حذيفة بن اليمان حذيفة بن حسل بن جابر العبسي، أبو عبد الله، واليمان لقب حسل: صحابى، من الولاة الشجعان الفاتحين. كان صاحب سر النبي (ص) في المنافقين، لم يعلمهم أحد غيره. ولما ولى عمر سأله: أفي عمالي أحد من المنافقين؟ فقال: نعم، واحد. قال: من هو؟ قال: لا أذكره. وحدث حذيفة بهذا الحديث بعد حين فقال: وقد عزله عمر كأنما دل عليه. وكان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة، فان حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، والإ لم يصل عليه. وولاه عمر على المدائن (بفارس) وكانت عادته إذا استعمل عاملا كتب في عهده (وقد بعثت فلانا وأمرته بكذا) فلما استعمل حذيفة كتب في عهده (اسمعوا له وأطيعوه، وأعطوه ما سألكم) فلما قدم المدائن استقبله الدهاقين، فقرأ عهده. فقالوا: سلنا ما شئت، فطلب ما يكفيه من القوت. وأقام بينهم فأصلح بلادهم. وهاجم نهاوند 0سنة 22هـ) فصالحه صاحبها على مال يؤديه في كل سنة. وغزا الدينور، وماه سندان، فافتتحهما عنوة (وكان سعد بن أبى وقاس قد فتحهما ونقضتا العهد) ثم غزا همدان والري، فافتتحهما عنوة. واستقدمه عمر إلى المدينة، فلما قرب وصوله اعترضه عمر في ظاهرها، فرآه على الحال التي خرج بها، فعانقه وسر بعفته. ثم أعاده إلى المدائن، فتوفي فيها. له في كتب الحديث 225 حديثا

  • دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 171

أبو عبد الله الأنصاري كنية حذيفة بن اليمان.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 2- ص: 374

حذيفة بن حسيل العبسي يأتي بعنوان حذيفة بن اليمان

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 589

حذيفة بن اليمان القطعي العبسي أبو عبد الله حليف بني عبد الأشهل.

وفاته ومدفنه

توفي بالمدائن في 5 صفر سنة 36، وذلك لما ستعرف من أنه توفي بعد بيعة أمير المؤمنين علي عليه السلام بأربعين يوما، وكانت بيعته لخمس بقين من ذي الحجة سنة 35. وفي الاستيعاب: مات حذيفة سنة 36، والأول أصح. وفي المستدرك للحاكم بسنده عن عبد الله بن نمير قال: مات حذيفة سنة 36 وقيل أنه مات بعد عثمان بأربعين ليلة وبسنده عن محمد بن عمر الواقدي عاش حذيفة إلى أول. خلافة علي سنة 36 وزعم بعضهم إن وفاته كانت بالمدائن سنة 35 بعد مقتل عثمان بأربعين ليلة. ثم روى بسنده عن محمد بن جرير قال هذا القول - يعني وفاته سنة 35 - خطأ وأظن لصاحبه أما إن يكون لم يعرف الوقت الذي قتل فيه عثمان، وأما إن يكون لم يحسن إن يحسب، وذلك لأنه لا خلاف بين أهل السير كلهم إن عثمان قتل في ذي الحجة من سنة 35 من الهجرة، وقالت جماعة منهم: قتل لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه. فإذا كان مقتل عثمان في ذي الحجة وعاش حذيفة بعده أربعين ليلة، فذلك في السنة التي بعدها. وقال ابن الأثير في حوادث سنة 36: فيها مات حذيفة بن اليمان بعد قتل عثمان يسير ولم يدرك الجمل. وفي تاريخ بغداد بسنده عن محمد بن سعد: جاء نعي عثمان وحذيفة بالمدائن ومات حذيفة بها سنة 36 اجتمع على ذلك محمد بن عمر - يعني الواقدي - والهيثم بن عدي، ثم روى بسنده عن بلال بن يحيى: عاش حذيفة بعد قتل عثمان أربعين ليلة، وبسنده عن عمرو بن علي ومحمد بن المثنى أبي موسى قالا: مات حذيفة بن اليمان بالمدائن سنة 36 قبل قتل عثمان بأربعين ليلة. وقولهما قبل قتل عثمان خطأ لأن عثمان قتل في آخر سنة 35. وفي تاريخ دمشق قال أبو نعيم: مات حذيفة بعد قتل عثمان بن عفان وروي أنه عاش بعده أربعين ليلة، وأكثر الروايات أنه مات سنة 36 وقيل سنة 35 والله أعلم. وفي مروج الذهب: كان حذيفة عليلا بالكوفة في سنة 36 فبلغه قتل عثمان وبيعة علي، إلى إن قال: ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام وقيل بأربعين يوما. وفي طبقات ابن سعد قال محمد بن عمر (الواقدي): مات حذيفة بالمدائن بعد قتل عثمان بن عفان وجاء نعيه وهو يومئذ بالمدائن، ومات بعد ذلك بأشهر سنة 36وقبره بالمدائن مزور معروف كان قريبا من الشط فخيف طغيان الماء عليه فنقل ترابه إلى مشهد سلمان في زماننا هذا، وعمل له ضريح وزرناه مرتين ثانيتهما في سنة 1352. ونقل الكفعمي في حاشية كتابه المعروف بالمصباح عن تلخيص الآثار إن قبره بالمدائن. ونقل عن جمال الدين بن داود إن حذيفة توفي بالكوفة. وابن داود، كما يأتي، لم يقل أنه توفي بالكوفة وإنما قال: أنه سكن الكوفة وتوفي بالمدائن، وكان نسخته من رجال ابن داود كانت مغلوطة، نعم يظهر ذلك من المسعودي كما مر وليس بصواب.

نسبه

في الاستيعاب وأسد الغابة: أنه حذيفة بن اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن قطيعة ابن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان. وفي تاريخ بغداد: حذيفة بن اليمان واليمان لقب واسمه حسل ويقال حسيل بن جابر بن أسيد بن عمرو بن مازن وقيل اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن ربيعة بن قطيعة الخ. وفي الطبقات الكبير لابن سعد حذيفة بن اليمان وهو ابن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وهو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس. وفي المستدرك للحاكم بسنده عن محمد بن

عمر قال: حذيفة بن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وجروة هو اليمان الذي ولده حذيفة. وفي الإصابة: حذيفة بن اليمان العبسي هو حذيفة بن حسيل أو حسل المعروف باليمان بن جابر بن ربيعة بن فروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس فصاحبا الاستيعاب وأسد الغابة: قدما عمرو على ربيعة وصاحبا الطبقات والمستدرك عكسا وصاحب الإصابة أسقط ابن عمرو، ولعل اسقاطه من النساخ، والأربعة قالوا جروة وهو وحده جعل بدله فروة، والظاهر أنه تصحيف من النساخ.

من هو الملقب باليمان وسبب تلقيبه بذلك

دل كلام الطبقات المتقدم إن اليمان لقب لأبيه حسل ولجده جروة كليهما، وكذلك كلام الاستيعاب الآتي، وصاحب الإصابة ليس في كلامه المتقدم إن اليمان يلقب به جده، بل الذي صرح به أنه لقب أبيه وصاحب المستدرك وصرح في كلامه السابق بان اليمان لقب جروة ولم يقل أنه يلقب به أبوه، لكن قوله الذي ولده حذيفة بظاهره غير صحيح فان حذيفة ليس ولد جروة إلا إن يريد من الولد الحفيد وربما كان في عبارته سقط من النساخ، فإن كون اليمان لقب أبيه متفق عليه وربما كان صوابها وجروة هو اليمان وهو لقب حسيل الذي ولده حذيفة أو نحو ذلك. وابن الأثير، كما يأتي جعل اليمان لقب أبيه، ونقل عن ابن الكلبي أنه لقب جده جروة. (واليمان) نسبة إلى اليمن، وقياس النسبة فيه يمني، ولكنهم قالوا: يماني، ويمان بحذف ياء النسبة على خلاف القياس وكأنهم في يمان جعلوا الألف عوضا عن ياء النسبة المحذوفة وربما قالوا يمني على القياس. أما سبب تلقيبه باليمان ففي الاستيعاب: إنما قيل لأبيه حسيل اليمان لأنه من ولد اليمان جروة بن الحارث وكان جروة أيضا يقال له اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية. وفي أسد الغابة اليمان لقب حسل بن جابر، وقال ابن الكلبي: هو لقب جروة بن الحارث، وإنما قيل له ذلك - أي لجروة - لأنه أصاب دما في قومه فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل من الأنصار فسماه قومه اليمان لأنه حالف الأنصار وهم من اليمن. وفي المستدرك بسنده عن الواقدي: جروة هو اليمان الذي ولده حذيفة وإنما قيل له اليمان لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية. وفي الإصابة: كان أبوه قد أصاب دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لكونه حالف اليمانية وتزوج والدة حذيفة فولد له بالمدينة. وفي شذرات الذهب: سمي حذيفة بن اليمان لان جده حالف بني عبد الأشهل وهم من اليمن. وفي تهذيب التهذيب اسم اليمان حسيل ويقال حسل بن جابر العبسي حليف بني عبد الأشهل هرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسماه قومه اليمان لأنه حالف اليمانية. والاختلاف بين هذه الأقوال ظاهر بين، فصاحب الاستيعاب جعل اليمان لقبا لحسل ولجروة معا وقال: إن الذي أصاب دما هو جروة لا حسل، وان سبب تلقيب جروة باليمان محالفته بني عبد الأشهل وهم من اليمن وسبب تلقيب حسل باليمان كونه من أولاد جروة. ويبعده أنه كيف لقب باليمان حسل وحده ولم يلقب به باقي أولاد جروة وصاحب أسد الغابة جعل اليمان لقبا لحسل وجعل تلقيب جروة به حكاية عن ابن الكلبي، وابن حجر في الإصابة وتهذيب التهذيب: قال: إن الذي أصاب دما فهرب إلى المدينة فحالف بني عبد الأشهل فسمي اليمان هو حسيل أبو حذيفة لا جده جروة. والحاكم - إن لم يكن في عبارته سقط كما مر - يلوح من كلامه إن الذي يلقب باليمان هو جروة فقط لا حسل وأن حذيفة يقال له ابن اليمان لأنه من أولاد جروة، وصاحب الشذرات كلامه كالصريح في ذلك. ولا يبعد إن يكون هذا الأخير هو الصواب وأن تكون نسبة حذيفة إلى اليمان نسبة إلى جده لا إلى أبيه، فحيث إن في أجداده من له نسبة غريبة وهي اليمان قيل حذيفة بن اليمان ونسب حذيفة إلى اليمان دون باقي آبائه لتكرر ذكره وذكر أحواله فاحتيج إلى تمييزه بلقب لأحد أجداده مشهور، أما إن أباه حسل يلقب باليمان فتوهم نشا من قولهم حذيفة بن اليمان فتوهم إن اليمان لقب أبيه حسل وكذلك كون أبيه حسل أصاب دما في الجاهلية فهرب إلى المدينة نشا من ذلك، وإلا فالذي جرى له هذا هو جده جروة لا أبوه حسل نعم كون أبيه حسل تزوج بالمدينة من بني عبد الأشهل فولد له منها حذيفة هو صواب والله أعلم.

كنيته

اتفق الكل على أنه يكنى أبا عبد الله وروى الحاكم في المستدرك بسنده إلى ربعي بن خراش قال: جاء رجل إلى حذيفة فقال: يا أبا عبد الله.

أبوه

يسمى أبوه حسل بحاء مهملة مكسورة وسين مهملة ساكنة أو حسيل مصغرا ويلقب باليمان، كما مر. وفي رجال بحر العلوم: شهد حذيفة أحدا هو وأبوه حسل أو حسيل بن جابر بن اليمان، وقتل أبوه يومئذ المسلمون خطا يحسبونه العدو وحذيفة يصيح بهم فلم يفقهوا قوله حتى قتل فلما رأى حذيفة إن أباه قد قتل استغفر للمسلمين فقال: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فبلغ ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فزاده خيرا. وروى الحاكم في المستدرك بسنده عن عروة قال قتل أبوه مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم أحد أخطأ المسلمون به يومئذ فحسبوه من المشركين فطفق حذيفة يقول: أبي أبي فلم يفهموه حتى قتلوه فأمر به رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فودي. وفي تاريخ دمشق: قال البرقي قتل أبوه يوم أحد قتله المسلمون ولم يعرفوه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين. وقال عروة بن الزبير: إن حذيفة وأباه لما كانا في غزوة أحد أخطأ المسلمون فجعل حذيفة يقول: أنه أبي أنه أبي فلم يفقهوا قوله حتى قتلوه، فقال حذيفة عند ذلك: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فزادت تلك الكلمة خيرا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وأخرج ديته. وفي الأغاني عن محمد بن إسحاق بإسناده أنه لما خرج رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى أحد رفع حسيل بن جابر وهو اليمان أبو حذيفة بن اليمان وثابت بن وقش بن زعورا في الأطام مع النساء والصبيان، فقال أحدهما لصاحبه وهما شيخان كبيران: لا أبا لك ما تنتظر؟ فوالله إن بقي لواحد منا من عمره إلا ظمء حمار، إنما نحن هامة اليوم أو غد! أفلا نأخذ أسيافنا ثم نلحق برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لعل الله يرزقنا شهادة معه، فأخذا أسيافهما ثم خرجا حتى دخلا في الناس ولم يعلم أحد بهما. فأما ثابت بن وقش فقتله المشركون، وأما حسيل بن جابر اليمان فاختلفت عليه أسياف المسلمين فقتلوه ولم يعرفوه فقال: حذيفة أبي، قالوا: والله إن عرفناه وصدقوا، قال حذيفة: يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين، فأراد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إن يديه فتصدق حذيفة بديته على المسلمين فزادته عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خيرا.

أمه

في الاستيعاب أمه أمراة من الأنصار من الأوس من بني عبد الأشهل اسمها الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل ونحوه في الطبقات وتاريخ بغداد. أولاده

كان له من الأولاد سعد أو سعيد وصفوان، وسيأتي عند ذكر خطبته وبيعته عليا عليه السلام، إن المسعودي حكى عنه أنه قال لابنيه صفوان وسعيد: احملاني وكونا مع علي عليه السلام فسيكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس فاجتهدا إن تستشهدا معه فإنه والله على الحق ومن خالفه على الباطل، واستشهد ولداه صفوان وسعد مع علي عليه السلام بصفين. وقال المسعودي في أخبار صفين بعدما ذكر شهادة هاشم المرقال: واستشهد في ذلك اليوم صفوان وسعد ابنا حذيفة بن اليمان، وفي الاستيعاب: قتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفين، وكانا قد بايعا عليا بوصية أبيهما بذلك إياهما. وفي رجال بحر العلوم: أوصى حذيفة ابنيه سعيدا وصفوان بلزوم أمير المؤمنين عليه السلام وأتباعه، فكانا معه بصفين وقتلا بين يديه رضي الله عنهما وعن أبيهما. ولكن المسعودي نفسه ذكر في أخبار التوابين: أنه أتاهم مددا سعد بن حذيفة في أهل المدائن، وكذلك ابن الأثير ذكر في أخبار التوابين أنه جاءهم من أخبر بمسير سعد بن حذيفة في 170 من المدائن لإنجادهم. وهذا يدل على إن سعدا لم يقتل بصفين وبقي بعدها زمانا طويلا، ويمكن إن يكون له من الأولاد سعد وسعيد أحدهما قتل مع صفوان بصفين والثاني بقي إلى أيام التوابين والله أعلم.

صفته

في مسند أحمد بسنده عن خالد بن خالد اليشكري قال: قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرجال حسن الثغر. الصدع: كجبل المتوسط في خلقه لا صغير ولا كبير، قاله الزمخشري في الفائق في تفسير الحديث. مؤاخاته

في ذيل المذيل للطبري: ذكر ابن عمر عن عبد الله بن جعفر إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آخى بين عمار بن ياسر وحذيفة بن اليمان. وفي السيرة الحلبية إن ذلك كان بعد الهجرة.

أقوال العلماء فيه

ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم فقال: حذيفة بن ‹ صفحة 593 › اليمان أبو عبد الله سكن الكوفة ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين يوما. وذكره في أصحاب علي عليه السلام فقال: حذيفة بن اليمان العبسي عداده في الأنصار وقد عد من الأركان الأربعة ا ه. وعده الكفعمي في حواشي كتابه المعروف بالمصباح أحد الأركان الأربعة. وفي رجال ابن داود: حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله ذكره الشيخ في رجاله في أصحاب الرسول صلى الله عليه وآله وسلم وفي أصحاب علي عليه السلام، شهد بدرا وأحدا، أحد الأركان الأربعة، سكن الكوفة ومات بالمدائن بعد بيعة أمير المؤمنين عليه السلام بأربعين يوما. وفي الخلاصة: حذيفة بن اليمان عداده في الأنصار أحد الأركان الأربعة من أصحاب أمير المؤمنين عليه السلام.

الأركان الأربعة

في تكملة الرجال: تكرر من الشيخ إن أركان أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أربعة، فذكر في ترجمة جندب بن جنادة - أعني أبا ذر - أنه أحدها، وفي ترجمة سلمان الفارسي في أصحاب علي عليه السلام أنه أول الأركان الأربعة، وفي ترجمة عمار بن ياسر أنه رابع الأركان، وفي ترجمة المقداد أنه ثاني الأركان الأربعة وفي ترجمة حذيفة أنه قد عد من الأركان الأربعة، والمصنف - صاحب نقد الرجال - لما عدهم في ترجمة جندب بن جنادة أسقط عمارا منهم، فيظهر من الشيخ وقوع الخلاف في عد حذيفة من الأركان الأربعة، فلابد إن يكون من يعده منهم مسقطا لغيره، لأن الظاهر ولم يذكر الشيخ البدل المقابل، فيكون الخلاف واقعا في اثنين اللهم إلا إن يكون من يعد حذيفة منهم يعدهم خمسة، ولم أجد فيما روي فيهم من الأخبار تسميتهم بالأركان ولعل هذا اصطلاح من المحدثين من حيث أنهم فاقوا جميع الصحابة بالفضل والتمسك باهل البيت عليهم السلام والمواساة لهم ظاهرا وباطنا. وقال الكفعمي في حواشي كتابه المعروف بالمصباح: الأركان الأربعة: هم حذيفة، وأبو ذر، وسلمان الفارسي، والمقداد بن الأسود. فأسقط عمارا وجعل بدله حذيفة.

