عرقلة الأعور حسان بن نمير بن عجل الكلبي، أبو الندى: شاعر، من الندماء. كان من سكان دمشق، واتصل بالسلطان صلاح الدين الأيوبي، فمدحه ونادمه. ووعده السلطان بأن يعطيه ألف دينار إذا استولى على الديار المصرية، فلما احتلها أعطاه ألفين، فمات فجأة قبل أن ينتفع بفجأة الغنى. له (ديوان شعر)
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 177
عرقلة الدمشقي حسان بن نمير بن عجل، أبو الندى الكلبي الدمشقي، الشاعر النديم الخليع المطبوع المعروف بعرقلة. كان وعده السلطان صلاح الدين إن أخذ الديار المصرية أن يعطيه ألف دينار فلما أخذها قال:
قل للصلاح معيني عند إقتاري | يا ألف مولاي أين الألف دينار |
أخشى من الأسر إن حاولت أرضكم | وما تفي جنة الفردوس بالنار |
فجد بها عاضديات موفرة | من بعدما خلف الطاغي أخو العار |
حمرا كأسيافكم غرا كخيلكم | عتقا ثقالا، كأعدائي وأطماري |
أما دمشق فجنات مزخرفة | للطالبين، بها الولدان والحور |
ما صاح فيها على أوتاره قمر | إلا وغناه قمري وشحرور |
يا حبذا ودروع الماء ينسجها | أنامل الريح إلا أنها زور |
ترى عند من أحببته، لا عدمته | من السوق ما عندي وما أنا صانع |
جميعي إذا حدثت عن ذاك أعين | وكلي إذا نوجيت عنه مسامع |
رويدكم يا لصوص الشام | فإني لكم ناصح في المقال |
أتاكم سمي النبي الكر | يم يوسف رب الحجى والجمال |
فذاك يقطع أيدي النسا | وهذا يقطع أيدي الرجال |
عندي إليكم من الأشواق والبرحا | ما صير الجسم من بعد الضنى شبحا |
أحبابنا لا تظنوا بي سلوكم | الحال ما حال والتبريح ما برحا |
لو كان يسبح صب في مدامعه | لكنت ول من في دمعه سبحا |
أو كنت أعلم أن البين يقتلني | ما بنت عنكم ولكن فات ما ذبحا |
يا ليل طرته وصبح جبينه | أنصرتماه وأنتما أضداد |
بل يا سنا برق الجمال بثغره | كيف انخدعت فأحدقت بك صاد |
أمبلبلي بفتون فترة طرفه الـ | ـنبال حسبي خدك الزراد |
ألا قل للربيع أبي الحسين | أراني الله عينك مثل عيني |
ألا قل لابن كلب لا ابن عجل | أراني الله رجلك مثل رجلي |
أقول والقلب في هم وتعذيب | يا كل يوسف ارحم نصف يعقوب |
يا لائمي هل رأيت أعجب من | ذي عور هائم بذي حول |
أقل في عينه ويكثر في.. | عيني بضد القياس والمثل |
ما آفتي غير ورد وجنته | والورد لا شك آفة الجعل |
مهفهف كالقضيب معتدل | وحكمه في غير معتدل |
قد ذقت منه هجرا أمر من الـ | ـصبر ووصلا أحلى من العسل |
جفاني صديقي حين أصبحت معدما | وأخرني دهري وكنت مقدما |
وسافرت جهلا فانعورت وإن أعد | إلى سفرة أخرى قدمت على العمى |
وكم من طبيب قال تبرا، أجبته | كذبت ولو كنت المسيح بن مريما |
يا ملكا ما برحت كفه | تجود بالمال على كفي |
أفلح بالعشرين من لم يزل | في رأس عشرين من الكهف |
يا ألف مولاي ولكنها | محسوبة من جملة الألف |
كتم الهوى فوشت عليه دموعه | من حر جمر تحتويه ضلوعه |
صب تشغل بالربيع وزهره | قوم وفي وجه الحبيب ربيعه |
يا لائمي في من تمنع وصله | عن بغيتي، أحلى الهوى ممنوعه |
كيف التخلص أن تجنى أو جنى | والحسن شيء ما يرد شفيعه |
شمس ولكن في فؤادي حرها | بدر ولكن في القباء طلوعه |
قال العوازل ما الذي استحسنته | فيه وما يسبيك؟ قلت: جميعه |
خرف الخريف وأنت في شغل | عن بهجة الأيام والحقب |
أوراقه صفر وقهوتنا | صفراء مثل الشمس في لهب |
يأتي بها غيري وأشربها | ذهبا على ذهب بلا ذهب |
يا من إذا جئته سؤولا | ولست بالسائل اللجوج |
حرك لي موعدا بمطل | حادي عشر من البروج |
صفات القويضي فتى مشرق | يحار لها العالم الراسخ |
ذكي ولكنه لاذن | أصيل ولكنه كامخ |
يقولون قد أرخصت شعرك في الورى | فقلت لهم: إذ مات أهل المكارم |
أجازى الشعر الشعير وإنه | كثير إذا خلصته من بهائم |
لله شبلا أسد خادر | ما فيهما جبن ولا شح |
ما أقبلا إلا وقال الورى: | قد جاء نصر الله والفتح |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
عرقلة الشاعر حسان بن نمير
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 19- ص: 0