الشيخ المفيد أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي
كان حيا سنة 515 كما يظهر من أسانيد بشارة المصطفى على ما قيل.
أقوال العلماء فيه
هو ولد الشيخ أبي جعفر ابن الحسن الطوسي فقيه الشيعة المعروف بالشيخ وبشيخ الطائفة تتلمذ على أبيه وروى عنه ويلقب بالمفيد وبالمفيد الثاني مقابل المفيد الأول محمد بن محمد بن النعمان وفي أمل الآمل كان عالما فاضلا فقيها محدثا جليلا ثقة وفي فهرست منتجب الدين: الشيخ الجليل أبو علي ابن الشيخ الجليل الموفق أبي جعفر محمد ابن الحسن الطوسي فقيه ثقة عين قرأ على والده جميع تصانيفه أخبرنا الوالد عنه (اه) وعن المقدس التقي - وكأنه المجلسي الأول - الحسن بن محمد بن الحسن أبو علي نجل شيخ الطائفة كان ثقة فقيها عارفا بالأخبار والرجال وإليه ينتهي أكثر إجازاتنا عن شيخ الطائفة (اه) وفي معالم العلماء الحسن ابن أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي له المرشد إلى سبيل المتعبد اه. وسقط لفظ محمد من النسخ والصواب إثباته وفي رياض العلماء الشيخ المفيد أبو علي الحسن ابن الشيخ أبي جعفر محمد بن الحسن علي الطوسي الفقيه المحدث الجليل العلم العامل الكامل النبيل مثل والده وهو ابن الشيخ الطوسي وصاحب الأمالي وغيره المعروف بأبي علي الطوسي ويعرف أحيانا بالمفيد أيضا وكان شريكا في الدرس مع الشيخ أبي الوفاء عبد الجبار بن عبد الله بن علي الرازي والشيخ أبي محمد الحسن بن الحسين بن بابويه القمي والشيخ أبي عبد الله محمد بن هبة الله الوراق الطرابلسي عند قراءة كتاب التبيان على والده الشيخ الطوسي كما رأيته في إجازة للشيخ الطوسي بخطه الشريفة لهم على ظهر كتاب التبيان المذكور وكان قدس سره خال السيد موسى والد السيدين ابني طاووس أعني رضي الدين علي وجمال الدين أحمد كما صرح به رضي الدين علي ابن طاووس المذكور في الإقبال وغيره من كتبه (اه) ولكن صاحب الذريعة قال أنه ليس مراده الجد والخال بلا واسطة وأقام على ذلك شواهد (وقوله) أنه صاحب الأمالي فيه تجوز فإن الأمالي من تصنيف والده وهو يروي أخبارها عنه كما يأتي وعن رسالة بعض تلاميذ الشيخ علي الكركي في ذكر أسامي مشايخ الأصحاب أنه قال: ومنهم الشيخ أبو علي ابن أبي جعفر محمد الطوسي يروي عن أبيه وعن الشيخ المفيد وقد شرح نهاية والده وفي مستدركات الوسائل أبو علي الحسن ابن شيخ الطائفة أبي جعفر محمد بن الحسن الطوسي العالم الكامل المحدث النبيل صاحب الأمالي الدائر بين سدنة الأخبار ويعبر عنه تارة بأبي علي أو أبي علي الطوسي وأخرى بالمفيد أو المفيد الثاني وقال السيد عبد الكريم في فرحة الغري نقل من خط السيد علي بن غرام الحسيني رحمه الله وسألته أنا عن مولده فقال سنة 577 وتوفي رضي الله عنه سنة 670 أو 671 وقال لي: رأيت رياضا النوبية جارية أبي نصر محمد بن علي الطوسي (أقول) وكانت أم ولده واسمه الحسن باسم جده أبي علي - يعني المترجم - الخ (اه) (آخر ما نقل من المستدركات) وفي لسان الميزان الحسن بن محمد بن الحسن بن علي الطوسي أبو علي ابن أبي جعفر سمع من والده وأبي الطيب الطبري والخلال والتنوخي ثم صار فقيه الشيعة وإمامهم بمشهد علي رضي الله عنه سمع منه أبو الفضل ابن عطاف وهبة الله السقطي ومحمد بن محمد النسفي وهو في نفسه صدوق مات في حدود الخمسمائة وكان متدينا كافا عن السب (اه).
(قوله بوجوب الاستعاذة عند القراءة في الصلاة وغيرها).
حكي عنه القول بوجوب الاستعاذة عند القرآن في الصلاة وغيرها نظرا للأمر بها في الكتاب العزيز ولكن الإجماع قائم على الاستحباب وقد حكاه والده في كتاب الخلاف.