روايات الكشي في حقه

روى الكشي في ترجمة سلمان الفارسي عن جبرئيل بن أحمد الفارياني البرناني حدثني الحسين بن خرذاذ حدثني ابن فضال عن ثعلبة بن ميمون عن زرارة عن أبي جعفر عليه السلام عن أبيه عن جده عن علي بن أبي طالب عليهم السلام قال: ضاقت الأرض بسبعة بهم ترزقون وبهم تنصرون وبهم تمطرون: منهم سلمان الفارسي والمقداد وأبو ذر وعمار وحذيفة رحمة الله عليهم، وكان علي عليه السلام يقول: وأنا امامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام. وقال في ترجمة حذيفة:: حدثنا ابن مسعود أخبرني أبو الحسن علي بن الحسن بن علي بن فضال حدثني محمد بن الوليد البجلي حدثني العباس بن هلال عن أبي الحسن الرضا عليه السلام ذكر إن حذيفة لما حضرته الوفاة، وكان آخر الليل، قال لابنته أي ساعة هذه قالت آخر الليل، قال الحمد لله الذي بلغني هذا المبلغ ولم أوال ظالما على صاحب حق، فبلغ زيد بن عبد الرحمن بن عبد يغوث فقال: كذب والله! لقد والى على عثمان، فأجابه بعض من حضره إن عثمان والاه (والله خ ل) يا أخا زهرة والحديث منقطع، وقال الكشي في ترجمة عبد الله بن مسعود: سئل الفضل بن شاذان عن ابن مسعود وحذيفة، فقال: لم يكن حذيفة مثل ابن مسعود لان حذيفة كان زكيا وابن مسعود خلط ووالى القوم ومال معهم وقال بهم. وقال أيضا: إن من السابقين الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام ذيفة وعد معه جماعة. وقال في ترجمة مسعود حدثني علي بن الحسن بن علي بن فضال حدثني العباس بن عامر وجعفر بن محمد بن حكيم عن أبان بن عثمان الأحمر عن فضيل الرسان عن أبي داود قال: حضرته عند الموت وجابر الجعفي عند رأسه فهم إن يحدث فلم يقدر قال: محمد بن جابر: اسأله، فقلت: يا أبا داود حدثنا الحديث الذي أردت، قال: حدثني عمران بن حصين الخزاعي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر فلانا وفلانا إن يسلما على علي عليه السلام بإمرة المؤمنين، فقالا: من الله أو من رسوله؟ فقال من الله ومن رسوله، ثم أمر حذيفة وسلمان يسلمان عليه، ثم أمر المقداد فسلم وأمر بريدة أخي وكان أخاه لأمه فقال: إنكم سألتموني من وليكم بعدي وقد أخبرتكم به وقد أخذت عليكم الميثاق كما أخذ تعالى على بني آدم: (ألست بربكم قالوا بلى!) وأيم الله لئن نقضتموها لتكفرن. الكشي. وفي رجال بحر العلوم الطباطبائي: حذيفة بن اليمان العبسي أبو عبد الله حليف الأنصار صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم صحابي ابن صحابي شهد مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم أحدا هو وأبوه. وعد بعضهم حذيفة من الأركان الأربعة مكان أخيه عمار الذي آخى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بينه وبينه في مؤاخاة المهاجرين للأنصار، ثم ذكر خبر ضاقت الأرض بسبعة المتقدم، ثم قال: وجلالة حذيفة وشجاعته وعلمه ونجدته وتمسكه بأمير المؤمنين عليه السلام ظاهرة بينة وهو من كبار الصحابة. وروي عن حذيفة إن أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يسألونه عن الخير وكنت أساله عن الشر مخافة إن أقع فيه. وذكره ابن سعد في الطبقات الكبير في موضعين (أحدهما) فيمن نزل الكوفة من الصحابة (وثانيهما) فيمن كان بالمدائن منهم، فقال: حذيفة بن اليمان وهو حسيل بن جابر من بني عبس حلفاء بني عبد الأشهل ويكنى أبا عبد الله ثم روى بسنده أنه كان يكنى أبا عبد الله شهد أحدا وما بعد ذلك من المشاهد وتوفي بالمدائن سنة 36 وقد كان جاءه نعي عثمان بها وقد كان نزل الكوفة والمدائن وله عقب بالمدائن. ثم حكى عن محمد بن عمر الواقدي أنه قال: لم يشهد حذيفة بدرا وشهد أحدا هو وأبوه وأخوه صفوان بن اليمان وقتل أبوه يومئذ، وشهد حذيفة الخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وفي تاريخ بغداد: لم يشهد حذيفة بدرا وشهد أحدا، وقتل أبوه يومئذ مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحضر ما بعد أحد من الوقائع، وكان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقربه منه وثقته به وعلو منزلته عنده، وولاه عمر المدائن فأقام بها إلى حين وفاته. وفي الاستيعاب: حذيفة بن اليمان العبسي القطعي حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار، شهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان أحدا وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين، كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يوم الخندق ينظر إلى قريش فجاءه بخبر رحيلهم وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله وهو حليف للأنصار لبني عبد الأشهل، مات سنة 36 بعد قتل عثمان في أول خلافة علي وكان موته بعد إن نعي عثمان إلى الكوفة ولم يدرك الجمل وفي أسد الغابة حذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي هاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخيره بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة، وشهد مع النبي أحدا وقتل أبوه بها. وكلامه هذا لا يخلو من غموض، وسيأتي تفسيره عند ذكر أخباره. قال: وكان يسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن الشر ليتجنبه، وأرسله النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليلة الأحزاب سرية ليأتيه بخبر الكفار ولم يشهد بدرا لان المشركين اخذوا عليه الميثاق لا يقاتلهم فسال النبي صلى الله عليه وآله وسلم أيقاتل أم لا؟ قال: بل تفي لهم ونستعين الله عليهم. وفي الإصابة: حذيفة بن اليمان العبسي من كبار الصحابة، أسلم حذيفة وأبوه وأراد شهود بدر فصدهما المشركون وشهد أحدا فاستشهد اليمان بها روى حديث شهودهما أحدا واستشهاده بها البخاري، وشهد حذيفة الخندق وله بها ذكر حسن وما بعدها. وفي الصحيحين: إن أبا الدرداء قال لعلقمة: أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره وفي رواية الذي لم يكن يعلمه غيره - يعني حذيفة وفيهما عن عمر أنه سال حذيفة عن الفتنة. وذكره الطبري في ذيل المذيل في جملة من روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ممن آمن به واتبعه في حياته وعاش بعده من قبائل اليمن فقال ومنهم حذيفة بن اليمان أبو عبد الله أصله من عبس بن بغيض، وهو حليف لبني عبد الأشهل روى عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم حديثا كثيرا. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر: حذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي حليف بني عبد الأشهل صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وصاحب سره من المهاجرين وسكن الكوفة. وقال علي بن المديني: هو رجل من عبس حليف الأنصار، ويكنى بأبي عبد الله. وترجمه ابن سعد في الطبقة الثانية، وقال أيضا في الطبقة الثانية ممن لم يشهد بدرا حذيفة بن اليمان شهد أحدا وجاءه نعي عثمان وهو بالمدائن ومات فيها سنة 36، اجتمع على ذلك الواقدي والهيثم بن عدي، ولحذيفة رواية كثيرة. وقال الحاكم في المستدرك: ذكر مناقب حذيفة بن اليمان وإنما هو حذيفة بن حسيل وحذيفة صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم روى بسنده عن عروة إن حذيفة بن اليمان كان أحد بني عبس، وكان حليفا في الأنصار. وبسنده عن محمد بن عمر - الواقدي -: وأما حذيفة فشهد مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مشاهده بعد بدر وعاش إلى أول خلافة علي سنة 36. وفي حلية الأولياء: ومنهم العارف بالمحن وأحوال القلوب والمشرف على الفتن والآفات والعيوب سال عن الشر فاتقاه وتحرى الخير فاقتناه سكن عند الفاقة والعدم وركن إلى الإنابة والندم وسبق رنق الأيام والأزمان أبو عبد الله حذيفة بن اليمان. وقد قيل إن التصوف مرامقه صنع الرحمن والموافقة مع المنع والحرمان. وعن تقريب ابن حجر كان حذيفة جليلا من السابقين، صح في مسلم عنه إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أعلمه بما كان وما يكون إلى إن تقوم الساعة. وعن الذهبي في الكاشف: كان صاحب السر ومنعه وأباه شهود بدر استحلاف المشركين لهما. وفي الدرجات الرفيعة: روي عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: حذيفة بن اليمان من أصفياء الرحمن وفي مرآة الجنان: في أول سنة 36 توفي حذيفة بن اليمان أحد الصحابة أهل النجدة والنجابة الذي كان يعرف المؤمنين من المنافقين بالسر الذي خصه به سيد المرسلين قال: كان الناس يتعلمون الخير من رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكنت أتعلم منه الشر مخافة إن أقع فيه. وفي شذرات الذهب في حوادث سنة 36: وتوفي في تلك السنة حذيفة بن اليمان العبسي صاحب السر المكنون في تمييز المنافقين، ولذلك كان عمر لا يصلي على ميت حتى يصلي عليه حذيفة يخشى إن يكون من المنافقين. وفي تهذيب التهذيب: أسلم هو وأبوه وأرادا حضور بدر فأخذهما المشركون فاستحلفوهما فحلفا لهم إن لا يشهدا فقال لهم النبي صلى الله عليه وآله وسلم: نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم، وشهدا أحدا فقتل اليمان بها. قال العجلي استعمله عمر على المدائن ومات بعد مقتل عثمان بأربعين يوما، سكن الكوفة، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ومناقبه كثيرة مشهورة. خلاصة أحواله هو صحابي من إجلاء الصحابة وخيارهم وعلمائهم وفقهائهم، عالم بالكتاب والسنة، وشجعانهم ذوي نجدتهم، قديم الإسلام شهد المشاهد كلها مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم - عدى بدر، لان المشركين كانوا قد أخذوا عليه عهدا إن لا يقاتلهم فأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم بالوفاء لهم - ولكونه من علماء الصحابة كان صاحب حلقة تجتمع عليه الناس بمسجد الكوفة فيحدثهم و يسألونه فيجيبهم ويفتيهم. ولكونه من فقهائهم سأله سعيد بن العاص في غزوة طبرستان عن صلاة الخوف كيف صلاها رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فعلمه فصلاها المسلمون، ووقع اختلاف في حياة النبي صلى الله عليه وآله وسلم بين قوم على خص فأرسله رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ليقضي بينهم فقضى إن الخص لمن إليه معاقد القمط فامضى ذلك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واستحسنه، وجرت به السنة في الإسلام. وامتاز بمعرفة المنافقين حتى إن الخليفة كان يسأله عنهم فلا يخبره، وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أخبره بما كتمه عن غيره من أمثاله عن الأسرار وأحوال الناس. وكان زاهدا في الدنيا مواليا لعلي عليه السلام مقدما له.

هو أنصاري أم مهاجري

قد سمعت قول الشيخ والعلامة عداده في الأنصار، وسمعت قول ابن عساكر أنه من المهاجرين وقول ابن الأثير هاجر إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم فخيره بين الهجرة والنصرة فاختار النصرة، وقد عرفت وستعرف إن أباه كان من أهل المدينة هرب إليها هو أو جده لما أصاب دما في الجاهلية وحالف بني عبد الأشهل وتزوج أبوه منهم فولد له حذيفة بالمدينة وصار هو وأبوه من أهلها وحينئذ فحذيفة مدني أنصاري لا مهاجري، وتم قول الشيخ والعلامة إن عداده في الأنصار، أما الجمع بين ذلك وبين كلام ابن عساكر وابن الأثير فيمكن إن يقال إن أباه بعدما تزوج بأمه بالمدينة عاد إلى بلاد عبس ونقل زوجته معه فولد حذيفة هناك أو ولد بالمدينة ثم عاد مع أبيه إلى بلاد عبس وتصالح معهم على الدم الذي أصابه، فلما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم جاء هو وأبوه إلى النبي وأسلما، وحينئذ يتضح معنى تخيير النبي صلى الله عليه وآله وسلم إياه بين الهجرة والنصرة واختياره النصرة بان يكون بين الهجرة إلى المدينة والبقاء في ديار قومه والنصرة للإسلام، وإلا فالهجرة لا تنافي النصرة بل تؤكدها ويكون هذا في أول الأمر ثم هاجر بعد ذلك وبهذا الاعتبار صح عده من المهاجرين والله أعلم.

أخباره

أصله من عرب البادية من بني عبس، أصاب أبوه حسيل أو جده جروة دما في قومه في الجاهلية فهرب إلى المدينة وحالف بني عبد الأشهل من اليمن وإلا فهو عبسي لا يماني وتزوج أبوه أمراة منهم اسمها الرباب بنت كعب فولد منها حذيفة هكذا ذكر المؤرخون، لكنهم لم يذكروا إن قومه بني عبس أين كانوا حين هرب منهم إلى المدينة، وقد عرفت في وجه الجمع بين كون عداده من الأنصار وقول بعضهم أنه من المهاجرين احتمال إن يكون أبوه تزوج بأمه في المدينة، ثم نقلها معه إلى بلاد عبس فولد حذيفة هناك أو ولد بالمدينة ثم ذهب به أبوه إلى بلاد عبس فلما بعث النبي صلى الله عليه وآله وسلم وهاجر إلى المدينة جاء هو وأبوه إلى النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأسلما وبقيا بديار عبس فلما بلغهما خبر بدر خرج هو وأبوه قاصدين المدينة ليقاتلا مع النبي فظفر بهما مشركوا قريش فقالوا: أنكم تريدون محمدا وأرادوا قتلهما فأظهرا أنهما إنما يريدان المدينة لحاجة لهما فيها فاخذوا عليهما العهد والميثاق إن لا يقاتلوهم مع النبي صلى الله عليه وآله وسلم فلما وصلا إلى المدينة أخبرا النبي بذلك ووقفا عند آمره فان أمرهما بالقتال معه قاتلا وان أمرهما بالوفاء بالعهد وفيا، فأمرهما بالوفاء بالعهد وان كان مع جماعة مشركين فلم يحضر حذيفة وأبوه بدرا. روى الحاكم في المستدرك بسنده عن مصعب بن سعد قال: أخذ حذيفة وأباه المشركون قبل بدر وأرادوا إن يقتلوهما فاخذوا عليهما عهد الله وميثاقه إن لا يعينا عليهم فحلفا لهم فأرسلوهما فأتيا النبي صلى الله عليه وآله وسلم فأخبراه فقالا: أنا قد حلفنا لهم فان شئت قاتلنا معك، قال: نفي لهم بعهدهم ونستعين الله عليهم. ورواه أحمد في مسنده عن أبي الطفيل عن حذيفة بن اليمان قال: ما منعني إن أشهد بدرا إلا إني خرجت أنا وأبي حسيل فأخذنا كفار قريش فقالوا: إنكم تريدون محمدا قلنا ما نريد إلا المدينة فاخذوا منا عهد الله وميثاقه لننصرفن إلى المدينة ولا نقاتل معه فأتينا رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبرناه الخبر فقال: انصرفوا نفي بعهدهم ونستعين الله عليهم. فلما كانت وقعة أحد حضرها حذيفة وأبوه فقتل أبوه بها قتله المسلمون خطا وهم يظنونه من المشركين فلم يزد حذيفة على إن استغفر لهم وتصدق بديته على المسلمين فزاده ذلك خيرا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، كما سبق، ثم شهد حذيفة بعد ذلك المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

استعماله على الصدقة وشدة ورعه

أخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن بريدة: إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم استعمل حذيفة بن اليمان على بعض الصدقة فلما قدم قال: يا حذيفة هل بقي من الصدقة شيء؟ فقال لا يا رسول الله أنفقنا بقدر إلا إن ابنة لي أخذت جديا من الصدقة. فقال: كيف بك يا حذيفة إذا ألقيت في النار وقيل لك ائتنا به؟ فبكى حذيفة ثم بعث إليها فجئ به فألقي في الصدقة.

سكناه الكوفة والمدائن ونصيبين

وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم انتقل من المدينة إلى الكوفة وسكنها، وكان ذلك بعد سنة 15 في خلافة عمر. قال اليعقوبي أحمد بن أبي يعقوب واضح الكاتب في كتاب البلدان ص 310: كتب عمر بن الخطاب إلى سعد بن أبي وقاص لما افتتح العراق يأمره إن ينزل الكوفة ويأمر الناس إن يختطوها، فاختطوها كل قبيلة مع رئيسها، إلى إن قال: واقطع حذيفة بن اليمان مع جماعة من عبس نصف الآري، وهو فضاء كانت فيه خيل المسلمين. وكان تمصير الكوفة سنة 15 من الهجرة، وكان حذيفة في الجيش الذي فتح العراق، فلما أقطعه سعد الآري ابتنى دارا وسكنه مع عشيرته، أما سكناه المدائن فلا يبعد إن تكون لما وليها من قبل عمر فانتقل بأهله وعياله إليها من الكوفة حسب مجرى العادة ولكن مبدأ تولية عمر إياه المدائن مجهول، إلا أنه كان واليا عليها سنة 21 كما يأتي، ويحتمل إن يكون حين ولي المدائن حضر إليها بنفسه وأبقى أهله وعياله بالكوفة، فكان يتردد إليهم ويعود إلى المدائن، ولعله يرشد إليه ما يأتي، من أنه لما ولي المدائن لم يكلفهم إلا طعامه وعلف حماره الدال على أنه لم يكن عنده ما يحتاج إلى مؤونة غير نفسه وحماره وربما يرشد إليه أيضا ما في تاريخ دمشق لابن عساكر: قال أبو بكر بن عياش سمعت إسحاق يقول: كان حذيفة يجئ كل جمعة من المدائن إلى الكوفة، فقال أبو بكر: فقلت لإسحاق هل كان يستطيع ذلك؟ قال نعم كانت عنده بغلة فارهة. لكن الظاهر إن مجيئه وحده إلى المدائن كان في أول ولايته وأنه أحضر عياله إليها بعد ذلك كما يدل قول ابن سعد المتقدم، وله بالمدائن عقب، وان ذهابه إلى الكوفة كل جمعة لم يكن لزيارة أهله بل كان للصلاة في مسجدها أو لغير ذلك من المصالح وقد كان له بالكوفة أيام سكناه بها حلقة يحدث فيها كما دل عليه خبرا اليشكري الآتيان ومر أنه نزل نصيبين وتزوج بها ولكنهم لم يذكروا تاريخ ذلك ولا أنه في أي زمان كان.

أخباره يوم الخندق

لما كانت وقعة الخندق وقتل علي عليه السلام عمرو بن عبد ود وانكسرت شوكة المشركين بقتله ووقع الرعب في قلوبهم وكفى الله المؤمنين القتال وردهم الله بغيظهم لم ينالوا خيرا كان حذيفة رسول النبي صلى الله عليه وآله وسلم في الليلة القابلة من قتل عمرو يتعرف له خبر المشركين فدخل بينهم وجاءه بخبرهم. اخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة حذيفة وأخرجه أبو يعلى ومسلم بن الحجاج وابن شاهين عن إبراهيم التيمي عن أبيه أنه قال: كنا عند حذيفة فقال رجل: لو أدركت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لقاتلت معه وأبليت معه. فقال حذيفة: أنت كنت تفعل ذلك لقد رأينا معه ليلة الأحزاب وأخذتنا ريح شديدة وقر. وفي رواية ابن شاهين: فكان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يصلي من الليل في ليلة باردة لم نر قبلها ولا بعدها بردا كان أشد منه. فقال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ألا رجل يأتينا بخبر القوم جعله الله معي يوم القيامة" فسكتنا فلم يجبه منا أحد ثم قال فسكتنا - وفي رواية: ثم الثانية ثم الثالثة مثله - فقال قم: وسياق الحديث يدل على إن هذا كان بعد قتل عمرو بن عبد ود في الليلة القابلة من قتله. وفي رواية ابن شاهين: ثم قال: قم يا أبا بكر، فقال استغفر الله ورسوله، ثم قال: إن شئت ذهبت. فقال: يا عمر!. فقال: أستغفر الله ورسوله. ثم قال: يا حذيفة، فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي إن أقوم، فقال: اذهب وائتنا بخبر القوم ولا تذعرهم، قال حذيفة: فلما وليت من عنده جعلت أمشي كأني في حمام. قال ابن عساكر: وفي رواية ابن شاهين: قمت حتى أتيت وان جنبي ليضطربان من البرد فمسح رأسي ووجهي ثم قال: ائت هؤلاء القوم حتى تأتينا بخبرهم ولا تحدثن حدثا حتى ترجع ثم قال اللهم أحفظه من بين يديه ومن خلفه وعن يمينه وعن شماله ومن فوقه ومن تحته حتى يرجع!. فلان يكون ذلك أو مثله كان إلي من الدنيا وما فيها فانطلقت فوجدتهم قد أرسل الله عليهم ريحا فقطعت أطنابهم وكسرت آنيتهم وذهبت بخيولهم ولم تدع لهم شيئا إلا أهلكته، ورأيت أبا سفيان يصلي ظهره بالنار فأخذت سهما فوضعته في كبد قوسي وأردت إن أرميه وكان حذيفة راميا فذكرت قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم (لا تحدث حدثا حتى ترجع) فرددت سهمي في كنانتي، ولو رميته لأصبته، فرجعت وأنا امشي في مثل الحمام فلما أتيته وأخبرته خبر القوم وفرغت قررت - أي بردت - فألبسني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أبرح نائما حتى الصبح فلما أصبحت قال لي: قم يا نومان. رواه ابن عساكر بطرق متعددة أخصر من هذا، وفيها يكمل القصة على لسان حذيفة: وتنادوا بالرحيل، قال حذيفة: فرأيت أبا سفيان وثب على جمل له معقول فجعل يزجره للقيام فلا يستطيع فجئت فأخبرت النبي صلى الله عليه وآله وسلم فضحك حتى رأيت أنيابه. وروى ابن عساكر أيضا في ترجمة أبي سفيان صخر بن حرب نحوا من هذا. ولا شك إن الذهاب لمعرفة خبر القوم أهون من مبارزة عمرو وقد جعل جزاء فاعله إن يجعله الله معه يوم القيامة كما ضمن لمبارز عمرو الجنة، ولكنهم جبنوا عن الذهاب لمعرفة خبرهم كما جبنوا عن مبارزة عمرو وزهدوا في هذا الجزاء العظيم لما استولى عليهم من الخوف، وبرد الحجاز ليس بردا قارصا يصعب تحمله، ولم يشأ إن يدعو لمعرفة خبرهم عليا بعد ما قتل عمرا، فان هذا أمر تافه لا يدعى له مثل علي مع إمكان إن يقوم به غيره: (وللشدة الصماء تقنى الذخائر). ثم شهد حذيفة بعد ذلك المشاهد كلها مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم.

خبره في غزوة تبوك

ومنها غزوة تبوك ولما عاد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غزوة تبوك وانحدر في العقبة، وكانت ليلة مظلمة وأراد جماعة من المنافقين اثنا عشر أو أربعة عشر رجلا إن ينفروا الناقة برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان حذيفة قد أخذ بزمامها يقودها وعمار يسوقها فبرقت حتى رآهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وحذيفة وعرفهم حذيفة بأعيانهم فعند ذلك هربوا ودخلوا في غمار الناس، ولذلك كان حذيفة أعلم الناس بالمنافقين. وبعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم كان حذيفة مع أمير المؤمنين عليه السلام. وكان في جملة النفر الذين صلوا على فاطمة عليها السلام وحضروا دفنها، كما مر عن الكشي.

أخباره في الفتوح

شهد حذيفة فتح العراق والشام وبلاد الجزيرة وبلاد الفرس. وكانت وقعة اليرموك سنة 13.

وفي أسد الغابة: شهد حذيفة فتح الجزيرة ونزل نصيبين وتزوج بها أ ه‍ وكان فتح الجزيرة سنة 17 وقيل 19.

وفي الاستيعاب: شهد حذيفة نهاوند فلما قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور على يد حذيفة، وكانت فتوحه كلها سنة 22. ويظهر من كلام ابن الأثير الآتي إن ذلك كان أثناء ولايته المدائن. وقال ابن الأثير: وقعة نهاوند كانت سنة 21 وقيل سنة 18 وقيل 19، قال: وكان النعمان بن مقرن يومئذ معه جمع من أهل الكوفة قد اقتحموا جند يسابور والسوس وقيل بل كان بكسكر فكتب إليه عمر يأمره بنهاوند فسار فكتب عمر إلى عبد الله بن عبد الله بن عتبان ليستنفر الناس مع النعمان، فخرج الناس منها وعليهم حذيفة بن اليمان حتى قدموا على النعمان واجتمع الناس على النعمان وفيهم حذيفة بن اليمان فرحل النعمان وعبأ أصحابه وهم ثلاثون ألفا على مقدمتهم نعيم بن مقرن وعلى مجنبته حذيفة بن اليمان وسويد بن مقرن، فانتهوا إلى أسببذهان وضرب فسطاط النعمان فابتدر أشراف الكوفة فضربوه منهم حذيفة بن اليمان وعد معه جماعة من أشرافهم، ثم اقتتلوا والحرب بينهم سجال، فلما كان يوم جمعة وقد خرج الفرس من خنادقهم قال النعمان: إني مكبر ثلاثا فإذا كبرت الثالثة فإني حامل فاحملوا وان قتلت فالأمير بعدي حذيفة، ثم كبر وحمل والناس معه وانهزم الأعاجم وقتل مقتلة عظيمة وقتل النعمان وكتموا مقتله، فاخذ الراية أخوه نعيم وناولها حذيفة وتقدم إلى موضع النعمان. ودخل المشركون همذان والمسلمون في آثارهم فنزلوا عليها وأخذوا ما حولها، فلما رأى ذلك أميرها استأمنهم، ولما تم الظفر للمسلمين جعلوا يسألون عن أميرهم النعمان، فقال لهم أخوه معقل: هذا أميركم قد أقر الله عينه بالفتح وختم له بالشهادة فاتبعوا حذيفة، وأتاهم الهربذ صاحب بيت النار على أمان فأبلغ حذيفة فقال: أتؤمنني ومن شئت على إن اخرج لك ذخيرة لكسرى تركت عندي لنوائب الزمان، وقال: نعم، فاحضر جوهرا نفيسا في سفطين فنفل حذيفة منهما وأرسل الباقي إلى عمر، وبلغ الخبر الماهين بفتح همذان فراسلوا حذيفة فأجابهم إلى ما طلبوا. قال ابن الأثير: وفيها بعث عمر عبد الله بن عبد الله بن عتبان إلى نهاوند، ورجع حذيفة إلى عمله على ما سقت دجلة وما وراءها. وفي تاريخ دمشق لابن عساكر قال أبو عبيدة في سنة 22 مضى حذيفة إلى نهاوند فصالحه صاحبها على ثمانمائة ألف درهم في كل سنة. وغزا الدينور فافتتحها عنوة وكان سعد قد فتحها ثم نقضت العهد - ثم غزا ماه سبذان فافتتحها عنوة وكان سعد قد فتحها أيضا ثم نقضت - ثم غزا همذان فافتتحها وافتتح الري كلاهما عنوة ولم تكونا فتحتا من قبل. ولكن ابن الأثير كما مر قال: إن فتح همذان كان سنة 21 وقال: أنها فتحت ثانيا سنة 22 فإنه لما تراجع عنها نعيم بن مقرن وأصحابه كفر أهلها فلما قدم عهد نعيم من عند عمر ودع حذيفة وسار يريد همذان فافتتحها ثانيا وعاد حذيفة إلى الكوفة.

