الشيخ عماد الدين الحسن بن علي بن محمد ابن علي بن الحسن الطبري أو الطبرسي المازنداراني الآملي الأسترابادي المعروف بعماد الدين الطبري وبالعماد الطبري.
كان حيا سنة 698.
والطبري والطبرسي بفتح الباء والطبري والطبرسي بفتح الباء نسبة إلى طبرستان أي بلاد الطبر وهي بلاد كثيرة قصتها أستراباد وفي الرياض أنه عبر عن نفسه في مواضع من كاملة بالطبري وقد يصرح بأنه مازنداراني.
اختلاف العبارة عنه
قد يعبر عنه بما قلناه وهو قد عبر عن نفسه في الكامل البهائي بالحسن بن علي بن محمد بن الحسن وتارة بالحسن ابن علي الطبري وأخرى بالحسن بن علي.
متكلم فقيه معاصر للمحقق الطوسي والمحقق الحلي وأقواله منقولة في كتب الفقه ويعبرون عنه فيها بالعماد الطبري وبعماد الدين الطبري وقد نقل قوله الشهيد الثاني في رسالة الجمعة والشهيد الأول في بعض كتبه وغيرهما وفي رياض العلماء هو فاضل عالم متبحر جامح دين كان من أفاضل علماء طبرستان ومن المعاصرين للخواجة نصير الدين الطوسي وهذا الشيخ الجليل الشأن موثوق به عند العلماء الأعيان وهو أحد القائلين بأن وجوب الجمعة موقوف على حضور السلطان العادل المبسوط السيد كما صرح به في مطاوي كتابه أسرار الإمامة وكثيرا ما ينقل العلماء عن كتبه ومؤلفاته وقد عول عليه السيد القاضي نور الله التستري وغيره ويروون عن كتبه في الإمامة ويظهر من كتبه أنه كان منكرا لطريقة الصوفية ومن ذلك ما أورده في أسرار الإمامة من الطعن على الحلاج وبايزيد والشبلي والغزالي وأضرابهم وفي الروضات أن في بعض مصنفاته إشارة إلى نبذ من طوائف أحواله ولطائف أخباره منها مناظرة له في سنة 667 مع أهل بروجرد في تنزيه الله تعالى عن التشبيه ومنها أنه انتقل من قم إلى أصبهان سنة 672 بأمر الوزير بهاء الدين محمد الجويني وأقام بها سبعة أشهر واجتمع إليه خلق كثير من أهل أصبهان وشيراز وأبرقوه ويزد وبلاد آذربيجان وقرأوا عليه في أنوع المعارف الربانية وانتفع به أيضا السادات والأكابر والصدور إلى غير ذلك من نوادر أخباره التي لا يسعها المقام اه. نعم لا يسعها المقام لأن فيها فوائد يمكن أن يستفيدها المطالع ويتسع للأمور التافهة التي أكثر منها في كتابه ولله في خلقه شؤون.
التمييز
ليس هو والد صاحب مجمع البيان وإن كان اسمه واسم والد صاحب المجمع واحدا ونسبتهما واحدة لاختلاف الطبقة والجد فصاحب المجمع اسمه الفضل بن الحسن ابن وهذا اسمه الحسن بن علي وصاحب المجمع مات سنة 548 وهذا كان حيا سنة 698 وفي الرياض الأظهر أنه هو علماء تلك السلسلة اه. ولا دليل عليه ولنا أيضا العماد الطبري وهو محمد بن علي بن محمد بن محمد بن علي الطبري الآملي الكجي صاحب بشارة المصطفي وهو غير الطبرسي صاحب الاحتجاج وإن شاركه في النسبة لأن اسمه أحمد بن علي بن طالب.
