الحجاج الثقفي الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، أبو محمد: قائد، داهية، سفاك خطيب. ولد ونشأ في الطائف (بالحجاز) وانتقل إلى الشام فلحق بروح بن زنباع نائب عبد الملك ابن مروان، فكان في عديد شرطته، ثم ما زال يظهر حتى قلده عبد الملك أمر عسكره، وأمره بقتال عبد الله بن الزبير، فزحف إلى الحجاز بجيش كبير وقتل عبد الله وفرق جموعة، فولاه عبد الملك مكة والمدينة والطائف؛ ثم أضاف إليها العراق والثورة قائمة فيه، فانصرف إلى بغداد في ثمانية أو تسعة رجال على النجائب، فقمع الثورة وثبتت له الإمارة عشرين سنة. وبنى مدينة واسط (بين الكوفة والبصرة). وكان سفاكا سفاحا باتفاق معظم المؤرخين. قال عبد بن شوذب: ما رؤى مثل الحجاج لمن أطاعه ولا مثله لمن عصاه. وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أحدا أفصح من الحسن (البصري) والحجاج. وقال ياقوت 0في معجم البلدان): ذكر الحجاج عند عبد الوهاب الثقفي بسوء، فغضب وقال: إنما تذكرون المساوئ! أو ما تعلمون أنه أول من ضرب درهما عليه (لا إله إلا الله محمد رسول الله) وأول من بنى مدينة بعد الصحابة في الإسلام، وأول من اتخذ المحامل، وأن امرأة من المسلمين سبيت في الهند فنادت يا حجاجاه، فاتصل به ذلك فجعل يقول: لبيك لبيك! وأنفق سبعة آلاف ألف درهم حتى أنقذ المرأة؟. واتخذ (المناظر) بينه وبين قزوين فكان إذا دخن أهل قزوين دخنت المناظر إن كان نهارا وإن كان ليلا أشعلوا نيرانا فتجرد الخيل إليهم، فكانت المناظر متصلة بين قزوين وواسط، وأصبحت قزوين ثغرا حينئذ. وأخبار الحجاج كثيرة. مات بواسطة، وأخرى على قبره الماء، فاندرس. وكتب في سيرته (سيف بني مروان، الحجاج - ط) لعبد الرزاق حميدة، و (الحجاج بن يوسف - ط) لابراهيم الكيلاني، ومثله لعمر فروخ، ولخلدون الكناني. وللمستشرق الفرنسي جان بيريه Jean Perrier كتاب بالفرنسية سماه (حياة الحجاج بن يوسف الثقفي)
دار العلم للملايين - بيروت-ط 15( 2002) , ج: 2- ص: 168
ابن يوسف الثقفي الحجاج بن يوسف بن الحكم الثقفي، أمير العراق. ولد سنة أربعين أو إحدى وأربعين وتوفي سنة خمس وتسعين. روى عن ابن عباس وسمرة بن جندب وأسماء بنت الصديق وابن عمر. قال النسائي: ليس بثقة ولا مأمون؟ وقال أبو عمرو بن العلاء: ما رأيت أحدا أفصح من الحجاج والحسن، والحسن أفصحهما. وقال عون: كنت إذا سمعت الحجاج يقرأ عرفت أنه طالما درس القرآن. وقيل إنه كان يقرؤه كل ليلة. وقال عتبة بن عمرو: ما رأيت عقول الناس إلا قريبا بعضها من بعض إلا الحجاج وإياس بن معاوية فإن عقولهما كانت ترجح على عقول الناس. أحصي ما قتل صبرا فبلغ ذلك مئة وعشرين ألفا وعرضت بعد موته السجون فوجد فيها ثلاثة وثلاثون ألفا لم يجب على أحدهم قطع ولا صلب. وقال الهيثم بن عدي: مات الحجاج وفي سجنه ثمانون ألفا. منهم ثلاثون ألف امرأة. وقال عمر بن عبد العزيز: لو تخابثت الأمم وجئنا بالحجاج لغلبناهم ما كان يصلح لدنيا ولا آخرة. ولما توفي ليلة سبع وعشرين من شهر رمضان وله خمس وخمسون سنة توفي بواسط وعفي قبره وأجري عليه الماء. وكان يقول وهو في السياق: اللهم اغفر لي، فإن الناس يزعمون أنك لا تغفر لي وكان ينشد قول عبيد بن سفيان العكلي:
يا رب قد حلف الأعداء واجتهدوا | أيمانهم أنني من ساكني النار |
أيحلفون على عمياء ويحهم | ما علمهم بعظيم العفو غفار |
إذا ما لقيت الله عني راضيا | فإن سرور النفس فيما هنالك |
فحسبي حياة الله من كل ميت | وحسبي بقاء الله من كل هالك |
لقد ذاق هذا الموت من كان قبلنا | ونحن نذوق الموت من بعد ذلك |
اليوم يرحمنا من كان يغبطنا | واليوم يأمننا من كان يخشانا |
دار فرانز شتاينر، فيسبادن، ألمانيا / دار إحياء التراث - بيروت-ط 1( 2000) , ج: 11- ص: 0
الحجاج أهلكه الله: في رمضان، سنة خمس وتسعين، كهلا. وكان ظلوما، جبارا، ناصبيا، خبيثا، سفاكاللدماء، وكان ذا شجاعة، وإقدام، ومكر، ودهاء، وفصاحة، وبلاغة، وتعظيم للقرآن قد سقت من سوء سيرته في ’’تاريخي الكبير’’ وحصاره لابن الزبير بالكعبة، ورميه إياها بالمنجنيق، وإذلاله لأهل الحرمين، ثم ولايته على العراق والمشرق كله عشرين سنة، وحروب ابن الأشعث له، وتأخيره للصلوات إلى أن استأصله الله، فنسبه ولا نحبه، بل نبغضه في الله، فإن ذلك من أوثق عرى الإيمان.
