسالة: قطع الأنفاس، ورسالة: نقض الرسالة الشعوذية، والقصيدة الدعية، والرسالة المنقوضة، ورسالة رفع الإشكال ودفع المحال.
وله كتاب أنموذج الشعراء، شعراء القيروان، و رسالة قراضة الذهب. و العمدة في معرفة صناعة الشعر ونقده وعيوبه، وهو كتاب جيد وغير ذلك.
وقد وقفت على هذه المصنفات، والرسائل المذكورة جميعها، فوجدتها تدل على تبحره في الأدب، واطلاعه على كلام الناس، ونقله لمواد هذا الفن وتبحره في النقد. وله كتاب شذوذ اللغة يذكر فيه كل كلمة جاءت شاذة في بابها.
ومن شعره:
أحب أخي وإن أعرضت عنه | وقل على مسامعه كلامي |
ولي في وجهه تقطيب راض | كما قطبت في وجه المدام |
ورب تقطب من غير بغض | وبغض كامن تحت ابتسام |
إذا ما خففت كعهد الصبا | أبت ذلك الخمس والأربعونا |
وما ثقلت كبرا وطأتي | ولكن أجر ورائي السنينا |
وقائلة ماذا الشحوب وذا الضنى | فقلت لها قول المشوق المتيم |
هواك أتاني وهو ضيف أعزه | فأطعمته لحمي وأسقيته دمي |
ذمت لعينك أعين الغزلان | قمر أقر لحسنه القمران |
ومشت فلا والله ما حقف النقا | مما أرتك ولا قضيب البان |
وثن الملاحة غير أن ديانتي | تأبى علي عبادة الأوثان |
يا ابن الأعزة من أكابر حمير | وسلالة الأملاك من قحطان |
من كل أبلج آمر بلسانه | يضع السيوف مواضع التيجان |
في الناس من لا يرتجى نفعه | إلا إذا مس بإضرار |
كالعود لا يطمع في طيبه | إلا إذا أحرق بالنار |
أقول كالمأسور في ليلة | ألقت على الآفاق كلكالها |
يا ليلة الهجر التي ليتها | قطع سيف الهجر أوصالها |
ما أحسنت جمل ولا أجملت | هذا وليس الحسن إلا لها |
ومن حسنات الدهر عندي ليلة | من العمر لم نترك لأيامها ذنبا |
خلونا بها تنفي القذى عن عيوننا | بلؤلؤة مملوءة ذهبا سكبا |
وملنا لتقبيل الثغور ولثمها | كمثل جناح الطير يلتقط الحبا |
كم من عناق لنا ومن قبل | مختلسات حذار مرتقب |
نقر العصافير- وهي خائفة | من النواطير- يانع الرطب |
أقبله على جزعي | كشرب الطائر الفزع |
رأى ماء فواقعه | وخاف عواقب الطمع |
قد حلمت مني التجا | رب كل شيء غير جودي |
أبدا أقول لئن كسبـ | ـت لأقبضن يدي شديد |
حتى إذا أثريت عد | ت إلى السماحة من جديد |
إن المقام بمثل حا | لي لا يتم مع القعود |
لا بد لي من رحلة | تدني من الأمل البعيد |
معتقة يعلو الحباب متونها | فتحسبه فيها نثير جمان |
رأت من لجين راحة لمديرها | فطافت له من عسجد ببنان |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 12- ص: 0
ابن رشيق القيرواني صاحب التصانيف اسمه حسن.
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 14- ص: 0
الحسن بن رشيق القيرواني مولى الأزد كان شاعرا أديبا نحويا لغويا حاذقا عروضيا كثير التصنيف حسن التأليف، وكان بينه وبين ابن شرف الأديب مناقضات ومحاقدات، وصنف في الرد عليه عدة تصانيف.
كان أبوه رشيق روميا- ذكر ذلك هو في الرد على ابن شرف بعد ذكره نسب ابن شرف: هو اسم امرأة نائحة، ثم قال: وأما أنا فنظر الله في وجهة هذا الشيخ إلي، وأتم به النعمة علي، فما أبغى به أبا، ولا أرضى بمذهبه مذهبا، رضيت به روميا لا دعيا ولا بدعيا.
