الشيخ حسن البنا حسن بن أحمد بن عبد الرحمن البنا: مؤسس جمعية (الإخوان المسلمين) بمصر، وصاحب دعةتهم، ومنظم جماعتهم. ولد في المحمودية (قرب الإسكندرية) وتخرج بمدرسة دار العلوم بالقاهرة، واشتغل بالتعليم، فتنقل في بعض البلدان، متعرفا إلى أهلها، مختبرا طباعهم وعاداتهم. واستقر مدرسا في مدينة الإسماعلية، فاستخلص أفرادا صارحهم بما في نفسه، فعاهدوا على السير معه (لإعلاء كلمة الإسلام) واختار لنفسه لقب (المرشد العام) فأقاموا بالإسماعيلية أول دار (للإخوان) وبادروا إلى إعلان (الدعوة) بالدروس والمحاضرات والنشرات، واانفرد هو بزيارة المدن اخرة. ثم كان يةجه بعض ثقافة في رحلات. فما عتم أن أصبح له في كل بلد سعى إليه دار، و (دار الإسماعيلية) مركز قيادة الدعوة. ولم يقتصر على دعوة الرجال، فأنشأ في الإسماعيلية (معهد أمهات المسلمين) لتربية البنات تربية دينية صالحة، ونقل (مدرسا) إلى القاهرة، فانتقل معه (المركز العام ومقر القيادة) ولقى فيها إقبالا على دعوته. وعظم أمر (الإخوان وناهز عددهم نصف مليون. وخشى رجال السياسة في مصر اصطدامهم بهم، فحاولوا إبعادهم عن (السياسة) فقام الشيخ يعرف الإسلام في إحدى خطبه الكثيرة، بأنه (عقيدة وعبادة ووطن وجنسية وسماحة وقوة وخلق ومادة وثقافة وقانون) وأنشأ بالقاهرة جريدة (الإخوان المسلمين) يومية، فكانت منبرة الكتابي إلى جانب منابرة الخطابية. وحدثت كارثة فلسطين، فكانت (كتيبة) الإخوان المسلمين فيها، من أنشط الكتائب المتطوعة. ونودى بالهدنة، وفي أيدي (الإخوان) سلاح دربوا على استعماله، وادخروه للملمات، فحدثت في القاهرة والإسكندرية أحداث إرهابية عجزت السلطات القائمة عن معالجتها، فلجأ رئيس الزارة (محمود فهمي النقراشي) إلى إقفال أندية (الإخوان) ومطاردة البارزين منهم، واعتقال الكثيرين، والتضييق على زعيمهم (البنا) فتحولوا إلى (خلايا) سرية، تعمل في الخفاء. وتصدى أحدهم إلى النقراشي، فاغتله جهرة، أمام حرسه وجنده. ولم يمض وقت طويل حتى قام أشخاص (مجهولون) فاعترضوا (البنا) وهو أمام مركز (جمعية الشبان المسلمين) في القاهرة، ليلا، فأطلقوا عليه رصاصهم وفروا. ولم يجد البنا من يضمد جراحه، فتوفي بعد ساعتين. وكان خطيبا فياضا، ينحو منحى الوعظ والأرشاد، في خطبة، وتدور آيات القرآن الكريم على لسانه، منظما، يعمل في هدوء ويبنى في اطمئنان. له مذكرات نشرت بعد وفاته باسم (مذكرات الدعوة والداعية) وكتب في سيرته (روح وريحان، من حياة داع ودعوة - ط) لأحمد أنس الحجاجي

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 183