وله حسنات مغمورة في بحر ذنوبه، وأمره إلى الله، وله توحيد في الجملة، ونظراء من ظلمة الجبابرة والأمراء.
دار الحديث- القاهرة-ط 0( 2006) , ج: 5- ص: 199
حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل، الثقفي.
أبو محمد.
دائرة المعارف العثمانية، حيدر آباد - الدكن-ط 1( 0) , ج: 2- ص: 1
الحجاج بن يوسف الظالم
قال الأعمش سمعته يقول على المنبر السورة التي ذكر فيها البقرة أخرجه في الحج خ
دار القبلة للثقافة الإسلامية - مؤسسة علوم القرآن، جدة - السعودية-ط 1( 1992) , ج: 1- ص: 1
حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي، أمير العراق.
قال أبو العباس محمد بن يزيد في الكتاب «الكامل»: كان اسمه كليبا، وكان معلم كتاب، وفيه يقول بعضهم: [135 أ].
أينسى كليب زمان الهزال | وتعليمه صبية الكوثر |
رغيف له فلكة ما ترى | وآخر كالقمر الأزهر |
كليب تكبر في أرضكم | وقد كان فينا صغير الخطر |
حسبي بقاء الله من كل ميت | وحسبي رجاء الله من كل هالك |
إذا كان رب العرش عني راضيا | فإن شفاء النفس فيما هنالك |
الفاروق الحديثة للطباعة والنشر-ط 1( 2001) , ج: 3- ص: 1
الحجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل بن مسعود بن عامر بن معتب بن مالك بن كعب بن عمرو بن سعد بن عوف بن قسى، وهو ثقيف، الثقفي، الطائفى، أبو محمد:
أمير الحرمين، والحجاز، والعراق، هكذا نسبه ابن الكلبي في الجمهرة.
وذكر المسعودي: أنه ولد مشوها لا دبر له فنقب عن دبره، وأنه لما ولد، أبي أن يقبل ثدى أمه أو غيرها، فأعياهم أمره. فيقال إن الشيطان تصور لهم في صورة الحارث ابن كلدة الطائفى، حكيم العرب. فقال: ما خبركم؟ فأخبروه. فقال: اذبحوا جديا أسود وأولغوه دمه. ففعلوا به ذلك ثلاث مرات، فصار لا يصبر عن سفك الدماء. وكان يخبر عن نفسه، أن أكبر لذاته سفك الدماء.
وروى عبد الله بن مسلم بن قتيبة: أن الحجاج بن يوسف كان يعلم الصبيان في الطائف، واسمه كليب، وأبوه يوسف معلم أيضا. انتهى.
وأول ولايته تبالة .
وذكر صاحب العقد: أن الحجاج بن يوسف، لحق بروح بن زنباع وزير عبد الملك ابن مروان، وكان في عديد شرطه، إلى أن شكى عبد الملك ما رأي من انحلال عسكره، وأن الناس لا يرحلون برحيله، ولا ينزلون بنزوله. فقال له روح بن زنباع: يا أمير المؤمنين، إن في شرطى رجلا لو قلده أمير المؤمنين أمر عسكره لأرحل الناس برحيله، وأنزلهم بنزوله، يقال له الحجاج بن يوسف، قال: فإنا قد قلدناه. فكان لا يقدر أحد أن يتخلف عن الرحيل والنزول، إلا أعوان روح بن زنباع، فوقف عليهم يوما، وقد رحل
الناس وهم على طعام يأكلون. فقال لهم: ما منعكم أن ترحلوا برحيل أمير المؤمنين؟ فقالوا: يا ابن اللخناء، انزل وكل معنا. فقال لهم: هيهات، ذهب ما هنالك، ثم أمر بهم، فجلدوا بالسياط، وطوفهم في العسكر، وأمر بفساطيط روح بن زنباع فأحرقت بالنار.