أخباره في فتح بلاد خراسان

روى الطبري في تاريخه في حوادث سنة 30 بسنده أنه غزا سعيد بن العاص من الكوفة سنة 30 يريد خراسان ومعه حذيفة بن اليمان، إلى إن قال: وخرج عبد الله بن عامر من البصرة يريد خراسان فنزل أبرشهر (وهي نيسابور) وبلغ نزوله ابرشهر سعيدا فنزل سعيد قومس وهي صلح صالحهم حذيفة بعد نهاوند، فأتى جرجان فصالحوه على مائتي ألف، ثم أتى طميسة وهي كلها من طبرستان متاخمة جرجان وهي مدينة على ساحل البحر فقاتله أهلها حتى صلاة الخوف فقال لحذيفة كيف صلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأخبره فصلى بها سعيد صلاة الخوف وهم يقتتلون. ثم روى الطبري بسنده أنه صرف حذيفة عن غزو البري إلى غزو الباب (وهي المدينة المعروفة بباب شروان على بحر طبرستان وهو بحر الخزر) مددا لعبد الرحمن بن ربيعة وخرج معه سعيد بن العاص فبلغ معه آذربيجان، وكذلك كانوا فأقام حتى قفل حذيفة، ثم رجعا. وذكر ابن الأثير في حوادث سنة 30. وقال الطبري وتبعه ابن الأثير في حوادث سنة 32: في هذه السنة استعمل سعيد بن العاص سلمان بن ربيعة على فرج بلنجر وأمد الجيش الذي كان به مقيما مع حذيفة بأهل الشام. ثم روى الطبري بسنده إن سعيدا استعمل على الغزو بأهل الكوفة حذيفة بن اليمان، وكان على ذلك الفرج قبل ذلك عبد الرحمن بن ربيعة وأمدهم عثمان في سنة عشر بأهل الشام عليهم حبيب بن مسلمة القرشي فتأمر عليه سلمان وأبى عليه حتى قال أهل الشام: لقد هممنا بضرب سلمان، فقال الكوفيون: إذن والله نضرب حبيبا ونحبسه وان أبيتم كثرت القتلى فينا وفيكم، فكان ذلك أول اختلاف وقع بين أهل الكوفة والشام، وأراد حبيب إن يتأمر على صاحب الباب كما كان يتأمر أمير الجيش إذا جاء من الكوفة، فلما أحس حذيفة أقر وأقروا فغزاها حذيفة بن اليمان ثلاث غزوات فقتل عثمان في الثالثة ولقيهم مقتل عثمان (الخبر).

خبره يوم الجرعة

وقال ابن عساكر في تاريخ دمشق في ترجمة سعيد بن العاص حين ذكر اختلاف أهل الكوفة مع سعيد بن العاص لما كان واليا على الكوفة من قبل عثمان وذهابه إلى عثمان إلى المدينة وذهاب جماعة من أهل الكوفة إليه فيهم الأشتر وامتناع عثمان من عزل سعيد إن الأشتر عاد إلى الكوفة واستولى عليها وبعث من رد سعيد بن العاص إلى المدينة وصعد المنبر فقال: وقد وليت أبا موسى الأشعري صلاتكم وثغركم وحذيفة بن اليمان على فيئكم. ويفهم من تاريخ ابن الأثير إن ذلك كان سنة 34، ويعرف ذلك اليوم يوم الجرعة، وهي موضع بين الكوفة والحيرة. خبره في أمر المصاحف

قال ابن الأثير: لما عاد حذيفة من غزو الباب قال لسعيد بن العاص: لقد رأيت في سفرتي هذه أمرا لئن تركه الناس ليختلفن في القرآن ثم لا يقومون عليه أبدا: رأيت أناسا من أهل حمص يزعمون إن قراءتهم خير من قراءة غيرهم وأنهم أخذوا القرآن عن المقداد، ورأيت أهل دمشق يقولون: إن قراءتهم خير من قراءة غيرهم، ورأيت أهل الكوفة يقولون مثل ذلك وأنهم قرأوا على ابن مسعود، وأهل البصرة يقولون مثل ذلك وأنهم قرأوا على أبي موسى ويسمون مصحفه (لباب القلوب) فلما وصلوا إلى الكوفة أخبر حذيفة الناس بذلك وحذرهم ما يخاف فوافقه أصحاب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وكثير من التابعين وقال له أصحاب ابن مسعود: ما تنكر ألسنا نقرأ على قراءة ابن مسعود، فغضب حذيفة ومن وافقه وقالوا: إنما أنتم أعراب فاسكتوا فإنكم على خطا وقال حذيفة: والله - لئن عشت - لآتين أمير المؤمنين ولأشيرن عليه إن يحول بين الناس وبين ذلك، فأغلظ له ابن مسعود فغضب سعيد وقام وتفرق الناس وغضب حذيفة.

مصحف عثمان

قال: وسار حذيفة إلى عثمان فأخبره بالذي رأى وقال: أنا النذير العريان فأدركوا الأمة!. فجمع عثمان الصحابة وأخبرهم الخبر فأعظموه ورأوا جميعا ما رأى حذيفة، فأرسل عثمان إلى حفصة إن أرسلي إلينا بالصحف ننسخها وهي التي كتبت أيام أبي بكر فان القتل لما كثر في الصحابة يوم اليمامة قال عمر لأبي بكر: إني أخشى إن يستحر القتل بالقراء فيذهب من القرآن كثير وإني أرى إن تأمر بجمع القرآن، فأمر أبو بكر زيد بن ثابت فجمعه من الرقاع والعسب وصدور الرجال، فكانت الصحف عند أبي بكر ثم عند عمر، فلما توفي أخذتها حفصة فأخذها عثمان منها فأمر زيد بن ثابت وعبد الله بن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث بن هشام فنسخوها من المصاحف وقال عثمان إذا اختلفتم فاكتبوها بلسان قريش فإنما نزل بلسانهم، ففعلوا فلما نسخوا الصحف ردها عثمان إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف وحرق ما سوى ذلك وأمر إن يعتمدوا عليها ويدعوا ما سوى ذلك. فكل الناس عرفوا فضل هذا الفعل إلا ما كان من أهل الكوفة فان أصحاب عبد الله ومن وافقهم امتنعوا من ذلك وعابوا الناس (الخبر). في الإتقان في مغازي موسى بن عقبة عن ابن شهاب: لما أصيب المسلمون باليمامة خاف أبو بكر إن يذهب من القرآن طائفة فاقبل الناس بما كان معهم وعندهم حتى جمع في الورق (إلى إن قال): روى البخاري عن أنس إن حذيفة بن اليمان قدم على عثمان، وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق، فافزع حذيفة اختلافهم في القراءة، فقال لعثمان أدرك الأمة قبل إن يختلفوا، فأرسل إلى حفصة إن أرسلي إلينا الصحف ننسخها في المصاحف فأمر زيد بن ثابت وابن الزبير وسعيد بن العاص وعبد الرحمن بن الحارث فنسخوها في المصاحف وقال: إن اختلفتم وزيد بن ثابت في شيء من القرآن فاكتبوه بلسان قريش فإنه إنما نزل بلسانهم، ففعلوا حتى إذا نسخوا الصحف في المصاحف رد الصحف إلى حفصة وأرسل إلى كل أفق بمصحف مما نسخوا وأمر بما سواه من القرآن في كل صحيفة أو مصحف إن يحرق، قال زيد: ففقدت آية من الأحزاب حين نسخنا المصحف قد كنت اسمع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقرأ بها فالتمسناها فوجدنا مع خزيمة بن ثابت (الأنصاري من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه) في سورتها في المصحف. قال ابن حجر: وكان ذلك سنة 25، قال: وغفل بعض من أدركناه فزعم أنه كان في حدود سنة 30 ولم يذكر له مستندا. ويفهم من ذلك إن عثمان أمر بإحراق جميع المصاحف ما عدى المصحف الذي جمعه وفرق نسخته على الأقطار سواء أكان فيها مخالفة لما في المصحف الذي جمعه أم لم يكن، قصدا لجمع الناس على مصحف واحد، وان الداعي إلى جمعه القرآن هو اختلاف القراءات.

أول من جمع القرآن

وحيث انجر الكلام إلى جمع القرآن الكريم فلا باس باستيفاء الكلام على أول من جمعه، فان الحديث شجون. قد عرفت مما مر إن مقتضى بعض الأخبار إن أول جمع القرآن كان في زمن أبي بكر جمعه زيد بن ثابت، ولكن الحاكم في المستدرك قال: إن القرآن الكريم جمع ثلاث مرات أولها في زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم، واستدل بحديث أسنده عن زيد بن ثابت قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نؤلف القرآن من الرقاع (الحديث) قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. وفيه البيان الواضح إن جمع القرآن لم يكن مرة واحدة، فقد جمع بعضه بحضرة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، ثم جمع بعضه بحضرة أبي بكر، والجمع الثالث هو في ترتيب السور كان في خلافة عثمان. وعد ابن النديم في الفهرست من الجماع للقرآن على عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب. وحكى في الإتقان عن البخاري أنه روى أنه جمع القرآن على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم من غير واحد وذكر أسماءهم. وروى في الإتقان أيضا ما يدل على إن أول من جمع القرآن بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو علي بن أبي طالب قال: أخرج ابن أبي داود في المصاحف من طريق ابن سيرين قال: قال علي لما مات رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم آليت إن لا آخذ على ردائي إلا لصلاة جمعة حتى أجمع القرآن فجمعته، قال ابن حجر: هذا الأثر ضعيف لانقطاعه، وأجاب السيوطي عن ذلك في الإتقان بقوله: قد ورد من طريق أخرى أخرجه ابن الضريس في فضائله حدثنا بشر بن موسى حدثنا هودة بن خليفة حدثنا عون عن محمد بن سيرين عن عكرمة قال: لما كان بعد بيعة أبي بكر قعد علي بن أبي طالب في بيته فقيل لأبي بكر قد كره بيعتك، فأرسل إليه، فقال: ما أقعدك عني؟ قال: رأيت كتاب الله يزاد فيه فحدثت نفسي إلا ألبس ردائي إلا لصلاة حتى أجمعه - الحديث، قال: وأخرجه ابن اشتة في المصاحف من وجه آخر عن ابن سيرين وفيه أنه - أي علي عليه السلام - كتب في مصحفه الناسخ والمنسوخ وان ابن سيرين قال: تطلبت ذلك الكتاب وكتبت فيه إلى المدينة فلم أقدر عليه، وأخرج ابن سعد وابن عبد البر في الاستيعاب عن ابن سيرين قال: نبئت إن عليا أبطا عن بيعة أبي بكر فقال: أكرهت إمارتي؟ فقال: آليت يميني إن لا أرتدي برداء إلا للصلاة حتى أجمع القرآن قال: فزعموا أنه كتبه على تنزيله. قال محمد - ابن سيرين -: فلو أصبت ذلك الكتاب كان فيه العلم قال ابن عوف: فسالت عكرمة عن ذلك الكتاب فلم يعرفه. وفي الاتقان أيضا قال ابن حجر وقد ورد عن علي أنه جمع القرآن على ترتيب النزول عقب موت النبي صلى الله عليه وآله وسلم - أخرجه ابن أبي داود. واخرج أبو نعيم في الحلية والخطيب في الأربعين من طريق السدي عن عبد خير عن علي قال: لما قبض رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أقسمت أو حلفت إن لا أضع ردائي على ظهري حتى أجمع ما بين اللوحين فما وضعت ردائي حتى جمعت القرآن. وفي فهرست ابن النديم بسنده عن عبد خير عن علي عليه السلام أنه رأى من الناس طيرة عند وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم فاقسم إن لا يضع على ظهره رداءه حتى يجمع القرآن فجلس في بيته ثلاثة أيام حتى جمع القرآن فهو أول مصحف جمع فيه القرآن من قلبه، وكان المصحف عند أهل جعفر. وفي مناقب ابن شهراشوب في أخبار أهل البيت عليهم السلام إن عليا عليه السلام آلى أن لا يضع رداءه على عاتقه إلا للصلاة حتى يؤلف القرآن ويجمعه فانقطع عنهم مدة إلى إن جمعه - الحديث. وقال ابن شهراشوب في المناقب أيضا:ذكر الشيرازي - أمام أهل السنة في الحديث والتفسير في نزول القرآن وأبو يوسف يعقوب في تفسيره عن ابن عباس في قوله تعالى {إن علينا جمعه وقرآنه} قال: ضمن الله محمدا صلى الله عليه وآله وسلم إن يجمع القرآن بعد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم علي بن أبي طالب، قال ابن عباس: فجمع الله القرآن في قلب علي وجمعه علي بعد موت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بستة أشهر. قال: وفي أخبار أبي رافع إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال في مرضه الذي توفي فيه لعلي: يا علي هذا كتاب الله خذه إليك، فجمعه علي في ثوب فمضى به إلى منزله، فلما قبض النبي صلى الله عليه وآله وسلم جلس علي فألفه كما أنزله الله وكان به عالما. قال: وحدثني أبو العلاء العطار والموفق خطيب خوارزم في كتابيهما بالإسناد عن علي بن رباح إن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أمر عليا بتأليف القرآن فألفه وكتبه. وقال ابن شهراشوب في المعالم: الصحيح إن أول من صنف في الإسلام علي عليه السلام جمع كتاب الله جل جلاله. وفي عدة الرجال بعد نقل هذا عن المعالم: كأنه إنما عد جمع القرآن المجيد في التصنيف لأنه أراد بالتصنيف مطلق التأليف، أو لأنه - عليه السلام - لم يقتصر فيما جمع وجاءهم به على التنزيل، بل ضم إليه البيان والتأويل فكان أعظم مصنف. فظهر من مجموع ما تقدم إن أول جمع للقرآن كان في عهد النبي صلى الله عليه وآله وسلم، وان أول من جمعه بعد وفاة النبي صلى الله عليه وآله وسلم هو علي بن أبي طالب، وان هذا القرآن كان عند أهل البيت حتى انتهى إلى آل جعفر، كما مر عن ابن النديم، ولا يدري أنهم آل جعفر الطيار أو آل جعفر الصادق والظاهر الثاني، وهذا القرآن لم يحرق فيما أحرقه عثمان من المصاحف لأنه كان محفوظا عند أهل البيت لم ينشر بين الناس.

المراسلة بينه وبين أبي ذر

في كتاب مخطوط من مؤلفات أبي مخنف لوط بن يحيى الأزدي عندنا منه قطعة ذهب منها أوله وآخره فلم نعرف اسمه، قال أبو مخنف حدثني الصلت عن زيد بن كثير عن أبي أمامة قال: كتب أبو ذر إلى حذيفة بن اليمان يشكو إليه ما صنع به عثمان وذكر الكتاب، فكتب إليه حذيفة، وذكر الجواب، وقد مر الكتاب والجواب كلاهما في ترجمة أبي ذر في الجزء السادس عشر.

ولاؤه وتشيعه لأمير المؤمنين علي

وأهل البيت عليهم السلام

يدل عليه ما مر في روايات الكشي عند ذكر أقوال العلماء فيه المتضمنة عد علي عليه السلام إياه من السبعة الذين بهم ينصرفون وبهم يمطرون، وإنه من جملة الذين صلوا على فاطمة عليها السلام، وانه من الذين رجعوا إلى أمير المؤمنين عليه السلام إلى غير ذلك مما تضمنته تلك الأخبار، ويدل عليه أيضا ما مر وما يأتي من أخباره عند ذكر توليته المدائن، وما يأتي من قوله علي عليه السلام، وقوله لما حضره الموت، وقال الحاكم في المستدرك: حدثنا أبو الفضل الحسن بن يعقوب حدثنا يحيى بن أبي طالب حدثنا أبو محمد الزبيري حدثنا العلاء بن صالح عن عدي بن ثابت عن أبي راشد قال: لما جاءت بيعة علي إلى حذيفة قال: لا أبايع بعده إلا أصعر أو أبتر الأصعر والأبتر المعرض عن الحق والذاهب بنفسه والذليل. ومر إيصاؤه ابنيه بملازمة أمير المؤمنين عليه السلام وقتلهما معه بصفين. وفي شرح النهج: قال حذيفة بن اليمان لو قسمت فضيلة علي عليه السلام بقتل عمرو يوم الخندق بين المسلمين بأجمعهم لوسعتهم. وقد روى المفيد في الإرشاد وابن أبي الحديد في شرح النهج خبرا عن حذيفة في شان وقعة الأحزاب يدل على معرفته فضل أمير المؤمنين عليه السلام حق معرفتها وعدم مخالطة قلبه بشيء من الشوائب، وبين الروايتين تفاوت، ونحن نجمع بينهما فنذكر ما في شرح النهج ثم التفاوت الذي في رواية المفيد قال المفيد وابن أبي الحديد: روى قيس بن الربيع عن أبي هارون العبدي عن ربيعة بن مالك السعدي قال: أتيت حذيفة بن اليمان فقلت: يا أبا عبد الله إن الناس يتحدثون عن علي بن أبي طالب ومناقبه فنقول لهم فيقول لنا أهل البصرة: إنكم لتفرطون في تقريظ هذا الرجل (إنكم تفرطون في علي)، فهل أنت محدثي بحديث عنه (فيه) أذكره للناس؟ فقال حذيفة: يا ربيعة وما الذي تسألني عن علي؟ وما الذي أحدثك عنه!؟ والذي نفس حذيفة بيده لو وضع جميع أعمال أمة (أصحاب) محمد صلى الله عليه وآله وسلم في كفة الميزان منذ بعث الله تعالى محمدا إلى يوم الناس هذا ووضع عمل واحد من أعمال علي في الكفة الأخرى لرجح على أعمالهم كلها!!. فقال ربيعة: هذا المدح الذي لا يقام له ولا يقعد ولا يحمل إني لأظنه إسرافا يا أبا عبد الله فقال حذيفة: يا لكع وكيف لا يحمل وأين كان المسلمون يوم الخندق وقد عبر إليهم عمرو وأصحابه فملكهم الهلع والجزع ودعا إلى المبارزة فأحجموا عنه حتى برز إليه علي فقتله! والذي نفس حذيفة لعمله ذلك اليوم أعظم أجرا من أعمال أمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم إلى هذا اليوم والى إن تقوم القيامة. وفي رواية المفيد: فقال حذيفة يا لكع كيف لا يحمل وأين كان أبو بكر وعمر وحذيفة وجميع أصحاب محمد صلى الله عليه وآله وسلم يوم عمرو بن عبد ود وقد دعا إلى المبارزة فأحجم الناس كلهم ما خلا عليا فإنه برز إليه وقتله الله على يده الخ. وفي الدرجات الرفيعة: روي إن عليا عليه السلام لما أدرك عمرو بن ود لم يضربه فوقع الناس في علي فرد عنه حذيفة فقال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: يا حذيفة إن عليا سيذكر سبب وقفته، ثم أنه ضربه فلما جاء سأله النبي صلى الله عليه وآله وسلم عن ذلك، فقال قد كان شتم أمي وتفل في وجهي فخشيت إن أضربه لحظ نفسي فتركته حتى سكن ما بي ثم قتلته في الله. قال صاحب الدرجات الرفيعة: وإنما ذكرنا هذا الحديث ليعلم به من إخلاص حذيفة لأمير المؤمنين عليه السلام من زمن النبي صلى الله عليه وآله وسلم. وفي الدرجات أيضا: روى أبو مخنف، قال: لما بلغ حذيفة بن اليمان إن عليا عليه السلام قد قدم ذا قار واستنفر الناس دعا أصحابه فوعظهم و ذكرهم الله وزهدهم في الدنيا ورغبهم بأمير المؤمنين وسيد المسلمين فان من الحق إن تنصروه وهذا ابنه الحسن وعمار قد قدما الكوفة يستنفران الناس فانفروا، فنفر أصحاب حذيفة إلى أمير المؤمنين عليه السلام ومكث حذيفة بعد ذلك خمس عشرة ليلة وتوفي. وقال المسعودي في مروج الذهب: كان حذيفة عليلا بالمدائن في سنة 36 فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي فقال: أخرجوني وادعوا: الصلاة جامعة، فوضع على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وآله ثم قال: أيها الناس إن الناس قد بايعوا عليا فعليكم بتقوى الله وانصروا عليا ووازروه فوالله أنه لعلى الحق آخرا وأولا وانه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقي إلى يوم القيامة، ثم أطبق يمينه على يساره، ثم قال: اللهم اشهد إني قد بايعت عليا، وقال: الحمد لله الذي أبقاني إلى هذا اليوم، وقال لابنيه صفوان وسعد: احملاني وكونا معه فسيكون له حروب يهلك فيها خلق من الناس فاجتهدا إن تشهدا (تستشهدا) معه فإنه والله على الحق ومن خالفه على الباطل!. ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام وقيل بأربعين يوما. وشهد ابناه المذكوران بعد ذلك صفين مع أمير المؤمنين عليه السلام، وقتلا بها شهيدين أو أحدهما كما مر. وسيأتي عند ذكر تولية المدائن خبر بيعته لعلي عليه السلام وما خطب به ما له تعلق بهذا المقام فراجع.

فقهه ومعرفته بالقضاء

روى ابن عبد البر في الاستيعاب في ترجمة جارية بن ظفر اليمامي بسنده عنه إن دارا كانت بين أخوين فحظرا في وسطها حظرا ثم هلكا فادعى عقب كل منهما إن الحظار له واختصما إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فأرسل حذيفة بن اليمان ليقضي بينهما، فقضى بالحظار لمن وجد معاقد القمط تليه، ثم رجع فأخبر النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال: أصبت أو أحسنت. (تفسير ذلك) إن الحظار هو الحاجز بين الملكين من قصب ونحوه شبه الحائط، والقمط: ما يربط به ذلك القصب من حبل ونحوه، فمن كانت أطراف تلك الحبال معقودة مما يليه فالحظار له.

علمه بالكتاب والسنة

في رجال بحر العلوم: أثبت أبو عبد الله الحسين بن علي الطبري (البصري) في الأيضاح لحذيفة عند ذكر الدرجات درجة العلم بالسنة، ويستفاد من بعض الأخبار إن له درجة العلم بالكتاب أيضا وقد روي إن حذيفة كان يقول: اتقوا الله يا معشر القراء وخذوا طريق من كان قبلكم، فوالله لئن استقمتم لقد سبقتم سبقا بعيدا ولئن تركتموه يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا. وإنه كان يقول للناس: خذوا عنا فإنا لكم ثقة ثم خذوا عن الذين يأخذون عنا ولا تأخذوا عن الذين يلونهم، قالوا لم، قال: لأنهم يأخذون حلو الحديث ويدعون مره ولا يصلح حلوه إلا بمره.

تجويزه الكذب للضرورة

في حلية الأولياء بسنده عن النزال بن سبرة قال: كنا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان: يا أبا عبد الله ما هذا الذي يبلغني عنك؟ قال ما قلته، فقال له عثمان: أنت أصدقهم وأبرهم. فلما خرج قلت له: يا أبا عبد الله ألم تقل ما قلت! قال بلى ولكن اشتري ديني بعضه ببعض مخافة إن يذهب كله. وأورده ابن عساكر في تاريخ دمشق نحوه. وكان يقول: ما أدرك هذا الأمر أحد من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم إلا قد اشترى بعض دينه ببعض، قالوا: وأنت؟ قال: وأنا والله: إني لأدخل على أحدهم، وليس أحد إلا وفيه مساوئ ومحاسن، فاذكر من محاسنه وأعرض عن مساويه، وربما دخلت على أحدهم وهو على الغداء فدعاني فأقول إني صائم ولست بصائم. كأنه لا يريد إن يأكل من طعام لا يعلم بطيبه.

كان حذيفة صاحب حلقة في المسجد

يدل ما سيأتي عند ذكر حديثه عن الفتن أنه كان صاحب حلقة بالكوفة يجلس في المسجد ويجتمع عليه الناس فيحدثهم، روى ذلك الإمام أحمد بن حنبل في حديثين له عن خالد بن خالد اليشكري، ورواه الشيخ الطوسي في الأمالي بسنده عن خالد بن خالد اليشكري كما سيأتي هناك.