تأدب ابن رشيق على أبي عبد الله ابن جعفر القزاز القيرواني النحوي اللغوي وغيره من أهل القيروان، ومات بالقيروان سنة ست وخمسين وأربعمائة عن ست وستين سنة، ذكر ابن رشيق هذا نفسه في كتابه الذي صنفه في شعراء عصره ووسمه ب «الأنموذج» فقال في آخره: صاحب الكتاب هو حسن بن رشيق، مولى من موالي الأزد، ولد بالمحمدية سنة تسعين وثلاثمائة، وتأدب بها يسيرا وقدم إلى الحضرة سنة ست وأربعمائة، وامتدح سيدنا خلد الله دولته (قال المؤلف: يعني المعز بن باديس بن المنصور) سنة عشر بقصيدة أولها:
ذمت لعينك أعين الغزلان | قمر أقر لحسنه القمران |
ومشت ولا والله ما حقف النقا | مما أرتك ولا قضيب البان |
وثن الملاحة غير أن ديانتي | تأبى علي عبادة الأوثان |
يا ابن الأعزة من أكابر حمير | وسلالة الأملاك من قحطان |
من كل أبلج واضح بلسانه | يضع السيوف مواضع التيجان |
لدن الرماح لما تسقى أسنتها | من مهجة القيل أو من ثغرة البطل |
لو أثمرت من دم الأعداء سمر قنا | لأورقت عنده سمر القنا الذبل |
إذا توجه في أولى كتائبه | لم تفرق العين بين السهل والجبل |
فالجيش ينفض حوليه أسنته | نفض العقاب جناحيها من البلل |
يأتي الأمور على رفق وفي دعة | عجلان كالفلك الدوار في مهل |
أما لئن صح ما جاء البريد به | ليكثرن من الباكين أشياعي |
ما زلت أفزع من يأس الى طمع | حتى ترفع يأسي فوق أطماعي |
فاليوم أنفق كنز العمر أجمعه | لما مضى واحد الدنيا باجماع |
قالوا رأينا فراتا ليس يوجعه | ما يوجع الناس من هجو إذا قذفا |
معتقة يعلو الحباب متونها | فتحسبه فيها نثير جمان |
رأت من لجين راحة لمديرها | فطافت له من عسجد ببنان |
ومن حسنات الدهر عندي ليلة | من العمر لم تترك لأيامها ذنبا |
خلونا بها ننفي القذى عن عيوننا | بلؤلؤة مملوءة ذهبا سكبا |
كم من عناق لنا ومن قبل | مختلسات حذار مرتقب |
نقر العصافير وهي خائفة | من النواطير يانع الرطب |
قد أحكمت مني التجارب | كل شيء غير جودي |
أبدا أقول لئن كسبت | لأقبضن يدي شديد |
حتى إذا أثريت عدت | إلى السماحة من جديد |
إن المقام بمثل حالي | لا يتم مع القعود |
لا بد لي من رحلة | تدني من الأمل البعيد |
في الناس من لا يرتجى نفعه | إلا إذا مس باضرار |
كالعود لا يطمع في طيبه | إن أنت لم تمسسه بالنار |
أقول كالمأسور في ليلة | ألقت على الآفاق كلكالها |
يا ليلة الهجر التي ليتها | قطع سيف الهجر أوصالها |
ما أحسنت جمل ولا أجملت | هذا وليس الحسن إلا لها |
أحب أخي وإن أعرضت عنه | وقل على مسامعه كلامي |
ولي في وجهه تقطيب راض | كما قطبت في وجه المدام |
ورب تجهم من غير بغض | وضغن كامن تحت ابتسام |
من جفاني فإنني غير جاف | صلة أو قطيعة في عفاف |
ربما هاجر الفتى من يصافيه | ولاقى بالبشر من لا يصافي |
المرء في فسحة كما علموا | حتى يرى شعره وتأليفه |
فواحد منهما صفحت له | عنه وجازت له زخاريفه |
وآخر أنت منه في غرر | إن لم يوافق رضاك تثقيفه |
وقد بعثنا كيسين ملؤهما | نقد امرئ حاذق وتزييفه |
فانظر وما زلت أهل معرفة | يا من لنا علمه ومعروفه |
ولو غيرك الموسوم عندي برتبة | لأعطيت فيه مدعي القوم ما ادعى |
فلا تتخالجك الظنون فإنها | مآثم واترك للصنائع موضعا |
فو الله ما طولت باللوم فيكم | لسانا ولا عرضت للذم مسمعا |
ولا ملت عنكم بالوداد ولا انطوت | حبالي ولا ولى ثنائي مودعا |
بلى ربما أكرمت نفسي فلم تهن | وأجللتها عن أن تذل وتخضعا |
فباينت لا أن العداوة باينت | وقاطعت لا أن الوفاء تقطعا |
إن الذي صاغت يدي وفمي | وجرى لساني فيه أو قلمي |
مما عنيت بسبك خالصه | واخترته من جوهر الكلم |
لم أهده إلا لتكسوه | ذكرا يجدده على القدم |
لسنا نزيدك فضل معرفة | لكنهن مصايد الكرم |
فاقبل هدية من أشدت به | ونسخت عنه آية العدم |
لا تحسن الدنيا أبا حسن | تأتي بمثلك فائق الهمم |
دار الغرب الإسلامي - بيروت-ط 0( 1993) , ج: 2- ص: 866