الحسن الأفطس بن علي الأصغر ابن علي زين العابدين بن الحسين بن علي
ابن أبي طالب عليهم السلام
(الفطس) بالتحريك انبطاح وانتشار في قصبة الأنف.
الخلاف في اسمه
المعروف أن اسمه الحسن مكبرا وكذلك ذكره صاحب عمدة الطالب وصاحب المشجر الكشاف لأصول الأشراف كما ذكر ابنه المتقدم كذلك ثم قال صاحب العمدة: قال الشيخ أبو نصر البخاري: وبعض الناس يقول أن الأفطس هو الحسين بن علي لا الحسن بن علي اه. ورسم في مروج الذهب الحسين مصغرا فقال المسعودي عند ذكر ابنه الحسن: وظهر في أيام المأمون الحسن بن الحسين بن علي ابن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب وهو المعروف بابن الأفطس وفي عمدة الطالب أن أباه علي الأصغر يكنى أبا الحسين اه. وهو مؤيد كون الأفطس اسمه الحسين لا الحسن لأن أباه لم يعقب إلا من ابنه الأفطس كما أن ابنه الحسن قد اختلف في اسمه فبعضهم جعله الحسن مكبرا وبعضهم الحسين مصغرا كما مر في ترجمته.
تصحيح نسبه ورد القدح فيه
في عمدة الطالب: أعقب علي الأصغر ابن زين العابدين عليه السلام من ابنه الحسن الأفطس أمه أم ولد سندية مات أبوه وهو حمل وتكلم (فتكلم) فيه النسابون فمن تكلم فيه أبو جعفر محمد بن معية النسابة صاحب المبسوط وله في ذلك قطعة شعر منها:
أفطسيون أنتم | اسكتوا لا تكلموا |
قال الشيخ أبو الحسن العمري علقت فيه عن ابن طباطبا الشيخ النسابة قولا يقارب الطعن ولا يعتد بمثله وقال الشيخ أبو نصر البخاري: كان بين الأفطس وبين الصادق كلام فتوجه الطعن عليه لذلك لا لشيء في نسبه وقال أبو الحسن العمري عمل الشيخ أبو الحسن محمد بن محمد. يعني شيخ الشرف العبيدلي كتابا رأيته بخطه وسماه بالانتصار لبني فاطمة الأبرار ذكر الأفطس وولده بصحة النسب وذم الطاعن عليهم قال الشيخ أبو الحسن العمري وهم في الجرائد والمشجرات ما دفعهم دافع قال وسألت شيخي أبا الحسن ابن كتيلة النسابة عن الأفطس فقال: أعز بني الألحى إلى الأفطس فإنه يكفيك ويكفيهم. هذا لفظه لم يزد عليه. قال وسألت والدي أبا الغنائم الصوفي النسابة سهم فذكر كلا ما برأهم نسبه من. قال صاحب العمدة وني كتاب أبي الغائم الحسن: حدثني أبو القاسم بن جذع (خدع): حدثنا عبد الله بن الفضل الطافي حدثنا ابن أسباط عمن حدثه حميد قال حدثتني سالمة مولاة أبي عبد الله الصادق عليه السلام قالت اشتكى أبو عبد السلام نخاف على نفسه فاستدعى ابن موسى وقال يا موسى أعط الأفطس سبعين دينارا وفلانا فدنوت منه وقلت تعطي الأفطس وقد قعد لك بشفرة يريد قتلك فقال يا سالمة تريدين أن أكون ممن قال الله تعالى:
{ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} قال وحكى أبو نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير قال سمعت جماعة يقولون نصر البخاري هذه الحكاية بتغيير قال سمعت جماعة يقولون أن الصادق عليه السلام كان يومي لجماعة من مشيره مد موته فأومى للأفطس بن علي شاين دينارا فقالت له عجوز في البيت أتأمر له بذلك وقد قعد لك بخنجر في البيت يريد أن يقتلك نقال أتريدين أن أكون ممن قال الله تعالى