حديثه مع الفتن

في الاستيعاب وأسد الغابة: سئل حذيفة: أي الفتن أشد؟ قال إن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تركب. وروى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن خالد بن اليشكري قال خرجت زمان فتحت تستر حتى قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا أنا بحلقة فيها رجل صدع من الرجال حسن الثغر يعرف فيه أنه من رجال أهل الحجاز. فقلت من الرجل؟ فقال القوم أوما تعرفه قلت لا، فقالوا هذا حذيفة بن اليمان صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقعدت وحدث القوم فقال: إن الناس كانوا يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وكنت أساله عن الشر، فأنكر ذلك القوم عليه، فقال لهم: إني سأخبركم بما أنكرتم من ذلك: جاء الإسلام حين جاء، فجاء أمر ليس كأمر الجاهلية، وكنت قد أعطيت في القرآن فهما، فكان رجال يجيئون فيسألون عن الخير، فكنت أساله عن الشر، فقلت: يا رسول الله أيكون بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ فقال نعم، قلت فما العصمة يا رسول الله، قال السيف قلت وهل بعد هذا السيف بقية، قال: نعم تكون إمارة على أقذاء وهدنة على دخن، قلت: ثم ماذا؟ قال ثم تنشأ دعاة الضلالة فإن كان لله يومئذ في الأرض خليفة جلد ظهرك أخذ مالك فألزمه وإلا فمت وأنت عاض على جذل شجرة الحديث. ورواه الشيخ الطوسي في أماليه بإسناده عن خالد بن اليشكري مثله إلا أنه قال: فإذا أنا بحلقة فيها رجل جهم من الرجال، فقلت من هذا الخ. وقال أعطيت من القرآن فقها بدل فهما، وقال: فان رأيت يومئذ خليفة عدل فألزمه، وإلا فمت عاضا على جذل شجرة. (الجذل) بكسر الجيم وفتحها وسكون الذال المعجمة أصل الشجرة يقطع. قاله في النهاية. وروى الإمام أحمد في المسند بسنده عن نصر بن عاصم الليثي قال: أتيت اليشكري في رهط من بني ليث عن حديث حذيفة (إلى إن قال) قدمنا الكوفة باكرا من النهار، فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رؤوسهم يستمعون إلى حديث رجل، فقمت عليهم، فجاء رجل فقام إلى جنبي، فقلت من هذا؟ قال أبصري أنت، قلت نعم، قال قد عرفت لو كنت كوفيا لم تسال عن هذا هذا حذيفة بن اليمان، فسمعته يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وأساله عن الشر وعرفت إن الخير لن يسبقني، قلت: يا رسول الله أبعد هذا الخير شر، قال: يا حذيفة تعلم كتاب الله واتبع ما فيه، ثلاث مرات، قلت يا رسول الله أبعد هذا الشر خير قال هدنة على دخن وجماعة على أقذاء قلت يا رسول الله الهدنة على دخن ما هي قال: لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه قلت يا رسول الله أبعد هذا الخير شر؟ قال: فتنة عمياء صماء عليها دعاة على أبواب النار وأنت إن تموت يا حذيفة وأنت عاض على جذل خير لك من إن تتبع أحدا منهم. وبسنده عن حذيفة بن اليمان أنه قال يا رسول الله أنا كنا في شر فذهب الله بذلك الشر وجاء بالخير على يديك فهل بعد الخير من شر؟ قال نعم، قال ما هو؟ قال: فتن كقطع الليل المظلم يتبع بعضها بعضا تأتيكم مشتبهة كوجوه البقر لا تدرون أيا من أي. وبسنده عن حذيفة: قلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير شر كما كان قبله شر؟ قال: يا حذيفة اقرأ كتاب الله واعمل بما فيه فاعرض عني فأعدت عليه ثلاث مرات فقلت هل بعد هذا الخير من شر قال نعم فتنة عمياء (عماء أو غماء) صماء ودعاة ضلالة على أبواب جهنم من أجابهم قذفوه فيها. وفي حلية الأولياء بسنده عن حذيفة أنه سئل عن قول رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في الفتن التي تموج موج البحر، فقال: تعرض الفتن على القلوب عرض الحصيد فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء حتى تصير القلوب على قلبين. قلب أبيض مثل الصفا لا يضره فتنة ما دامت السماوات والأرض والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا -وأمال كفه- لا يعرف معروفا ولا ينكر منكرا إلا ما أشرب من هواه - الحديث. وفي الحلية أيضا بسنده عن حذيفة قال: إن الفتنة تعرض على القلوب فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء فان أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء فمن أحب منكم إن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن كان يرى حراما ما كان يراه حلالا أو يرى حلالا ما كان يراه حراما فقد أصابته الفتنة. وفي الحلية أيضا بسنده عن حذيفة قال: أتتكم الفتن ترمي بالنشف، ثم أتتكم ترمي بالرضف، ثم أتتكم سوداء مظلمة. وفي الفائق للزمخشري عن حذيفة أنه ذكر الفتنة فقال: أتتكم الدهيماء ترمي بالنشف، ثم التي تليها ترمي بالرضف، والذي نفسي بيده ما اعرف لي ولكم إلا إن نخرج منها كما دخلنا فيها. قال الزمخشري: (الدهيماء) هي تصغير الدهماء وهي الفتنة المظلمة وهو التصغير الذي يقصد به التعظيم (والنشف) جمع نشفة وهي الفهر السوداء كأنها محرقة (والرضف) الحجارة المحماة الواحدة رضفة. ذكر تتابع الفتن وفظاعة شانها وضرب رميها بالحجارة مثلا لما يصيب الناس من شرها ثم قال: ليس الرأي إلا إن تنجلي عنا ونحن في عدم التباسنا بالدنيا كما دخلنا فيها. (الفهر) الحجر قدر ما يملأ الكف. وفي الحلية أيضا بسنده عن حذيفة قال: ثلاث فتن والرابعة تسوقهم إلى الدجال التي ترمي بالرضف والتي ترمي بالنشف والسوداء المظلمة التي تموج كموج البحر والرابعة تسوقهم إلى الدجال.

كان حذيفة يسأل عن الشر دون الخير

مر بعض ما يدل على ذلك وروى أحمد بسنده قال حذيفة: كان أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم يسألونه عن الخير وكنت أساله عن الشر، قيل لم فعلت ذلك؟ قال: من اتقى الشر وقع في الخير. وفي تاريخ دمشق: أخرج ابن مردويه عن حذيفة أنه قال - وهو في مجلس كان ناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن الخير وأساله عن الشر فنظر إليه الناس كأنهم ينكرون عليه فقال لهم كأنكم أنكرتم ما أقول كان الناس يسألونه عن القرآن، وكان الله قد أعطاني منه علما، فقلت يا رسول الله هل بعد هذا الخير الذي أعطاناه الله من شر - الحديث. تمنيه العزلة عن الناس

في حلية الأولياء بسنده قال حذيفة: لوددت إن لي إنسانا يكون في مالي ثم أغلق علي الباب فلم أدخل علي أحدا حتى ألقى الله عز وجل.

صبره على البلاء

في تاريخ دمشق: قال خرج البيهقي عن حذيفة أنه قال: كنتم تسألونه عن الرخاء وكنت أساله عن الشدة لأتقيها ولقد رأيتني وما من يوم أحب إلي من يوم يشكو إلي فيه أهلي الحاجة إن الله تعالى إذا أحب عبدا ابتلاه حتى يقول عظ عظك وشد شدك إن قلبي يحبك. وأخرج ابن عساكر من طريق عبد الله بن وهب عن حذيفة أنه قال: إن أقر أيامي يوم أرجع فيه إلى أهلي فيشكون لي فيه الحاجة، و الذي نفسي بيده لقد سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: إن الله ليتعاهد عبده بالبلاء كما يتعاهد الوالد ولده بالخير وان الله تعالى ليحمي عبده المؤمن الدنيا كما يحمي المريض أهله الطعام. وفي حلية الأولياء بسنده عن حذيفة قال: أقر ما أكون عينا حين يشكو إلي أهلي الحاجة وان الله تعالى ليحمي المؤمن من الدنيا كما يحمي أهل المريض مريضهم الطعام. وبسنده عن حذيفة أنه كان يقول: ما من يوم أقر لعيني ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاما ويقولون ما نقدر على قليل ولا كثير، وذلك إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "إن الله تعالى أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله الطعام والله تعالى أشد تعاهدا للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير".

كلامه في النفاق والمنافقين في زمانه

في حلية الأولياء بسنده عن أبي الشعثاء المحاربي: سمعت حذيفة يقول: ذهب النفاق فلا نفاق إنما هو الكفر بعد الإيمان. اليوم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كانوا يومئذ يكتمونه وهم اليوم يظهرونه.

أسند الحاكم في المستدرك في حديث: سئل علي عن حذيفة فقال: كان أعلم بالمنافقين. وأخرج ابن عساكر في تاريخ دمشق عن حذيفة أنه قال: مر بي عمر بن الخطاب وأنا جالس في المسجد فقال: يا حذيفة إن فلانا قد مات فأشهده، ثم مضى، حتى إذا كاد إن يخرج من المسجد التفت إلي فرآني وأنا جالس فعرف، فرجع إلي فقال يا حذيفة أمن القوم أنا؟ فقلت اللهم لا أبرئ أحدا بعدك. وفي تاريخ دمشق أيضا:روى ابن منده عن أبي البختري الطائي أنه سئل (عليه السلام). إلى إن قال: وسئل عن حذيفة فقال: علم المنافقين وسر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وسئل عن نفسه فقال: كنت إذا سالت أعطيت وإذا سكت ابتديت. وفي رواية أخرى: سئل عن حذيفة فقال: أعلم الناس بالمنافقين، قالوا: أخبرنا عن نفسك، قال: إياها أردتم كنت إذا سكت ابتديت وإذا سالت أعطيت فان بين دفتي علما جما قال أبو البختري -أحد رواة هذا الحديث-: فقلت لإسماعيل بن خالد ما معنى ما بين الدفتين؟ قال جنبيه. وفي لفظ آخر: وسئل عن حذيفة فقال ذاك امرؤ علم المعضلات والمفصلات وعلم أسماء المنافقين إن تسألوه عنها تجدوه بها عالما. وفي الدرجات الرفيعة: سئل أمير المؤمنين صلى الله عليه وآله وسلم عنه، فقال: كان عارفا بالمنافقين وسأل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن المعضلات فان سألتموه وجدتموه بها خبيرا. قال: وكان حذيفة يسمى صاحب السر وكان عمر لا يصلي على جنازة لا يحضرها حذيفة. وفي تاريخ دمشق: أخرج ابن سعد عن جبير بن مطعم أنه قال: لم يخبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بأسماء المنافقين الذين حضروا ليلة العقبة إلا حذيفة وهم اثنا عشر رجلا من الأنصار أو من حلفائهم. وروى الإمام أحمد في مسنده بإسناده عن قيس: قلت لعمار أرأيتم صنيعكم هذا الذي صنعتم فيما كان أمر علي رأيا رأيتموه أم شيئا عهده إليكم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم، فقال: لم يعهد إلينا رسول الله شيئا لم يعهده إلى الناس كافة، ولكن حذيفة أخبرني عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: في أصحابي اثنا عشر رجلا لا يدخلون الجنة حتى يلج الجمل في سم الخياط، وبسنده عن الوليد بن جميع وأبي الطفيل قال: كان بين حذيفة وبين رجل من أهل العقبة ما يكون بين الناس، فقال: أنشدك الله كم كان أصحاب العقبة؟ فقال له القوم اخبره إذ سالك، قال: إن كنا نخبر أنهم أربعة عشر قال فان كنت منهم فقد كان القوم خمسة عشر، وأشهد بالله إن اثني عشر منهم حرب لله ولرسوله في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد. قال أبو أحمد في حديثه: وقد كان - أي النبي صلى الله عليه وآله وسلم في حرة فمشى فقال للناس: إن الماء قليل فلا يسبقني إليه أحد، فوجد قوما قد سبقوه فلعنهم يومئذ. ولا يخفى إن هذه الروايات تدل على إن هؤلاء المنافقين قوم يحتشم من التصريح بأسمائهم، وإلا لم يخف حذيفة أسماؤهم ولم يجهلهم الخليفة ولم يسال هل هو منهم، وأنهم ليسوا من المعروفين بالنفاق الذين لا يؤبه لهم كابن أبي سلول وإضرابه. وفي الدرجات الرفيعة: روى المفضل بن عمر عن جعفر بن محمد عليهما السلام أنه قال: كان المنافقون على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم لا يعرفون إلا ببغض علي بن أبي طالب عليه السلام، وكان حذيفة يعرفهم لأنه كان ليلة العقبة يقود ناقة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وعمار يسوقها، وقد قعد المنافقون على العقبة ليلا لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عند منصرفه من غزوة تبوك، وقد كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم خلف عليا بالمدينة على أهله ونسائه، فقال المنافقون بعضهم لبعض: إن محمدا بغض نفسه إلى أصحابه بسبب علي، وعلي هو الذاب عنه والمجاهد دونه لا يعمل فيه أحر والبرد والسيف والسنان وقد استخلفه بالمدينة، فبادروا هذا الذي لولا علي لكان أهون من فقع بقرقر، ولولا أبو طالب بمكة لم يتبعه أحد، فإنه آواه ونصره وذب عنه وجاهد قريشا فيه حتى استفحل آمره وعظم شانه، فلما استقر قراره أعاد الملك والسلطان إلى بني أبيه من دون قريش، أفقريش لبني هاشم خول وإتباع، وقد اجتمعت كلمتهم بالإسلام بعد إن كانوا مختلفين فتقدموا واخشوشنوا واجمعوا أمركم وشركاءكم، ثم اطلبوا بثأركم ممن أختدعكم عن دينكم وأدخلكم في دينه، ثم جعلكم أتباعه وأتباع بني هاشم ومواليهم وعبيدهم إلى إن تقوم الساعة، وإلا فعيشوا أشقياء عباديد بعد الإلهة أذلة ما بقيتم. وكان القائل رجل من المهاجرين من قريش يحرض أصحابه ليلة العقبة على قتل رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضرب الله وجوههم عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. وكان ذلك الرجل يشكو حذيفة إلى أبي بكر فيقول دعه فالسكون خير من الخوض في آمره فلما بويع عمر بعث إلى حذيفة (إلى إن قال) ثم اقبل على أصحابه فقال لهم صاحب رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم واعلم أصحابه بالمنافقين إنا كنا نعرف المنافقين على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ببغضهم عليا فكان حذيفة يقول: السكينة تنطق على لسانك، بقوله لحذيفة: انك اعرف الناس بالمنافقين. وفي الدرجات الرفيعة: ذكر مختار العراقيين يوم الحكمين عند حذيفة بالدين فقال: أما أنتم فتقولون ذلك، وأما أنا فاشهد أنه عدو لله ولرسوله وحرب لهما في الحياة الدنيا ويوم يقوم الإشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار. قال: وروي إن عمارا سئل عنه فقال: لقد سمعت فيه من حذيفة قولا عظيما، سمعته يقول: صاحب البرنس الأسود صاحب البرنس الأسود ثم كلح كلوحا، علمت أنه كان ليلة العقبة بين ذلك الرهط وكان حذيفة عارفا بهم، وروى البخاري في صحيحه في تفسير سورة النساء بسنده عن الأسود قال: كنا في حلقة عبد الله فجاء حذيفة حتى قام علينا فسلم ثم قال لقد انزل الله النفاق على قوم خير منكم قال الأسود سبحان الله! "إن الله يقول إن المنافقين في الدرك الأسفل من النار" فتبسم عبد الله، وجلس حذيفة في ناحية المسجد فقام عبد الله فتفرق أصحابه، فرماني بالحصى فاتيته، فقال حذيفة: عجبت من ضحكه وقد عرف ما

قلت لقد أنزل النفاق على قوم كانوا خيرا منكم ثم تابوا فتاب الله عليهم ا ه‍. في إرشاد الساري: (عبد الله) أي ابن مسعود. (حذيفة) ابن اليمان خير منكم باعتبار أنهم كانوا من طبقة الصحابة فارتدوا أو نافقوا فتبسم عبد الله متعجبا من كلام حذيفة وبما قام به من قول الحق وما حذر منه. قال الأسود (فرماني) أي حذيفة (بالحصى) أي ليستدعيني (عجبت من ضحكه) مقتصرا على الضحك. والذي يلوح إن مراد حذيفة بقوله: لقد أنزل النفاق الخ. توبيخ ابن مسعود وأصحاب حلقته: أي لا تغتروا بأنفسكم فقد كان قوم يراهم الناس خيرا منكم وكانوا منافقين لان حذيفة كان أعلم الناس بالمنافقين، كما مر، واستعظم ذلك الأسود لدلالة الآية على إن المنافقين من أهل النار بل في الدرك الأسفل منها، وتبسم ابن مسعود يحتمل وجوها (منها) ما مر عن إرشاد الساري (ومنها) إن يكون سخرية وتعجبا من نسبة حذيفة لهم إلى النفاق ونسبته إلى من هو خير منهم (ومنها) إن يكون استحسانا لجواب الأسود. ويؤيد الوجه الثاني قول حذيفة: عجبت من ضحكه وقد عرف ما قلت، أي إن مرادي: نافقوا ثم تابوا فتاب الله عليهم، فإذا عرف إن هذا مرادي لا ينبغي له إن يضحك تعجبا من قولي، ولكن هذا الاعتذار بظاهره غير صواب لأنه لا دليل على إن كل من نافق ممن هو خير منهم تاب، ولعله إنما قصد بهذا العذر المدافعة عن نفسه.

من هو المنافق

في حلية الأولياء بسنده: قيل لحذيفة من المنافق؟ قال الذي يصف الإسلام ولا يعمل به.

بعض رواياته النبوية

أخرج له أحمد في مسنده روايات كثيرة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم تدل قرائن الأحوال ومخالفة بعضها لضرورة الدين إن جملة منها مكذوبة، وأخرج له أصحاب كتب التراجم أيضا عدة روايات، ونحن ننتقي روايات مما أخرج له فنوردها هنا.

الأمراء الكذابون الظالمون

روى الإمام أحمد في مسنده بسنده عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: أنها ستكون أمراء يكذبون ويظلمون فمن صدقهم بكذبهم وأعانهم على ظلمهم فليس منا ولست منهم ولا يرد علي الحوض، ومن لم يصدقهم بكذبهم ولم يعنهم على ظلمهم فهو مني وأنا منه وسيرد علي الحوض. وفي حلية الأولياء بسنده عن حذيفة قال: ليكونن عليكم أمراء لا يزن أحدهم عند الله يوم القيامة قشر شعيرة.

رواياته في النمام

مر رجل قالوا هذا مبلغ الأمراء قال حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: لا يدخل قتات الجنة -القتات النمام-. وبسنده عن حذيفة أنه بلغه عن رجل ينم الحديث، فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يدخل الجنة نمام". وبسنده عن همام بن الحارث: كنا عند حذيفة فقيل له إن فلانا يرفع إلى عثمان الأحاديث فقال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يدخل الجنة قتات". وفي رواية أخرى بالإسناد عن همام عن حذيفة كان رجل يرفع إلى عثمان الأحاديث من حذيفة، قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول "لا يدخل الجنة قتات" يعني نماما. وبسنده قيل لحذيفة إن رجلا ينم الحديث، قال حذيفة سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا يدخل الجنة نمام".

في النهي عن الحرير وآنية الذهب والفضة

روى أحمد في مسنده بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة قال: نهى رسول الله ص عن لبس الحرير والديباج وآنية الذهب والفضة وقال هو لهم في الدنيا ولنا في الآخرة. وبسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى عن حذيفة: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "لا تشربوا في الذهب ولا في الفضة ولا تلبسوا الحرير والديباج فإنها لهم في الدنيا وهي لكم في الآخرة". وبسنده عن ابن أبي ليلى إن حذيفة كان بالمدائن فجاءه دهقان بقدح من فضة، فأخذه فرماه به وقال: إني لم افعل هذا إلا إني قد نهيته فلم ينته، وان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهاني عن الشرب في آنية الذهب والفضة والحرير والديباج وقال: هي لهم في الدنيا ولكم في الآخرة. وبسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى: خرجت مع حذيفة إلى بعض هذا السواد فاستسقى فاتاه دهقان بإناء من فضة فرماه به في وجهه، قلنا اسكتوا اسكتوا فانا إن سألنا لم يحدثنا، فسكتنا، فلما كان بعد ذلك، قال: أتدرون لم رميت به في وجهه؟ قلنا لا، قال إني كنت قد نهيته، قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم: "لا تشربوا في الذهب ولا في الفضة ولا تلبسوا الحرير ولا الديباج فأنهما لهم في الدنيا ولكم في الآخرة". وبسنده عن ابن أبي ليلى إن حذيفة استسقى فاتاه إنسان بإناء من فضة فرماه به وقال؟ إني كنت قد نهيته فأبى إن ينتهي إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا إن نشرب في آنية الذهب والفضة وعن لبس الحرير والديباج وقال هو لهم في الدنيا ولكم في الآخرة. وبسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى استسقى حذيفة من دهقان أو علج، فأتاه بإناء فضة فحذفه به، ثم أقبل على القوم اعتذارا وقال: إني إنما فعلت ذلك به عمدا لأني كنت نهيته قبل هذه المرة إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا عن لبس الديباج والحرير وآنية الذهب والفضة، وقال: هو لهم في الدنيا وهو لنا في الآخرة. وبسنده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى كنت مع حذيفة بن اليمان بالمدائن فاستسقى فاتاه دهقان بإناء فرمى به ما يألوه إن يصيب به وجهه، ثم قال: لولا إني تقدمت إليه مرة أو مرتين لم أفعل به هذا إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نهانا إن نشرب في آنية الذهب والفضة وان نلبس الحرير والديباج قال هو لهم في الدنيا ولنا في الآخرة.

كل معروف صدقة

روى أحمد بن حنبل بسنده عن حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه قال: "كل معروف صدقة".

الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر

روى الإمام أحمد بن حنبل في مسنده بسنده عن حذيفة بن اليمان إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: "والذي نفسي بيده لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو ليوشكن الله إن يبعث عليكم عقابا من عنده ثم لتدعنه فلا يستجيب لكم". وفي رواية أو ليبعثن عليكم قوما ثم تدعونه فلا يستجاب لكم. وبسنده عن حذيفة: إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فيصير (بها) منافقا واني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتحاضن على الخير أو ليسحتنكم الله جميعا بعذاب أو ليؤمرن عليكم شراركم ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لهم ورواه في حلية الأولياء بسنده عن حذيفة مثله. وفي حلية الأولياء بسنده عن حذيفة قال لعن الله من ليس منا والله لتأمرن بالمعروف ولتناهون عن المنكر أو لتقتتلن بينكم فليظهرن شراركم على خياركم فليقتلنهم حتى لا يبقى أحد يأمر بمعروف ولا ينهى عن منكر ثم تدعون الله عز وجل فلا يجيبكم يمقتكم. وبسنده عن حذيفة ليأتين عليكم زمان خيركم من لم يأمر بمعروف وينه عن منكر. يعني إن الناس في ذلك الزمان بين أمر بمنكر وناه عن معروف وساكت وهو خيرهم.

التكبير خمسا على الجنازة

في مسند أحمد بن حنبل بسنده عن يحيى بن عبد الله الجابر قال صليت خلف عيسى مولى لحذيفة بالمدائن على جنازة فكبر خمسا ثم التفت إلينا فقال: ما وهمت ولا نسيت ولكن كبرت كما كبر مولاي وولي نعمتي حذيفة بن اليمان، صلى على جنازة وكبر خمسا ثم التفت إلينا فقال: ما نسيت ولا وهمت ولكن كبرت كما كبر رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على جنازة فكبر خمسا.

فضل الصوم والإطعام والكسوة

في تاريخ دمشق: أخرج أبو يعلى عن حذيفة أنه قال أتيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مرضه الذي توفاه الله فيه (إلى إن قال) فقال يا حذيفة من ختم الله له بصوم يوم أراد به وجه الله تعالى أدخله الله الجنة، ومن أطعم جائعا أراد به وجه الله تعالى أدخله الله الجنة، ومن كسا عاريا أراد به الله تعالى أدخله الله الجنة-الحديث.