طبقته
في الرياض هو متأخر الطبقة عن أبي علي الطبرسي الذي مات سنة 548 ومعاصر للخواجه نصير الدين الطوسي قال في أسرار الإمامة حكى لي القطان الأصفهاني بأصفهان سنة 675 الخ وقال فيه أيضا في بحث إثبات وجود الصاحب عليه السلام فإن قيل لا يمكن أن يعيش أحد من سنة 255 إلى سنة 698 وهذا يقال على أن زمان التصنيف كان في تلك السنة وذكر فيه أيضا حكاية مجيء هلاكو إلى بغداد وهكذا بدل على معاصرته لنصير الدين الطوسي ويدل عليه أيضا تأليفاته لبهاء الدين محمد الجويني المعاصر لنصير الدين وذكر فيه أيضا ما يدل على تأخره عن جماعة من العلماء فقال وصنف علماؤنا كتبا في معجزاتهم وخاصة ما ذكره عماد الدين الطوسي والسعيد بن بابويه وابن الراوندي وأبو جعفر الطوسي وعلم الهدى وأضرابهم ولي أيضا تأليف في هذا الباب اه.
مؤلفاته
1- كامل السقيفة الشهير بالكامل البهائي لأنه ألفه للأمير خواجه بهاء الدين محمد بن شمس الدين محمد الجويني المعروف بصاحب الديوان في دولة المغول وهو بمنزلة وزير المالية في هذا العصر وكان مقره بأصبهان وكان بيده حكومة إيران في دولتهم في الرياض وهو كتاب حسن بالفارسية في الإمامة وما جرى في السقيفة سقيفة بني ساعدة ونحو ذلك وكان تأليفه 675 كما صرح به في أوله وذكر أنه ألفه في اثني عشرة سنة تقريبا لكنه ألف في أثناء ذلك عدة كتب أخرى وقال في آخره أنه ألفه أولا بعبارات مشكلة وألفاظ عويصة لكن لما رأى أن ذلك موجب لقلة الإفادة والاستفادة منه بدلها بعبارات واضحة ليكون أعم فائدة في بلاد العجم وهو في مجلدين طبع منه المجلد الأول وينقل عنه صاحب مجالس المؤمنين كثيرا بعد تصريح صاحب الرياض بأن كامل السقيفة هو الكامل البهائي لا يلتفت إلى قول صاحب الروضات أنهما اثنان.
2 - كتاب أسرار الإمامة أو الأسرار في إمامة الأطهار وقد يقال أسرار الأئمة أيضا في الرياض رأيته في أردبيل وهذا الكتاب ينقل عنه المتأخرون في كتبهم كثيرا وقد تعرض في آخره لنقل الملل والمذاهب والأديان ونقل شطرا من أحوال الحكماء أيضا جيد الفوائد ألفه سنة 698 وهو غير رسالة أسرار الأئمة المختصرة التي عندنا قال ثم نسب السيد الأمير حسين بن الحسن المجتهد الحسيني العاملي في كتاب دفع المناراة عن التفضيل والمساواة كتاب أسرار الأئمة إلى الشيخ أبي علي الطبرسي وهو سهو لما ذكرناه من أن تاريخ تصنيف ذلك الكتاب سنة 698 ووفاة أبي علي الطبرسي سنة 548 اللهم إلا أن يكون أسرار الإمامة غير أسرار الأئمة والأول للمترجم والثاني لأبي علي الطبرسي (أقول) ولو فرض اتحاد الاسم أمكن أن يكون لكل منهما كتاب بهذا الاسم قال والنسخة التي رأيتها في أردبيل يلوح من أولها أن اسمه كتاب الأسرار في إمامة الأطهار وعندنا منه أيضا نسخة ولكن ديباجته تخالف ديباجة ما رأيناه في أردبيل في الجملة ويمكن كون أسرار الإمامة غير أسرار الأئمة والأول للمترجم والثاني للشيخ رجب البرسي قال ويؤيده أن جميع كتاب أسرار الأئمة موجود في مطاوي فصول كتاب مشارق الأنوار (أقول) لا تأييد في ذلك لجوازان يكون نقلها عنه قال ويلوح من كتاب أسرار الأئمة أنه آخر مصنفاته وأنه ألفه عند كبره وضعف بصره اه.