فدخل روح بن زنباع على أمير المؤمنين عبد الملك باكيا، فقال: يا أمير المؤمنين، الحجاج بن يوسف الذي كان في عديد شرطى، ضرب غلمانى وأحرق فساطيطى، قال: على به. فلما دخل عليه، قال: ما حملك على ما فعلت؟ قال: أنا ما فعلته يا أمير المؤمنين، قال: ومن؟، قال: أنت والله فعلته، إنما يدي يدك، وسوطى سوطك، وما على أمير المؤمنين أن يخلف لروح بن زنباع الفساطيط أضعافا، والغلام غلامين، ولا يكسرنى فيما قدمنى له، فأخلف لروح بن زنباع ما ذهب له، وتقدم الحجاج إلى منزلته. انتهى.
ثم إن عبد الملك بن مروان بعد فراغه من قتال مصعب بن الزبير، واستيلائه على العراق، في سنة اثنتين وسبعين من الهجرة، بعث الحجاج لقتال عبد الله بن الزبير بمكة.
قال ابن جرير: وكان السبب في توجه الحجاج دون غيره فيما ذكروا، أن عبد الملك لما أراد الرجوع إلى الشام، قام إليه الحجاج بن يوسف فقال: يا أمير المؤمنين، إنى رأيت في منأمي أنى أخذت عبد الله بن الزبير فسلخته، فابعثنى إليه وولنى قتاله. فبعثه في جيش كثيف من أهل الشام، فسار حتى قدم مكة. وقد كتب إليهم عبد الملك بالأمان، إن دخلوا في طاعته، ونزل الطائف. وكان يبعث البعث إلى عرفة في الحل، ويبعث ابن الزبير بعثا، فيقتتلون هنالك، وكل ذلك تهزم خيل ابن الزبير، وترجع خيل الحجاج بالظفر، ثم كتب الحجاج إلى عبد الملك يستأذنه في حصار ابن الزبير، ودخول الحرم عليه، ويخبره أن شوكته قد كلت، وتفرق عنه عامة أصحابه، ويسأله أن يمده برجال. ثم قال: وكتب عبد الملك إلى طارق، أن يلحق بمن معه من الخيل بالحجاج، فسار في خمسة آلاف من أصحابه، حتى لحق بالحجاج.
وكان قدوم الحجاج إلى الطائف، في شعبان سنة اثنتين وسبعين. فلما أهل ذو القعدة، وصل الحجاج من الطائف، حتى نزل بئر ميمون، وحصر ابن الزبير، وحج بالناس في هذه السنة، وابن الزبير محصور.
وكان قدوم طارق، هلال ذي القعدة. انتهى كلام ابن جرير.
وذكر ابن الأثير في كامله: أن طارقا، هو مولى عثمان بن عفان، وأن عبد الملك
كان أمر طارقا بالنزول بين أيلة، ووادى القرى، لمنع عمال ابن الزبير من الانتشار، ويسد خللا إن ظهر له. فقدم طارق المدينة في ذي الحجة في خمسة آلاف.
وكان الحجاج قد قدم مكة في ذي القعدة، وقد أحرم بحجة. فنزل بئر ميمون. وحج بالناس تلك السنة، إلا أنه لم يطف بالكعبة، ولا سعي بين الصفا والمروة، لمنع ابن الزبير له من ذلك، ولم يحج هو ولا أصحابه. ولما حصر الحجاج ابن الزبير بمكة، نصب المنجنيق على أبي قبيس ورمى به الكعبة.
وكان عبد الله بن عمر، قد حج تلك السنة، فأرسل إلى الحجاج، أن اتق الله واكفف هذه الحجارة عن الناس، فإنك في شهر حرام وبلد حرام، وقد قدمت وفود الله من أقطار الأرض ليؤدوا الفريضة ويزدادوا خيرا، وأن المنجنيق قد منعهم عن الطواف، فاكفف عن الرمى حتى يقضوا ما وجب عليهم بمكة. فبطل الرمى، حتى عاد الناس من عرفات، وطافوا وسعوا، فلما فرغوا من طواف الزيارة، نادى منادى الحجاج: انصرفوا إلى بلادكم، فإنا نعود بالحجارة على ابن الزبير. فأول ما رمى بالمنجنيق إلى الكعبة، رعدت السماء وبرقت، وعلا صوت الرعد على الحجارة، فأعظم ذلك أهل الشام، وأمسكوا أيديهم، فأخذ الحجاج حجر المنجنيق بيده، فوضعها فيه، ورمى بها معهم.