في رجال من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله وسلم

روى الإمام أحمد بن حنبل بسنده عن ابن مسعود وحذيفة قالا قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم: "أنا فرطكم على الحوض أنظركم ليرفع لي رجال منكم حتى إذا عرفتهم اختلجوا دوني، فأقول رب أصحابي أصحابي! فيقال انك لا تدري ما أحدثوا بعدك". وبسنده عن أبي وائل عن حذيفة: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "ليردن علي الحوض أقوام فإذا رأيتهم اختلجوا دوني، فأقول أي رب أصحابي أصحابي! فيقال: انك لا تدري ما أحدثوا بعدك".

أخباره ببعض الأحداث

في شرح النهج لابن أبي الحديد: قال حذيفة بن اليمان أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وفي حلية الأولياء بسنده عن عبد العزيز ابن أخ لحذيفة قال سمعته منذ خمس وأربعين سنة قال أول ما تفقدون من دينكم الخشوع وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة.

ما أثر عنه من المواعظ والحكم

في تاريخ دمشق لابن عساكر: قال حذيفة: تعودوا الصبر فان الصبر خير، وتعودوا البلاء فإنه يوشك إن ينزل بكم البلاء مع أنه لا يصيبكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم. ورواه في حلية الأولياء بسنده عن صلة عن حذيفة إلا أنه قال: تعودوا الصبر فأوشك إن ينزل بكم البلاء! أما أنه لا يصيبكم أشد الخ. وفيه قال حذيفة إن الله يقول {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلا إن القمر انشق على عهد رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلا إن الساعة قد قربت، إلا إن المضمار اليوم والسبق غدا. وفي حلية الأولياء بسنده عن أبي عبد الرحمن السلمي قال: انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن وبيننا وبينها فرسخ وحذيفة بن اليمان على المدائن، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وقال: {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلا وان القمر قد انشق، إلا وان الدنيا قد آذنت بفراق إلا وان اليوم المضمار وغدا السباق، فقلت لأبي ما يعني بالسباق؟ فقال من سبق إلى الجنة. وأخرج ابن عساكر من طريق البغوي عن حذيفة، ورواه أبو نعيم في الحلية بسنده عن حذيفة أنه قال: بحسب المرء من العلم إن يخشى الله عز وجل وبحسبه من الكذب إن يقول استغفر الله ثم يعود. وقال فيما رواه ابن المبارك: إن الحق ثقيل وهو مع ثقله شاف، وان الباطل خفيف وهو مع خفته وبئ، وترك الخطيئة أيسر، وخير من طلب التوبة، ورب شهوة ساعة أورثت حزنا طويلا. وأخرج البيهقي عنه أنه أنشد يوما:

فقيل له: ما ميت الأحياء؟ قال الذي لا يعرف المعروف بقلبه ولا ينكر المنكر بقلبه، وفي رواية: هو الذي لا ينكر المنكر بيده ولا بلسانه ولا بقلبه. وقال يوما لرجل: أراك إذا دخلت الكنيف أبطأت في مشيتك وإذا خرجت أسرعت، فقال: أدخل وأنا على وضوء وأخرج وأنا على غير وضوء فأخاف إن يدركني الموت قبل إن أتوضأ، فقال له حذيفة: انك لطويل الأمل، لكني ارفع قدمي فأخاف إن لا أضع الأخرى حتى أموت. وأخرج ابن عساكر وابن أبي شيبة عن حذيفة أنه قال: لوددت لو إن لي من يصلح لي مالي فأغلق علي بأبي فلا يدخل علي أحد حتى الحق بالله عز وجل. وقيل له: ما لك لا تتكلم؟ فقال: إن لساني سبع أخاف إن تركته يأكلني. وقال: ليس خياركم من ترك الدنيا للآخرة. ولكن خياركم من أخذ من كل شيء أحسنه. وقال خياركم الذين يأخذون من دنياهم لآخرتهم ومن آخرتهم لدنياهم. وسئل يوما عن مسالة فقال: إنما يفتي أحد ثلاثة من عرف الناسخ والمنسوخ أو رجل ولي سلطانا فلا يجد من ذلك بدا أو متكلف. وفي حلية الأولياء بسنده عن حذيفة أنه قال إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء فان أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء حتى يصير كالشاة الربداء. وبسنده عن حذيفة قال: إياكم ومواقف الفتن، قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال أبواب الأمراء يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول ما ليس فيه. وبسنده عن الأعمش: بلغني إن حذيفة كان يقول: ليس خيركم الذين يتركون الدنيا للآخرة ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا، ولكن الذين يتناولون من كل. وبسنده عن كردوس قال: خطب حذيفة بالمدائن فقال أيها الناس تعاهدوا ضرائب غلمانكم فان كانت من حلال فكلوها وان كانت من غير ذلك فارفضوها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: "أنه ليس من لحم ينبت من سحت فيدخل الجنة". وأخرج أبو نعيم أيضا في الحلية من طريق أحمد بن حنبل عن حذيفة: إن بائع الخمر كشاربها إلا إن مقتني الخنازير كأكلها تعاهدوا أرقاءكم فانظروا من أين يجيئون بضرائبهم فإنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت. وبسنده عن حذيفة قال: إن في القبر حسابا وفي القيامة حسابا فمن حوسب يوم القيامة عذب.

التنزه عن منازعة الأشرار والفجار

في كشكول البهائي: قال حذيفة بن اليمان لرجل أتحب إن تغلب شر الناس؟ قال نعم. فقال إنك لن تغلبه حتى تكون شرا منه. وفي حلية الأولياء بسنده قال حذيفة لرجل أيسرك انك قتلت أفجر الناس؟ قال نعم. قال إذا تكون أفجر منه. يريد بذلك أنه ينبغي التنزه عن منازعة الأشرار والفجار.

ما أثر عنه من الدعاء

في تاريخ دمشق إن حذيفة قال يوما: لأقومن اليوم ولأمجدن ربي عز وجل، قال الراوي فسمعت صوتا لم أسمع صوتا قط أحسن منه فقال اللهم لك الحمد كله ولك الملك كله واليك يرجع الأمر كله علانية وسرا اغفر لي ما سلف مني واعصمني فيما بقي.

القلوب أربعة

في حلية الأولياء بسنده عن حذيفة قال: القلوب أربعة: قلب أغلف فذلك قلب الكافر، وقلب مصفح فذلك قلب المنافق، وقلب أجرد فيه سراج يزهر فذلك قلب المؤمن، وقلب فيه نفاق وإيمان فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب، ومثل النفاق مثل القرحة يمدها قيح ودم فأيهما ما غلب عليه غلب.

التلاعن

في حلية الأولياء عن حذيفة: ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم القول.

من روى عنهم حذيفة

في الإصابة: روى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم الكثير وعن عمر. الراوون عن حذيفة

في تاريخ دمشق: روى عنه جماعة، وفي أسد الغابة: روى عنه ابنه أبو عبيدة وعمر بن الخطاب وعلي بن أبي طالب وقيس بن أبي حازم وأبو وائل وزيد بن وهب وغيرهم، (أقول): لم يكن علي بن أبي طالب - وهو باب مدينة العلم - ليروي عن حذيفة ولا غيره وأحر بان يروي حذيفة عنه. وفي الإصابة: روى عنه جابر وجندب وعبد الله بن يزيد وأبو الطفيل في آخرين. ومن التابعين ابنه بلال وربعي بن خراش وزيد بن وهب وزر بن حبيش وأبو وائل وغيرهم. قلت: وروى عنه عبد الرحمن بن أبي ليلى.

توليته على المدائن ووفاته بها

ذكر المؤرخون إن عمر ولاه المدائن، لكنهم لم يذكروا في أي سنة كان ذلك، ولكن الظاهر إن ذلك كان بعد خروج سعد من المدائن وبنائه الكوفة، وقد اختلف في فتح المدائن فقيل: أنه كان سنة 16 وقيل سنة 19 ذكر القولين ابن الأثير في الكامل، وقال ابن الأثير: قيل إن حذيفة كان مع سعد، فكتب حذيفة إلى عمر يشكو تغير أجسام العرب. فكتب عمر إلى سعد إن أبعث سلمان وحذيفة رائدين، فخرج سلمان في غربي الفرات وحذيفة في شرقيه حتى أتيا الكوفة فأعجبتهما، فارتحل سعد من المدائن حتى نزل الكوفة في المحرم سنة 17، بناء على إن فتح المدائن سنة 16 أو سنة 20، بناء على إن فتح المدائن سنة 19. وفي الطبقات الكبير لابن سعد عن الواقدي قال: استعمل عمر بن الخطاب حذيفة على المدائن، ثم روى بسنده عن طلحة قال: قدم حذيفة بالمدائن على حمار باكافه سادلا رجليه ومعه عرق ورغيف وهو يأكل. ورواه أبو نعيم في الحلية، وفي بعض رواياته: وهو يأكل على الحمار وهو سادل رجليه من جانب. وفي الإصابة: قال العجلي استعمله عمر على المدائن فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة علي بأربعين يوما. ومثله في تاريخ دمشق. وروى الخطيب في تاريخ بغداد بسنده عن ابن سيرين قال: كان عمر بن الخطاب إذا بعث أميرا كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا وأمرته بكذا وكذا، فاسمعوا له وأطيعوا. فلما بعث حذيفة إلى المدائن كتب إليهم: إني قد بعثت إليكم فلانا فأطيعوه. فقالوا: هذا رجل له شان فركبوا ليتلقوه، فلقوه على بغل تحته أكاف وهو معترض عليه رجلاه من جانب واحد فلم يعرفوه فأجازوه فلقيهم الناس فقالوا لهم: أين الأمير؟ قالوا: هو الذي لقيتم فركضوا في أثره فأدركوه وفي يده رغيف وفي الأخرى عرق وهو يأكل، فسلموا عليه فنظر إلى عظيم منهم فناوله العرق والرغيف، فلما غفل ألقاه أو قال أعطاه خادمه وفي أسد الغابة قال محمد بن سيرين كان عمر إذا استعمل عاملا كتب عهده: وقد بعثت فلانا وأمرته بكذا. فلما استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده إن اسمعوا له وأطيعوه وأعطوه ما سألكم فلما قدم المدائن استقبله الدهاقين فلما قرأ عهده قالوا سلنا ما شئت، قال: أسألكم طعاما آكله وعلف حماري ما دمت فيكم، فأقام فيهم. ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه، فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق، فلما رآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها أتاه عمر فالتزمه وقال: أنت أخي وأنا أخوك. وقد صرح المؤرخون بأنه بقي واليا على المدائن إلى إن قتل عثمان وبويع علي بن أبي طالب ومات بعد بيعته بأربعين يوما، لكنهم لم يذكروا إن عثمان ولاه المدائن أو عزله ثم ولاه، إلا إن الديلمي في إرشاد القلوب روى مرفوعا قال لما استخلف آوى إليه عمه الحكم بن العاص وولده مروان والحارث بن الحكم ووجه عماله في الأمصار وكان فيمن وجه الحارث بن الحكم إلى المدائن، فأقام بها مدة يتعسف أهلها ويسئ معاملتهم، فوفد منهم إلى عثمان وفد يشكونه وأعلموه بسوء ما يعاملهم به وأغلظوا عليه في القول، فولى حذيفة بن اليمان عليهم وذلك في آخر أيامه، فلم ينصرف حذيفة عن المدائن إلى إن قتل عثمان واستخلف علي بن أبي طالب فأقام حذيفة عليها، وكتب إليه علي عليه السلام.

كتاب علي عليه السلام إلى حذيفة بتوليته المدائن

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى حذيفة بن اليمان سلام عليك أما بعد فإني قد وليتك ما كنت عليه لمن كان قبلي من جرف المدائن، وقد جعلت إليك أعمال الخراج والرستاق وجباية أهل الذمة فاجمع إليك ثقاتك ومن أحببت ممن ترضى دينه وأعانته، واستعن بهم على أعمالك، فان ذلك أعز لك ولوليك وأكبت لعدوك. واني آمرك بتقوى الله وطاعته في السر والعلانية، وأحذرك عقابه في المغيب والمشهد، وأتقدم إليك بالإحسان إلى المحسن والشدة على المعاند، وآمرك بالرفق في أمورك واللين والعدل في رعيتك، فإنك مسؤول عن ذلك، وإنصاف المظلوم، والعفو عن الناس، وحسن السيرة ما استطعت فالله يجزي المحسنين، وآمرك إن تجبي خراج الأرضين على الحق والنصفة، ولا تتجاوز ما تقدمت به إليك ولا تدع منه شيئا ولا تبتدع فيه أمرا ثم اقسمه بين أهله بالسوية والعدل واخفض لرعيتك جناحك، وواس بينهم في مجلسك وليكن القريب والبعيد عندك في الحق سواء واحكم بين الناس بالحق وأقم فيهم بالقسط ولا تتبع الهوى ولا تخف في الله لومة لائم فان الله مع الذين اتقوا والذين هم محسنون وقد وجهت إليك كتابا لتقرأه على أهل مملكتك ليعلموا رأينا فيهم وفي جميع المسلمين فأحضرهم واقرأه عليهم، وخذ البيعة لنا على الصغير والكبير منهم إنشاء الله تعالى. فلما وصل عهد أمير المؤمنين عليه السلام إلى حذيفة جمع الناس فصلى بهم، ثم أمر بالكتاب فقرئ عليهم وهو:

كتاب علي عليه السلام إلى أهل المدائن

حين ولى عليهم حذيفة

بسم الله الرحمن الرحيم من عبد الله علي أمير المؤمنين إلى من بلغه كتابي هذا من المسلمين! سلام عليكم فإني أحمد إليكم الله الذي لا إله إلا هو وأساله إن يصلي على محمد وآله. فأما بعد فان الله تعالى اختار الإسلام دينا لنفسه وملائكته ورسله أحكاما لصنعه وحسن تدبيره ونظرا منه لعباده، وخص به من أحب من خلقه، فبعث إليهم محمد صلى الله عليه وآله وسلم فعلمهم الكتاب والحكمة إكراما وتفضيلا لهذه الأمة، وأد بهم لكي يهتدوا وجمعهم لئلا يتفرقوا ووقفهم لئلا يجوروا، فلما قضى ما كان عليه من ذلك مضى إلى رحمة الله به حميدا محمودا، ثم إن بعض المسلمين أقاموا بعده رجلين رضوا بهداهما وسيرتهما، فأقاما ما شاء الله، ثم توفاهما الله عز وجل، ثم ولوا بعدهما الثالث فأحدث أحداثا ووجدت الأمة عليه فعالا، فاتفقوا عليه ثم نقموا منه فغيروا، ثم جاءوني كتتابع الخيل فبايعوني فإني أستهدي الله بهداه وأستعينه على التقوى، إلا وان لكم علينا العمل بكتاب الله وسنة نبيه عليه السلام والقيام عليكم بحقه واحياء سنته والنصح لكم بالمغيب والمشهد وبالله نستعين على ذلك وهو حسبنا ونعم الوكيل، وقد وليت أموركم حذيفة بن اليمان وهو ممن ارتضي بهداه وأرجو صلاحه، وقد أمرته بالإحسان إلى محسنكم والشدة على مريبكم والرفق بجميعكم، اسأل الله لنا ولكم حسن الخبرة والإحسان ورحمة الله الواسعة في الدنيا والآخرة والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

قال: ثم إن حذيفة صعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على محمد وآل محمد ثم قال:

خطبة حذيفة بالمدائن لما وليها من قبل علي

عليه السلام ودعوته الناس إلى البيعة

الحمد لله الذي أحيا الحق وأمات الباطل وجاء بالعدل ودحض الجور وكبت الظالمين، أيها الناس! إنما وليكم الله ورسوله وأمير المؤمنين حقا حقا وخير من نعلمه بعد نبينا صلى الله عليه وآله وسلم وأولى الناس بالناس وأحقهم الأمر وأقربهم إلى الصدق وأرشدهم إلى العدل وأهداهم سبيلا وأدناهم إلى الله وسيلة وأمسهم برسول الله صلى الله عليه وآله وسلم رحما. أنيبوا إلى طاعة أول الناس سلما وأكثرهم علما وأقصدهم طريقة وأسبقهم إيمانا وأحسنهم يقينا وأكثرهم معروفا وأقدمهم جهادا وأعزهم مقاما أخي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وابن عمه وأبي الحسن والحسين وزوج الزهراء البتول سيدة نساء العالمين، فقوموا أيها الناس فبايعوا على كتاب وسنة نبيه فان لله في ذلك رضى ولكم مقنع وصلاح والسلام. فقام الناس بأجمعهم فبايعوا أمير المؤمنين عليه السلام بأحسن بيعة وأجمعها، فلما استتمت البيعة قام إليه فتى من أبناء العجم وولاة الأنصار لمحمد بن عمارة بن التيهان أخي أبي الهيثم بن التيهان يقال له مسلم متقلدا سيفا فنادى من أقصى الناس أيها الأمير وسأله عن أمر، وقال: فعرفنا ذلك أيها الأمير رحمك الله ولا تكتمنا فإنك ممن شهد وغبنا ونحن مقلدون ذلك في أعناقكم والله شاهد عليكم فيما تأتون به من النصيحة لأمتكم وصدق الخبر عن نبيكم صلى الله عليه وآله وسلم فقال حذيفة: أيها الرجل أما إذا ما سالت وفحصت هكذا فاسمع وافهم ما أخبرك به: إن من تسمى بإمرة المؤمنين قبل علي بن أبي طالب فأنهم تسموا بذلك وسماهم به الناس وعلي بن أبي طالب سماه بهذا الاسم جبرائيل عن الله تعالى وشهد له رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم عن سلام جبرائيل له بإمرة المؤمنين. قال الفتى: كيف كان ذلك؟ قال حذيفة: إن الناس كانوا يدخلون على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم - قبل الحجاب - إذا شاؤوا فنهاهم إن يدخل أحد عليه وعنده دحية بن خليفة الكلبي لان جبرائيل كان يهبط عليه في صورته، قال حذيفة واني أقبلت يوما لبعض أموري إلى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم مهجرا رجاء إن ألقاه خاليا، فإذا أنا بشملة قد سدلت على الباب، فرفعتها وهممت بالدخول فإذا أنا بدحية قاعد عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم والنبي نائم، ورأسه في حجر دحية، فلما رأيته انصرفت فلقيني علي بن أبي طالب، فقال من أين أقبلت؟ قلت من عند رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال وماذا صنعت عنده؟ قلت: أردت الدخول عليه في كذا وكذا فكان عنده دحية الكلبي، وسالت عليا معونتي في ذلك الأمر، قال: ارجع فرجعت وجلست بالباب ورفع علي الشملة ودخل فسلم فسمعت دحية يقول: وعليك السلام يا أمير المؤمنين ورحمة الله وبركاته اجلس فخذ رأس أخيك وابن عمك من حجري فأنت أولى الناس به، فجلس أخذ رأس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فجعله في حجره، وخرج دحية من البيت، فقال علي عليه السلام: أدخل يا حذيفة فدخلت وجلست، فانتبه رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم فضحك في وجه علي، ثم قال: يا أبا الحسن من حجر من أخذت رأسي؟ قال من حجر دحية الكلبي، فقال ذلك جبرائيل يا علي إن جبرائيل سلم عليك بإمرة المؤمنين عن أمر الله عز وجل وقد أوحى إلي عن ربي إن أفرض ذلك على الناس. فلما كان من الغد بعثني رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم إلى ناحية فدك في حاجة فلبثت أياما ثم قدمت فوجدت الناس يتحدثون إن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم أمر الناس إن يسلموا على علي بإمرة المؤمنين - الحديث. ما أردنا نقله من إرشاد الديلمي.

خطبته وبيعته عليا عليه السلام على رواية المسعودي

وقال المسعودي في مروج الذهب: كان حذيفة عليلا بالكوفة في سنة 36 فبلغه قتل عثمان وبيعة الناس لعلي، فقال: أخرجوني وادعوا الصلاة جامعة فوضع على المنبر فحمد الله وأثنى عليه وصلى على النبي وعلى آله ثم قال أيها الناس إن الناس قد بايعوا عليا فعليكم بتقوى الله وانصروا عليا ووازروه فوالله أنه لعلى الحق آخرا وأولا وانه لخير من مضى بعد نبيكم ومن بقي إلى يوم القيامة ثم أطبق بيمينه على يساره ثم قال اللهم اشهد قد بايعت عليا وقال الحمد لله الذي أبقاني إلى هذا اليوم، وقال لابنيه صفوان وسعد: احملاني وكونا معه فسيكون له حروب كثيرة فيهلك فيها خلق من الناس فاجتهدا إن تستشهدا معه فإنه والله على الحق ومن خالفه على الباطل. ومات حذيفة بعد هذا اليوم بسبعة أيام وقيل بأربعين يوما واستشهد ولداه صفوان وسعد مع علي بصفين. وفي معجم البلدان عند ذكر السواد: مسح حذيفة بن اليمان سقي الفرات ومات بالمدائن والقناطر المعروفة بقناطر حذيفة منسوبة إليه وذلك لأنه نزل عندها وكان ذراعه وذراع ابن حنيف ذراع اليد وقبضة وإبهاما ممدودة. وفيه أيضا: قناطر حذيفة بسواد بغداد منسوبة إلى حذيفة بن اليمان الصحابي لأنه نزل عندها وقيل: لأنه رمها وأعاد عمارتها وقيل: قناطر حذيفة بناحية الدينور.

خطبته بالمدائن في أمر الساعة

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن عطاء بن السائب عن أبي عبد الرحمن السلمي قال نزلنا من المدائن على فرسخ فلما جاءت الجمعة حضر وحضرت فخطبنا حذيفة فقال إن الله عز وجل يقول {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلا وان الساعة قد اقتربت إلا وان القمر قد انشق إلا وان الدنيا قد آذنت بفراق إلا وان اليوم المضمار وغدا السباق. فقلت لأبي: أيستبق الناس غدا؟ قال: يا بني انك لجاهل؟ إنما يعني العمل اليوم والجزاء غدا. فلما جاءت الجمعة الأخرى حضرنا فخطبنا حذيفة فقال إن الله عز وجل يقول {اقتربت الساعة وانشق القمر} إلا وان اليوم المضمار وغدا السباق إلا وان الغاية النار والسابق من سبق إلى الجنة.

هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه.

أخباره لما حضرته الوفاة "وصيته"

روى الحاكم في المستدرك بسنده عن بلال بن يحيى قال: لما حضر حذيفة الموت وكان قد عاش بعد عثمان أربعين يوما قال لنا: أوصيكم بتقوى الله والطاعة لأمير المؤمنين علي بن أبي طالب. وفي تاريخ دمشق عن خالد بن ربيع العبسي في حديث إن حذيفة أوصى أبا مسعود الأنصاري حين جاء إليه إلى المدائن لما سمع بوجعه فقال: عليك بما تعرف ولا تكن بأمر الله واهنا.