الكلام على الأمالي أو المجالس
نسب بعضهم إلى المترجم الأمالي أو المجالس حكى صاحب الرياض عن أول البحار أنه قال: وكتاب المجالس الشهير بالأمالي للشيخ الجليل أبي علي الحسن ابن شيخ الطائفة قدس الله روحيهما ثم قال في الفصل الثاني بعد نقل كتب الشيخ الطوسي: وأمالي ولده العلامة في زماننا أشهر من أماليه وأكثر الناس يزعمون أنه أمالي الشيخ وليس كذلك كما ظهر لي من القرائن الجلية لكن أمالي ولده لا يقصر عن أماليه في الاعتبار والاشتهار وإن كان أمالي الشيخ عندي أصح وأوثق (اه) قال المؤلف لم أجد هذا الذي حكاه صاحب الرياض عن أول البحار في الجزء الأول من البحار المطبوع لا في الفصل الأول ولا في الفصل الثاني وإنما اقتصر في الفصل الأول منه على ذكر الأمالي في ضمن كتب شيخ الطائفة محمد بن الحسن الطوسي ولم يذكر لولده أبي علي الحسن كتابا لا باسم الأمالي ولا باسم المجالس فكأن ذلك كان في نسخة البحار المخطوطة ثم أسقطه المجلسي فلهذا لم يوجد في المطبوعة ثم أن نسخة الأمالي المطبوعة بطهران سنة 1313 في ثمانية عشر جزءا صغارا يكون مجموعها حجم جزء واحد فإن عدد صفحات مجموعها 333 صفحة هي أمالي الشيخ الطوسي والد المترجم لا أمالي المترجم وإنما روى أخبارها المترجم عن أبيه كما مر كما هو موجود في أول السند لكل حديث ففي الحديث الأول هكذا: حدثنا الشيخ المفيد أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي رحمه الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي أبن أبي طالب صلوات الله عليه قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله في شهر ربيع الأول من سنة 455 قال: أملى علينا أبو عبد الله محمد ابن النعمان رحمه الله الخ وفي بعضها أن روايته لها عن أبيه كانت سنة 456 وفي بعضها سنة 457 وفي أول الجزء التاسع ما صورته: أخبرنا الشيخ الأجل المفيد أبو علي الحسن ابن محمد بن الحسن بن علي الطوسي رحمه الله بمشهد مولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله وسلامه عليه في جمادى الأولى سنة 509 قال: حدثنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي رضي الله عنه في صفر سنة 456 قال: أخبرنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد ابن محمد بن النعمان رحمه الله وفي أول الجزء السابع حدثنا الشيخ السعيد الإمام المفيد أبو علي الحسن بن محمد ابن الحسن الطوسي قراءة عليه بمشهد أمير المؤمنين علي بن أبي طالب صلوات الله عليه في رجب سنة 459 قال: أخبرنا الشيخ السعيد الوالد أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي الطوسي بالمشهد المقدس بالغري على ساكنه أفضل الصلاة والسلام في شعبان سنة 450 وفي بعض أحاديثه هكذا: وعنه حدثنا السعيد الوالد أو عنه عن والده الخ أو وعنه قال: حدثنا شيخي أو عنه عن شيخه الخ والمراد بشيخه والده وهكذا إلى آخرها ويفهم من ذلك أن هذه الأمالي للشيخ الطوسي نفسه ورواها عنه ولده المترجم في المشهد العلوي ورواها المترجم لبعض تلاميذه في المشهد العلوي أيضا وهو الذي يقول: حدثنا أبو علي الحسن بن محمد بن الحسن الطوسي ولم يعلم من هو وروايته لها عن أبيه في سنين بعضها سنة 455 وبعضها سنة 456 وبعضها سنة 457 ويعضها 459 وتوهم أنها لولده نشأ من تصدير أحاديثها باسم الشيخ أبي علي ابن الشيخ الطوسي وهذا التصدير إنما كان من بعض تلاميذه الذي رواه لها أبو علي عن أبيه جريا على العادة المتبعة للقدماء من ذكرهم في أول الكتاب اسم الشيخ الذي سمعوه منه وإن لم يكن مصنفه وتوجد جملة من النسخ لتلك الأجزاء الثمانية عشر ليس في أوائلها اسم الشيخ أبي علي أبدا بل في أول أكثرها حدثنا الشيخ السعيد أبو عبد الله محمد ابن محمد بن النعمان المفيد وفي أول بعضها أخبرنا جماعة منهم الحسين بن عبيد الله وفي الجزء الرابع أخبرنا أبو الحسين محمد بن محمد بن محمد بن مخلد في ذي الحجة سنة 417 في داره درب السلولي وهكذا سائر الأجزاء مبدوءة باسم واحد من مشايخ الشيخ الطوسي فعلم أن القائل حدثنا في أوائلها هو الشيخ الطوسي. وقد علم مما ذكرناه أن الأمالي المتداول هو للشيخ الطوسي لا لولده فإن كان يوجد أمال أخرى لولده كما يدعيه صاحب البحار فذاك وإلا فهذا المتداول لا علاقة للمترجم به إلا أنه يرويه عن أبيه ووجود أمال أخرى للمترجم لم يتحقق بل المظنون أنه لا وجود له ودعوى صاحب البحار وجوده لعله رجع عنها كما يرشد إليه عدم وجودها في الجزء الأول المطبوع كما مر ويوجد للشيخ الطوسي مجالس غير هذه الأمالي مطبوعة معها وليس فيها ذكر للشيخ أبي علي ولد الشيخ بل هي مبدوءة. قوله: حدثنا الشيخ أبو جعفر محمد بن الحسن بن علي بن الحسن الطوسي وسواء أكان القائل حدثنا هو الشيخ أبو علي أم غيره فالمجالس هي لأبيه لا له.
