الشيخ رضي الدين بن نصر الحسن ابن الشيخ أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن بن الفضل الطبرسي صاحب مكارم الأخلاق.
توفي في سبزوار ليلة عيد الأضحى سنة 548 ونقلت جنازته إلى المشهد المقدس الرضوي ودفن في موضع يعرف بقتل كاه.
أقوال العلماء فيه
والده صاحب مجمع البيان وكان هو ساكنا في المشهد المقدس الرضوي فانتقل إلى سبزوار سنة 523 ومات بها في التاريخ المذكور فنقلت جنازته إلى المشهد المقدس كما مر وفي أمل الآمل الحسن بن الفضل بن الحسن الطبرسي كان فاضلا محدثا له كتاب مكارم الأخلاق (اه) وفي رياض العلماء الفاضل الكامل النبيه الفقيه المحدث الجليل صاحب كتاب مكارم الأخلاق ومعالم الأخلاق يروي عن والده ويروي عنه الشيخ مهذب الدين حسين بن الحسن صاحب كتاب مشكاة الأنوار من أجلة العلماء ومشاهير الفضلاء وقال المجلسي في مقامات البحار وكتاب مكارم الأخلاق في الاشتهار كالشمس في رائعة النهار ومؤلفه قد أثنى عليه جماعة من الأخيار (اه).
وفي مستدركات الوسائل رضي الدين أبو نصر الحسن ابن أمين الدين أبي علي الفضل بن الحسن الطبرسي الفاضل الكامل الفقيه النبيه المحدث الجليل صاحب كتاب مكارم الأخلاق الجامع لمحاسن الأفعال والآداب الشائع بين الأصحاب يروي عنه مهذب الدين الحسين ابن أبي الفرج ابن ردة النيلي ويروي هو عن والده أمين الدين الفضل صاحب مجمع البيان (اه).
مؤلفاته
1 - كتاب مكارم الأخلاق ومعالم الأعلاق وهو كتاب تفسير نافع مشهور حسن الترتيب كثير الجمع طبع في مصر عدة مرات وطبع في إيران لكن الطبعة المصرية وقع فيها تحريف كما ستعرف ويظهر من الكلام الآتي على كتابه الآخر أن مكارم الأخلاق اشتهر وانتشر في عصر مؤلفه وفي الرياض ألف مكارم الأخلاق في حياة والده كما يظهر من مواضع من ذلك الكتاب (اه).
توهم البعض أن مكارم الأخلاق لأبيه في الرياض قال الأستاذ: أيده الله في أول بحار الأنوار: وكتاب مكارم الأخلاق وينسب إلى الشيخ أبي علي الطبرسي وهو غير صواب بل هو تأليف أبي نصر الحسن بن فضل ابنه كما صرح به ولده في كتاب مشكاة الأنوار والكفعمي فيما ألحق بالدرهم الواقية وفي البلد الأمين (اه) وفي الرياض أيضا الكفعمى في صرح الكفعمي في الفصل السادس والعشرين من مصباحه أيضا بأنه من مؤلفات الشيخ رضي الدين ابن الشيخ أبي علي الطبرسي قال: ويظهر من بعض المواضع أنه في أصل الدرهم الواقية أيضا صرح بأن كتاب مكارم الأخلاق تأليف رضي الدين أبي نصر ابن الإمام أمين الدين أبي علي الفضل (اه) وممن صرح بأن كتاب مكارم الأخلاق له صاحب أمل الآمل كما مر.