ما قاله في مرضه

في تاريخ دمشق: قيل له في مرضه: ما تشتهي؟ فقال: أشتهي الجنة. فقيل له ما تشتكي؟ فقال: أشتكي الذنوب. قالوا: إلا ندعو لك الطبيب؟ فقال: الطبيب أمرضني لقد عشت فيكم على خلال ثلاث: الفقر فيكم أحب إلي من الغنى، والضعة فيكم أحب إلي من الشرف، ومن حمدني فيكم ولامني في الحق سواء، وقال: اللهم انك تعلم لولا إني أرى هذا اليوم أول يوم من أيام الآخرة وآخر يوم من أيام الدنيا لم أتكلم بما أتكلم به، اللهم انك تعلم إني كنت أختار الفقر على الغنى وأختار الذلة على العز وأختار الموت على الحياة، مرحبا بالموت وأهلا بحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم، اللهم إني لم أحب الدنيا لحفر الأنهار ولا لغرس الأشجار ولكن لسهر الليل وظماء الهواجر وكثرة الركوع والسجود والذكر والجهاد في سبيل الله ومزاحمة العلماء بالركب. وفي حلية الأولياء بسنده عن زياد مولى ابن عباس قال حدثني من دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال: لولا إني أرى هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة لم أتكلم به اللهم انك تعلم أنني كنت أحب الفقر على الغنى وأحب الذلة على العز وأحب الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم ثم مات. وبسنده عن الحسن قال حضر حذيفة الموت قال: حبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم الحمد لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها.

قوله لما ثقل وجئ بأكفانه ووصيته فيها

في حلية الأولياء بسنده عن أبي وائل قال: لما ثقل حذيفة أتاه أناس من بني عبس فأخبرني خالد بن الربيع العبسي قال: أتيناه وهو بالمدائن حتى دخلنا عليه جوف الليل فقال لنا: أي ساعة هذه؟ قلنا جوف الليل أو آخر الليل، فقال أعوذ بالله من صباح إلى النار، ثم قال أجئتم معكم بأكفان؟ قلنا نعم. قال فلا تغالوا بأكفاني فإنه إن يكن لصاحبكم عند الله خبر فإنه يبدل بكسوته كسوة خيرا منها وإلا يسلب سلبا. وفي تاريخ دمشق قال خالد بن ربيع العبسي سمعنا بوجع حذيفة فركب إليه أبو مسعود الأنصاري في نفر إنا فيهم إلى المدائن -والظاهر أنهم جاءوا من الكوفة- فأتيناه في بعض الليل فقال أي ساعة من الليل الآن؟ قلنا جوف الليل، فقال: أعوذ بالله من صباح إلى النار -وفي هذا دلالة على شدة خوفه من الله تعالى- ثم قال: هل جئتم بأكفاني؟ قلنا نعم. قال: فلا تغالوا بكفني فان يكن لصاحبكم عند الله خير يبدله خيرا من كسوتكم وإلا يسلب سلبا سريعا، وقال: لا يكفني إلا ريطتان بيضاوان ليس معهما قميص -هكذا وردت هذه الرواية، والثابت في الشرع وجوب ثلاثة أثواب: قميص وإزار و رداء. - وروى الحاكم في المستدرك بسنده إلى قيس بن أبي حازم قال: لما أتي حذيفة بكفنه وكان مسندا إلى أبي مسعود فأتي بكفن جديد فقال: ما تصنعون بهذا و إن كان صاحبكم صالحا ليبدلن الله له وان كان غير ذلك ليضربن الله به وجهه يوم القيامة. وبسنده عن أبي مسعود الأنصاري قال: أغمي على حذيفة من أول الليل ثم أفاق فقال: أي الليل هذا؟ قلت السحر الأعلى قال: عائذ بالله من جهنم، مرتين أو ثلاثا، ثم قال: ابتاعوا لي ثوبين فكفنوني فيهما ولا تغلوا علي فان صاحبكم إن يرض عنه لبس خيرا منهما وإلا سلبهما سلبا سريعا. وفي حلية الأولياء بسنده عن قيس عن أبي مسعود قال: لما أتي حذيفة بكفنه وكان مسندا إلى أبي مسعود، فأتي بكفن جديد، فقال: ما تصنعون بهذا إن كان صاحبكم صالحا ليبدلن الله تعالى به وان كان غير ذلك ليترامن (ليترامين ظ) به رجواها إلى يوم القيامة. وفي الحلية بسنده عن صلة بن زفر: إن حذيفة بعثني وأبا مسعود فابتعنا له كفنا حلة عصب بثلاثمائة درهم فقال: أرياني ما ابتعتما لي فأريناه فقال: ما هذا لي بكفن إنما يكفيني ريطتان بيضاوان ليس معهما قميص فإني لا أترك إلا قليلا حتى أبدل خيرا منهما أو شرا منهما، فابتعنا له ريطتين بيضاوين. وفي تاريخ دمشق: روى أبو سليمان إن حذيفة لما أتي بالكفن قال إن يصب أخوكم خيرا فعسى وإلا فليترامين في رجواها قال الخطابي يريد برجواها ناحيتي القبر وإنما أنت على نية الأرض أو إرادة الحفرة كقوله تعالى {ولو يؤاخذ الله الناس بظلمهم ما ترك على ظهرها من دابة} ولم يتقدم للأرض ذكر، وكقوله {حتى توارت بالحجاب} ولم يتقدم للشمس ذكر، وقال حاتم.

يريد النفس، وأعمال الضمير في كلام العرب قال تعالى {والملك على ارجائها} وواحده رجى مقصور والتثنية رجوانقال الشاعر:

ما جرى له عند الموت

في أسد الغابة: قال ليث بن أبي سليم لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعا شديدا وبكى بكاء كثيرا فقيل ما يبكيك؟ فقال: ما أبكى أسفا على الدنيا بل الموت أحب إلي ولكني لا أدري على ما أقدم علي رضا أم سخط. وقيل لما حضره الموت قال هذه آخر ساعة من الدنيا اللهم انك تعلم إني أحبك فبارك لي في لقائك ثم مات. وفي تاريخ دمشق في تتمة خبر خالد بن ربيع العبسي السابق: ولما نزل بحذيفة الموت، وذكر مثله إلى قوله أم على سخط ثم قال: فرب يوم أتاني به الموت فلم أشك، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري ما أنا فيها، ثم قال: وجهوني فوجهناه. وفي حلية الأولياء بسنده: قال حذيفة عند الموت: رب يوم لو أتاني الموت لم أشك، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها. ومن كلام حذيفة في الأخبار عن المغيبات ما حكاه الطبرسي في جوامع الجامع، قال عن حذيفة: أنتم أشبه الأمم سمتا ببني إسرائيل لتركبن طريقهم حذو النعل بالنعل والقذة بالقذة غير إني لا أدري أتعبدون العجل أم لا. ولا شك إن ذلك مما سمعه من النبي صلى الله عليه وآله وسلم.

فائدة

ذكر ابن الشجري في أماليه إن اليمان والد حذيفة أصله اليماني نسبة إلى اليمن، ثم خفف بحذف الياء فلم يقل فيه إلا اليمان.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 4- ص: 591

حذيفة بن اليمان (ب د ع) حذيفة بن اليمان، وهو حذيفة بن حسل، ويقال: حسيل، بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، أبو عبد الله العبسي، واليمان لقب حسل بن جابر. وقال ابن الكبي: هو لقب جروة بن الحارث، وإنما قيل له ذلك لأنه أصاب دما في قومه، فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل من الأنصار، فسماه قومه اليمان، لأنه حالف الأنصار، وهم من اليمن.
روى عنه ابنه أبو عبيدة، وعمر بن الخطاب، وعلي بن أبي طالب، وقيس بن أبي حازم، وأبو وائل، وزيد بن وهب، وغيرهم.
وهاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم فخيره بين الهجرة والنصرة، فاختار النصرة، وشهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا وقتل أبوه بها، ويذكر عند اسمه.
وحذيفة صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم في المنافقين، لم يعلمهم أحد إلا حذيفة، أعلمه بهم رسول الله صلى الله عليه وسلم، وسأله عمر: أفي عمالي أحد من المنافقين؟ قال: نعم، واحد، قال: من هو؟ قال: لا أذكره.
قال حذيفة: فعزله، كأنما دل عليه، وكان عمر إذا مات ميت يسأل عن حذيفة، فإن حضر الصلاة عليه صلى عليه عمر، وإن لم يحضر حذيفة الصلاة عليه لم يحضر عمر.
وشهد حذيفة الحرب بنهاوند، فلما قتل النعمان بن مقرن أمير ذلك الجيش أخذ الراية، وكان فتح همذان، والري، والدينور على يده، وشهد فتح الجزيرة، ونزل نصيبين، وتزوج فيها.
وكان يسأل النبي صلى الله عليه وسلم عن الشر ليتجنبه، وأرسله النبي صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية ليأتيه بخبر الكفار، ولم يشهد بدرا، لأن المشركين أخذوا عليه الميثاق لا يقاتلهم، فسأل النبي صلى الله عليه وسلم: هل يقاتل أم لا؟ فقال: بل نفي لهم، ونستعين الله عليهم. وسأل رجل حذيفة: أي الفين أشد؟ قال: أن يعرض عليك الخير والشر، لا تدري أيهما تركب.
أخبرنا أبو جعفر عبيد الله بن أحمد بن علي وغيره، قالوا بإسنادهم إلى أبي عيسى الترمذي، أخبرنا هناد، أخبرنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، ثم نزل القرآن فعلموا من القرآن وعلموا من السنة، ثم حدثنا عن رفع الأمانة فقال: ينام الرجل النومة، فتقبض الأمانة من قلبه، فيظل أثرها مثل الوكت، ثم ينام نومة، فتقبض الأمانة فيظل أثرها مثل أثر المجل، كجمر دحرجته على رجلك فنفطت فتراه منتبرا وليس فيه شيء، ثم أخذ حصاة فدحرجها على رجله، قال: فيصبح الناس فيتبايعون لا يكاد أحد يؤدي الأمانة، حتى يقال: إن في بني فلان رجلا أمينا، وحتى يقال للرجل: ما أجلده وأظرفه وأعقله، وما في قلبه مثقال حبة من خردل من إيمان. قال: ولقد أتى علي زمان ما أبالي أيكم بايعت، لئن كان مسلما ليردنه علي دينه، ولئن كان يهوديا أو نصرانيا ليردنه علي ساعيه، وأما اليوم فما كنت لأبايع إلا فلانا وفلانا.
روى زيد بن أسلم، عن أبيه أن عمر بن الخطاب قال لأصحابه: تمنوا، فتمنوا ملء البيت الذي كانوا فيه مالا وجواهر ينفقونها في سبيل الله، فقال عمر: لكني أتمنى رجالا مثل أبي عبيدة، ومعاذ بن جبل، وحذيفة بن اليمان، فأستعملهم في طاعة الله عز وجل، ثم بعث بمال إلى أبي عبيدة، وقال: انظر ما يصنع، فقسمه، ثم بعث بمال إلى حذيفة، وقال: انظر ما يصنع، قال: فقسمه، فقال عمر: قد قلت لكم.
وقال ليث بن أبي سليم: لما نزل بحذيفة الموت جزع جزعا شديدا وبكى بكاء كثيرا، فقيل: ما يبكيك؟ فقال: ما أبكي أسفا على الدنيا، بل الموت أحب إلي، ولكني لا أدري علام أقدم، على على رضى أم على سخط؟ وقيل: لما حضره الموت قال: هذه آخر ساعة من الدنيا، اللهم، إنك تعلم أني أحبك، فبارك لي في لقائك ثم مات.
وكان موته بعد قتل عثمان بأربعين ليلة، سنة ست وثلاثين.
وقال محمد بن سيرين: كان عمر إذا استعمل عاملا كتب عهده: وقد بعثت فلانا وأمرته بكذا، فلما استعمل حذيفة على المدائن كتب في عهده: أن اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فلما قدم المدائن استقبله الدهاقين، فلما قرأ عهده، قالوا: سلنا ما شئت، قال: أسألكم طعاما آكله وعلف حماري ما دمت فيكم، فأقام فيهم، ثم كتب إليه عمر ليقدم عليه، فلما بلغ عمر قدومه كمن له على الطريق، فلما رآه عمر على الحال التي خرج من عنده عليها، أتاه فالتزمه، وقال: أنت أخي وأنا أخوك.
أخرجه ثلاثتهم.
غريبه: الجذر: الأصل، وجذر كل شيء: أصله، وتفتح الجيم وتكسر. والمجل: يقال مجلت يده تمجل مجلا، ومجلت تمجل مجلا، إذا ثخن جلدها وتعجر حتى يظل أثرها مثل أثر المجل. المنتبر: المنتفط المرتفع، وكل شيء رفع شيئا فقد نبره. والوكتة: الأثر اليسير، وجمعه وكت، بالتسكين، وقيل لليسر إذا وقعت فيه نكتة من الإرطاب: قد وكت، بالتشديد.

  • دار ابن حزم - بيروت-ط 1( 2012) , ج: 1- ص: 260

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1994) , ج: 1- ص: 706

  • دار الفكر - بيروت-ط 1( 1989) , ج: 1- ص: 468

حذيفة بن اليمان العبسي من كبار الصحابة. يأتي نسبه في ترجمة أبيه حسل قريبا.
كان أبوه قد أصاب دما فهرب إلى المدينة، فحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لكونه حالف اليمانية. وتزوج والدة حذيفة، فولد له بالمدينة، وأسلم حذيفة وأبوه، وأراد شهود بدر فصدها المشركون، وشهدا أحدا، فاستشهد اليمان بها، وروى حديث شهوده أحدا واستشهاده بها البخاري، وشهد حذيفة الخندق وله بها ذكر حسن وما بعدها.
وروى حذيفة عن النبي صلى الله عليه وسلم الكثير وعن عمر. روى عنه جابر وجندب وعبد الله بن يزيد، وأبو الطفيل في آخرين، ومن التابعين ابنه بلال، وربعي بن خراش، وزيد بن وهب، وزر بن حبيش، وأبو وائل وغيرهم.
قال العجلي: استعمله عمر على المدائن، فلم يزل بها حتى مات بعد قتل عثمان وبعد بيعة علي، بأربعين يوما.
قلت: وذلك في سنة ست وثلاثين.
وروى علي بن يزيد، عن سعيد بن المسيب، عن حذيفة: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة. فاخترت النصرة.
وروى مسلم عن عبد الله بن يزيد الخطمي، عن حذيفة، عن حذيفة، قال: لقد حدثني رسول الله صلى الله عليه وسلم ما كان وما يكون حتى تقوم الساعة.
وفي الصحيحين أن أبا الدرداء قال لعلقمة: أليس فيكم صاحب السر الذي لا يعلمه غيره؟ يعني حذيفة، وفيهما عن عمر أنه سأل حذيفة عن الفتنة. وشهد حذيفة فتوح العراق، وله بها آثار. كثيرة.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 39

حذيفة بن اليمان الأزدي ذكر ابن سعد أن النبي صلى الله عليه وسلم بعثه مصدقا على الأزد في قصة طويلة.
وذكر الواقدي في كتاب الردة وفد الأزد من دبا، مقرين بالإسلام- أي بموحدة خفيفة، فبعث النبي صلى الله عليه وسلم حذيفة بن اليمان الأزدي مصدقا. فلما توفي النبي صلى الله عليه وسلم ارتدوا، فأرسل أبو بكر عكرمة بن أبي جهل وكان رأسهم لقيط بن مالك، فانهزموا، وقوي حذيفة وأصحابه، فأسر عكرمة منهم جماعة، فأرسلهم مع حذيفة إلى أبي بكر بعد أن قتل طائفة، وأقام عكرمة ثم عزله أبو بكر.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1995) , ج: 2- ص: 40

حذيفة بن اليمان من نجباء أصحاب محمد -صلى الله عليه وسلم، وهو صاحب السر.
واسم اليمان: حسل، ويقال: حسيل ابن جابر العبسي، اليماني، أبو عبد الله، حليف الأنصار، من أعيان المهاجرين.
حدث عنه: أبو وائل؛ وزر بن حبيش، وزيد بن وهب، وربعي بن حراش، وصلة بن زفر، وثعلبة بن زهدم، وأبو العالية الرياحي، وعبد الرحمن بن أبي ليلى، ومسلم بن نذير، وأبو إدريس الخولاني، وقيس بن عباد، وأبو البختري الطائي، ونعيم بن أبي هند، وهمام بن الحارث، وخلق سواهم.
له في ’’الصحيحين’’ اثنا عشر حديثا، وفي البخاري ثمانية، وفي مسلم سبعة عشر حديثا.
وكان والده حسل قد أصاب دما في قومه، فهرب إلى المدينة، وحالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان؛ لحلفه لليمانية، وهم الأنصار.
شهد هو وابنه حذيفة أحدا، فاستشهد يومئذ، قتله بعض الصحابة غلطا، ولم يعرفه؛ لأن الجيش يختفون في لأمة الحرب ويسترون وجوههم، فإن لم يكن لهم علامة بينة وإلا ربما قتل الأخ أخاه ولا يشعر.
ولما شدوا على اليمان يومئذ، بقي حذيفة يصيح: أبي! أبي! يا قوم! فراح خطأ، فتصدق حذيفة عليهم بديته.
قال الواقدي: آخى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين حذيفة وعمار، وكذا قال ابن إسحاق.
إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن رجل، عن حذيفة: أنه أقبل هو وأبوه، فلقيهم أبو جهل قال: إلى أين؟ قالا: حاجة لنا. قال: ما جئتم إلا لتمدوا محمدا، فأخذوا عليهما موثقا ألا يكثرا عليهم، فأتيا رسول الله، فأخبراه.
ابن جريج، أخبرني أبو حرب بن أبي الأسود، عن أبي الأسود، قال: وعن رجل، عن زاذان، أن عليا سئل عن حذيفة فقال: علم المنافقين، وسأل عن المعضلات، فإن تسألوه تجدوه بها عالما.
أبو عوانة، عن سليمان، عن ثابت أبي المقدام، عن أبي يحيى، قال: سأل رجل حذيفة -وأنا عنده- فقال: ما النفاق؟ قال: أن تتكلم بالإسلام ولا تعمل به.
سلام بن مسكين، عن ابن سيرين، أن عمر كتب في عهد حذيفة على المدائن: اسمعوا له وأطيعوا وأعطوه ما سألكم، فخرج من عند عمر على حمار موكف، تحته زاده، فلما قدم استقبله الدهاقين وبيده رغيف وعرق من لحم.
ولي حذيفة إمرة المدائن لعمر، فبقي عليها إلى بعد مقتل عثمان، وتوفي بعد عثمان بأربعين ليلة.
قال حذيفة: ما منعني أن أشهد بدرا إلا أني خرجت أنا وأبي، فأخذنا كفار قريش، فقالوا: إنكم تريدون محمدا! فقلنا: ما نريد إلا المدينة. فأخذوا العهد علينا: لننصرفن إلى المدينة، ولا نقاتل معه. فأخبرنا النبي -صلى الله عليه وسلم. فقال: ’’نفي بعهدهم، ونستعين الله عليهم’’.
وكان النبي -صلى الله عليه وسلم- قد أسر إلى حذيفة أسماء المنافقين، وضبط عنه الفتن الكائنة في الأمة.
وقد ناشده عمر: أأنا من المنافقين؟ فقال: لا، ولا أزكي أحدا بعدك.
وحذيفة هو الذي ندبه رسول الله -صلى الله عليه وسلم- ليلة الأحزاب ليجس له خبر العدو، وعلى يده فتح الدينور عنوة، ومناقبه تطول -رضي الله عنه.
أبو إسحاق، عن مسلم بن نذير، عن حذيفة، قال: أخذ النبي -صلى الله عليه وسلم- بعضلة ساقي، فقال: ’’الائتزار ههنا، فإن أبيت فأسفل، فإن أبيت، فلاحق للإزار فيما أسفل من الكعبين’’.
وفي لفظ: ’’فلاحق للإزار في الكعبين’’.
عقيل، ويونس، عن الزهري: أخبرني أبو إدريس، سمع حذيفة يقول: ’’والله، إني لأعلم الناس بكل فتنة هي كائنة فيما بيني وبين الساعة’’.
قال حذيفة: كان الناس يسألون رسول الله -صلى الله عليه وسلم- عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني.
الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة قال: قام فينا رسول الله مقاما، فحدثنا بما هو كائن إلى قيام الساعة، فحفظه من حفظه، ونسيه من نسيه.
قلت: قد كان -صلى الله عليه وسلم- يرتل كلامه ويفسره، فلعله قال في مجلسه ذلك ما يكتب في جزء؛ فذكر أكبر الكوائن، ولو ذكر أكثر ما هو كائن في الوجود لما تهيأ أن يقوله في سنة، بل ولا في أعوام، ففكر في هذا.
مات حذيفة بالمدائن، سنة ست وثلاثين، وقد شاخ.
قال ابن سيرين: بعث عمر حذيفة على المدائن، فقرأ عهده عليهم. فقالوا: سل ما شئت. قال: طعاما آكله، وعلف حماري هذا -ما دمت فيكم- من تبن.
فأقام فيهم ما شاء الله؛ ثم كتب إليه عمر: اقدم.
فلما بلغ عمر قدومه، كمن له على الطريق؛ فلما رآه على الحال التي خرج عليها، أتاه فالتزمه، وقال: أنت أخي، وأنا أخوك.
مالك بن مغول، عن طلحة: قدم حذيفة المدائن على حمار، سادلا رجليه، وبيده عرق ورغيف.
سعيد بن مسروق الثوري، عن عكرمة: هو ركوب الأنبياء، يسدل رجليه من جانب.
أبو بكر بن عياش: سمعت أبا إسحاق يقول: كان حذيفة يجيء كل جمعة من المدائن إلى الكوفة. قال أبو بكر: فقلت له: يمكن هذا؟ قال: كانت له بغلة فارهة.
ابن سعد: أخبرنا محمد بن عبد الله الأسدي، حدثنا عبد الجبار بن العباس، عن أبي عاصم الغطفاني، قال: كان حذيفة لا يزال يحدث الحديث يستفظعونه، فقيل له: يوشك أن تحدثنا أنه يكون فينا مسخ! قال: نعم، ليكونن فيكم مسخ قردة وخنازير.
أبو وائل، عن حذيفة قال: قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم: ’’اكتبوا لي من تلفظ بالإسلام من الناس’’ فكتبنا له ألفا وخمس مائة.
سفيان، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن أمه قالت: كان في خاتم حذيفة كركيان بينهما: الحمد لله.
عيسى بن يونس، عن الأعمش، عن موسى، عن أمه، قالت: كان خاتم حذيفة من ذهب، فيه فص ياقوت أسمانجونه، فيه كركيان متقابلان، بينهما: الحمد لله.
حماد بن سلمة، أخبرنا علي بن زيد، عن الحسن، عن جندب: أن حذيفة قال: ما كلام أتكلم به يرد عني عشرين سوطا إلا كنت متكلما به.
خالد، عن أبي قلابة، عن حذيفة قال: إني لأشتري ديني بعضه ببعض، مخافة أن يذهب كله.
أبو نعيم، حدثنا سعد بن أوس، عن بلال بن يحيى قال: بلغني أن حذيفة كان يقول: ما أدرك هذا الأمر أحد من الصحابة إلا قد اشترى بعض دينه ببعض. قالوا: وأنت؟ قال: وأنا، والله إني لأدخل على أحدهم -وليس أحد إلا فيه محاسن ومساوئ- فأذكر من محاسنه، وأعرض عما سوى ذلك، وربما دعاني أحدهم إلى الغداء فأقول: إني صائم ولست بصائم.
جماعة، عن الحسن قال: لما حضر حذيفة الموت قال: حبيب جاء على فاقة؛ لا أفلح من ندم! أليس بعدي ما أعلم؟ الحمد لله الذي سبق بي الفتنة، قادتها وعلوجها.
شعبة: أخبرنا عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة قال: قلت لأبي مسعود الأنصاري، ماذا قال حذيفة عند موته؟ قال: لما كان عند السحر، قال: أعوذ بالله من صباح إلى النار -ثلاثا، ثم قال: اشتروا لي ثوبين أبيضين؛ فإنهما لن يتركا علي إلا قليلا حتى أبدل بهما خيرا منهما، أو أسلبهما سلبا قبيحا.
شعبة أيضا، عن أبي إسحاق، عن صلة بن زفر، عن حذيفة، قال: ابتاعوا لي كفنا، فجاءوا بحلة ثمنها ثلاث مائة، فقال: لا، اشتروا لي ثوبين أبيضين.
وعن جزى بن بكير قال: لما قتل عثمان فزعنا إلى حذيفة، فدخلنا عليه.
قال ابن سعد: مات حذيفة بالمدائن بعد عثمان، وله عقب، وقد شهد أخوه صفوان بن اليمان أحدا.

  • دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 4- ص: 27

حذيفة بن اليمان ومنهم العارف بالمحن وأحوال القلوب، والمشرف على الفتن والآفات والعيوب، سأل عن الشر فاتقاه، وتحرى الخير فاقتناه، سكن عند الفاقة والعدم، وركن إلى الإنابة والندم، وسبق رتق الأيام والأزمان، أبو عبد الله حذيفة بن اليمان. وقد قيل: «إن التصوف مرامقة صنع الرحمن، والموافقة مع المنع والحرمان»

حدثنا أبو بكر محمد بن أحمد بن يعقوب، ثنا أحمد بن عبد الرحمن السقطي، ثنا يزيد بن هارون، أخبرنا أبو مالك الأشجعي، عن ربعي بن حراش، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه، أنه قدم من عند عمر رضي الله تعالى عنه فقال: لما جلسنا إليه سأل أصحاب محمد صلى الله عليه وسلم: أيكم سمع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم في الفتن التي تموج موج البحر؟ فأسكت القوم وظننت أنه إياي يريد، قال: فقلت: أنا، قال: أنت لله أبوك قلت: " تعرض الفتن على القلوب عرض الحصيد، فأي قلب أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، وأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، حتى تصير القلوب على قلبين: قلب أبيض [ص:271] مثل الصفا لا يضره فتنة ما دامت السماوات والأرض، والآخر أسود مربدا كالكوز مجخيا، وأمال كفه ". وإن أبا يزيد قال: هكذا وأمال كفه: لا يعرف معروفا، ولا ينكر منكرا، إلا ما أشرب من هواه، وحدثته أن بينك وبينها بابا مغلقا يوشك أن يكسر كسرا، فقال عمر: كسرا لا أبا لك قلت: نعم، قال: فلو أنه فتح لكان لعله أن يعاد فيغلق، فقلت: بل كسرا، قال: وحدثته أن ذلك الباب رجل يقتل أو يموت حديثا ليس بالأغاليظ. رواه عن أبي مالك الأشجعي جماعة منهم زهير ومروان الفزاري، وأبو خالد الأحمر

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا المسعودي، وقيس، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: حدثنا رسول الله صلى الله عليه وسلم حديثين، قد رأيت أحدهما وأنا أنتظر الآخر، حدثنا أن الأمانة نزلت في جذر قلوب الرجال، فعلموا من القرآن وعلموا من السنة. ثم حدثنا عن رفعها فقال: " ينام الرجل فيكم فينكت في قلبه نكتة سوداء، فيظل أثرها كالمجل كجمر دحرجته على رجلك فنفط، فتراه منتبرا ليس فيه شيء، فيصبح الناس ليس فيهم أمين، وليأتين على الناس زمان يقال للرجل: ما أظرفه وما أعقله وما في قلبه من الإيمان مثقال شعيرة ". رواه الناس عن الأعمش

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود،. وحدثنا أبو بكر بن خلاد، ثنا الحارث بن أبي أسامة، ثنا أبو النضر، قالا: ثنا سليمان بن المغيرة، حدثني حميد بن هلال، ثنا نصر بن عاصم الليثي، قال: أتيت اليشكري في رهط من بني ليث فقال: قدمت الكوفة فدخلت المسجد فإذا فيه حلقة كأنما قطعت رءوسهم يستمعون إلى حديث رجل، فقمت عليهم فقلت: من هذا؟ قيل: حذيفة بن اليمان، فدنوت منه فسمعته يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر [ص:272]، فعرفت أن الخير لم يسبقني، قلت: يا رسول الله: أبعد هذا الخير شر؟ قال: «يا حذيفة، تعلم كتاب الله، واتبع ما فيه» قالها ثلاثا، قال: قلت: يا رسول الله، هل بعد هذا الخير شر؟ قال: «فتنة وشر»، وقال أبو داود: «هدنة على دخن»، قال: قلت: يا رسول الله، ما الهدنة على دخن؟ قال: «لا ترجع قلوب أقوام إلى ما كانت عليه»، ثم قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ثم تكون فتنة عمياء صماء، دعاته ضلالة»، أو قال: «دعاته النار، فلأن تعض على جذل شجرة خير لك من أن تتبع أحدا منهم» رواه قتادة، عن نصر، وسمى اليشكري خالدا

حدثنا محمد بن أحمد بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن المثنى، ثنا الوليد بن مسلم، ثنا عبد الرحمن بن يزيد بن جابر، حدثني بشر بن عبيد الله الحضرمي، أنه سمع أبا إدريس الخولاني، يقول: سمعت حذيفة، رضي الله تعالى عنه يقول: كان الناس يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر مخافة أن يدركني، فقلت: يا رسول الله: إنا كنا في جاهلية وشر فجاءنا الله بهذا الخير، فهل بعد هذا الخير شر؟ قال: «نعم»، فقلت: هل بعد ذلك الشر من خير؟ فقال: «نعم، وفيه دخن»، فقلت: وما دخنه؟ قال: «قوم يستنون بغير سنتي، ويهدون بغير هديي، تعرف منهم وتنكر»، فقلت: هل بعد ذلك الخير من شر؟ قال: «نعم، دعاة على أبواب جهنم، من أجابهم إليها قذفوه فيها». فقلت: يا رسول الله: صفهم لنا، قال: «نعم، هم قوم من جلدتنا يتكلمون بألسنتنا». قلت: يا رسول الله فما تأمرني إن أدركني ذلك؟ قال: «تلزم جماعة المسلمين وإمامهم»، قلت: فإن لم يكن لهم جماعة ولا إمام؟ قال: «اعتزل تلك الفرق كلها، ولو أن تعض على جذل شجرة حتى يدركك الموت وأنت على ذلك»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا بشر بن موسى، ثنا سعيد بن منصور، ثنا أبو معاوية، وحدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عمار، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: إن الفتنة تعرض على القلوب، فأي قلب أشربها نكتت فيه نكتة سوداء، فإن [ص:273] أنكرها نكتت فيه نكتة بيضاء، فمن أحب منكم أن يعلم أصابته الفتنة أم لا فلينظر فإن كان يرى حراما ما كان يراه حلالا، أو يرى حلالا ما كان يراه حراما، فقد أصابته الفتنة "

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أحمد بن علي بن الجارود، ثنا أبو سعيد الأشج، ثنا أبو خالد الأحمر، قال: سمعت الأعمش، يذكر، عن سليمان بن ميسرة، عن طارق بن شهاب، قال: قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: «إذا أذنب العبد نكت في قلبه نكتة سوداء، فإن أذنب نكت في قلبه نكتة سوداء، حتى يصير قلبه كالشاة الربداء»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا أحمد بن علي، ثنا عبد الله بن سعيد، ثنا سليمان بن حيان، عن الأعمش، عن عمارة بن عمير، عن أبي عمار، عن حذيفة، قال: «والذي لا إله غيره، إن الرجل ليصبح يبصر ببصره، ويمسي ما ينظر بشفر»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق الثقفي، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، عن حذيفة، قال: «أتتكم الفتن ترمي بالنشف، ثم أتتكم ترمي بالرضف، ثم أتتكم سوداء مظلمة»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا الفضل بن موسى، عن الوليد بن جميع، عن أبي الطفيل، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: " ثلاث فتن والرابعة تسوقهم إلى الدجال: التي ترمي بالرضف، والتي ترمي بالنشف، والسوداء المظلمة التي تموج كموج البحر، والرابعة تسوقهم إلى الدجال "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن عبد الله، عن حذيفة، قال: " إياكم والفتن، لا يشخص إليها أحد، فوالله ما شخص فيها أحد إلا نسفته كما ينسف السيل الدمن، إنها مشبهة مقبلة حتى يقول الجاهل: هذه تشبه، وتبين مدبرة، فإذا رأيتموها فاجثموا في بيوتكم، وكسروا سيوفكم [ص:274]، وقطعوا أوتاركم "

حدثنا أبو عبد الله الحسين بن حمويه بن الحسين الخثعمي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا مصرف بن عمرو، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن طلحة، عن أبيه، عن الأعمش، عن أبي وائل، وزيد بن وهب، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: «إن للفتنة وقفات وبغتات، فمن استطاع أن يموت في وقفاتها فليفعل» - يعني بالوقفات غمد السيف. رواه شعبة، عن الأعمش، عن زيد، عن حذيفة

حدثنا أبو إسحاق إبراهيم بن حمزة، ثنا الحسن بن إبراهيم بن بشار، ثنا عبد الله بن عمران، ثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم، عن همام، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: «ليأتين على الناس زمان لا ينجو فيه إلا من دعا بدعاء كدعاء الغريق»

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا سويد بن سعيد، ثنا علي بن مسهر، عن مسلم، عن حبة، قال: قال أبو مسعود لحذيفة: إن الفتنة وقعت، فحدثني ما، سمعته، قال: «أولم يأتكم اليقين، كتاب الله عز وجل؟»

حدثنا الحسين بن حمويه الخثعمي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا محمد بن عبد الله بن نمير، ثنا محمد بن بلال، عن عمران القطان، عن الأعمش، عن أبي وائل، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: «ما الخمر صرفا بأذهب بعقول الرجال من الفتنة»

حدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: سمعت حذيفة، رضي الله عنه يقول: " إن الفتنة وكلت بثلاث: بالحاد النحرير الذي لا يرتفع له شيء إلا قمعه بالسيف، وبالخطيب الذي يدعو إليها، وبالسيد، فأما هذان فتبطحهما لوجوههما، وأما السيد فتبحثه حتى تبلو ما عنده "

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن محمد بن شيرويه،. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، قالا: ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، ثنا بكار بن عبد الله، حدثني خلاد بن عبد الرحمن، أن أبا الطفيل، حدثه أنه سمع حذيفة، يقول: يا أيها الناس، ألا تسألوني؟ فإن الناس كانوا

يسألون رسول الله صلى الله عليه وسلم عن الخير، وكنت أسأله عن الشر، أفلا تسألون عن ميت الأحياء؟ فقال: إن الله تعالى بعث محمدا صلى الله عليه وسلم فدعا الناس من الضلالة إلى الهدى، ومن الكفر إلى الإيمان، فاستجاب له من استجاب، فحيى بالحق من كان ميتا، ومات بالباطل من كان حيا، ثم ذهبت النبوة فكانت الخلافة على منهاج النبوة، ثم يكون ملكا عضوضا، فمن الناس من ينكر بقلبه ويده ولسانه والحق استكمل، ومنهم من ينكر بقلبه ولسانه كافا يده وشعبة من الحق ترك، ومنهم من ينكر بقلبه كافا يده ولسانه وشعبتين من الحق ترك، ومنهم من لا ينكر بقلبه ولسانه فذلك ميت الأحياء "

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عثمان بن أبي شيبة، ثنا عبيد الله بن موسى، عن شيبان، عن الأعمش، عن خيثمة، عن فلفلة الجعفي، عن حذيفة، قال: «والله لو شئت لحدثتكم ألف كلمة تحبوني عليها وتتابعوني وتصدقوني من أمر الله تعالى ورسوله، ولو شئت لحدثتكم ألف كلمة تبغضوني عليها وتجانبوني وتكذبوني»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة، قال: «لو شئت لحدثتكم بألف كلمة تصدقوني عليها وتتابعوني وتنصرونني، ولو شئت لحدثتكم بألف كلمة تكذبونني عليها وتجانبونني وتسبونني، وهن صدق من الله ورسوله»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله، ثنا إسحاق، أخبرنا المعتمر بن سليمان، قال: سمعت أبي يحدث عن الحسن، عن جندب بن عبد الله بن سفيان، عن حذيفة، قال: «إني لأعرف قائد قوم في الجنة، وأتباعه في النار» قال: فقلنا: وهل هذا إلا كبعض ما تحدثوننا به؟ فقال: «وما يدريك ما سبق له»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن عبد الرحمن بن سعيد بن وهب، عن أبيه، قال: سمعت حذيفة، رضي الله تعالى عنه يقول: لكأني براكب قد أناخ بكم، فقال: الأرض أرضنا، والمال مالنا، فحال بين الأرامل والمساكين، وبين المال الذي أفاء الله على آبائهم "

حدثنا محمد بن عبد الرحمن، ثنا الحسن بن محمد بن حميد ثنا جرير عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة، قال: " القلوب أربعة: قلب أغلف، فذلك قلب الكافر، وقلب مصفح، فذلك قلب المنافق، وقلب أجرد فيه سراج يزهر، فذاك قلب المؤمن، وقلب فيه نفاق وإيمان، فمثل الإيمان كمثل شجرة يمدها ماء طيب، ومثل النفاق مثل القرحة يمدها قيح ودم، فأيهما ما غلب عليه غلب "

حدثنا أحمد بن جعفر بن حمدان البصري، ثنا عبد الله بن أحمد الدورقي، ثنا مسدد، ثنا أبو الأحوص، ثنا أبو إسحاق، عن أبي المغيرة، عن حذيفة، رضي الله عنه قال: شكوت إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم ذرب لساني، فقال: «أين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله عز وجل كل يوم مائة مرة» رواه عمرو بن قيس الملائي، عن أبي إسحاق، عن عبيد بن المغيرة، عن حذيفة

حدثنا أحمد بن محمد بن مهران، ثنا محمد بن العباس بن أيوب، ثنا الحسن بن يونس، ثنا محمد بن كثير، ثنا عمرو بن قيس الملائي، عن أبي إسحاق، عن عبيد بن المغيرة، عن حذيفة، قال: أتيت النبي صلى الله عليه وسلم فقلت: يا رسول الله، إن لي لسانا ذربا على أهلي قد خشيت أن يدخلني النار، قال: «فأين أنت من الاستغفار؟ إني لأستغفر الله في كل يوم مائة مرة»

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا محمد بن عبد الله بن عمار، ثنا المعافى بن عمران، عن اليمان بن المغيرة، حدثني أبو الأبيض المدني، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه، أنه قال: «إن أقر أيامي لعيني يوم أرجع إلى أهلي وهم يشكون الحاجة»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد، ثنا قبيصة، عن سفيان،. وحدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا القاسم بن خليفة، ثنا حسين بن علي، ثنا زائدة، قالا: عن أبان بن أبي عياش، عن أمية بن قسيم، عن حذيفة قال: «أقر ما أكون عينا حين يشكو إلي أهلي الحاجة، وإن الله تعالى ليحمي المؤمن من الدنيا كما يحمي أهل المريض مريضهم الطعام» قال الشيخ رحمه الله: رفع زائدة الكلام الأخير في الحمية

حدثنا سليمان [ص:277] بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا عمر بن بزيع، ثنا الحارث بن الحجاج، عن أبي معمر التيمي، عن ساعدة بن سعد بن حذيفة، أن حذيفة كان يقول: ما من يوم أقر لعيني، ولا أحب لنفسي من يوم آتي أهلي فلا أجد عندهم طعاما، ويقولون: ما نقدر على قليل ولا كثير، وذلك أني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الله تعالى أشد حمية للمؤمن من الدنيا من المريض أهله الطعام، والله تعالى أشد تعاهدا للمؤمن بالبلاء من الوالد لولده بالخير»

حدثنا عبد الله بن محمد بن جعفر، ثنا عبد الرحمن بن محمد بن سلم، ثنا هناد، ثنا قبيصة، عن سفيان، عن الأعمش، قال: قال حذيفة لسعد بن معاذ رضي الله تعالى عنهما: كيف ترانا إذا أصبنا الدنيا؟ فقال سعد: لا ندرك ذاك، قال حذيفة: «أعطي على ظنه، وأعطيت على ظني». كذا رواه الثوري. ورواه جرير، عن الأعمش متصلا عن طلحة بن مصرف، عن الهذيل، عن حذيفة

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الرحمن بن محمد، ثنا هناد، ثنا وكيع، عن سلام بن مسكين، عن ابن سيرين، قال: إن حذيفة رضي الله تعالى عنه لما قدم المدائن قدم على حمار على إكاف وبيده رغيف وعرق، وهو يأكل على الحمار "، قال هناد: ثنا وكيع، عن مالك بن مغول، عن طلحة بن مصرف، مثله. وزاد فقال: وهو سادل رجليه من جانب

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أخبرنا عبد الرزاق، عن معمر، عن أبي إسحاق، عن عمارة بن عبد، عن حذيفة، قال: «إياكم ومواقف الفتن» قيل: وما مواقف الفتن يا أبا عبد الله؟ قال: «أبواب الأمراء، يدخل أحدكم على الأمير فيصدقه بالكذب ويقول ما ليس فيه»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة، ثنا جرير، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: أتى رجل حذيفة. وحدثنا محمد بن أحمد بن الحسن، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا محمد بن جعفر، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن زيد بن وهب، قال: جاء رجل إلى حذيفة فقال: استغفر لي، فقال: " لا غفر الله لك، إني لو استغفرت لهذا الآتي بسيئاته، فقال: استغفر لي حذيفة [ص:278]، أتحب أن يجعلك الله مع حذيفة؟ اللهم اجعله مع حذيفة "

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد البغوي، ثنا علي بن الجعد، أخبرنا شعبة، عن عبد الملك بن ميسرة، قال: سمعت زيادا، يحدث، عن ربعي بن حراش، قال: قال 2324 حذيفة عند الموت: «رب يوم لو أتاني الموت لم أشك، فأما اليوم فقد خالطت أشياء لا أدري على ما أنا فيها»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن عبيد، عن الأعمش، عن موسى بن عبد الله بن يزيد، عن أم سلمة، - قال أبو بكر: هي أمه - قالت: قال حذيفة: «لوددت أن لي إنسانا يكون في مالي ثم أغلق علي الباب فلم أدخل على أحد حتى ألقى الله عز وجل»

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا أحمد بن محمد بن أيوب، ثنا أبو بكر بن عياش، عن عاصم، عن أبي وائل، قال: قال حذيفة: «من أحب حال يجد الله العبد عليها أن يجده عافرا بوجهه»

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا هناد، ثنا عبدة بن سليمان، عن جويبر، عن الضحاك، عن حذيفة، قال: «إن أخوف ما أخاف على هذه الأمة أن يؤثروا ما يرون على ما يعلمون، وأن يضلوا وهم لا يشعرون»

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن الأعمش، قال: بلغني أن حذيفة رضي الله عنه كان يقول: «ليس خيركم الذين يتركون الدنيا للآخرة، ولا الذين يتركون الآخرة للدنيا، ولكن الذين يتناولون من كل»

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن أبي إسحاق، قال: سمعت صلة بن زفر، يحدث، عن حذيفة، قال: يجمع الناس في صعيد واحد فلا تكلم نفس، فيكون أول مدعو محمد صلى الله عليه وسلم فيقول: «لبيك وسعديك، والخير في يديك، والشر ليس إليك، والمهدي من هديت، وعبدك بين يديك، أنا بك وإليك، لا ملجأ ولا منجا منك إلا إليك، تباركت وتعاليت، سبحانك رب البيت»، فذلك قوله عز وجل: {عسى أن يبعثك ربك مقاما محمودا} [الإسراء: 79] " عن أبي إسحاق جماعة

حدثنا أبو محمد بن حيان، ثنا محمد بن العباس، ثنا أبو كريب، ثنا محمد بن خازم، ثنا الأعمش، عن سليمان بن مسهر، عن طارق بن شهاب، عن حذيفة، قال [ص:279]: قيل له: في يوم واحد تركت بنو إسرائيل دينهم، قال: لا، ولكنهم كانوا إذا أمروا بشيء تركوه، وإذا نهوا عن شيء ركبوه، حتى انسلخوا من دينهم كما ينسلخ الرجل من قميصه ". رواه جرير، عن الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن حذيفة، نحوه. ورواه يعلى بن عبيد عن الأعمش، عن عبد الله بن عبد الله، عن ابن أبي ليلى، عن حذيفة

حدثنا محمد بن علي بن حبيش، ثنا أحمد بن يحيى الحلواني، ثنا أحمد بن يونس، ثنا زهير، ثنا الأعمش، عن ميمون بن مهران، عن عبد الله بن سيدان، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: لعن الله من ليس منا، والله لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر أو لتقتتلن بينكم، فليظهرن شراركم على خياركم فليقتلنهم حتى لا يبقى أحد يأمر بالمعروف ولا ينهى عن منكر، ثم تدعون الله عز وجل فلا يجيبكم بمقتكم "

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا عبد الله بن نمير، ثنا رزين الجهني، ثنا أبو الرقاد، قال: خرجت مع مولاي وأنا غلام، فدفعت إلى حذيفة وهو يقول: إن كان الرجل ليتكلم بالكلمة على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم فيصير بها منافقا، وإني لأسمعها من أحدكم في المقعد الواحد أربع مرات، لتأمرن بالمعروف ولتنهون عن المنكر ولتحضن على الخير، أو ليسحتكم الله جميعا بعذاب، أو ليأمرن عليكم شراركم، ثم يدعو خياركم فلا يستجاب لكم "

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا أبو يحيى الرازي، ثنا أبو يزيد الخزاز، عن عبيدة، عن الأعمش، عن أبي ظبيان، قال: قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: ما تلاعن قوم قط إلا حق عليهم القول "

حدثنا أحمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن منويه، ثنا عبيد بن أسباط، ثنا أبي، عن الأعمش، عن عبد الملك بن ميسرة، عن النزال بن سبرة، قال: كنا مع حذيفة في البيت فقال له عثمان: يا أبا عبد الله، ما هذا الذي يبلغني عنك؟ قال: «ما قلته» فقال له عثمان: أنت أصدقهم وأبرهم، فلما خرج قلت: يا أبا عبد الله، ألم تقل: ما قلت؟ قال: «بلى، ولكن اشترى ديني بعضه ببعض مخافة أن يذهب كله»

حدثنا الحسين بن حمويه الخثعمي، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا عمر بن [ص:280] أبي الرطيل، ثنا حبيب بن خالد، ثنا الأعمش، عن عمرو بن مرة، عن أبي البختري، عن أبي عمرو - يعني زاذان - قال: قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: «ليأتين عليكم زمان خيركم فيه من لم يأمر بالمعروف وينه عن منكر»

حدثنا أحمد بن محمد بن علي، عن الحارث المرهبي الكندي، ثنا الحسن بن علي بن جعفر الوشاء، ثنا أبو نعيم، ثنا فطر بن خليفة، عن حبيب - يعني ابن أبي ثابت - عن حذيفة، قال: «خالص المؤمن، وخالط الكافر، ودينك لا تكلمنه»

حدثنا محمد بن إسحاق، ثنا إبراهيم بن سعدان، ثنا بكر بن بكار، ثنا شعبة، ثنا حبيب بن أبي ثابت، قال: سمعت أبا الشعثاء المحاربي، يقول: سمعت حذيفة، رضي الله تعالى عنه يقول: «ذهب النفاق فلا نفاق، إنما هو الكفر بعد الإيمان»