3 - كتاب معجزات النبي والأئمة عليه وعليهم السلام أشار إليه في كتاب أسرار الأئمة.
4 - كتاب مناقب الطاهرين في الرياض يظهر من الكامل البهائي أنه فرغ من تأليف مناقب الطاهرين سنة 673 وأنه ألفه لخواجه بهاء الدين صاحب الديوان وهو في ذكر أحوال النبي والأئمة الإثني عشر ومعجزاتهم بالفارسية.
5 - الفصيح في الرياض رأيت بأصبهان كتابا في فرع الفقه بتمامه بالفارسية على نهج لطيف وأظن أنه من مؤلفاته ولعله كتاب الفصيح.
6 - المنهج في فقه العبادات من الصلاة والصوم والزكاة والخمس والأدعية والآداب الدينية وغيرهما مما يحتاج إليه المكلف في السنة مجلد واحد ألفه لبهاء الدين الجويني المذكور.
7 - الأربعون البهائي في تفضيل علي عليه السلام ألفه أيضا للجويني وهو أربعون حديثا والظاهر أنه فارسي وكان تأليف الثلاثة قبل أليف الكامل البهائي على ما صرح به في أول الكامل.
8 - تحفة الأبرار الثلاثة في أصول الدين فارسي وخاصة في أحوال النبي والأئمة المعصومين صلوات الله عليه وعليهم ألفه بالتماس بعض الأبرار وعربه الشيخ عليم ابن سيف بن منصور النجفي الحلي كذا في الروضات ولكن في الرياض أنه عربه الشيخ نجف بن سيف النجفي الحلي.
9 - العمدة في أصول الدين وبعض فروعه بالفارسية في الرياض وهو مشتمل على قسمين الأول في أصول الدين والثاني في الفرائض والنوافل قال وقد ينسب هذا الكتاب إلى الشيخ أبي علي الطبرسي المفسر المشهور.
10 - كتاب كبير في الإمامة في الرياض قال في أسرار الأئمة بعد نقل أخبار المهدي وما يناسبها ما لفظه: ولي في هذا الفن كتاب كبير ألفته بالري والغري فإن أردت فاطلبه وقال أيضا في ذلك الكتاب أنه ألف أولا كتابا مبسوطا في الإمامة بالفارسية ولعل مراده غير الكامل البهائي لأنه قد أشار إليه أولا في هذا المقام من الديباجة فقال أنه ألف مجلدا كبيرا في أحوال أصحاب السقيفة - وهو الكامل البهائي - ثم ذكر هذا الكتاب.
11 - كتاب جوامع الدلائل والأصول في إمامة آل الرسول بالعربية في الرياض أشار إليه في أواسط الكامل البهائي وقد ينقل عنه في الكامل بعض الوقائع الحادثة سنة 656.
12 - نقض المعالم لفخر الدين الرازي في الأصولين ألفه في أثناء ألفه الكامل البهائي وفرغ منه يوم فراغه من الكامل.
13 - معارف الحقائق في الروضات عندنا تلخيص منه لبعض أفاضل معاصريه.
14 - الكفاية في الإمامة ألف في أصبهان أيام إقامته بها.
15 - بضاعة الفردوس.
16 - عيون المحاسن.
17 - نهج الفرقان إلى هداية الإيمان في الفقه ينقل عنه صاحب الذخيرة في مسألة صلاة الجمعة وهذه الأربعة الأخيرة مذكورة في روضات الجنات في الرياض قد ينسب إليه كتاب لوامع الأنوار بالفارسية في الفضائل ومعجزات الأئمة عليهم السلام وأظن أنه سهو بل هو للزواري المعاصر للشاه طهماسب الصفوي صاحب التفسير الفارسي المشهور.
دار التعارف للمطبوعات - بيروت-ط 1( 1983) , ج: 5- ص: 212