تحريف مكارم الأخلاق في الطبعة المصرية
أول ما طبع هذا الكتاب طبع في مصر في مطبعة محمد عبد الواحد الطوبي وعمر حسين الخشاب في شعبان سنة 1303 وانتشر واشتهر وكثر الإقبال عليه ثم أعيد طبعه مرارا فطبع في مطبعة بولاق وفي مطبعة أحمد البابي الحلبي سنة 1306 لكنه حرف في جميع الطبعات تحريفا قبيحا وغير تغييرا شنيعا ولم يخش محرفه وقارا كأنه لا يرجو جنة ولا يخاف نارا واتبع في ذلك سنة من قال الله تعالى فيهم يحرفون الكلم عن مواضعه ولما كانت نسخ هذا الكتاب المخطوطة كثيرة منتشرة في العراق وإيران وغيرهما واطلع عليه جماعة من العلماء والفضلاء عرفوا تحريفه الشنيع وتبديله الفظيع وألقوا ذلك على نظر الإمام الميرزا السيد محمد حسن الشيرازي فأمر بإعادة طبعه عن نسخته الأصلية خاليا من ذلك التحريف والتغيير فطبع في طهران سنة 1314 وجمع لأجل ذلك ست نسخ خطية وقام بتصحيحه بعض الفضلاء المسمى بالشيخ محمود ابن ملا صالح البروجوي وأشار إشارة إجمالية إلى مواضع التحريف والتغيير والتبديل في الطبعة المصرية كما يلي :
أولا - كلما وقع في الكتاب ذكر الصلاة على النبي لا يذكر معه وآله وإن ذكرهم أضاف إليهم صحبه.
ثانيا - كلما كان في الكتاب التسليم على أحد أئمة أهل البيت عليهم السلام تركه وأهمله أو أبدله بالترضية.
ثالثا - عبر عن أسماء أئمة أهل البيت عليهم السلام في مواضع كثيرة ببعض العلماء أو بعض الحكماء أو بعض الصالحين أو نحو ذلك ولم يصرح بأسمائهم الشريفة.
رابعا - أبدل اسم فاطمة الزهراء في عدة مواضع بعائشة واسم علي بغيره.
خامسا - غير أسماء الرواة من أصحابنا بقوله عن بعض أو عن رجل.
سادسا - حذف من الكتاب كلما دل من الأحاديث النبوية على فضيلة لمولانا أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام وولده وشيعته أو فضل الزهراء أو فضل الحسين عليهما السلام وتربة قبره.
سابعا - الحق في مواضع شتى جملة من الأقاويل وما هي إلا أباطيل.
ثامنا - زاد في مواضع عديدة روايات منقولة من صحيح البخاري ومسلم والترمذي ومن الشمائل الترمذية قال: وأشرت إلى بعض المحذوفات من الكتاب وإلى بعض الملحقات به وعينت محلها ورمزت إلى الباب بحرفه (ب) وإلى الفصل بحرف (ف) كما يلي :
الأمور المحذوفة من الكتاب
ب2 ف3 ’’في السواك’’ حذف ما روي عن المنادة وعن الكاظم عليهما السلام في السبحة من طين قبر الحسين عليه السلام.
ب7 ف1 ’’في الأكل والشراب’’ حذف ما روي عن أبي الحسن موسى عليه السلام.
ب7 ف9 ’’بعد ذكر العسل’’ حذفت أخبار طين قبر الحسين عليه السلام تقرب من عشرين سطرا.
ب7 ف10 ’’في العناب والغبيراء’’ حذفت الروايات المروية عن الصادق والرضا عليهما السلام.
ب7 ف11 ’’في الهندبا والكراث’’ حذف هنا روايات كثيرة.
ب8 ف8 ’’في الختان’’ حذف جملة من كتابة عبد الله ابن جعفر الحميري.
ب9 ف1 ’’في السفر’’ حذفت رواية أبي أيوب في نحوسة يوم الاثنين.
ب9 ف5 ’’في حفظ المتاع’’ حذف ما نقل من مسموعات أبي البركات في طين قبر الحسين عليه السلام.
ب9 ف5 ’’في حفظ المتاع’’ حذفت رواية أبي نواس والحق في موضعها ’’في أعقاب الفرائض’’ حذفت روايات في تسبيح فاطمة عليها السلام وفي طين قبر الحسين عليه السلام وحرف بعض ما ترك وحذفت رواية هلقام ابن أبي هلقام وزيد أسطر في موضعها ’’في تعقيب الفجر’’ حذف كلما ورد في تسبيح فاطمة عليها السلام والسبحة من تربة الحسين عليه السلام وزيد أشياء في موضعها.
ب10 ف3 ’’في الصلاة على النبي’’ حذفت رواية أبي بصير وألحق سطر في موضعها ’’في الاستغفار والبكاء’’ حذفت رواية إسماعيل بن سهل ورواية أخرى بعدها. وحذف ما نقل في البكاء على مصابهم عليهم السلام وفي بكاء فاطمة عليها السلام.