حدثنا عبد الله بن جعفر، ثنا يونس بن حبيب، ثنا أبو داود، ثنا شعبة، عن الأعمش، عن أبي وائل، قال: قال حذيفة: " المنافقون اليوم شر منهم على عهد رسول الله صلى الله عليه وسلم، كانوا يومئذ يكتمونه وهم اليوم يظهرونه

حدثنا إبراهيم بن عبد الله، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا قتيبة بن سعيد، ثنا جرير، عن الأعمش، عن شمر بن عطية، قال: قال حذيفة لرجل: «أيسرك أنك قتلت أفجر الناس؟» قال: نعم، قال: «إذا تكون أفجر منه»

حدثنا علي بن هارون، ثنا يوسف القاضي، ثنا عمرو بن مرزوق، ثنا زهير، عن أبي إسحاق، عن سعد بن حذيفة، قال: سمعت أبا عبد الله - يعني أباه - يقول: «والله ما فارق رجل الجماعة شبرا إلا فارق الإسلام»

حدثنا أبو إسحاق بن حمزة، ثنا عبيد بن غنام، ثنا ابن نمير، ثنا وكيع، عن الأعمش، عن إبراهيم عن همام، قال: قال حذيفة رضي الله تعالى عنه: «يا معشر القراء، اسلكوا الطريق، فلئن سلكتموه لقد سبقتم سبقا بعيدا، ولئن أخذتم يمينا وشمالا لقد ضللتم ضلالا بعيدا»

حدثنا محمد بن علي، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا عبد الله بن الجعد، أخبرنا شريك، عن سماك، عن أبي سلامة، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: «ليكونن عليكم أمراء، أو أمير، لا يزن أحدهم عند الله يوم القيامة قشرة شعيرة»

حدثنا أبو بكر بن مالك [ص:281]، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، ثنا هدبة بن خالد، ثنا همام، عن عطاء بن السائب، عن أبي عبد الرحمن السلمي، قال: انطلقت إلى الجمعة مع أبي بالمدائن، وبيننا وبينها فرسخ، وحذيفة بن اليمان على المدائن، فصعد المنبر فحمد الله وأثنى عليه ثم قال: {اقتربت الساعة وانشق القمر} [القمر: 1]، ألا وإن القمر قد انشق، ألا وإن الدنيا قد أذنت بفراق، ألا وإن اليوم المضمار، وغدا السباق " فقلت لأبي: ما يعني بالسباق؟ فقال: من سبق إلى الجنة ". رواه جماعة، عن عطاء مثله

حدثنا أبو عمرو بن حمدان، ثنا الحسن بن سفيان، ثنا إسحاق بن إبراهيم ومحمد بن قدامة، قالا: ثنا النضر بن شميل، ثنا محمد بن ثوار، حدثني كردوس، قال: خطب حذيفة بالمدائن فقال: أيها الناس، تعاهدوا ضرائب غلمانكم، فإن كانت من حلال فكلوها، وإن كانت من غير ذلك فارفضوها، فإني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إنه ليس لحم ينبت من سحت فيدخل الجنة»

حدثنا عبد الله بن محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا محمد بن فضيل، عن الأعمش، عن سليم العامري، قال: سمعت حذيفة، يقول: " بحسب المرء من العلم أن يخشى الله عز وجل، وبحسبه من الكذب أن يقول: أستغفر الله ثم يعود "

حدثنا أبو بكر بن مالك، ثنا عبد الله بن أحمد بن حنبل، حدثني أبي، ثنا وكيع، ثنا فضيل بن غزوان، عن أبي الفرات، عن مالك الأحمري، عن حذيفة، سمعه منه، قال: «إن بائع الخمر كشاربها، ألا إن مقتني الخنازير كآكلها، تعاهدوا أرقاءكم فانظروا من أين يجيئون بضرائبهم، فإنه لا يدخل الجنة لحم نبت من سحت»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن أبي سهل، ثنا عبد الله بن محمد العبسي، ثنا وكيع، عن عكرمة بن عمار، عن أبي عبد الله الفلسطيني، عن عبد العزيز ابن أخ، لحذيفة قال: سمعته من، حذيفة منذ خمس وأربعين سنة قال: قال حذيفة: «أول ما تفقدون من دينكم الخشوع، وآخر ما تفقدون من دينكم الصلاة»

حدثنا أبو أحمد محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، أخبرنا وكيع، ثنا الأعمش، وسفيان، عن ثابت بن هرمز أبي المقدام، عن [ص:282] أبي يحيى، قال: قيل لحذيفة: من المنافق؟ قال: «الذي يصف الإسلام ولا يعمل به»

حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا محمد بن يزيد الآدمي، ثنا يحيى بن سليم، عن إسماعيل بن كثير، عن زياد، مولى ابن عياش قال: حدثني من، دخل على حذيفة في مرضه الذي مات فيه فقال: لولا أني أرى أن هذا اليوم آخر يوم من الدنيا وأول يوم من الآخرة لم أتكلم به، اللهم إنك تعلم أني كنت أحب الفقر على الغنى، وأحب الذلة على العز، وأحب الموت على الحياة، حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم "، ثم مات رضي الله عنه

حدثنا عبد الرحمن بن العباس، ثنا إبراهيم بن إسحاق الحربي، ثنا سليمان بن حرب، ثنا السري بن يحيى، عن الحسن، قال: لما حضر حذيفة الموت قال: «حبيب جاء على فاقة، لا أفلح من ندم، الحمد لله الذي سبق بي الفتنة قادتها وعلوجها»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق السراج، ثنا يعقوب بن إبراهيم، ثنا هشيم، أخبرنا حصين، عن أبي وائل، قال: لما ثقل حذيفة أتاه أناس من بني عبس، فأخبرني خالد بن الربيع العبسي قال: أتيناه وهو بالمدائن حتى دخلنا عليه جوف الليل، فقال لنا: «أي ساعة هذه؟» قلنا: جوف الليل، أو آخر الليل، فقال: «أعوذ بالله من صباح إلى النار»، ثم قال: «أجئتم معكم بأكفان؟» قلنا: نعم، قال: «فلا تغالوا بأكفاني، فإنه إن يكن لصاحبكم عند الله خير، فإنه يبدل بكسوته كسوة خيرا منها، وإلا يسلب سلبا»

حدثنا أبو حامد بن جبلة، ثنا محمد بن إسحاق، ثنا محمد بن الصباح، ثنا جرير، عن إسماعيل، عن قيس، عن أبي مسعود، قال: لما أتي حذيفة بكفنه، وكان مسندا إلى أبي مسعود، فأتي بكفن جديد، فقال: «ما تصنعون بهذا؟ إن كان صاحبكم صالحا ليبدلن الله تعالى به، وإن كان غير ذلك ليترامن به رجواها إلى يوم القيامة»

حدثنا سليمان بن أحمد، ثنا محمد بن عبد الله الحضرمي، ثنا أبو كريب، ثنا [ص:283] يحيى بن زكريا بن أبي زائدة، عن أبيه، عن أبي إسحاق، أن صلة بن زفر، حدثه، أن حذيفة بعثني وأبا مسعود فابتعنا له كفنا حلة عصب بثلاثمائة درهم، فقال: «أرياني ما ابتعتما لي»، فأريناه فقال: «ما هذا لي بكفن، إنما يكفيني ريطتان بيضاوان، ليس معهما قميص، فإني لا أترك إلا قليلا حتى أبدل خيرا منهما أو شرا منهما» فابتعنا له ريطتين بيضاوين "

حدثنا حبيب بن الحسن، ثنا يوسف القاضي، ثنا أبو الربيع، ثنا هشيم، ثنا مجالد، عن الشعبي، عن صلة، عن حذيفة، قال: «تعودوا الصبر، فأوشك أن ينزل بكم البلاء، أما إنه لا يصيبنكم أشد مما أصابنا ونحن مع رسول الله صلى الله عليه وسلم»

حدثنا عبد الله بن محمد، ثنا محمد بن شبل، ثنا أبو بكر بن أبي شيبة، ثنا عبد الرحيم بن سليمان، عن مجالد، عن محمد بن المنتشر، عن ابن خراش، عن حذيفة، رضي الله تعالى عنه قال: «إن في القبر حسابا، ويوم القيامة حسابا، فمن حوسب يوم القيامة عذب»

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 270

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 270

حذيفة بن اليمان وذكر حذيفة بن اليمان، خالط أهل الصفة مدة فنسب إليهم، وهو وأبوه من المهاجرين، فخيره النبي صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة، فاختار النصرة، وحالف الأنصار فعد في جملتهم، تقدم ذكرنا له ولأحواله في الطبقة الأولى كان بالفتن والآفات عارفا، وعلى العلم والعبادة عاكفا، وعن التمتع بالدنيا عازفا، بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب سرية وحده، وألبسه عباءته بعد أن كفي في سيره ريحه وبرده
حدثنا محمد بن أحمد، ثنا عبد الله بن شيرويه، ثنا إسحاق بن راهويه، ثنا جرير، عن الأعمش، عن إبراهيم التيمي، عن أبيه، قال: كنا عند حذيفة بن اليمان فقال: ’’لقد ركبنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم ليلة الأحزاب في ليلة ذات ريح شديدة وقر، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «ألا رجل يأتيني بخبر القوم، يكون معي يوم القيامة»، فأمسك القوم، ثم قالها الثانية ثم الثالثة، ثم قال: «يا حذيفة، قم فائتنا بخبر القوم»، فلم أجد بدا إذ دعاني باسمي أن أقوم، فقال: «ائتني بخبر القوم ولا تذعرهم علي»، قال: فمضيت كأنما أمشي في حمام حتى أتيتهم، قال: ثم رجعت كأني أمشي في حمام، فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم فأخبرته، قال: ثم أصابني حين فرغت البرد، فألبسني رسول الله صلى الله عليه وسلم من فضل عباءة كانت عليه يصلي فيها، فلم أزل نائما حتى الصبح، فلما أصبحت قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «قم يا نومان»
حدثنا محمد بن أحمد الغطريفي، ثنا عبد الله بن محمد، ثنا إسحاق بن راهويه، قال: أخبرني جرير، عن عبد الله بن يزيد الأصبهاني، عن يزيد بن أحمر، عن حذيفة، قال: ’’كنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في الصفة فأراد بلال أن يؤذن، فقال: «على رسلك يا بلال»، ثم قال لنا: «اطعموا» فطعمنا، ثم قال لنا: «اشربوا» فشربنا، ثم قام إلى الصلاة ’’ قال جرير: يعني به السحور

  • دار الكتاب العربي - بيروت-ط 0( 1985) , ج: 1- ص: 354

  • السعادة -ط 1( 1974) , ج: 1- ص: 354

حذيفة بن اليمان يكنى أبا عبد الله، واسم اليمان حسيل بن جابر، واليمان لقب، وهو حذيفة بن حسل، ويقال حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس العبسي القطيعي، من بني عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان، حليف لبني عبد الأشهل من الأنصار.
وأمه امرأة من الأنصار من الأوس من بني عبد الأشهل، واسمها الرباب بنت كعب بن عدي بن عبد الأشهل، وإنما قيل لأبيه حسيل اليمان، لأنه من ولد اليمان جروة بن الحارث بن قطيعة بن عبس، وكان جروة بن الحارث أيضا يقال له اليمان، لأنه أصاب في قومه دما فهرب إلى المدينة، فخالف بني عبد الأشهل، فسماه قومه اليمان، لأنه حالف اليمانية.
شهد حذيفة وأبوه حسيل وأخوه صفوان أحدا، وقتل أباه يومئذ بعض المسلمين وهو يحسبه من المشركين.
كان حذيفة من كبار أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، وهو الذي بعثه رسول الله صلى الله عليه وسلم يوم الخندق ينظر إلى قريش،
فجاءه بخبر حيلهم، وكان عمر بن الخطاب رضي الله عنه يسأله عن المنافقين، وهو معروف في الصحابة بصاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم، وكان عمر ينظر إليه عند موت من مات منهم، فإن لم يشهد جنازته حذيفة لم يشهدها عمر، وكان حذيفة يقول: خيرني رسول الله صلى الله عليه وسلم بين الهجرة والنصرة. فاخترت النصرة، وهو حليف للأنصار لبني عبد الأشهل. وشهد حذيفة نهاويد فلما، قتل النعمان بن مقرن أخذ الراية، وكان فتح همذان والري والدينور على يد حذيفة، وكانت فتوحه كلها سنة اثنتين وعشرين.
ومات حذيفة سنة ست وثلاثين بعد قتل عثمان في أول خلافة علي، وقيل: توفي سنة خمس وثلاثين، والأول أصح، وكان موته بعد أن أتى نعثى عثمان إلى الكوفة ولم يدرك الجمل.
وقتل صفوان وسعيد ابنا حذيفة بصفين، وكانا قد بايعا عليا بوصية أبيهما إياهما بذلك.
سئل حذيفة أي الفتن أشد؟ قال إن يعرض عليك الخير والشر فلا تدري أيهما تركب. وقال حذيفة: لا تقوم الساعة حتى يسود كل قبيلة منافقوها.

  • دار الجيل - بيروت-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 334

حذيفة بن اليمان الأزدي.
قال: أخبرنا محمد بن عمر قال: حدثنا محمد بن صالح قال: حدثنا موسى بن
عمران بن مناح قال: قبض رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وعامله على دبا حذيفة بن اليمان.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 59

حذيفة بن اليمان. وهو حسيل بن جابر من بني عبس حلفاء بني عبد الأشهل ويكنى أبا عبد الله. شهد أحدا وما بعد ذلك من المشاهد وتوفي بالمدائن سنة ست وثلاثين. وقد كان جاءه نعي عثمان بها. وقد كان نزل الكوفة والمدائن وله عقب بالمدائن. وقد كتبنا خبره فيمن شهد أحدا.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 6- ص: 94

حذيفة بن اليمان. رضي الله عنه. وهو ابن حسيل بن جابر بن ربيعة بن عمرو بن جروة وهو اليمان بن الحارث بن قطيعة بن عبس. وأمه الرباب بنت كعب ابن عدي بن كعب بن عبد الأشهل.
أخبرنا وكيع بن الجراح وعبد الله بن نمير قالا: حدثنا الأعمش عن أبي وائل في حديث رواه قال: كان حذيفة يكنى أبا عبد الله.
وقال محمد بن عمر: لم يشهد حذيفة بدرا وشهد أحدا هو وأبوه وأخوه صفوان ابن اليمان. وقتل أبوه يومئذ. وشهد حذيفة الخندق وما بعد ذلك من المشاهد مع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - واستعمله عمر بن الخطاب. رضي الله عنه. على المدائن.
أخبرنا وكيع بن الجراح والفضل بن دكين عن مالك بن مغول عن طلحة قال:
قدم حذيفة المدائن على حمار بإكافه على إكاف سادلا رجليه ومعه عرق ورغيف وهو يأكل.
وقال محمد بن عمر: مات حذيفة بالمدائن بعد قتل عثمان بن عفان وجاءه نعيه وهو يومئذ بالمدائن. ومات بعد ذلك بأشهر سنة ست وثلاثين. وله عقب بالمدائن.

  • دار الكتب العلمية - بيروت-ط 1( 1990) , ج: 7- ص: 230

حذيفة بن اليمان العبسي اسم اليمان حسيل بن جابر بن عبس حليف بنى عبد الاشهل كنيته حذيفة أبو عبد الله من المهاجرين مات بعد قتل عثمان بن عفان بأربعين ليلة، وكان فص خاتمه ياقوتة أسمانجونية فيها كركيان متقابلان بينهما مكتوب الحمد لله

  • دار الوفاء للطباعة والنشر والتوزيع - المنصورة-ط 1( 1991) , ج: 1- ص: 74

حذيفة بن اليمان، العبسي، أبو عبد الله.
هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
مات بعد عثمان بأربعين يوماً.
قاله عبيد الله بن موسى، عن سعد بن أوس، عن بلالٍ، عن حذيفة، قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: أبو اليقظان على الفطرة، ثلاثاً، ولن يدعها حتى يموت، أو ينسيه الهرم.
وقال أبو أحمد الزبيري: عن سعد بن أوس، عن بلالٍ، بلغني عن حذيفة بن اليمان، عن النبي صلى الله عليه وسلم.
ولم يصح.

  • دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 3- ص: 1

حذيفة بن اليمان حسل بن جابر العبسي
ثم الأشهلي حليفهم صاحب السر منعه وأباه شهود بدر استحلاف المشركين لهما روى عنه الأسود وربعي بن حراش وأبو إدريس وطائفة توفي 36 ع

  • دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1

حذيفة بن اليمان العبسي
واسم اليمان حسيل بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن جروة بن الحارث بن مازن بن قطيعة بن عبس كنيته أبو عبد الله العبسي الكوفي أحد بني عبس كان حليفا في الأنصار في بني عبد الأشهل له صحبة من النبي صلى الله عليه وسلم وكان ممن شهد مع النبي صلى الله عليه وسلم أحدا وقتل أبوه يومئذٍ مات بعد قتل عثمان بأربعين ليلة قال عمرو بن علي مات حذيفة بن اليمان ويكنى أبا عبد الله بالمدائن سنة خمس وثلاثين بعد عثمان بأربعين ليلة
روى عن النبي صلى الله عليه وسلم وعن عمرو في الفتنة
روى عنه أبو وائل في الإيمان وهمام بن الحارث وزيد بن وهب وربعي بن خراش وصلة بن زفر في الصلاة والفضائل وأبو الطفيل في الجهاد والنفاق وأبو إدريس وأبو سلام ممطور وأبو حذيفة الأرحبي وعبد الله بن عكيم وعبد الرحمن بن أبي ليلى وعبد الله بن يزيد وجندب بن عبد الله في الفتن

  • دار المعرفة - بيروت-ط 1( 1987) , ج: 1- ص: 1

حذيفة بن اليمان

  • دار الفرقان، عمان - الأردن-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 20

(ع) حذيفة بن اليمان، واسمه حسيل، ويقال حسل العبسي، حليف بني عبد الأشهل، أبو عبد الله.
روى عنه المغيرة أبو الوليد، ويقال الوليد أبو المغيرة.
في كتاب «اليوم والليلة» للنسائي، ورجل لم يسم عند أبي داود في «كتاب الصلاة»: تقدم عمار فصلى على دكان فأخذ حذيفة على يده.
ورجل من بني عبس في كتاب «الشمائل»: رأى النبي صلى الله عليه وسلم يصلي من الليل. الحديث.
ورجل من الأنصار عند أبي داود في «كتاب السنة»: «لكل أمة مجوس، ومجوس هذه الأمة الذين يقولون لا قدر».
وأنس بن مالك الأنصاري عند «البخاري»: قدم حذيفة على عثمان، فذكر جمع القرآن.
وقال البغوي: توفي بالمدائن، وجاء نعي عثمان وهو حي، ويقولون لم يدرك الجمل، ولما حضر قال: «اللهم إني أبرأ إليك من دم عثمان».
وروت ابنته أمية ابنة حذيفة - وتكنى أم سلمة - أنها قالت: رأيت على أبي
خاتم ذهب فيه ياقوتة آسمانجونية فيها كوكبان متقابلان بينهما مكتوب الحمد لله.
وفي «كتاب» الباوردي: روى عنه جامع مع الأرحبي.
وفي «كتاب» ابن حبان: ويقال إن كنيته أبو سريحة مع اعترافه بأن حذيفة بن أسيد أيضا يكنى بذلك.
وفي «كتاب» العسكري: مات أول سنة ست وثلاثين بالمدائن، وكان ابنه سعد بن حذيفة على
من خرج من المدائن إلى عين الوردة، وأخوه عبد العزيز بن اليمان، روى عن النبي صلى الله عليه وسلم ولم يلحق.
وذكر ابن قانع أنه توفي سنة خمس وثلاثين، قال: وقيل توفي قبل عثمان رضي الله عنهما.
وفي كتاب «الصحابة» للطبري أبي جعفر: هو أخو صفوان. قال: وزعم بعضهم أنه مات بالمدائن سنة خمس بعد عثمان بأربعين ليلة.
قال أبو جعفر: وهذا من القول خطأ وأظن بصاحبه إما أن يكون لم يعرف الوقت الذي مات فيه عثمان، وإما أن يكون لم يحسن الحساب، وذلك أنه لا خلاف بين أهل السير كلهم أن قتل عثمان كان في ذي الحجة سنة خمس، وقالت جماعة منهم لاثنتي عشرة ليلة بقيت منه، فلا شك أن موته - أعني حذيفة - كان بعد انقضاء ذي الحجة، وذلك في السنة التي بعدها، والله تعالى أعلم.
وفي «كتاب ابن عبد ربه»: كان يلي للنبي صلى الله عليه وسلم خرص الثمار.

  • الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 4- ص: 1

حذيفة بن اليمان العبسي واسم اليمان حسيل بن جابر بن ربيعة بن عبس
حليف بني عبد الأشهل كنيته أبو عبد الله هاجر إلى النبي صلى الله عليه وسلم ممن شهد أحدا وأمه الرباب بنت كعب بن عدي بن كعب بن عبد الأشهل ويقال إن كنيته أبو سريحة مات بعد قتل عثمان بن عفان بأربعين ليلة سكن الكوفة وكان فص خاتمه يافوتة اسمانجونية فيها كوكبان متقابلان بينهما مكتوب الحمد لله كذا قاله جرير عن الأعمش عن موسى بن عبد الله بن يزيد عن أم سلمة بنت حذيفة

  • دائرة المعارف العثمانية بحيدر آباد الدكن الهند-ط 1( 1973) , ج: 3- ص: 1

حذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي
من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم وكان أميرا على المدائن استعمله عمر ومات بعد قتل عثمان بأربعين يوماً سكن الكوفة وكان صاحب سر رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حليف بنى عبد الأشهل مات بالمدائن قبل الجمل

  • دار الباز-ط 1( 1984) , ج: 1- ص: 1

حذيفة بن اليمان بن جابر بن عمرو بن ربيعة بن اليمان بن جروة بن الحارث بن مازن
بن قطيعة بن عبس بن بغيض بن ريث بن غطفان بن سعد بن قيس بن غيلان بن مضر
حدثنا محمد بن غالب بن حرب، نا بشر بن عبيد الدارمي، نا محمد بن سليم، عن عطاء بن السائب، عن عبد الرحمن بن يزيد، عن أبيه، عن حذيفة قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «من طلب العلم ليباهي به العلماء أو يماري به السفهاء ويصرف وجوه الناس إليه فله من علمه النار»
حدثنا علي بن محمد بن أبي الشوارب، نا سهل بن بكار، نا أبو عوانة، عن أبي بشر، عن مجاهد، عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن حذيفة أن رسول الله صلى الله عليه وسلم ’’ نهى عن ثلاث: عن الشرب في آنية الفضة ولبس الحرير والديباج ’’ وقال: «هي لكم في الآخرة ولهم في الدنيا»
حدثنا بشر بن موسى، نا منصور بن صقير، نا حماد بن سلمة، عن عاصم، عن زر، عن حذيفة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أنزل القرآن على سبعة أحرف»

  • مكتبة الغرباء الأثرية - المدينة المنورة-ط 1( 1997) , ج: 1- ص: 1

حذيفة بن اليمان أبو عبد الله العبسي
هاجر إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وشهد أحداً وقتل أبوه يومئذ وجاءه نعي عثمان وهو بالمدائن روى عنه أبو وائل شقيق بن سلمة وطارق بن شهاب وهمام بن الحارث سمعت أبي يقول ذلك.

  • طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1