التصنيفات

الحسن بن هبة الله الهاشمي العباسي المعروف بابن الحبيبي أو الحتيتي الهاشمي العباسي الحلبي
كان حيا سنة 479.
الحبيبي بالحاء المهملة والمثناه التحتية بين بائين موحدتين كما في أعلام النبلاء نقلا عن الزبد والضرب أو بين مثناتين من فوق كما في كامل ابن الأثير ولا أدري هذه النسبة إلى أي شيء.
يظهر من كامل ابن الأثير أنه كان مقدم أهل حلب وأمرها إليه ويظهر من المحكي عن الزبد والضرب في تاريخ حلب لرضي الدين محمد بن الحنبل المتوفى سنة 971 الذي هو مختصر زبدة الحلب لعمر بن أبي جرادة المتوفى سنة 660 إن المترجم كان حاكما بحلب بمشاركة غيره في إمارة مسلم بن قريش العقيلي ودولة
السلجوقية فلما قتل مسلم انفرد المترجم بتدبيرها قال ابن الأثير في حوادث سنة 419: لما قتل سليمان بن قتلمش شرف الدولة مسلم بن قريش أرسل إلى ابن الحتيتي العباسي مقدم أهل حلب يطلب منه تسليمها إليه فأنفذ إليه واستمهله إلى أن يكاتب السلطان ملكشاه وأرسل ابن الحتيتي إلى تتش صاحب دمشق يعده أن يسلم إليه حلب فسار تتش طالبا لحلب فعلم سليمان بذلك فسار نحوه مجدا فوصل إلى تتش وقت السحر وتتش على غير تعبية فلم يعلم به حتى قرب منه فعبى أصحابه وكان الأمير إرتق بن أكسب مع تتش وكان منصورا لم يشهد حربا إلا وكان له الظفر وأبلى في هذه الحرب بلاء حسنا وحرض العرب على القتال فانهزم أصحاب سليمان وثبت هو في القلب فلما رأى انهزام عساكره أخرج سكينا وقتل نفسه وقيل: بل قتل في المعركة وكان سليمان لما قتل شرف الدولة في صفر من السنة الماضية لف جثته في إزار وأنفذها إلى حلب على بغل وطلب تسليم البلد إليه في هذه السنة في صفر أرسل تتش جثة سليمان في إزار إلى حلب ليسلموها إليه - وكما تدين تدان- فأجابه ابن الحتيتي إنه يكاتب السلطان - يعني ملكشاه-
ومهما أمره فعل فحصر تتش البلد وأقام عليه وضيق على أهله وكان ابن الحتيتي قد سلم كان برج من أبراجها إلى رجل من أعيان البلد ليحفظه وسلم برجا فيها
إلى إنسان يعرف بابن الرعوي ثم إن ابن الحتيتي أوحشه بكلام أغلظ له فيه وكان هذا الرجل شديد القوة ورأى ما الناس فيه من الشدة فدعاه ذلك إلى أن أرسل إلى تتش يستدعيه وواعده ليلة يرفع الرجال إلى السور بالحبال والسلالم ففعل وملك تتش المدينة واستجار ابن الحتيتي بالأمير ارتق فشفع فيه وأما القلعة فكان بها سالم بن مالك بن بدران العقيلي وهو ابن عم شرف الدولة مسلم بن قريش بن بدران فأقام تتش يحصر القلعة سبعة عشر يوما فبلغه الخبر بوصول مقدمة أخيه السلطان ملكشاه فرحل عنها وكان ابن الحتيتي قد كاتب ملكشاه يستدعيه ليسلم إليه حلب لما خاف تاج الدولة تتش فسار إليه من أصبهان فلما قارب حلب رحل عنها
أخوه تتش وتسلم ملكشاه المدينة وسلم إليه سالم بن مالك القلعة فسلم السلطان حلب إلى قسيم الدولة آقسنقر وأما ابن الحتيتي فإنه كان واثقا بإحسان السلطان ونظام الملك (وزيره) إليه فإنه استدعاهما فلما ملك السلطان البلد طلب أهله أن يعفيهم
من ابن الحتيتي فأجابهم إلى ذلك واستصحبه معه وأرسله إلى ديار بكر فافتقر
وتوفي بها ’’انتهى’’. وقال ابن أبي جرادة في المحكي عن كتابه الزبد والضرب
إنه لما قتل مسلم بن قريش العقيلي انفرد الشريف أبو علي الحسن بن هبة الله الهاشمي بتدبير حلب وسالم بن مالك بالقلعة ’’انتهى’’ ومنه يعلم أنه في عهد مسلم بن قريش كان المترجم واليا على حلب من قبل مسلم فلما قتل انفرد المترجم بالحكم.
وقد صرح بذلك أيضا في زبدة الحلب ففي أعلام النبلاء قال في زبدة الحلب إن الشريف أبو علي بن الحبيبي العباسي هو الذي سلم مدينة حلب لشرف الدولة مسلم بن قريش سنة 473 واشتركا في حكمها وكان الشريف أبو علي شيعيا فصارت المدينة فرقتين فرقة معه وفرقة مع شرف الدولة مسلم ووقعت الوحشة بين أهل المدينة وتحاربوا سنة 478 وقت مجيء تتش لحلب فملكها تتش بسبب اختلاف أهلها والشريف أبو علي هو الذي عمر القلعة التي عند باب قنسرين المسماة بقلعة الشريف ولما استجار الشريف أبو علي بالأمير ارتق وأجاره أتى الشريف إلى تتش ووقع على أقدامه فعفا عنه وكانت قد انتهت عمارة قلعته فأتى إليها وتحصن بها خوفا من أهل حلب لئلا يقتلوه ’’انتهى’’.
وفي هذه الترجمة ما يلفت النظر إليه فإن ابن الحتيتي إذا كان كاتب ملكشاه يستدعيه ليسلم إليه حلب أو يستأمره في شأنها لما طلب منه سليمان بن قتلمش تسليمها فلماذا أرسل إلى تتش يعده تسليم حلب إليه.
ثم لماذا لما جاءه لم يسلمها إليه حتى حاصره وحاربه وأخذها بخيانة بعض قوادة ابن الحتيتي.
ويظهر أن هذا الشريف كان ميله مع ملكشاه وإنما استدعى أخاه تتش خديعة
ليدفع بها غائلة سليمان فلما جاء تتش وقتل سليمان وأمن الشريف غائلة سليمان
امتنع من تسليم البلد إلى تتش وانتظر مجيء ملكشاه ليسلمها له.

  • دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 391