ب1 ف4 ’’في الاستخارة’’ حذف صلاة القرعة في المصحف وما نقل من تهيب الأحكام ورواية أمير المؤمنين عليه السلام (في صلاة الحاجة) حذف ما روي عن الرضا عليه السلام إذا أحزنك أمر شديد (في نوادر الصلوات) حذف صلاة المكروب وصلاة الاستغاثة بالبتول وحذف صلاة الغياث عن أبي عبد الله عليه السلام (صلاة الجائع) حذف رواية أبي عبد الله في جوع فاطمة عليها السلام (صلاة الضالة ودعاؤها) حذف رواية جابر الأنصاري اعند رؤية الهلال حذف أسامي الأئمة عليهم السلام جميعا في موضعين.
ب10 ف5 (قصة عبد الله بن سلام) في مواضع منها وفي الدعاء حذف والحاق (في العطاس) حذف رواية تسنيم عن صاحب الزمان عليه السلام.
ب11 ف2 (في الاستشفاء بالقرآن) حذف ما روي عن الصادق في حق فاطمة عليهما السلام (لاحتباس البول) حذف رواية عران في نفيس الخادم (للبرص والجذام) حذف ما روي عن أبي عبد الله في طين قبر الحسين عليهما السلام.
(دعاء للمريض) حذف ما نقل من مسموعات أبي البركات في طين قبر الحسين عليه السلام (الصلاة لجميع الأمراض) حذف رواية محمد بن الحسن الصغار.
ب11 ف5 (في الأحراز) حذف الحرز الأول المنسوب إلى أمير المؤمنين عليه السلام وما علمته فاطمة عليهما السلام سلمان.
ب12 ف3 (وصية النبي صلى الله عليه وسلم لعلي) حذف منها جميع ما يدل على فضل علي وولده وشيعته.
الأمور المزادة في الكتاب وليست منه
ب1 ف5 (في فراسته صلى الله عليه وسلم) زيد ما روي عن حفصة إلى كلمة قالت عائشة قريبا من أربعة أسطر.
ب3 ف1 (في كيفية دخول الحمام) زيد قيل خرج من الحمام الخ قريبا من ثلاثة أسطر.
ب7 ف1 (في ماء السماء) زيادة عمر بن الخطاب بعد كلمة أمير المؤمنين (في الماء البارد) زيادة حديث أبي هريرة نقلا عن صحيحي البخاري ومسلم.
ب7 ف8 (في اللحوم) زيادة حديث أبي عبيدة عامر ابن الجراح نقلا عن الشمائل (في لحم الدجاج) زيادة حديث أبي موسى الأشعري بطوله نقلا عن عيسي البخاري ومسلم (في لحم الحبارى) زيادة حديث سفينة نقلا عن صحيح الترمذي (في الشريد) زيادة حديث أبي موسى.
ب7 ف10 في فضل عائشة نقلا من الترمذي (في الفواكه) زيادة حديث أبي هريرة نقلا من الشمائل الترمذية قريبا من سبعة أسطر.
ب7 ف11 (في الثوم) زيادة حديث رسول الله صلى الله عليه وسلم نقلا من صحيحي البخاري ومسلم (في الباذنجان) زيادة ولأبي بكر بالصديقية فيما نقل من الفردوس.
ب7 ف13 (في الملح) زيادة بنت أبي بكر الصديق بعد اسم عائشة في المنقول من الفردوس.
ب7 ف13 في (الخل) زيادة ما نقل من صحاح البخاري ومسلم والترمذي في حديث عائشة. وما نقل عن الحكيم الترمذي في منافع الخل (في الزيت) إسناد رواية الصادق إلى عمر بن الخطاب نقلا من الصحيحين. في اللبن. زيادة حديث أنس بن مالك نقلا من صحيح البخاري وحذف رواية يحيى بن عبد الله ووضعه مكانها.
ب8 ف1 في التزويج إسناد الحديث إلى عبد الله ابن مسعود مع زيادة نقلا من صحيح البخاري وزيادة رواية سعيد ابن جير نقلا من صحيح البخاري.