فلما أصبحوا، جاءت الصواعق فقتلت من أصحابه اثني عشر رجلا، فانكسر أهل الشام، فقال الحجاج: يا أهل الشام لا تنكروا هذا، فإني ابن تهامة، وهذه صواعقها، وهذا الفتح قد حضر فأبشروا.
فلما كان الغد، جاءت صاعقة فأصابت من أصحاب ابن الزبير عدة. فقال الحجاج: ألا ترون أنهم يصابون وأنتم على الطاعة، وهم على خلافها. ولم يزل القتال بينهم دائما، فغلت الأسعار عند ابن الزبير، وأصاب الناس مجاعة شديدة، حتى ذبح فرسه وقسم لحمها بين أصحابه، وبيعت الدجاجة بعشرة دراهم، والمد الذرة بعشرين درهما، وإن بيوت ابن الزبير لمملوءة قمحا وشعيرا وذرة وتمرا.
وكان أهل الشام ينتظرون فناء ما عنده، وكان يحفظ ذلك ولا ينفق منه إلا ما يمسك الرمق ويقول: أنفس أصحابى قوية ما لم يفن.
فلما كان قبل مقتله، تفرق الناس عنه وخرجوا إلى الحجاج بالأمان. خرج من عنده نحو عشرة آلاف، وكان ممن فارقه، ابناه حمزة وحبيب، أخذ لأنفسهما أمانا.
ولما تفرق أصحابه عنه، خطب الناس الحجاج وقال: ما ترون قلة تابع ابن الزبير وما
هم فيه من الجهد والضيق. ففرحوا واستبشروا وتقدموا. فملؤوا ما بين الحجون إلى الأبواب. فحمل ابن الزبير على أهل الشام حملة منكرة، فقتل منهم، ثم انكشف هو وأصحابه، فقال له بعض أصحابه: لو لحقت بموضع كذا؟ فقال: بئس الشيخ أنا إذا في الإسلام، لئن أوقعت قوما فقتلوا ثم فررت عن مثل مصارعهم! ودنا أهل الشام حتى امتلأت منهم الأبواب. وكانوا يصيحون به: يا ابن ذات النطاقين فيقول [من الطويل]:
وتلك شكاة ظاهر عنك عارها
وجعل أهل الشام على أبواب المسجد رجالا من أهل كل بلد، فكان لأهل حمص الباب الذي يواجه باب الكعبة، ولأهل دمشق باب بنى شيبة، ولأهل الأردن باب الصفا، ولأهل فلسطين باب بنى جمح، ولأهل قنسرين باب بنى سهم. وكان الحجاج بناحية الأبطح إلى المروة. فمرة يحمل ابن الزبير في هذه الناحية، ومرة في هذه الناحية، كأنه أسد في أجمة، ما تقدم عليه الرجال، يعدو في إثر القوم حتى يخرجهم.
فلما رأي الحجاج أن الناس لا يقدمون على ابن الزبير، غضب وترجل وأقبل يسوق الناس ويصمد بهم، صمد صاحب علم ابن الزبير وهو بين يديه. فتقدم ابن الزبير على صاحب علمه، وضاربهم فانكشفوا، وعرج وصلى ركعتين عند المقام، فحملوا على صاحب علمه فقتلوه على باب بنى شيبة، وصار العلم بيد أصحاب الحجاج، ثم حمل على أهل الشام، حتى بلغ بهم الحجون، فرمى بآجرة، رماه بها رجل من السكون، فأصابته في وجهه، فأرعش ودمى وجهه، فلما وجد الدم على وجهه قال [من الطويل]:
فلسنا على الأعقاب تدمى كلومنا | ولكن على أقدامنا يقطر الدم |
دار الكتب العلمية، بيروت - لبنان-ط 1( 1998) , ج: 3- ص: 1
حجاج بن يوسف بن الحكم بن أبي عقيل الثقفي أبو محمد
روى عن أنس بن مالك روى عنه مالك بن دينار وثابت وجراد بن مجالد سمعت أبي يقول ذلك.
طبعة مجلس دائرة المعارف العثمانية - بحيدر آباد الدكن - الهند-ط 1( 1952) , ج: 3- ص: 1