{ويقطعون ما أمر الله به أن يوصل} لأصلن رحمه وإن قطع اكتبوا له بمائة دينار قال البخاري وهذه شهادة قاطعة من الصادق عليه السلام أنه ابن رسول الله صلى الله عليه وسلم اه. وروى الكليني في فروع الكافي بإسناده عن سالمة مولاة أبي عبد الله عليه السلام قالت كنت عند أبي عبد الله عليه السلام حين حضرته الوفاة فأغمي عليه فلما أفاق قال أعطوا الحسن بن علي بن علي ابن الحسين وهو الأفطس سبعين دينارا واعطوا فلانا كذا وكذا وفلانا كذا وكذا نقلت أتعطي رجلا حمل عليك بالشفرة فقال ويحك أما تقرين القرآن قالت بلى قال أما سمعت قول الله عز وجل:
{والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب} قال ابن محبوب في حديه بالشفرة يريد أن يقتلك فقال تريدين أن لا أكون من الذين قال الله تعالى:
{والذين يصلون ما أمر الله به أن يوصل ويخشون ربهم ويخافون سوء الحساب} ونعم يا سالمة أن الله تبارك وتعالى خلق الجنة وطيبها وطيب ريحها ولا يجد ريحها عاق ولا قاطع رحم وشهد له الصادق عليه السلام بصحة النسب أيضا بقوله للمنصور فيما يأتي تريد أن تسدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم يدا تعفو عن ابن عمك الحسن بن علي وذكر في المشجر جملة مما في العمدة ثم قال: وقيل أن الصادق عليه السلام فرق مالا في بني فاطمة ولم يعط الحسن الأفطس شيئا فقال الأفطس لم لم تعطني من هذا المال ألسنا من بني عمكم فقال الصادق عليه السلام:
أنتم لعمري من بني عمنا | إن عرف القوم لكم ذاكا |
لكنني أدركت أشياخنا | تنكر أولاك وأخراكا |
وقال إبراهيم المرتضى بن موسى الكاظم أو غيره شعرا:
أفطسيون أنتم | اسكتوا ولا تتكلموا |
كان من قول جعفر | فيكم ما علمتم |
قسم المال في ذويـ | ـه ولم يحظ منكم |
أحد بالقليل منـ | ـه ولو كان درهم |
هو طلق لنا حلا | ل وفيكم محرم |
أخر الله جدكم | وأبونا مقدم |
(قال المؤلف) ما نسب إلى الصادق عليه السلام من عدم إعطائه وإنشاده البيتين لم يعرف سناه ولعله موضوع عليه أو لعل الشعر لغيره ونسب إليه اشتباها فلا يعارض ما هو عن الصادق من الشهادة بصحة نسبه والأبيات الميمية مع اختلاف في قائلها فصاحب العمدة ينسبها إلى ابن معية وصاحب المشجر إلى إبراهيم المرتضى لا تعارض ذلك أيضا ولعل وفاة أبيه وهو حمل أوقع بعض التوهم في نسبه وساعد عليه جرأته على الصادق عليه السلام ولكن ما مر يكفي لتصحيح نسبه.
أخباره
في عمدة الطالب والمشجر قال أبو نصر البخاري خريج الأفطس مع محمد بن عبد الله بن الحسن النفس الزكية وبيده راية بيضاء وأبلى ولم يخرج معه أشجع منه ولا أصبر (وفي المشجر ولا أبصر) وكان يقال له رمح آل أبي طالب لطوله وفي المشجر لطوله وطوله قال أبو الحسن العمري: كان صاحب راية محمد بن عبد الله الصفراء ولما قتل النفس الزكية محمد هذا اختفي الحسن الأفطس فلما دخل جعفر الصادق عليه السلام العراق ولقي أبا جعفر المنصور قال له يا أمير المؤمنين تريد أن تسدي إلى رسول الله يدا قال نعم يا أبا عبد الله قال: جعفر عن ابن عمه (وفي المشجر عن ابنه) الحسن بن علي بن علي فعفا عنه اه. وهذا يدل على مكارم أخلاق الصادق عليه السلام وسعة حلمه ومحافظته على صلة الرحم أساء صاحبها أم أحسن فهو يتشفع عند المنصور لمن حاول قتله ويوصي له بالمال عند موته ويصل رحمه وإن قطعها ولا غرو هو إمام أهل البيت في عصره ومن اكتملت فيه كل فضيلة. ومما مر قد يشك في كونه من شرط كتابنا.
في عمدة الطالب والمشجر الكشاف: أعقب الحسن الأفطس وأكثر عقبه من خمسة رجال علي الجزري (الحوري) وعمر والحسين والحسن المكفوف وعبد الله الشهيد قتيل البرامكة.