مشايخه
(1) والده قرأ عليه وروى عنه إجازة بتاريخ 455 ومشافهة.
(2) يروي عن الشيخ المفيد كما عن رسالة بعض تلاميذ المحقق الكركي ولكن في الرياض أن روايته عنه بلا واسطة محل تأمل وفي المستدركات هو في محله فإن وفاة المفيد سنة 413 وأبو علي يظهر من مواضع من بشارة المصطفى أنه كان حيا سنة 515 فلو روى عنه لعد من المعمرين الذي دأبهم الإشارة إليه.
(3) وعن سلار بن عبد العزيز الديلمي صاحب المراسم.
(4) ويروي عن الشيخ محمد بن الحسين المعروف بابن الصقال عن محمد بن معقل العجلي عن محمد ابن أبي الصبهان الخ كما يظهر من بشارة المصطفى لتلميذه محمد ابن أبي القاسم الطبري قال: ولعل روايته عن ابن الصقال هذا بالواسطة.
(5) أبو الطيب الطبري.
(6) الخلال.
(7) التنوخي والثلاثة الأخيرون ذكرهم صاحب الميزان كما مر ولسنا نعلم من هم على التحقيق.
تلاميذه
في الرياض يروي عنه جماعة كثيرة من العلماء منهم:
(1) الشيخ عماد الدين أبو جعفر محمد ابن أبي القاسم القمي الطبري صاحب بشارة المصطفى في تواريخ مختلفة كلها بمشهد علي عليه السلام ومنها سنة 511 قال: ويظهر من كتاب المناقب لابن شهراشوب ومن آخر كتاب الجامع للشيخ نجيب الدين أنه يروي عن المترجم جماعة كثيرة من أعيان العلماء والشيوخ منهم :
(2) السيد أبو الفضل الداعي بن علي الحسيني السروي.
(3) وأبو الرضا فضل الله بن علي بن الحسين القاساني.
(4) وعبد الجليل بن عيسى بن عبد الوهاب الرازي وليس المراد به صاحب التفسير المشهور وإن اتحد عصرهما لأن اسم أبي الفتوح المفسر الحسين بن علي بن محمد ابن أحمد الخزاعي الرازي وحمله على أخيه ممكن لكن يبعده عدم اتحاد كنيتهما.
(5) والشيخ أبو الفتوح أحمد بن علي الرازي.
(6 و7) ومحمد وعلي ابنا علي بن عبد الصمد النيسابوري.
(8) ومحمد بن الحسن الشوهاني.
(9) وأبو علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب مجمع البيان.
(10) وأبو جعفر محمد بن علي بن الحسن الحلبي.
(11) ومسعود بن علي الصوابي.
(12) والحسين بن أحمد بن محمد بن علي بن طحال المقدادي.
(13) وعلي بن شهراشوب المازندراني السروي والد صاحب كتاب المناقب.
(14) الحسين بن هبة الله بن رطبة السوراوي.
(15) محمد بن إدريس الحلي على المشهور من أن ابن إدريس يروي عن خاله الشيخ أبي علي هذا تارة بلا واسطة وتارة بالواسطة. وفي الرياض يروي عنه ابن شهراشوب بواسطة واحدة.
مؤلفاته
(1) الأمالي نسبه إليه صاحب أمل الآمل وغيره وقد عرفت أنه لأبيه وهو يرويه عنه ولم يتحقق وجود أمال له غيره أن لم يتحقق العدم ومر الكلام على ذلك مفصلا.
(2) شرح النهاية لوالده في الفقه نسبه إليه في الأمل أيضا.
(3) كتاب نسبه إليه الشهيد الثاني في رسالة الجمعة.
(4) المرشد إلى سبيل المتعبد نسبه إليه ابن شهراشوب ويحتمل كونه شرح النهاية.
(5) الأنوار ذكره بعض أفاضل عصر المجلسي فيما كبه إلى المجلسي كما في آخر البحار.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 244