ب8 ف3 في الخطب إسناد خطبة النبي صلى الله عليه وسلم إلى أنس ابن مالك مع زيادة أسطر.
ب10 ف2 في أعقاب الفرائض زيادة أسطر في موضع دعاء هلقام. بعد دعاء الاضطجاع. زيادة دعاء أبي بكر يعقوب من اثني عشر سطرا. بعد صلاة الفجر، زيادة أسطر في موضع تسبيح فاطمة.
ب10 ف3 في التكبير زيادة رواية الأعمش عن أبي هريرة قريبا من أحد عشر سطرا في الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم زيادة أسطر في موضع رواية أبي بصير. في الاستغفاء والبكاء. زيادة ما روي عن عبد الله بن مسعود فلقد قال عز من قائل: {أفمن يمشي مكبا على وجهه أهدى أم من يمشي سويا على صراط مستقيم} انتهى هذه هي أمانة النقل وأمانة الطبع نقلناها ليعلم ما تفعله العصبية ورقة الدين.
ترجمة مكارم الأخلاق إلى الفارسية
في الرياض اشتهر بين الناس نسخ مكارم الأخلاق بالفارسية ويقال أنه ترجمة المؤلف نفسه ولم يثبت ورأيت الانتخاب والملخص منه بالفارسية ولعل الترجمة لغيره (اه).
2 - من مؤلفاته كتاب آخر على نمط مكارم الأخلاق أبسط منه لم يتم في الرياض قال ولده الشيخ أبو الفضل علي ابن الحسن في أول كتابه مشكاة الأنوار أن أبي أبا نصر الحسن بن الفضل لما جمع كتاب مكارم الأخلاق واستحسنه أهل الآفاق ابتدأ بتصنيف كتابه جامع لسائر الأقوال ولمحاسن الأحوال واختار في ذلك المعنى كثيرا من الأخبار المروية المنتقاة من مشاهير كتب أصحابنا رضي الله عنهم ولم يتيسر له إتمامه وأدركه حمامه ثم سألني جماعة من المؤمنين الراغبين في أعمال الخيرات أن أؤلف هذا الكتاب إلى آخر ما سيجيء في ترجمته (اه).
بطلان نسبة جامع الأخبار إليه
في أمل الآمل ينسب إليه جامع الأخبار وربما ينسب إلى محمد بن محمد الشعيري لكن بين النسختين تفاوتا (اه) وفي الرياض بعد نقل ذلك عن الأمل قال إن صاحب الأمل نفسه صرح في بعض رسائله بأنه له وهنا لم يجزم وعلى أي حال أن كان المراد منه النسخ المشهورة فهو سهو ظاهر لأن مؤلفه يقول في باب تقليم الأظفار في الفصل الرابع والستين قال محمد بن محمد مؤلف هذا الكتاب قال أبي في وصيته إلي قلم أظفارك الخ ثم قال ومن الغرائب أن بعضهم توهم من آخر تلك العبارة المتقدمة أنه من مؤلفات الصدوق وغفل عن أولها فإن اسم الصدوق محمد بن علي وأغرب منه قول بعضهم أن مؤلفه والد المترجم أعني الشيخ أبا علي الطبرسي وهذا لاشتراكهما في لقب الطبرسي أي فظن أنه للابن ثم اشتبه الابن بالأب للاشتراك في اللقب. قال فوجه الاشتباه في أنه للمترجم ما ذكره ولده في أول مشكاة الأنوار كما مر من أن أباه لما جمع كتاب مكارم الأخلاق واستحسنه الناس ابتدأ بتصنيف كتاب جامع الخ فظن أنه هو جامع الأخبار لما ذكره في وصفه أنه جامع الأقوال والأخبار (اه) وقد أقام صاحب الذريعة قرائن كثيرة على كون جامع الأخبار في أواخر القرن السادس وأنه يستفاد من بعض نسخه أن جد المؤلف كان اسمه عليا واحتمل قويا أن يكون هو الشيخ برهان الدين محمد ابن أبي الحارث محمد ابن أبي الخير علي ابن أبي سليمان ضفر بن علي الحمداني القزويني الذي ترجمه منتجب الدين في فهرسته والله أعلم.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 223